“أنا لم أعد أعرف من هو الوحش الحقيقي.”
“صدقتَ. يجب ألا نحاول أبداً الوقوف في وجه سمو ولي العهد.”
عقب تمتمة هيستين، تبعته عزيمة فابيان الصلبة.
مباشرة بعد ظهور عملاق الخطأ واختفاء سيلفيا ورويلا، بدأ هيلديون الغاضب في إبادة العملاق بطريقةٍ أحادية الجانب.
حتى الناس الذين كانوا قد فروا مذعورين عند رؤية العملاق لأول مرة، سرعان ما استعادوا هدوءهم وراحوا يراقبون عرض الإبادة الذي يقدمه ولي العهد.
“أوه، لا بد أن الألم شديد.”
“يبدو العملاق مسكيناً…..هل أنا غريبٌ لأفكر هكذا؟”
“لا أعلم. أشعر أيضاً…..أنه يبدو مثيراً للشفقة.”
لقد بلغ الأمر حد الشعور بالشفقة تجاه العملاق الذي كان يتعرض للضرب المبرح دون مقاومة.
“كنا نعلم أن سموه قوي، لكن لم نتوقع أن يكون بهذه القوة.”
“حقاً. كنت أظن أن ما رأيناه منه في مهرجان الصيد كان أقصى قوته…..”
“أقصى قوة؟ يبدو أنه كان يقاتل حينها بأطراف أصابعه فقط.”
وبينما كانوا يتهامسون، كان حجم العملاق يتقلص بسرعة.
من المحتمل أن النهاية أصبحت قريبةً الآن.
“هاه، يا لهذا الأمر.”
بالرغم من ظهوره الأول المذهل، كانت نهايته في غاية البؤس.
رفع الدوق بريتا نظره نحو العملاق الذي كان على وشك السقوط، وزفر تنهيدةً ثقيلة وتمتم.
“تباً. نحن على وشك القضاء على هذا الشيء، ولكن رويلا، أين أنتِ بحق.”
بينما كان هيلديون يواجه العملاق، انشغل الدوق ومن معه بالبحث عن رويلا.
في البداية، حاولوا مساعدة هيلديون في قتال العملاق، لكن-
“لا داعي، أرجو أن تتكفل بأمرٍ آخر.”
“أمر آخر؟”
“…..رويلا، السيدة القديسة قد اختفت. مع تلك المرأة.”
في تلك اللحظة، شعر الدوق وكأن رأسه أصبح فارغاً.
رويلا اختفت؟ ومع امرأة تحمل قوة أهوبيف؟
“هل، هل هذا صحيح؟”
“نعم. لذا، أرجو أن تركز على البحث عن السيدة القديسة مع الكهنة. أرجوكَ.”
امتثل الدوق فوراً لكلام هيلديون.
“هل هذا حقاً الصواب؟ ألا يجب علينا أولاً مساعدة سموه والتخلص من ذلك الوحش….؟”
“مجرد بقائنا بعيدين هو مساعدةٌ له. انظر هناك.”
التفت الفارس الذي كان يتحدث إلى الدوق للخلف، فرأى هيلديون وهو يقاتل العملاق وكأنه يطير في الهواء.
‘نعم. تدخلي بالتأكيد سيكون عائقاً!’
اقتنع الفارس سريعاً وانطلق للبحث عن رويلا. لكن حتى لحظة سقوط العملاق على يد هيلديون، لم يتمكنوا من تحقيق أي نتيجةٍ تذكر.
“…..أما زلتم لم تعثروا عليها؟”
سأل هيلديون بنبرة قاتمة وهو يمسح آثار السواد التي لطخت وجهه.
“الـ، الأمر هو…..”
تحت وطأة الهيبة التي شعروا بها، لم يجرؤ الفرسان على فتح أفواههم.
“لم نعثر عليها.”
كان من أجاب هو الدوق بريتا، ذو الوجه الشاحب.
وبنبرة يائسة، أضاف الكاهن الأكبر ذو الوجه الكئيب.
“بلا شك، نشعر بوجودها قريبة. نحن متأكدون أنها ليست بعيدة، ولكن لا ندري أين تكون بالضبط.”
“…..سموك.”
ناداه الدوق بصوت منخفض بينما كان يصغي بصمت، واهتزت عيناه الزرقاوان اللتان تشبهان عيني رويلا برقة.
وفي اللحظة التالية.
سقط على ركبتيه فجأة وكأنه انهار.
“سموك، أرجوك، أرجوك، أنقذ ابنتي. أرجوك، أنقذها!”
كان صوته المتوسل حزيناً للغاية.
رغم كثرة الأعين التي كانت تراقبه، إلا أنه لم يبدُ عليه أدنى اكتراث.
“أنت تعرف جيداً كم عانت تلك الطفلة، أليس كذلك يا سموك؟ أرجوكَ، أرجوكَ أنقذ طفلتي…..أرجوكَ…..”
انهمرت الدموع من عينيه الحادتين.
عند رؤية دموع الدوق، عض هيلديون على أسنانه بقوة.
اشتداد رجاء الأب بهذا الشكل لا بد أنه يعني أن الوضع قد أصبح في غاية الخطورة. وذلك ما جعل قلب هيلديون يضطرب بشدة.
“انهض، يا دوق. سأعثر على رويلا وسأنقذها مهما كان الثمن. أعدكَ بحياتي.”
رغم أنه كان يتحدث، إلا أن كل حواسه كانت متركزة بالكامل على رويلا.
‘لقد قال أنها قريبة من هنا.’
بما أن الكاهن الأكبر شعر بطاقة رويلا وسيلفيا بنفسه، فلا شك أن هذه المعلومة صحيحة.
الاثنتان موجودتان بالقرب من هذا المكان. إنهما موجودتان، لكن لا يمكن رؤيتهما بالعين المجردة.
ركّز هيلديون حواسه الخمس جميعاً. و شدد انتباهه كلياً على تتبع أثر رويلا فقط.
و في تلك اللحظة. شعر باهتزاز طفيف قريب منه.
كان إحساساً دقيقاً أشبه بمسمار يُدق في جدار صلب. وكان شعوراً لا يمكن للإنسان العادي أن يدركه، لكن هيلديون، الذي تطورت حواسه بفضل البركة، التقطه بوضوح.
“هناك.”
سبق الفعل التفكير.
قبض هيلديون على سيفه بقوة وانطلق بسرعة نحو مصدر الاهتزاز. وسرعان ما اخترق طرف سيفه شقاً دقيقاً.
ومن خلال الفجوة الصغيرة، ظهرت صورة رويلا. وبجانبها، كانت سيلفيا تهجم عليها.
بأقصى ما لديه من قوة، ألقى هيلديون بجسده ليحمي رويلا.
وفي اللحظة التي التقت فيها عيناه بعيني سيلفيا المذهولتين، اجتاز ألمٌ حاد جسده.
“آه…..”
بدلاً من أن يصرخ ألماً، كتم هيلديون أنينه ولوّح بسيفه.
و بفضل الطاقة المقدسة المنبعثة من رويلا وقوة هيلديون العظيمة، ارتد أهوبيف بعيداً بقوة.
ولم تنهار ركبتي هيلديون إلا بعد أن تأكد من ابتعاد أهوبيف. و بدأ الدم الأسود يتدفق بغزارة من بطنه المثقوب.
“…..سموك؟”
آه، لقد كان صوت رويلا.
“سموك، سمو ولي العهد، سموك!”
من خلال غشاوة عقله المتداعي، وصل إلى أذنه صوت رويلا وهي تصرخ برعب.
فابتسم هيلديون.
‘أنتِ بخير.’
طالما أن رويلا بخير، فهذا يكفي. حقاً، كان ذلك كل ما يحتاجه.
‘نعم، حقاً، هذا يكفي…..’
وبابتسامة خفيفة على وجهه، فقد هيلديون وعيه. وسرعان ما انهار الفضاء الباطني حول مركز الشق.
***
بعد أن اختفى هيلديون داخل الفضاء الباطني. لم يمض وقتٌ طويل حتى انهار الفضاء الباطني وظهرت الأجساد الثلاثة التي كانت مختفية.
أولئك الذين اندفعوا فرحين لعثورهم أخيراً على رويلا، صدموا من المشهد المروع الذي رأوه وعجزوا عن النطق.
سيلفيا كانت مطروحةً أرضاً تتقيأ دماً.
و هيلديون، الذي لم يتوقف الدم الأسود عن التدفق من بطنه.
ورويلا، التي كانت تحتضنه باكية.
“سموك، سموك! أرجوكَ استيقظ. لا تفعل هذا. لا تفعل هذا يا سمو ولي العهد، أرجوك.”
صدح صوت رويلا المتوسل وسط الصمت.
“لا، لا تفعل هذا، أرجوكَ! أرجوكَ لا تفعل!”
ومع صرختها المليئة باليأس، بدأ نور أبيض ينبعث من يديها. كانت طاقةً مقدسة.
في هذه الأثناء، نهض أهوبيف بصعوبة من مكانه وأطلق ضحكةً ساخرة.
“مجرد صراخٍ عديم الجدوى. ذلك الرجل تلقى ضربتي بشكل مباشر. لذا، إما أنه سيفقد السيطرة ويجن، أو أن جسده لن يحتمل وسيموت، ولن يتبقى منه سوى قلبي.”
لكن رويلا لم تبدِ أي ردة فعل تجاهه. وكأنها لا تسمع صوته، ركزت كل طاقتها على ضخ النور المقدس في جسد هيلديون.
“يا للغباء. ألا تعرفين أن الطاقة المقدسة لا تجدي نفعاً مع من هو على وشك الموت؟”
ومع ذلك، لم تُظهر رويلا أي رد فعل.
‘نعم، تابعي صراخك.’
كلما فعلتِ، كلما أصبحتِ أكثر بؤساً.
بابتسامة سخرية، خطا أهوبيف خطوةً إلى الأمام. ولكن، اعترض طريقه الدوق بريتا.
“هاه؟”
مال أهوبيف رأسه بدهشة.
“أحقاً تعتقد أن أمثالك يستطيع أن يعيقني؟ يا للسخف. يبدو أنكَ تستخف بي.”
“على الإطلاق. أنت لست سخيفاً في نظري. ولهذا أقف أمامك. لن أسمح لكَ بالاقتراب من ابنتي.”
عندها فقط، رفعت رويلا رأسها نحو الأمام.
“…..أبي؟”
“رويلا. أنتِ قومي بما عليكِ القيام به. والدكِ هذا سيحمي الطريق أمامكِ.”
ابتسم الدوق وهو يجيب على نداء ابنته.
“لذا، لا داعي للقلق أبداً.”
أبي…..
وسط رؤية رويلا المشوشة، ظهر ظهر شخصٍ آخر.
“صحيح، سيدتي القديسة. رجاءً ركزي فقط على إنقاذ سموه.”
كان هيستين الذي وقف بجانب الدوق ممسكاً بسيفه بإحكام.
ولم يكونا وحدهما.
“سأساعد أيضاً، سيدتي! لا يمكننا أن نخسر وجهاً بهذا الجمال، سيكون ذلك خسارةً عظيمة للإمبراطورية!”
“آه، يا لحظي التعيس. كنت فقط أريد أن أجني المال لا أكثر.”
هاميل وفابيان.
“يا آنسة، فقط اعتمدي علينا، وتصرفي كما تشائين.”
جراهام.
“آآآه، لقد حاولت قتل ابني! لن أسامحكَ أبداً!”
“جلالة الإمبراطورة، اهدئي رجاءً. فرسان الحرس الملكي، نظموا الصفوف واستعدوا للهجوم المضاد!”
“فرسان المعبد، انضموا إلى فرسان الحرس الملكي. وعلى بقية الكهنة أن يكونوا مستعدين لاستخدام طاقتهم المقدسة في أي لحظة!”
الإمبراطورة والإمبراطور والكاهن الأكبر الذين قادوا فرسان الحرس والكهنة.
وأيضاً…..
“سأساعد أيضاً. أنتما من أنقذ حياتي. لا يمكنني أن أتجاهل هذا الجميل.”
“السيدة القديسة أنقذت حياتنا!”
“صحيح! وأنا، سأساعد أيضاً!”
“أنا أيضاً مدينةٌ للسيدة القديسة بالفضل.”
“أنقذوا سمو ولي العهد!”
.
.
.
“سيدتي القديسة، اتركي الأمر لنا!”
كان العديد ممن أنقذتهم هي وهيلديون يقفون بثبات لحمايتها.
ابتسم أهوبيف بسخرية أمام الحشد المتدفق،
“أيها الحمقى. حتى لو تجمعتم أنتم البشر التافهون، فلن تستطيعوا أبداً مجاراتي.”
كانت نظرته أشبه بمن ينظر إلى سربٍ من النمل أمام عملاق. لكن، رويلا لم تفكر بتلك الطريقة.
لقد شعرت بالقوة. شعرت بقوةٍ عظيمة. وكأن أمامها جداراً صلباً مصنوعاً من البشر.
فاض قلبها بمشاعر غامرة. وسخنت عيناها من شدة التأثر.
‘السمعة.’
هؤلاء هم ثمرة السمعة التي بنيتها بشق الأنفس طوال تلك المدة.
ظهورهم كان يقول لي أن جهودي لم تذهب سدى.
“سموك.”
أنظر هناك. انظر كم من الناس يريدون إنقاذك.
كل هؤلاء هم أشخاص كسبناهم بجهدنا، أنا وأنت.
انظر إلى هذا المشهد الجميل. و انظر إلى العالم الذي أحبه.
لذلك، يا سموك.
“أرجوكَ، لا تمت.”
.
.
دينغ-!
.
<مهمة خفية جديدة
♥(ˆ⌣ˆԅ)!
• هل ترغبين في قبول المهمة؟
(نعم / أحب ذلك♥)>
.
.
لقد تجاوزتَ وقت الاختيار.
نظام القبول التلقائي يعمل- تم اختيار الخيار تلقائياً.
(نعم / أحب ذلك♥)
دينغ-!
<لقد قبلتِ المهمة الخفية ( •⌄• ू )✧!>
______________________
الا هيلديون تكفوووون
مع انه واضح مب فاطس بس يوجع
ابو رويلا ياناس يجننننن كل ماتكلم بكيت معه😭
المهم النظام حتى وسط كل ذاه للحين ماغير خياراته🌝
باقي 3 فصول
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 170"