“أوه، هل تجرؤون على الرد وأنتم من حاولتم خطف القديسة وقتلها؟!”
“آ، آسفٌ جدًا!”
اعتذر الرجل باكيًا وكأنه اكل سُمًّا يُجبر على ابتلاعه، وراح يقود الحصان بسرعة أكبر.
‘نحن بالفعل نركض بأقصى سرعة…..’
كان يشعر برغبة في البكاء حقًا. لماذا وافق القائد على هذه المهمة؟
رمق الرجل خلفه بطرف عينه، ثم تنهد بحسرة وأعاد نظره إلى الأمام.
‘صحيح…..لكن، لا تزال حالتي أفضل من القائد.’
فقد كان قائدهم راكعًا داخل العربة الضيقة أمام رويلا. وكان يرد على استجوابها الذي يشبه التهديد، والدموع تنهمر من عينيه.
“من الذي أمركم باختطافي؟ إياكَ أن تكذب، وإلا لن يعجبكَ الأمر.”
“جـ، جـ، جلالة…..جلالة الملكة هي من أمرت بذلك.”
“ماذا؟! جلالة الملكة؟!”
رغم أن الجواب كان متوقعًا تمامًا، الا أن رويلا تظاهرت بالدهشة متعمدة. لأن هذه اللحظة أيضًا كانت تُسجَّل.
“قلتُ لكَ أن الكذب لن يكون ممتعًا. ألا تخاف من العقاب؟”
“لا أكذب! جلالة الملكة هي من أمرتنا بذلك. لو لم تكن بهذه المنزلة، لما قبلنا مهمةً خطيرة مثل “اختطاف القديسة”.”
“همم، هذا منطقيٌ بالفعل.”
“أليس كذلك؟!”
“يا إلهي، لا أستطيع أن أصدق…..جلالة الملكة أرادت اختطافي وقتلي…..! اهيء.”
غطّت رويلا وجهها بكلتا يديها وأصدرت صوت بكاءٍ خافت. وبذلك انتهى تسجيل كرة الكريستال.
وبالنظر إلى المشاهد التي مرّت خلف العربة، يبدو أن التصوير توقف عند لحظة وصولهم إلى موقع الحدث.
و من بين جميع من شاهدوا الفيديو، لم يجرؤ أحد على فتح فمه. باستثناء شخصٍ واحد فقط.
“…هذا غير معقول. غير معقولٍ تمامًا. إنها مؤامرة! الجميع يتآمر ضدي!”
الملكة، التي صرخت وقد شحب وجهها كالخزف الأبيض.
***
هذا مشهدٌ يستحق المشاهدة.
‘أجل، هذا بالضبط ما كنتُ أرغب في رؤيته.’
أن تنهار تلك الشريرة التي سببت لنا الكثير من المعاناة، بهذا الشكل البائس. فأنا لستُ شخصًا حسن الطبع في الأصل.
“هذا غير معقول. غير معقولِ تمامًا. جلالتكَ، لا تصدق هذا!”
تعلّقت الملكة بالإمبراطور الواقف إلى جانبها، متوسلةً إليه.
‘ففي هذا الوضع، كل الأحكام بيد الإمبراطور.’
كان تصرفًا ذكيًا بالفعل. و المشكلة فقط أن وجه الإمبراطور كان ملبدًا بالظلام.
“هذه مؤامرة. مجرد كلامٍ من بعض المجرمين، كيف يُحكم عليّ وأُدان بناءً عليه؟ هذا ظلم. أولئك الأوغاد خدعوا القديسة. ولماذا أريد أنا إيذاء القديسة؟ إنها كنزٌ للإمبراطورية!”
“آه يا للأسف.”
انتهزت اللحظة المناسبة وتنهدت.
“وأنا أيضًا كنت أود أن أصدق هذا. لكن، للأسف، هناك دليلٌ قاطع بأن جلالتكِ أوكلت إليهم هذه المهمة.”
“…..دليل؟”
“نعم. أنتَ، هناك.”
فور سماع “أنتَ، هناك”، وقف قائد الخاطفين بسرعة واقترب.
“أخرج ما معكَ.”
“نعم!”
أجاب وهو في غاية الانضباط، ثم أخرج ورقةً وقلمًا.
“وهذا يعتبر دليلاً؟”
لعلها ظنت أن الأمر تافه أكثر مما توقعت، فعادت بعض الثقة إلى وجه الملكة.
‘لو فكرتِ بهذه الطريقة، ستندمين كثيرًا.’
وأنا أبتسم بسخرية، كان الرجل يُحرّك يده ويُجيب،
“نعم، هذا دليلٌ قاطع. هناك ورقة أرسلتُ فيها إلى جلالة الملكة خبر نجاح المهمة، أليست كذلك؟”
“هاه. وقاحة ما بعدها وقاحة. أنا لم أستلم شيئًا من هذا القبيل.”
“كنت أعلم أن جلالتكَ ستنكرين. لسنا مبتدئين في هذا المجال، لذا كنا نتوقع شيئًا كهذا. ولهذا السبب، أعددنا شيئًا خاصًا بالحبر والورقة.”
“…..شيءٌ خاص؟”
بدأت ملامح الملكة تتجمد مجددًا منذ تلك اللحظة.
“قد يبدو الأمر وكأنه قلمٌ وورقة عاديين من النظرة الأولى. لكن، إن كتبت شيئًا بهذا القلم على هذه الورقة–”
قال ذلك، ثم كتب أمام الجميع بالقلم بكل ثقة،
<لنَعِش بصدق.>
ثم رمقني بنظرةٍ جانبية يتفقد بها ردة فعلي.
‘رائع.’
أومأت برأسي دون كلمة، فتابع كلامه بوجه يكاد يبكي،
“حين يلتقي هذان المكوّنان، ينبعث عطرٌ خاص. ليس قويًّا جدًا، لكنه لا يزول بسهولة. يبقى ثابتًا لما لا يقل عن عشرة أيام.”
“همم. إن لم يكن قويًا، فلن يُشم في الظروف العادية، أليس كذلك؟ وإن لم ينتبه له أحد، قد لا يلاحظ أبدًا.”
“تمامًا!”
أجاب الرجل بعينين لامعتين حين طرحت سؤالي.
‘عيناك تقولان: “سأتقن التمثيل على أكمل وجه!”‘
“لكن، لا بد أن تبقى رائحةً على يد من أمسك بالورقة.”
وبعد تأكيد الرجل، بدأت الملكة تُخفي يديها ببطء خلف ظهرها. لكن الإمبراطور أوقفها على الفور.
“جلالتكَ.”
“إن كان الأمر بالفعل ظلمًا، فلا حاجة لإخفاء شيء. أريني يديكِ.”
“لكن–”
قبل أن تُكمل الملكة تبريرها، أمسك الإمبراطور بمعصمها وسحب يدها. وما إن شمّ أطراف أصابعها، حتى تجمّد وجهه ببرود.
“الرائحة…..موجودةٌ فعلًا.”
“…..آه، قبل قليل سقط شيء على الأرض، فالتقطته ورميته. ربما كانت تلك هي الورقة…..إنه فخ! شخصٌ ما دبّر هذه المؤامرة بدقة ليلصق بي التهمة!”
لكن رغم محاولاتها البائسة للتبرير، لم تتغير نظرة الإمبراطور المليئة بخيبة الأمل.
ولم أُضِيع هذه الفرصة، بل قفزت مباشرةً إلى الحديث.
“جلالة الملكة…..أليس من الأفضل الاعتراف بالحقيقة؟ في الواقع، أنا أعرف السبب الذي دفعكِ لمحاولة اختطافي.”
“أنت تقولين أنكِ تعرفين السبب؟”
ردّ الإمبراطور متسائلًا بعد سماع كلامي، لتسارع الملكة إلى مقاطعته بلهفة.
“هذا ليس أمرًا يستدعي اهتمام جلالتكَ. يبدو أن القديسة قد أساءت الفهم، وسأتولى أنا توضيح الأمور–”
“كفى. يكفي هذا، أيتها الملكة!”
“…..جلالتكَ.”
“إن كنتِ حقًا واثقةً من براءتكِ، فالتزمي الصمت. ثم، حتى لو كانت قديسة، فإن شكّها في ملكة الإمبراطورية يستوجب تحمل المسؤولية. لذا، سأستمع بنفسي إلى ما تسميه بالسبب، وأحكم إن كان يستحق الشك أم لا.”
“قولٌ عادل فعلًا.”
انحنيتُ باحترامٍ إلى والد خطيبي المستقبلي، ثم أرسلت إشارةً بعيني إلى والدي، الذي ظل واقفًا بصمت.
شقّ أبي صفوف الحضور بخطواتٍ ثابتة واقترب مني.
“هنا، هذه هي الأدلة التي طلبت مني ابنتي الاحتفاظ بها.”
“آمل ألا تكون القديسة قد ارتكبت حماقة.”
فقال أبي بوجهٍ غاية في الجدية ردًا على الإمبراطور الذي بدا وكأنه يُلقي تحذيرًا،
“ابنتي أكثر حكمةً وموثوقية مما قد يظن البعض. وهي، فوق كل شيء، تحب هذه الإمبراطورية من أعماق قلبها. فلا داعي للقلق، جلالتكَ.”
ثم مدّ يده الكبيرة وربت بخفة على مؤخرة رأسي.
‘…..هذا محرج.’
لكن، لم يكن شعورًا سيئًا. لا، بل كان شعورًا رائعًا.
أن يُعلن ثقته بي أمام الإمبراطور ذاته، هذا أسعدني للغاية.
ولهذا، فلا مجال للشك.
‘يجب أن أُطيح بالملكة ومن معها اليوم.’
من أجل حماية السلام الذي ينعم به من أحب، ومن أجل من أثق بهم ويثقون بي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات