كان اختيار هذا العنصر في الليلة التالية لوضع “خطة الاختطاف”. صحيحٌ أن هاميل ستكون مرافِقةً للحماية، لكن لا يزال هناك جانبٌ يبعث على القلق.
وفوق ذلك، كنت أفكر في كيفية انتزاع الاعتراف من أفواههم.
“سيكون من الأفضل لو جاء الأمر بطريقةٍ أكثر طبيعية.”
على الأقل، تسجيل الموقف لن يكون مشكلة. فما إن وُضعت خطة الاختطاف، حتى أخرجت مهمة “جمع الأدلة” كرةً بلورية مخصصة للتسجيل.
لا بد أن هذا يعني أنه ينبغي استخدامها للتصوير.
حسنًا، إذاً سيكون تسجيل الوضع سهلًا…..
لكن المشكلة هي كيف أستدرج اعترافًا طبيعيًا. أعني مشهدًا يمكن أن يقبله الناس على أنه منطقي.
وأنا غارقةٌ في هذه الأفكار، خطر ببالي فجأةً تلك العرّافة العجوز التي التقيت بها سابقًا.
‘على ما أذكر، قالت أنه إن واجهت خطرًا فافتحِ الصندوق الغريب الوحيد المتبقي. حينها سيظهر الرعد والبرق ليساعداني.’
لحظة الخطر، أليس هذا هو الوقت المناسب؟
فلو فشلت هذه العملية، سيتغير الكثير. وإن لم يكن هذا خطرًا، فما هو الخطر إذًا؟
‘لكن، ما هو هذا الصندوق الغريب الوحيد المتبقي؟’
في تلك اللحظة، ومضةٌ عبرت ذهني.
شيءٌ غريب واحد متبقٍ بحوزتي. سحب تأثير عشوائي حصلت عليه يوم مهرجان الصيد.
‘إن كان الصندوق يشير إلى نافذة النظام، وكان الرعد والبرق هو التأثير…..’
شعرت وكأنني أُقحم الفكرة إقحامًا، لكنني استدعيت نافذة النظام على أمل أن يكون هناك شيءٌ ما.
ثم، في اللحظة التي أجريت فيها السحب العشوائي.
دينغ–!
<عنصر تأثير (★≧▽^))★☆ (3)
• “رعد وبرقُ الغضب”
: ينزل رعد وبرق قوي كلما أردت ذلك.
※ التأثير يحدث فقط ضمن نصف قطر 10 أمتار.
※ يمكن استخدامه 10 مرات فقط.
(عنصر تأثير تم الحصول عليه عبر السحب العشوائي.)>
هذا ما حصلت عليه.
“…ططالجدّة كانت على حق.”
لو كنت أعلم هذا، لدَفعت لها أجرًا أكبر.
وبينما كانت تشعر بندمٍ متأخر، بدأت رويلا تُكمّل خطتها.
و باستخدام هذا لاستدراج اعترف الخاطفين. وكانت العملية ناجحةً نجاحًا ساحقًا.
دويي، كراش–!
“آآآه!”
“أ- أرجوكِ، أنقذينا!”
مع كل مرة ينزل فيها الرعد والبرق، كان الخاطفون يرتعدون ويصرخون من الرعب.
‘كنت أعلم أن الأمر سيكون هكذا.’
من اللحظة التي رأته فيها، فكرت أنه تأثير مثالي للخداع– أقصد، للمناورة.
كما قلت مرارًا، الأوغاد يتظاهرون بأنهم أبرياء لكنهم يخافون من العقاب. بالفعل، لا ضمير ولا كرامة.
وأثناء مشاهدتها لهم وهم يصرخون كأطفالٍ في الخامسة يعانون من كوابيس، كانت رويلا تحرك أطراف قدميها براحة.
“حسنًا، فلنرَ أيهم سيتلقى عقاب الغضب أولًا؟ هاهاها.”
ومع ضحكتها الشريرة، شحبت وجوه الخاطفين.
بعد قليل.
“أنتم بطيئون.”
“نحن، نحن نسير بأقصى سرعةٍ ممكنة.”
“أوه، هل تجرؤون على الرد وأنتم من حاولتم خطف القديسة وقتلها؟!”
“آ، آسفٌ جدًا!”
اعتذر الرجل باكيًا وكأنه اكل سُمًّا يُجبر على ابتلاعه، وراح يقود الحصان بسرعة أكبر.
‘نحن بالفعل نركض بأقصى سرعة…..’
كان يشعر برغبة في البكاء حقًا. لماذا وافق القائد على هذه المهمة؟
رمق الرجل خلفه بطرف عينه، ثم تنهد بحسرة وأعاد نظره إلى الأمام.
‘صحيح…..لكن، لا تزال حالتي أفضل من القائد.’
فقد كان قائدهم راكعًا داخل العربة الضيقة أمام رويلا. وكان يرد على استجوابها الذي يشبه التهديد، والدموع تنهمر من عينيه.
“من الذي أمركم باختطافي؟ إياكَ أن تكذب، وإلا لن يعجبكَ الأمر.”
“جـ، جـ، جلالة…..جلالة الملكة هي من أمرت بذلك.”
“ماذا؟! جلالة الملكة؟!”
رغم أن الجواب كان متوقعًا تمامًا، الا أن رويلا تظاهرت بالدهشة متعمدة. لأن هذه اللحظة أيضًا كانت تُسجَّل.
“قلتُ لكَ أن الكذب لن يكون ممتعًا. ألا تخاف من العقاب؟”
“لا أكذب! جلالة الملكة هي من أمرتنا بذلك. لو لم تكن بهذه المنزلة، لما قبلنا مهمةً خطيرة مثل “اختطاف القديسة”.”
“همم، هذا منطقيٌ بالفعل.”
“أليس كذلك؟!”
“يا إلهي، لا أستطيع أن أصدق…..جلالة الملكة أرادت اختطافي وقتلي…..! اهيء.”
غطّت رويلا وجهها بكلتا يديها وأصدرت صوت بكاءٍ خافت. وبذلك انتهى تسجيل كرة الكريستال.
وبالنظر إلى المشاهد التي مرّت خلف العربة، يبدو أن التصوير توقف عند لحظة وصولهم إلى موقع الحدث.
و من بين جميع من شاهدوا الفيديو، لم يجرؤ أحد على فتح فمه. باستثناء شخصٍ واحد فقط.
“…هذا غير معقول. غير معقولٍ تمامًا. إنها مؤامرة! الجميع يتآمر ضدي!”
الملكة، التي صرخت وقد شحب وجهها كالخزف الأبيض.
***
هذا مشهدٌ يستحق المشاهدة.
‘أجل، هذا بالضبط ما كنتُ أرغب في رؤيته.’
أن تنهار تلك الشريرة التي سببت لنا الكثير من المعاناة، بهذا الشكل البائس. فأنا لستُ شخصًا حسن الطبع في الأصل.
“هذا غير معقول. غير معقولِ تمامًا. جلالتكَ، لا تصدق هذا!”
تعلّقت الملكة بالإمبراطور الواقف إلى جانبها، متوسلةً إليه.
‘ففي هذا الوضع، كل الأحكام بيد الإمبراطور.’
كان تصرفًا ذكيًا بالفعل. و المشكلة فقط أن وجه الإمبراطور كان ملبدًا بالظلام.
“هذه مؤامرة. مجرد كلامٍ من بعض المجرمين، كيف يُحكم عليّ وأُدان بناءً عليه؟ هذا ظلم. أولئك الأوغاد خدعوا القديسة. ولماذا أريد أنا إيذاء القديسة؟ إنها كنزٌ للإمبراطورية!”
“آه يا للأسف.”
انتهزت اللحظة المناسبة وتنهدت.
“وأنا أيضًا كنت أود أن أصدق هذا. لكن، للأسف، هناك دليلٌ قاطع بأن جلالتكِ أوكلت إليهم هذه المهمة.”
“…..دليل؟”
“نعم. أنتَ، هناك.”
فور سماع “أنتَ، هناك”، وقف قائد الخاطفين بسرعة واقترب.
“أخرج ما معكَ.”
“نعم!”
أجاب وهو في غاية الانضباط، ثم أخرج ورقةً وقلمًا.
“وهذا يعتبر دليلاً؟”
لعلها ظنت أن الأمر تافه أكثر مما توقعت، فعادت بعض الثقة إلى وجه الملكة.
‘لو فكرتِ بهذه الطريقة، ستندمين كثيرًا.’
وأنا أبتسم بسخرية، كان الرجل يُحرّك يده ويُجيب،
“نعم، هذا دليلٌ قاطع. هناك ورقة أرسلتُ فيها إلى جلالة الملكة خبر نجاح المهمة، أليست كذلك؟”
“هاه. وقاحة ما بعدها وقاحة. أنا لم أستلم شيئًا من هذا القبيل.”
“كنت أعلم أن جلالتكَ ستنكرين. لسنا مبتدئين في هذا المجال، لذا كنا نتوقع شيئًا كهذا. ولهذا السبب، أعددنا شيئًا خاصًا بالحبر والورقة.”
“…..شيءٌ خاص؟”
بدأت ملامح الملكة تتجمد مجددًا منذ تلك اللحظة.
“قد يبدو الأمر وكأنه قلمٌ وورقة عاديين من النظرة الأولى. لكن، إن كتبت شيئًا بهذا القلم على هذه الورقة–”
قال ذلك، ثم كتب أمام الجميع بالقلم بكل ثقة،
<لنَعِش بصدق.>
ثم رمقني بنظرةٍ جانبية يتفقد بها ردة فعلي.
‘رائع.’
أومأت برأسي دون كلمة، فتابع كلامه بوجه يكاد يبكي،
“حين يلتقي هذان المكوّنان، ينبعث عطرٌ خاص. ليس قويًّا جدًا، لكنه لا يزول بسهولة. يبقى ثابتًا لما لا يقل عن عشرة أيام.”
“همم. إن لم يكن قويًا، فلن يُشم في الظروف العادية، أليس كذلك؟ وإن لم ينتبه له أحد، قد لا يلاحظ أبدًا.”
“تمامًا!”
أجاب الرجل بعينين لامعتين حين طرحت سؤالي.
‘عيناك تقولان: “سأتقن التمثيل على أكمل وجه!”‘
“لكن، لا بد أن تبقى رائحةً على يد من أمسك بالورقة.”
وبعد تأكيد الرجل، بدأت الملكة تُخفي يديها ببطء خلف ظهرها. لكن الإمبراطور أوقفها على الفور.
“جلالتكَ.”
“إن كان الأمر بالفعل ظلمًا، فلا حاجة لإخفاء شيء. أريني يديكِ.”
“لكن–”
قبل أن تُكمل الملكة تبريرها، أمسك الإمبراطور بمعصمها وسحب يدها. وما إن شمّ أطراف أصابعها، حتى تجمّد وجهه ببرود.
“الرائحة…..موجودةٌ فعلًا.”
“…..آه، قبل قليل سقط شيء على الأرض، فالتقطته ورميته. ربما كانت تلك هي الورقة…..إنه فخ! شخصٌ ما دبّر هذه المؤامرة بدقة ليلصق بي التهمة!”
لكن رغم محاولاتها البائسة للتبرير، لم تتغير نظرة الإمبراطور المليئة بخيبة الأمل.
ولم أُضِيع هذه الفرصة، بل قفزت مباشرةً إلى الحديث.
“جلالة الملكة…..أليس من الأفضل الاعتراف بالحقيقة؟ في الواقع، أنا أعرف السبب الذي دفعكِ لمحاولة اختطافي.”
“أنت تقولين أنكِ تعرفين السبب؟”
ردّ الإمبراطور متسائلًا بعد سماع كلامي، لتسارع الملكة إلى مقاطعته بلهفة.
“هذا ليس أمرًا يستدعي اهتمام جلالتكَ. يبدو أن القديسة قد أساءت الفهم، وسأتولى أنا توضيح الأمور–”
“كفى. يكفي هذا، أيتها الملكة!”
“…..جلالتكَ.”
“إن كنتِ حقًا واثقةً من براءتكِ، فالتزمي الصمت. ثم، حتى لو كانت قديسة، فإن شكّها في ملكة الإمبراطورية يستوجب تحمل المسؤولية. لذا، سأستمع بنفسي إلى ما تسميه بالسبب، وأحكم إن كان يستحق الشك أم لا.”
“قولٌ عادل فعلًا.”
انحنيتُ باحترامٍ إلى والد خطيبي المستقبلي، ثم أرسلت إشارةً بعيني إلى والدي، الذي ظل واقفًا بصمت.
شقّ أبي صفوف الحضور بخطواتٍ ثابتة واقترب مني.
“هنا، هذه هي الأدلة التي طلبت مني ابنتي الاحتفاظ بها.”
“آمل ألا تكون القديسة قد ارتكبت حماقة.”
فقال أبي بوجهٍ غاية في الجدية ردًا على الإمبراطور الذي بدا وكأنه يُلقي تحذيرًا،
“ابنتي أكثر حكمةً وموثوقية مما قد يظن البعض. وهي، فوق كل شيء، تحب هذه الإمبراطورية من أعماق قلبها. فلا داعي للقلق، جلالتكَ.”
ثم مدّ يده الكبيرة وربت بخفة على مؤخرة رأسي.
‘…..هذا محرج.’
لكن، لم يكن شعورًا سيئًا. لا، بل كان شعورًا رائعًا.
أن يُعلن ثقته بي أمام الإمبراطور ذاته، هذا أسعدني للغاية.
ولهذا، فلا مجال للشك.
‘يجب أن أُطيح بالملكة ومن معها اليوم.’
من أجل حماية السلام الذي ينعم به من أحب، ومن أجل من أثق بهم ويثقون بي.
____________________
والد خطيبي المستقبلي😭😭😭😭😭😭😭
الملكة : اجحد مهما كانت الادلة
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 165"