عانقت رويلا الاثنين فجأةً بعد وقتٍ قصير من انفجارها في البكاء.
“أبي. أ…..أب…..بابا. بابااا. أوااهوو. بابا.”
رويلا التي عانقت الاثنين كانت تبكي كالأطفال وتكرر كلمة “بابا” فقط.
و في غير عادته، ارتفعت زوايا فم الدوق حين سمعها تناديه بـ”بابا” بدلال.
“أهم.”
‘الطفلة تبكي، يجب أن أتماسك.’
حتى وإن عزم ذلك، فلم يكن سوى للحظة، إذ ارتفعت زوايا فمه من تلقاء نفسها كما لو أن أحدًا يرفعها.
رأى راون ذلك من والده فهز رأسه يمنةً ويسرة.
‘هل كان هكذا دائمًا؟ هيبته…..تبدو ناقصة قليلاً…..’
مع ذلك، بدا الأمر أجمل بطريقةٍ ما.
وبينما كان لكلٍ منهم أفكاره، بدأ الاثنان يربتان على ظهر رويلا وهما في حضنها.
و وسط تلك الربتات الدافئة، أخذت رويلا تجهش بالبكاء،
“أهوو، أبي، أنتَ حقًا أبي، صحيح؟”
“لماذا تقولين أمرًا بديهيًا هكذا؟”
“أهيييء. را…..راون أيضًا أخي الحقيقي، أليس كذلك؟”
“بالطبع. هل رأيتِ كابوسًا مثلًا؟”
أجاب راون، فهزّت رويلا رأسها بقوة.
“لا. لم يكن كابوسًا.”
على الأقل، بالنسبة لي، كان كذلك.
بالطبع، عندما أفكر أنني تورطت بين كيانين قويين وسُحقت حتى آخر قطرةٍ من طاقتي، فهو كابوس بحد ذاته.
لا، إن كانا سيتقاتلان، فليفعلوا ذلك بأسلوب راقٍ مثل حجر ورقة مقص.
لماذا يمنحون شخصًا بريئًا مكانة القديسة ثم يطلبون منها إنقاذ العالم؟
لكن، بعيدًا عن كل هذا، مجرد حقيقة أنني أنا حقًا رويلا، جعلت هذا الحلم الطويل حلمًا سعيدًا.
في الحقيقة، كنت أريد هذا منذ زمن. كنت أريد أن أفعل هذا منذ وقتٍ طويل.
كنت أرغب في احتضان الدوق، لا، أبي، وراون. كنت أريد أن أصرخ بفخر أنهم عائلتي.
لكنني لم أستطع فعل ذلك. فرغم كل ما يقدمانه لي، كان قلبي مليئًا بالضيق والخوف.
كانت محبةً تمنيتها بشدة، لكن……هذه المحبة في الأصل كانت لرويلا الحقيقية، أليس كذلك؟
هل يحق لي أن أستولي عليها؟ وفوق هذا كله…..
‘في حياتي السابقة، حتى عائلتي الحقيقية تخلّت عني.’
أنا لست العائلة الحقيقية لهذين الشخصين. ولا يمكن القول أن بيننا علاقةٌ نشأت مع الوقت، فلم يمضِ على لقائي بالدوق وراون وقتٌ طويل.
هل يصح أن أفتح قلبي لعلاقةٍ لم تكتمل حتى عام؟
هل يمكنني أن أكون عائلتهما؟
ماذا لو…..تُركت مجددًا في النهاية؟
رغم أنني كنت أناديه “أبي” ظاهريًا، إلا أنني في داخلي ظللت أتمسك بندائه “سيدي الدوق”، وكان السبب في ذلك هنا،
شعورٌ خافت بالذنب، وخوف عظيم.
لأن كلمة “عائلة” بالنسبة لي كانت شيئًا أتمناه بشدة، لكنها أشبه بثمرة محرمة لا يجب أن أمدّ يدي إليها، فحاولت عمدًا أن أضع مسافةً بيني وبينهم.
لكن الآن، لم أعد مضطرةً لفعل ذلك. لأنني أنا رويلا الحقيقية.
كأن الجدار الرقيق الذي شيدته بجهدٍ قد تحطم دفعة واحدة.
في هذه اللحظة، شعرت بالامتنان لكوني تلك الرويلا الغبية، السيئة، والمسكينة الحقيقية.
“أهيييووء، أنا أيضًا، أنا أيضًا رويلا. ههق، أنا أيضًا رويلا الحقيقية فعلاً.”
بينما كانت تبكي وتكرر كلماتٍ مبهمة لا تُفهم، تبادل الدوق وراون النظرات بهدوء.
‘ما الذي يحدث لأختي؟’
‘من يدري.’
‘أليست متأثرة لأنك تسببتَ في حزنها يا أبي؟’
‘لا أظن أن هذا السبب، لكن…..’
كانت لحظةً أصبحت فيها عائلة رويلا أكثر دفئًا من أي وقتٍ مضى.
***
“حقًا، هل تعرفين كم كنا قلقين عليكِ يا آنستي؟!”
“صحيح! كنا خائفين جدًا من ألا تستفيقي أبدًا…..!”
كان ذلك في اليوم التالي لاستفاقتي.
ماري وجين، اللتان أحضرتا الطعام إلى الغرفة، كانتا شاحبتين وتدوران في مكانهما من القلق.
و كانتا صادقتين بشأن قلقهما، فقد كان وجه كلٍ منهما قد أصبح نصف حجمه خلال الأيام الأربعة الماضية.
“أشكركما كثيرًا. لن أمرض مجددًا، أعدكما.”
“حقًا؟ هل هذا وعد؟”
“بالطبع. مؤكد.”
“…..المهم ألا تنسي أن صحتكِ هي الأهم، آنستي. الجميع كان قلقًا للغاية.”
“فهمت. سأكون حذرةً جدًا.”
بعد أن طمأنت ماري وجين اللتين كررتا التحذيرات مرارًا، وشبكت خنصري بأصابعهما لتأكيد الوعد، أصبحت أخيرًا حرة.
تمددتُ بعمق، ثم رميت نفسي على السرير.
“آه، لا أعلم كم مضى من الوقت منذ أن نِلتُ راحةً كهذه.”
بصراحة، شعرتُ أنني لا يجب أن أسترخي هكذا، لكنني كنت فاقدةً للوعي طوال أربعة أيام، ولم أستفق إلا البارحة.
لو حاولت التحرك الآن، فالدوق، لا، أبي، سيقلب الدنيا.
ولأنني لا أستطيع غرس مسمارٍ في قلب والديّ، قررت أن أستمتع بإجازة لا تقل عن يومين.
لكن، في تلك اللحظة…..
دينغ—
<المهمة السرية أُنجزت
(๑o̴̶̷̥᷅﹏o̴̶̷̥᷅๑)꒳ᵒ꒳ᵎᵎᵎ!
[لماذا تلبّستُ هذه الشخصية؟]
• تم تحقيق شرط نجاح المهمة “تزامن كامل مع الحقيقة 100٪”!
• المكافأة على النجاح:
1. سيتم الآن فتح الخانة الفارغة للهدف النهائي من “المهمة الأولى”.
2. تمت بنجاح مهمة <المهمة: شريرة، لكن سيُعاد تأهيلي بالقوة!>.
3. ستُكشَف أسرار هذا العالم وسبب التلبّس بهذه الشخصية!>
حقًا؟ يا للمهزلة.
ما إن تأكدت من نافذة النظام حتى خرجت مني ضحكةٌ ساخرة تلقائيًا.
مكافأة النجاح لا تبدو متوازنة مع الجهد المبذول، أليس كذلك؟
جلستُ منتصبة وشبكت ذراعي بقوة وأنا أتمتم،
“الخانة الفارغة في المهمة الأولى رأيتها بالفعل في الحلم.”
<الهدف النهائي: أكملي المهمة لرفع □□، واحمي □□□ و□□□ من □□□!>
الخانات كانت: “القوة المقدسة”، و”سيلفيا”، و”أهوبيف”، و”هيلديون”.
بما أنني رأيت كل هذا عبر لوكيرا في الحلم، فلا حاجة لتكراره.
ثم،
“وسر هذا العالم وسبب التلبّس…..تأكدتُ منه بالكامل أيضًا.”
حتى هذا، كنت قد رأيته مفصلًا في الأحلام التي راودتني خلال الأيام الأربعة التي قضيتها طريحة الفراش.
إذاً، المكافأة الوحيدة المتبقية التي قد تكون ذات فائدة هي…..
“نجاح مهمة إعادة التأهيل القسرية، على ما يبدو.”
وما إن نطقتُ بالكلمات حتى لمع ضوءٌ أمام عيني وظهرت نافذةٌ جديدة.
<المهمة أُنجزت ( •⌄• ू )✧! <شريرة، لكن سيُعاد تأهيلي بالقوة!>
– 1. تم الوصول إلى مستوى سمعة 70.
– 2. تمت بنجاح المهمة المرتبطة <لماذا تلبّستُ هذه الشخصية؟>.
– مكافأة النجاح:
: الحفاظ على الحياة (تأجيلٌ في التسليم)>
“حقًا؟!”
ما معنى عبارة “تأجيل في التسليم” هذه؟
على أي حال، من الواضح أن هذا النظام لا يملك ذرة من الضمير.
كيف يمكن لشيء أن يكون بهذا القدر من انعدام الضمير؟
بينما كنت أدير عينيّ بدهشة، أومأت برأسي وحدّقت في جيلي.
“أليس كذلك، جيلي؟ ما هذا النظام عديم الضمير؟ ها؟”
وما إن تلاقى نظرنا حتى انتفخ ذيل جيلي فجأة.
[نـ……نيااه؟]
“لا تتذاكَي عليّ. جيلي. لا، النظام. لا، لوكيرا. يا لها من رفاهية، أليس كذلك؟ أن يكون لكِ هذا العدد من الأسماء.”
قلتُ ذلك بعينين متقدتين، فوقفت جيلي بتردد من مكانها.
[هـ…..هل أنتِ غاضبة؟ نيااو؟]
“وكيف لا أغضب؟! أن أكتشف أن النظام الذي جرّني طوال هذا الوقت كان قريبًا مني بهذا الشكل! أو لا…..هل يجب أن أناديكِ السيدة لوكيرا؟ هل عليّ أن أركع لكِ الآن؟ ها؟”
[اهدئي، خذي نفسًا و…..]
“لا أستطيع الهدوء.”
وبتلك الكلمات، ركلتُ الغطاء بعيدًا ونهضتُ من السرير.
وبينما كنت أتقدم بخطواتٍ غاضبة، التصقت جيلي بالحائط وهي تصرخ.
[ه، هذا تعذيب للحيوانات مياااااو. توقفي أولًا-!]
لكن، في اللحظة التالية، توقفت جيلي عن الصراخ بصوتٍ عالٍ، ولم يبقَ سوى عينيها الواسعتين.
وهذا طبيعي، فقد كنت قد عانقتها فجأة.
“أنتِ سيئةٌ حقًا. ونظامٌ مزعج جدًا. لكن، مع ذلك…..شكرًا لكِ.”
[…..هاه؟]
“شكرًا لأنكِ منحتني فرصةً للعيش من جديد. شكرًا لأنكِ قدمت لي هذه الفرصة حتى وأنتِ تفقد جسدكِ. بفضلكِ التقيت بعائلة، وظهر أناسٌ أرغب في حمايتهم. و تعلمت كيف أحب هذا العالم. وأنا…..أحب العيش هنا كرويلا.”
[…….]
لم تقل جيلي شيئًا. و اكتفت بالتحديق بي بصمت، ثم أخفت وجهها بحذر في صدري.
[…..مع ذلك، أنا آسفة. آسفة لأنني جعلتكِ تحمِلين كل هذا العبء.]
“حسنًا، أعتقد أن هذا الجزء يستحق أن تعتذري عليه فعلًا.”
[ألم نكن في لحظةٍ دافئة قبل قليل؟ ميااو؟]
“شش. لنتظاهر بأننا لا نعرف، ونحافظ على الأجواء.”
افهمي الوضع، يا جيلي.
وبينما كنت أربت على ظهر جيلي الصغير، شعرت فجأةً بضوضاء قادمة من الطابق السفلي.
“يبدو أن هناك بعض الفوضى في الأسفل.”
[همم، آه، يبدو أنه أتى مجددًا.]
“أتى مجددًا؟”
[أعني ذلك الشخص…..هيلديون.]
اتسعت عيناي على اتساعها عندما سمعت اسم هيلديون.
“سموه هنا؟”
[نعم. منذ أن أغمي عليكِ، كان يأتي كل يومٍ في مثل هذا الوقت.]
منذ أن فقدت وعيي، كل يوم؟
“يا إلهي.”
شعرت بدفءٍ في قلبي عندما تخيلت هيلديون وهو يأتي يوميًا لرؤيتي.
كما توقعت، رجلي لا يُعلى عليه.
[لكن، في كل مرة، كان الدوق يمنعه من رؤيتكِ ويعيده الى أدراجه دون أن يراكِ ولو لمرة.]
“……طردَ ولي العهد؟”
[نعم. طرده. آه، ويبدو أنه سيفعل ذلك مجددًا الآن…..]
لم أنتظر حتى تُكمل جيلي جملتها، بل اندفعت بقوة لأفتح الباب.
“آنستي؟!”
تعالت أصوات الخدم المندهشين من حولي، لكنني تجاهلتهم وركضت.
وسرعان ما بدأت أسمع أصواتًا مألوفةً على مقربةٍ مني.
“كيف حال الآنسة اليوم؟”
“حالها لا يزال سيئًا، ويبدو أنه من الصعب مقابلتها في الوقت الحالي، لذا من الأفضل أن تعود اليوم أيضًا.”
“حقًا؟”
“نعم، هذا صحيح.”
حقًا؟ صحيح ماذا؟
‘آه يا أبي!’
لماذا تصر على جعلي مريضةً على هواك؟! لسنا روميو وجولييت، أليس كذلك؟
ضربتُ جبيني بكفي، ثم صرخت بأعلى صوتي قبل أن يدير هيلديون ظهره بحزن.
“آاااه! أنا بخيرٍ تمامًا، حسنًا؟!!”
توجهت نظرات الاثنين المصدومتين نحوي في نفس اللحظة.
…..لا، بل كل من في القصر بات يحدق بي.
يا إلهي، تبًا.
___________________
تخصص رويلا هو القفلة بصرخه😂😂
بكيت يوم قالت من زمان كان ودي اضمهم وهي تقول بابا بعد ااااااا😔😔🫂
ابي هيلديون يبكي ههههعهههههه
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 160"