“تباً.”
تنهدت لوكيرا وهي حدّق في حياة رويلا السابقة.
كانت تتوقع أن يعوقها آهوبيف، لكنها لم تتخيل أنه سيتصرف بهذا الشكل.
مع ذلك، لم تكن المشكلة جسيمة، فالخط الزمني بطبيعته يمتلك نوعاً من القصور الذاتي، حتى وإن انحرف، فإنه يعود في النهاية إلى مساره.
آهوبيف، الذي يجهل كل شيء عن الزمن، لم يكن يعلم هذا.
‘بل لنجعل من هذا فرصة. سأترك تلميحاً لحياة رويلا السابقة، وأسحب روحها بالكامل في اللحظة التي تموت فيها.’
حتى ذلك الحين، كبحُ القصور الذاتي للخط الزمني وجذبُت الروح عند لحظة الموت الجسدي—
لو أحرقت نصف جسدها مجدداً، فسيكون ذلك ممكناً
وقد فعلت ذلك عن طيب خاطر.
أحرقت مجدداً نصف جسدها الذي لم يتبقَّ منه سوى جسد طفلٍ صغير.
ولم تعد قادرةً على الحفاظ على شكلها الأصلي، فحوّلت نفسه إلى هيئة وحش.
بذلت لوكيرا جهدها لتترك تلميحاً لرويلا، لكن يبدو أن طاقة آهوبيف، التي لوّت الخط الزمني بالقوة، ما زالت عالقة، فتشوّهت التلميحات التي تركها بشكل خبيث.
حتى في الرواية، صُوّر كلٌ من سيلفيا وديموس على أنهما في جانب الخير، وكأن هيلديون كان يحب سيلفيا.
رغم أن شيئاً من ذلك لم يكن صحيحاً، فالحقيقة والخيال اختلطا معاً بطريقة غريبة.
كانت تشعر بالقلق، لكنها لم تكن تملك حلاً.
وهكذا، فارقت كيم هيونجو—وهي حياة رويلا السابقة—الحياة.
وقبل أن تفقد روحها ذكرياتها، استغل لوكيرا قصور الزمن الذاتي لإصلاح الخط الزمني.
وهكذا، استيقظت—
“هاه؟ ما هذا؟ أين أنا؟”
كانت الروح التي لا تملك أي من ذكريات رويلا، بل فقط كيم هيونجو.
تنفّست لوكيرا الصعداء بعدما استقام الخط الزمني
ولمساعدتها أكثر، أحرقت نصف جسدها مجدداً.
“مياو.”
ثم تحوّلت إلى حيوانٍ صغير. وفي الوقت نفسه، ظهرت أمام عيني رويلا على شكل “نافذة نظام”
شكل مألوف لها كروحٍ لا تملك سوى ذكريات حياتها السابقة. شكل يمكنها من التواصل معها، ونقل معانيها بشكلٍ غير مباشر.
وكان أول ما عبّرت عنه لوكيرا بهيئة نافذة النظام هو.
<تادا o('∇')o! تم التعرف على المستخدم بنجاح.
◆ الهدف النهائي: أكملي المهمات لرفع القوة المقدسة، واحمي هيلديون من سيلفيا وآهوبيف!
الآن تبدأ المهمات من أجل الهدف النهائي 。◕‿◕。!
هل تقبلين؟
(YES / أعجبني♥️)>
وكان هذا نداءً صريحاً لإنقاذ العالم هذه المرة.
‘رغم أن كل العبارات المباشرة والواضحة جداً تم حجبها بمربعات □…..إلا أن باقي العبارات اتبعت نفس الأسلوب الملتف والمموّه’
<المهمة: شريرة، لكن يُجبرونها على الإصلاح (°∀°)ゝ”!
◆ المحتوى: قبل أن يتم الاعتراف بسيلفيا كقديسة حقيقية، ارفعي مستوى السمعة إلى 70 أو أكثر!
• مستوى السمعة الحالي: 3/100
• مكافأة النجاح في المهمة: الحفاظ على الحياة.
• عقوبة الفشل في المهمة: الموت خلال 6 أشهر بعد انكشاف أن سيلفيا هي القديسة الحقيقية.
(لكن، احرصي على ألا ينخفض مستوى السمعة إلى 0 أو أقل خلال فترة المهمة. إذا انخفض إلى 0 أو أقل، سيتم فرض عقوبةٍ تحذيرية.)
باختصار، يُرجى فقط أن تعيشي بشكلٍ طيب.
‘أرجوكِ! أرجوكِ فقط هذه المرة!’
لا يمكن تصديق كم عشتِ حياتكِ السابقة ولكن بذرة القوة المقدسة بالكاد نبتت ولم تنمُ.
حقاً، أليست هذه كمن يصنع خزفاً صنعه حرفيٌ دون استخدام؟
‘يا إلهي.’
أتمنى هذه المرة أن تكسبي بعض السمعة وتغذّي قوتكِ المقدسة، حتى لا تُسرق منك مكانة القديسة بطريقة سخيفة مجدداً.
‘أرجوكِ!’
“مياو، مياو، مياو”
لوكيرا، التي كانت تحافظ على جسدها في المعبد، أطلقت مواءً طويلاً نحو الفراغ.
***
حين أوشكت الشمس على المغيب.
“هاه…..”
في غرفة رويلا، دوّى زفيرٌ ثقيل. وصاحبه كان الدوق بريتا.
كان وجهه شاحباً ومجهداً، و عيناه متجهتين نحو ابنته التي لم تستفق من نومها منذ عدة أيام.
ما السبب في أنها لا تستيقظ هكذا؟
لقد استدعيتُ طبيبًا شهيرًا، بل حتى حضر الكاهن الأعلى، ومع ذلك لم يطرأ أي تحسنٍ يُذكر.
لا يمكن……ألا تستفيق إلى الأبد هكذا…..؟
“تباً.”
ما هذا التفكير المتشائم؟
اهتزت قبضة الدوق المرتجفة وهو يضم يده بإحكام. ثم أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا.
شعر بأن قلبه يهدأ قليلًا. ثم، عندما فتح عينيه.
“أعني، لماذا أخذ ابنتي سرًا في منتصف الليل وجعلها تعمل؟ لماذا؟!”
لم يستطع إلا أن ينفجر غاضبًا تجاه هيلديون.
كلما فكر في الأمر، زاد غضبه ولم يستطع احتماله.
‘أخذ ابنتي خلسة في الليل؟!’
حتى لو كانت مساعدة شعب الإمبراطورية أمرًا مهمًا، هل يُعقل أن يأخذها ليُشغلها ليلًا أيضًا؟
بالكاد أراها في النهار لأنها تذهب كل يومٍ إلى المعبد، وهذا أمرٌ يرهقني أصلًا.
الفتاة تعمل ليلًا ونهارًا، فمن الطبيعي أن تنهار.
عندما رآها عند الفجر في أحضان هيلديون، شعر بأن دمه يغلي.
حتى أن ثيابها كانت ملطخةً بالدم، ويبدو أنها نزفت من أنفها وهي تفقد وعيها.
نقلها الدوق على عجل إلى غرفة النوم، ولم يتردد في طرد هيلديون متجاهلًا الأعراف.
“غادر حالًا.”
“دوق.”
“أعتذر، لكن لا أريد أن أسمع شيئًا. على الأقل اليوم، سأتصرف لا كدوقٍ للإمبراطورية، بل كأبٍ لتلك الفتاة، فأرجو أن تتفهم ذلك.”
لم يستطع هيلديون قول شيءٍ يُذكر، وغادر المنزل وكأنه قد طُرد.
“أعتذر.”
تجاهل الدوق ولي العهد الخارج بانكسار، ولم يرد سوى بكلمات اعتذار مقتضبة.
في الحقيقة، كان يعلم. كان يعلم أن هذا ليس خطأ هيلديون وحده.
‘من المؤكد أن سموه لم يُجبرها على الخروج بالقوة.’
ألم تكن رويلا من النوع الذي لا يصمت أمام الظلم أو طلب المساعده؟
لا شك أنها ذهبت بإرادتها، وبقرار منها، إلى جانب سموه.
نعم، عقل الدوق كان يدرك ذلك جيدًا…..لكن—
“مع هذا، إخراجها ليلًا وجعلها تعمل كان أمرًا مبالغًا فيه.”
ومع مرور أكثر من ثلاثة أيام دون أن تفتح رويلا عينيها، عاد الدوق يصبّ غضبه نحو هيلديون من جديد.
و في خضم شتائمه المرتجفة والغاضبة لهيلديون، بوجهه الشاحب المنهك،
رمشة-
اهتز جفن رويلا المغلق طوال الوقت برعشةٍ خفيفة، ثم انفتح قليلًا وأُغلق مجددًا.
لاحظ الدوق هذا التغير الطفيف بحدة، ففزع واقترب منها بسرعة.
“رويلا؟ هل بدأتِ تستعيدين وعيكِ، رويلا؟”
ومع نداءاته المتتالية، فتحت رويلا عينيها ببطءٍ من جديد.
دارت حدقتاها ببطء تحت رموشها الطويلة، ثم استقرتا على وجه الدوق.
“أ…..أبي؟”
عندما نادته بصوتها المبحوح، انفجر الدوق بالبكاء من شدة التأثر.
“لقد استيقظتِ، يا رويلا. هذا مُطمئن…..هذا مُطمئنٌ حقًا. لقد ظننت أنني سأفقدكِ…..”
غمره شعورٌ هائل بالارتياح.
رغم أنه ظل يهاجم ولس العهد ويتظاهر بعدم الاكتراث، إلا أنه في الحقيقة لم يكن يحتمل القلق.
لم يكن يحتمل ذلك القلق، فبدأ بلوم ولس العهد، لأنه لم يجد وسيلةً أخرى للتنفيس عن خوفه.
‘آه، مهما يكن، فمجرد استيقاظ رويلا هو أعظم نعمة.’
“هل تدركين كم كنتُ قلقًا عليكِ؟ لماذا خرجتِ ليلًا للعمل؟ حتى لو كانت حياة شعب الإمبراطورية مهمة، فأنتِ الأهم عندي. لذا، لا تفعلي هذا مرة أخرى. لا، في الحقيقة، انسَي أمر كونكِ القديسة وكل شيء.”
بدأ كلامه بدافع القلق، لكنه ما لبث أن تحول تدريجيًا إلى ما يشبه التوبيخ.
فالانفعال الذي يلي الارتياح دائمًا ما يكون الغضب.
“أعني، أليس هناك الكاهن الأعلى؟ وهناك الكثير من الكهنة في المعبد، فلماذا يحتاجون إلى القديسة أصلًا؟ هم يجعلونكِ تعملين ابى حد الإنهاك فقط لأنكِ قديسة. هذا هو سبب تعاسة من يمتلكون قدراتٍ عظيمة. انسَي أمر القديسة وكل هذا، وركزي فقط على دروس الإدارة أو…..”
لكن حديثه الذي بدا وكأنه لن ينتهي أبدًا، توقف عند تلك النقطة.
والسبب أن دمعةً واحدة سقطت من عينَي رويلا، التي كانت قد جلست ببطءٍ خلال حديثه.
“…..رو، رويلا؟”
عندما ناداها الدوق المرتبك وهو يرمش بعينيه، بدأت دموع رويلا تنهمر من عينيها أكثر.
و فجأة-
“أختي! هل استيقظتِ—!”
راون، الذي هرع مسرعًا بعد أن سمع الضجة المتأخرة خلف الباب، تجمّد في مكانه عندما رأى رويلا تبكي ووالده يبدو مرتبكًا.
صرير-طق-
أغلق راون الباب ببطءٍ خلفه، وتقدم بخطوات ثابتة حتى جلس إلى جانب رويلا.
ثم أمسك بيدها، ووجه نظراتٍ حادة إلى والده.
“هل أنتَ من جعل أختي تبكي؟”
“لا…..ليس كذلك، أو…..أظن ذلك؟”
عند رد الدوق المتردد، تنهد راون بعمق وهزّ رأسه بيأس. بينما كان الدوق مذهولًا تمامًا من الموقف. دموع رويلا، ونظرات راون.
‘ما كنت لأتخيل أن أتلقى مثل هذه النظرة من راون.’
شعر وكأنه ارتكب خطأً فادحًا.
أسرع الدوق وأمسك بيد رويلا الأخرى وبدأ بالاعتذار.
“أنا آسف. لم أكن أصرخُ عليكِ، فقط كنت قلقًا جدًا عليكِ، ولهذا قلت ما قلته. لذا، لا تبكي، حسنًا؟”
لكن ذلك لم يُجدِ نفعًا.
“هـ…..هك…..ههك…..أأه…..أواااااااه!”
بدلًا من التوقف، انفجرت رويلا في بكاءٍ شديد أشبه ببكاء الأطفال.
وأمام بكائها الحزين بهذا الشكل، ازدادت نظرات راون حدة، وازداد ارتباك الدوق أكثر فأكثر.
__________________
ياعمري هي وشوله الصياح😭😭😭😭😭
الدوق رحمته بس هيلديون بعد ينرحم اكثر
يعني كان يقدر يوديها للقصر ويعالجها ثم يرجعها للدوق ها هو لا جابها بحالتها من الخوف 😭
راون: ابوي ولا لا مب على كيفك
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 159"