كان صوتًا غريبًا بطريقةٍ ما. يشبه صوت سيلفيا، لكنه كان ممزوجًا بصوت شخصٍ آخر.
“لم أتخيل أبدًا أنكِ أخفيته داخل جسد أحد أفراد العائلة الإمبراطورية.”
تمتمت كأنها تمضغ كلماتها، ثم أطلقت ضحكةً أخرى.
“أخيرًا، سيتم فك الختم بالكامل.”
وعند تلك اللحظة، بدأت عيناها تتحولان تدريجيًا إلى السواد، حتى اختفى البياض تمامًا.
[ما هذا؟ لماذا لا يتحرك جسدي كما أريد؟]
كان الصوت الذي سُمع هو روح سيلفيا الحقيقية،
الروح التي أُزيحت من مكانها دون أن تدري، وعلقت في زاويةٍ من الجسد.
“سأستولي على جسدكِ الآن.”
[ما الذي تقوليه! ألم تقُل أنكَ ستساعدني على جعل هذه الإمبراطورية تحت قدمي؟! لقد صدّقتكَ، وجمعت لكَ طاقة الظلام بكل جهدي..…!]
“آه، صحيح. بفضل اللعنة التي ألقيتها على ولي العهد، والطاقة السلبية التي جمعتهاِ باجتهاد، تمكنتُ من تقوية نفسي.”
[صحيح، ولكن الآن أنتَ-.]
“ولكن، لماذا عليّ أن أفي بوعدٍ قطعته لإنسانة حقيرة؟”
[ماذا؟]
“أنا كيان شر. كيانٌ خارق، تفهمين؟ لستُ مثل إنسانةٍ وضيعة مثلكِ. لذا توقفي عن المقاومة، وتواري عن الوجود بهدوء.”
[أ…..أتواري عن الوجود؟ ما الذي تعنين بذلك..…؟]
[كيااااه!]
قبل أن تُكمل كلماتها، بدأت روح سيلفيا الحقيقية تشتعل بنيران زرقاء.
[لا! لا أريد أن أموت! لن أختفي! لن أختـ..…]
وكانت تلك آخر كلماتها، ثم اختفت روح سيلفيا تمامًا.
أومأ آهوبيف برأسها برضا، وهو يتفقد الجسد الذي استحوذ عليه حديثًا.
“هذا الجسد لا بأس به…..يمكن استخدامه.”
ثم بدأ، كما خُطط تمامًا، في تدمير العالم.
قوة الكيان الشرير، الذي استعاد قلبه وحصل على جسد كامل، كانت هائلة مُقابل بشرٍ مجردين لا يمكنهم أبدًا مجابهتها.
تحول العالم إلى جحيمٍ من النيران.
“…..ما هذا؟”
وبانفكاك ختم أهوبيف، بدأ أيضًا ينفك ختم لوكيرا التب شاركت في ختمه ذات يوم.
استفاقت لوكيرا متأخرة، وعندما فتحت عينيها ورأت العالم يحترق، أدركت فورًا أن هناك خطبًا ما.
كانت سريعةً في فهم ما يجري.
استيقاظها يعني أن آهوبيف قد استيقظ أيضًا. أو بدقة أكثر، يبدو أن آهوبيف استيقظ أولًا، فاستيقظت هي أيضًا تبعًا لذلك.
وبهذا، لم يكن هناك شكٌ في أن ما تراه الآن من دمارٍ هو من فعل آهوبيف.
كما قالت فيسيا قبل أن تُختم.
“…..وأين القديسة؟”
ألم تترك رسالةً بشأن القديسة مسبقًا، خصيصًا لمنع حدوث هذا؟
قبل أن يُختَم آهوبيف، قامت لوكيرا بختم قلب آهوبيف داخل جسد أنقى إنسان.
و كانت تأمل أن تضعف قوة القلب تدريجيًا مع انتقالها عبر الدماء.
وبدلاً من ذلك، منحت لوكيرا ذلك الإنسان بركةً عظيمة.
“بهذه البركة، لن يتأثر بقلب آهوبيف.”
“شكرًا لكِ، يا لوكيرا.”
“ويجب أن تظل حقيقة أن قلب آهوبيف مختوم داخل جسدكَ سرًا تامًا. لا تُخبر بها حتى نسلَك، ولا أي أحد على الإطلاق.”
“نعم. سأفعل ذلك.”
وقد وفى الإنسان بوعده لـ لوكيرا.
وبفضل البركة العظيمة التي وُهِبَت له، أصبح أول إمبراطور لإمبراطورية كايروس، وأخفى موقع قلب آهوبيف حتى لحظة وفاته.
لم يترك سوى كلماتٍ مبهمة، أنه مخبأ في مكانٍ ما داخل العائلة الإمبراطورية.
وانتقل كل من البركة وقلب آهوبيف عبر دماء عائلة كايروس.
تفاوتت شدة تأثير طاقة القلب من نسل إلى آخر. فمنهم من ورث القليل، ومنهم من ورث الكثير.
وكانت البركة تتفاوت بدورها بحسب هذا التأثير، إذ كانت وظيفتها الحفاظ على ختم القلب، وحماية الجسد الذي يحويه من أن يتأثر بطاقته الشريرة.
من ورث القليل من طاقة القلب، ورث القليل من البركة، ومن ورث الكثير من طاقة القلب، ورث الكثير من البركة.
ومرت بذلك أزمنةٌ طويلة، حتى وُلد هيلديون.
طفلٌ وُلد حاملاً قلب آهوبيف ذاته، كما كان حال الإمبراطور الأول.
وهذا بالضبط ما أخبرت به فيسيا.
“سيأتي يومٌ يُولد فيه طفل يحمل قلب آهوبيف ذاته. وعندما يكبر ويصبح بالغًا، سيتعرض للّعنة على يد شخصٍ ما……”
“لعنة؟”
“هناك من سيتجرأ ويوقظ قوة آهوبيف ليلقي بها لعنة عليه.”
“هذا غير مقبول. استخدام قوة آهوبيف لإلقاء لعنة على من يحمل قلبه…..هذا يعني..…”
“انهيار التوازن. حتى بركته لن تستطيع كبح قوة آهوبيف حينها.”
في النهاية، ستتفاقم اللعنة بسرعة، وكلما ازدادت،
ازدادت معها قوة آهوبيف المختومة.
وإن كُسر الختم واستيقظ آهوبيف من سباته..…
“سيدرك على الفور مكان القلب المختوم.”
“وإذا حصل على الجسد الذي سيتطفل عليه، إلى جانب قلبه، فسيُفنى هذا العالم في لحظة، أليس كذلك؟”
“……علينا أن نمنعه.”
“وكيف ستفعلين ذلك؟”
“علينا أن نصنع قديسة…..قادرة على كسر لعنة ولي العهد.”
طفلٌ ورث قلب آهوبيف بالكامل، وبجانبه، وُلد في نفس الحقبة تقريبًا، أنقى وأسطع روحٍ في العالم.
بمساعدة فيسيا، تركت لوكيرا وصيةً مسبقة.
وتركت جزءًا من قوّتها لدى فيسيا، طالبةً منها أن تنقلها عندما تولد الطفلة.
‘نعم…..كان هذا هو المخطط.’
إذاً، ما معنى هذا الجحيم المشتعل الآن؟
“لقد فشلنا.”
لا تعرف بالضبط من أين بدأ الفشل، ولا إلى أين امتد،
لكنها أدركت شيئًا واحدًا، أنها فشلت.
“فشلنا فعلًا. لقد أغفلنا أن الروح النقية يمكن أن تفسد بسهولة.”
“فيسيا؟!”
“مضى وقتٌ طويل، أليس كذلك يا لوكيرا؟ مظهركِ…..بائسٌ جدًا، كما أرى؟”
كما قالت، لم تكن لوكيرا على هيئتها الجميلة، بل في هيئة إنسانٍ نحيل، بالكاد يبدو على قيد الحياة.
“لقد استهلكتُ الكثير من قوتي قبل أن أُختم. ولم أستعد طاقتي بعد. على أية حال، ما الذي حدث هنا؟”
أشاحت فيسيا بكتفيها وبدأت تسرد ما جرى.
كيف أصبحت الفتاة التي اختيرت لتكون القديسة مجرد أُلعوبة، وكيف لم تتفتح قوتها النورية قط، وسُلب منها مكانها.
ثم أخبرتها أن الأشرار الذين سرقوا مكانها هم من ألقوا اللعنة على هيلديون، واستخدموا قوة آهوبيف ليتظاهروا بأنهم قديسون، وفي النهاية، فُكّ ختم “آهوبيف بالكامل، وحصل على جسدٍ وقلب معًا.
“يا إلهي..…”
ترنحت لوكيرا، وكادت تنهار على الأرض. لكن ذلك لم يدم طويلًا.
“إلى أين تذهبين؟ ماذا تفعلين؟”
“سأذهب لأبحث عن القديسة.”
“إن كنت تقصدين تلك الفتاة، فهي مرميةٌ هناك في الزاوية، بالكاد تلهث. على الأرجح، ستموت خلال ثلاث دقائق.”
وكانت فيسيا محقة.
عندما اقتربت وتفقدت روِيلا، بدت وكأنها ستلفظ أنفاسها الأخيرة في أي لحظة.
“علينا إيجاد حلٍ قبل أن تموت.”
“في هذه الحالة…..لما لا نعيد الزمن للوراء؟”
“…..الزمن؟”
“ألم تكوني أنتِ من يتحكم بالزمن في الأصل؟ صحيحٌ أن هناك كياناً آخر يتولى الأمر بعد اختفائكِ، لكنكِ كنتِ المسؤولة سابقًا.”
نعم، هذا صحيح.
كما أن التحكّم هو اختصاص فيسيا، كان لدى لوكيرا قوة الزمن.
رغم أنهل فقدت اهتمامها بالأمر منذ زمن، لأن قوتها لم تناسب طبعها.
“صحيح. عليّ أن أعيد الزمن للوراء.”
“ولكن، هل ستكونين بخير؟”
“ماذا تعنينين؟”
“حتى لو أعدتِ الزمن، هل تعتقدين أن تلك البشرية ستتغير؟”
حقًا، كانت كلمات فيسيا منطقية.
حتى لو عادت إلى الماضي، ما الذي يضمن ألا تتكرر المأساة من جديد؟
ولكن، لم يكن هناك خيارٌ آخر.
“علينا المحاولة على الأقل.”
بدأت لوكيرا فورًا باستخدام قوّتها، مُحرقةً نصف جسدها في الحال.
رغم أنها لم تستعد طاقتها بالكامل، إلا أن حرق نصف الجسد كان كافيًا لإعادة الزمن.
“حمقاء كعادتكِ.”
“أعلم.”
“للمعلومية فقط، لا تفكري في أنني سأتدخل في معركتكم هذه. لا أحب المشاكل.”
“نعم نعم، فهمت.”
كانت فيسيا تراقب من جانب، وقد شبكت ذراعيها ونقرت لسانها بضجر.
وفي الوقت ذاته، أحسّ آهوبيب، الذي كان يعيث فسادًا، باضطراب غريب في الطاقة.
طاقة لا يمكن تجاهلها.
“…..معلمتي لقد استيقظتِ، إذاً.”
ويبدو أنها بدأت اخطط لشيء جديد أيضًا.
ضغط أسنانه مع تعبير غامض في عينيه المملوءتين بمشاعر معقدة، ثم استدار ببطء، وفي اللحظة نفسها بدأ الزمن يتماوج.
“ها!”
إعادة الزمن، إذاً؟ لن أسمح بذلك.
“وبأي حق؟!”
لقد بدأ الزمن بالفعل بالعودة إلى الوراء. وبما أن قوة لوكيرا هي الزمن، فلن يكون من السهل إلغاء ما حدث وجعله كأنه لم يكن.
في هذه الحالة—
“سأقوم بتحريفه.”
صحيح أن آهوبيف لا يملك قدرةً مباشرة على التحكم بالزمن، لكنه يمتلك قوّة، أليس كذلك؟
والقوة التي لديه الآن، لا شك أنها تفوق قوة لوكيرا، خاصةً بعد أن استخدمت طاقتها لإرجاع الزمن.
لذلك، إن استخدم آهوبيف قوّته لتحريف مسار الزمن قسرًا—
“تم الأمر.”
بدأ الزمن الذي كان يعود إلى الوراء بالانحراف.
فعاد إلى زمنٍ لم تكن فيه روِيلا قد أصبحت روِيلا، بل إلى حياتها السابقة، قبل أن تولد من جديد.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات