بيب-
بيب-
بيب-
<تمت مزامنة الحقيقة بنسبة 95%>
دينغ-!
<بمجرد تجاوز مزامنة الحقيقة لـ95%، تبدأ المزامنة تلقائيًا (◎_◎;).>
كان ذلك آخر ما أتذكره. أما ما رأيته بعده فكان—
“سيدتي القديسة؟!”
“رئيسة!”
صرخاتٌ أشبه بالتفاجؤ ووجوهٌ مذعورة. ثم—
“…..رويلا!”
كان هيلديون يندفع نحوي بوجهٍ شاحب. وبمجرد أن مدّ يده، أسودّت رؤيتي.
***
<مزامنة الحقيقة (95%)
• بدء المزامنة التلقائية.
: تبدأ المزامنة التلقائية في اللاوعي. تحققٌ من الحقيقة.>
***
في سهلٍ فسيح. كامن الخضرة نضرة والسماء زرقاء صافية.
و في البعيد، عند أسفل التل، ظهرت جماعةٌ من الناس يعيشون معًا.
أسقفٌ ملونة ومنازل صغيرة. و أطفال يركضون أمامها، وكبارٌ يتحركون بانشغال.
الفرح والغضب والحزن والسرور.
الوجوه التي تعبّر عن كل شعورٍ كانت دومًا مفعمةً بالحياة.
الشخص الذي كان يراقب هذا المشهد ابتسم بهدوء.
لقد أحبت هذا المنظر. أحبت البشر الذين، رغم ضعفهم، يعيشون بجهدٍ وينحتون طريق حياتهم بشراسة.
وأحبت كذلك عالم البشر الذي يعيشون فيه.
“هل أنتِ هنا مجددًا اليوم، يا معلمتي؟”
“آه، آهوبِيف.”
عند سماعها الصوت المفاجئ، استقبلت لوكيرا تلميذها بابتسامة.
آهوبِيف. كان في الأصل بشريًا. وُلد في بيئة قاسية وأحرق حياته بشغف أشد من أي شخص آخر.
وكان أيضًا أول بشريٍ أحبته لوكيرا.
كانت لوكيرا تراقبه دائمًا. عندما يتألم، عندما يفرح، عندما يحزن—ما هي ملامحه؟ كيف يتحمّل، يتغلب، ويقف مجددًا؟
آه، كم هو محبوب.
وعندما مات آهوبِيف في حادثٍ مفاجئ، أخذته لوكيرا دون وعي.
وبالطبع، انقلبت القواتُ رأسًا على عقب.
كيف تجرؤ على جلب بشري إلى عالم الخالدين دون أي تشاور؟
كان على لوكيرا أن تتحمّل عواقب ذلك.
“سأقسمُ نفسي وأعطيه جزءًا مني.”
ما اختارته لوكيرا هو أن تقتطع نصف قوّتها وتمنحها لآهوبِيف.
بما أنها جعلته كياناً خالداً من تلقاء نفسها، فقد رأت أنه من الصواب أن تتحمّل المسؤولية أيضًا.
آهوبِيف رأى كل ما حدث بعينيه.
رأى كم عانت لوكيرا في تلك العملية، وما مرّت به من مشقة.
رغم الطريق الوعر، كانت لوكيرا تبتسم له دائمًا.
و لم تندم قط على أنها التقطه
تخ. وهكذا، بعد ذلك، أصبحت لوكيرا بالنسبة لآهوبِيف عائلة، و معلمة، ومُنقذة.
نعم، كانت كذلك بلا شك.
“هل خانكِ البشر من جديد؟”
“هاها، وما المشكلة؟ أليس هذا ما يميز البشر؟”
“لا يمكن التغاضي عن هذا! كيف يجرؤون على السخرية من كيانٍ أقوى منهم؟ لا بد من معاقبتهم.”
“لا، على الأرجح، لم يكونوا يعرفون أنني موجودةٌ أصلاً.”
كانت لوكيرا تتنكر أحيانًا في هيئة بشريٍ و تأتي إلى عالمهم.
بدافع الرغبة في العيش بينهم، أولئك البشر الذين أحبتهم بصدق لا متناهٍ.
لكن النتيجة لم تكن جيدةً أبدًا. فمع أنها متفوقةٌ في كل شيء، إلا أن طيبتها الشديدة وحبها العميق للبشر جعلاها هدفًا سهلاً للأشرار.
يحاولون استغلال قدراتها الفذة لأنفسهم، ويهمسون لها كالحيات ليخدعوها.
وفي أحد الأيام، عندما كشف لهم أنها كيانٌ خارق—حينها…..
“أمسكوا بتلك! إن حصلنا عليها، سنحظى بقوة خالدة إلى الأبد!”
البشر الذين أعماهم الطمع تجرأوا على محاولة أسرها وحبسها.
كاد آهوبِيف أن ينفجر غيظًا.
“البشر في الأصل هكذا. أنانيون وخبثاء. لا يجب أن تثقِ بابتساماتهم!”
“هاها، وأنتَ كنت بشريًا أيضًا.”
“هف. إذاً، فأنا أيضًا أنانيٌ وخبيث. أعترف بذلك. أعترف، لذا أرجوكِ يا معلمتي، توقفِ عن الاهتمام بعالم البشر.”
“…..هاها.”
ضحكت لوكيرا ضحكةً محرجة وتظاهرت بتجاهل الموقف. ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى تسللت لوكيرا إلى عالم البشر مرة أخرى.
ثم وقعت الكارثة.
“…..معلمتي؟”
“آه، يا إلهي.”
ضحكت لوكيرا بارتباك، تمامًا كما في السابق، ورفعت كتفيها بخفة.
يبدو أنها عادت مسرعةً إلى عالمهم، لكنها ما زالت على هيئة بشرية.
مظهرٌ عادي، ملابس عادية. لكن حالتها لم تكن عاديةً أبدًا.
ملابسها عند الخصر كانت ممزقةً تمامًا. إلى جانب آثار دماءٍ حمراء متناثرة هنا وهناك.
ظل آهوبِيف يحدّق فيها بصمت، بينما بدأت لوكيرا تتمتم بتبريرٍ مرتبك وهي تشعر بالحرج من نفسها.
“أمم، لقد كدت أقع في موقفٍ خطير لا أكثر، هذا كل ما في الأمر.”
“…..هل…..طُعِنتَ بسكين؟”
“نعم، هكذا حدث. يبدو أنني شعرت بالألم للحظة، ربما لأنني كنت في هيئة بشرية. هاها، أمرٌ غريب حقًا.”
“وماذا فعلتِ بهم؟”
“…..قتلتهم. أليس خذت ما يُسمّى دفاعًا عن النفس؟”
بدت ملامح لوكيرا في تلك اللحظة شديدة المرارة. فعض آهوبِيف على شفتيه غيظًا.
لم يعد يحتمل ما يحدث.
‘السيدة لوكيرا…..أصبحت حزينة.’
كره البشر الذين جعلوا لوكيرا حزية.
منذ أن كان بشرياً، كان يكره البشر ويكره هذا العالم.
بشرٌ قساة. واقعٌ قاسٍ.
شعور العيش بالكاد، و أنفاسٌ لا تموت بالكاد.
لم يلقَ الخلاص إلا بعد موته، حين التقى لوكيرا. والآن، أولئك البشر أنفسهم، هم من يتسببون في ألم منقذته.
“لنقتلهم جميعًا.”
لن أترك أحدًا. لنمحوهم جميعًا. فهكذا، لن تتأذى السيدة لوكيرا بعد الآن.
آهوبِيف عقد عزمه، ثم بدأ ينفّذ فورًا. و نثر البؤس في أنحاء العالم.
حرّض الناس على الكذب والخيانة. و أوقع بينهم الفتن والاقتتال.
إن انقسم العالم إلى الأبيض والأسود، فقد جعل الكفة تميل نحو السواد.
“هذا العالم…..يقوم دائمًا على التوازن.”
“التوازن؟”
“نعم. لقد منحتكَ نصف قوتي، لذا يجب علينا أن نحافظ على التوازن معًا، أنتَ وأنا. دون أن يميل أحدنا إلى طرف، بثبات. هل أستطيع الوثوق بكَ وتسليمك الأمر؟”
“بالطبع. وهل يعقل أن أخون السيدة لوكيرا؟”
لكن آهوبِيف خان وعده. و لم تستطع لوكيرا تصديق ذلك.
شاهدت البشر وقد غرقوا في الفوضى، يتقاتلون ويقتلون بعضهم، فلم تتمالك نفسها من الذهول.
وبسرعة، منحت جزءًا من قوّتها لأفضل البشر وأكثرهم صلاحًا، محاولةً إصلاح ما فسد، لكن هذا الجحيم لم يكن ليهدأ بسهولة.
كانت لوكيرا حزينة.
رؤية البشر، الذين أحبتهم بكل قلبها، يحاولون قتل بعضهم البعض—كان ألمًا لا يُطاق.
لكن، ما كان أشدّ حزنًا من ذلك—
“أرجوكَ…..توقف. لماذا تفعل هذا؟!”
كانت خيانة آهوبِيف.
“تسألينني لماذا؟! ألا تعرفين السبب؟”
“…..حقًا، لا أستطيع أن أفهم…..”
“ولهذا أفعل ما أفعل. لأنكِ لا تفهمنني. وأنا كذلكَ، لا أفهمكِ.”
وفي تلك البرودة التي حملتها كلماته، تلاقت أعينهما.
“إذاً، لم يعد هناك سوى طريقةٍ واحدة لإيقافكَ.”
قالت لوكيرا ذلك وهي ترسم على وجهها تعبيرًا حزينًا. ثم اقتربت من آهوبِيف ومدّت يدها نحوه.
“آهوبِيف.”
“…..ما الذي تنوين فعله؟”
ابتسمت لوكيرا بصمت. وما لبثت أن انبعث من جسدها نورٌ أبيض نقي.
اتخذ النور شكلًا يشبه هيئة لوكيرا، ثم بدأ ينقسم ببطء.
وانطلق بعدها مباشرةً نحو آهوبِيف، والتصق به.
“تباً، ما الذي تفعلينه؟!”
“أحاول إيقافك.”
“حتى النهاية…..!”
صرخ آهوبِيف ممتلئًا بالحنق، بينما اكتفت لوكيرا بابتسامةٍ حزينة.
“انتهى الأمر. تعال معي.”
وبمجرد أن نطقت بذلك، بدأت هالةٌ سوداء تُسحب من جسد آهوبِيف.
امتزج الضوء الأبيض والسواد معًا.
“هل تنوين قتلي؟ من أجل أولئكَ البشر التافهين؟”
“أنت تلميذي الوحيد، وعائلتي. وحين يسلك أحد أفراد العائلة طريقًا خاطئًا، فلا بد أن أتحمّل المسؤولية.”
“لا. بل اخترتِ البشر. وتركتني.”
صرخ آهوبِيف بانكسار، يغمره الحزن. ر تحوّل حزنه سريعًا إلى حقدٍ وغضب.
“سيكون من الخطأ أن تظنين أن هذه هو النهاية. سأعود…..سأعود مهما كلّفني الأمر، وسأُفني هذا العالم! سأنتقم منكِ! سترين! أنا حتمًا…..!”
صرخةٌ ملؤها الحقد تلاشت في الهواء.
النوران المتداخلان سطعا فجأة، ثم انقسما إلى خمسة أضواء واختفوا.
وبعد أن تلاشت الأضواء، ظهر مجددًا مشهد السماء الزرقاء الصافية.
لوكيرا، وقد باتت وحيدة، ترنّحت وكادت أن تسقط.
لم تعد تعرف أين بدأ الخطأ.
وقفت مذهولةً، غارقةً في فراغ التفكير، حينها، سمعت صوت صديقها الحميم.
“لهذا السبب قلت لكِ ألا تلتقطِ بشرًا.”
“…..فيسيا،”
“يبدو أنكِ ستغفين قريبًا.”
“أجل، أعتقد ذلك. سأنام مع ذلك الطفل.”
“حمقاء. لقد أصبحتِ تشبهين البشر كثيرًا.”
“هاها، حقًا؟”
“لم أقصدها كمدح. على أي حال، جئت خصيصًا لأترك لك أمراً، أيتها الحمقاء الغبية.”
“أمر؟”
كانت فيسيا مساعدة أقوى كيان الشهيرة.
جميع الكيانات يستطيعون تلقي الأوامر بالتخاطر، لكن لا أحد يرى بُعد الزمان كما تفعل فيسيا.
“لا بد أنكِ لا تريدين لتضحيتكِ أن تنتهي بلا جدوى، أليس كذلك؟”
“ماذا تقصدين بـ—”
“شش. فقط استمعِ. لن تندمِ.”
صمتت لوكيرا وأصغت بانتباه إلى أمر فيسيا.
كان الأمر يتعلق بـ “تجسد آهوبِيف”. و متى سيحصل على فرصة للعودة. ولماذا.
أشياء كهذه.
وقبل أن تُختَم، سارعت لوكيرا بوضع خطة.
تركت رسالةً تتعلق بقدوم “القديسة” في المستقبل البعيد. و على أمل أن تكون قادرة على إيقاف بعث آهوبِيف.
ومضت سنينٌ طويلة جدًا بعد ذلك. و وُلد هيلديون، ثم بعد سنوات، وُلدت رويلا.
أنقى روح، وأسطع نور، والوعاء الحقيقي القادر على احتواء قوى النور اللامتناهية.
القديسة.
وبعد ولادتها مباشرة، قامت فيسيا بزرع جزءٍ من قوة لوكيرا داخل جسد رويلا—وذلك قبل لحظات من خَتم لوكيرا الأبدي.
كانت بذرة القوى المقدسة.
مع مرور الوقت، بينما تكبر رويلا، ستبدأ البذرة في التوغل في الأرض، وتنمو الجذور، ويزدهر الساق، وتزهر الأزهار.
وعندما تزهر الأزهار، أخيرًا، ستصبح هي القديسة التي يمكنها إيقاف آهوبِيف—
…..كان من المفترض أن تصبح قديسة.
“لوكيرا. أعتقد أن الأمور فشلت.”
هزت فيسيا رأسها بتململ بينما كانت يراقب رويلا بين الحين والآخر.
القديسة التي كان من المفترض أن تصبح رويلا، بدلاً من أن تكون قديسة، كانت تتحول إلى فوضويةٍ تمامًا.
_____________________
واو وش ذاه حسبت اهوبيف حبيب لوكيرا طلع تلميذها
كله من لوكيرا وعنادها وش تبين بالناس
المهم شكل يوم شافوا ان القديسه مب زينه جايرا روح رويلا حقتنا؟ مدري ماعلينا المهم هيلديون اكبر من رويلا🤏🏻
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 157"