“ألم تُسرق؟!”
أمالت رويلا رأسها مستغربةً من السؤال الذي بدا أقرب إلى صرخة.
“يا إلهي، لماذا تبدو مصدومًا هكذا؟ كأنكَ كنت تأمل أن تُسرق فعلًا. أليس هذا غريبًا حتى في نظرك، سموّك؟”
“غريبٌ جداً.”
“أي شخص قد يظن أنك قلت للصّ: ‘لا تنسَ أن تسرق التمثال’ وكأنك أوصيته به. أليس كذلك، سموّك؟”
إيماءة-
حقًا، لا يوجد وصفٌ لهُ أدق من “تناغم مثالي”.
وكلما استمر حديثهما، ازداد ارتجاف قلب الكونت. و لم يتبقَ شيء من هدوئه السابق.
كان يتصبب عرقًا باردًا، بينما كانت روييلا تبتسم له بخفة.
“على كل حال، التمثال لم يُسرق. وبفضله، انتهى التحقيق بسلام.”
ثم، رمت شيئًا على الطاولة.
سقط كيسٌ صغير على المكتب، وتدحرجت منه عدة حبوبٍ زرقاء من فتحة مفتوحة.
“ما رأيكَ؟ أليس هذا شيئًا مألوفًا لكَ؟”
عند سؤال رويلا، شحب وجه الكونت بلونِ تلك الحبوب ذاته. شعر وكأنه عاد إلى بوابة الجحيم عبر طريقٍ مختصر.
‘هل من الممكن أن جدتي المتوفاة تلوّح لي من بعيد…..؟’
ها. هاها. لا بد أنه مجرد وهم.
بعد لحظات. بدأ الاستجواب الجاد. ومنذ أن رأى الكونت الدواء، تمسك بقول “لا أعلم”
“مستحيل، هذا الدواء كان داخل التمثال الذي قدّمه الكونت بنفسه-“
“لا أعلم.”
“لا تعلم؟! لا تعلم وقدمت هذا بنفسكَ؟ هل هذا معقول-“
“لا أعلم”
“لا، أعني-“
“لا أعلم”
“…..لكن، لحظة، لماذا تقاطعني باستمرار؟! سموّك! الكونت لا يكف عن مقاطعتي!”
عندما اشتكت رويلا بانفعال، حدّق هيلديون بالكونت بنظرةٍ حادة.
“كونت.”
“نـ-نـ-نعم؟”
اختنق الكونت من شدة التوتر تحت تلك النظرة المشبعة بالرهبة.
“أحذّركَ، من الأفضل ألا تقاطع المحققة أثناء حديثها.”
“نعم، نعم! فهمت، سأفعل، حتمًا سأفعل.”
ردّ الكونت مذعورًا. فرفع هيلديون حاجبه قليلًا ثم أدار رأسه نحو رويلا.
“تابعي، سيدتي القديسة.”
عادت عيناه لتظهر بلطفٍ و كأنها لم تك باردةً قبل قليل.
نظرت رويلا له بشكر، ثم التفتت إلى الكونت بنظرةٍ أكثر ثقة.
“الآن، أيها الكونت، لا يمكن أن تكون تجهل أمر هذا الدواء.”
“أنا حقًا لا أعلم، أُقسِم. لقد ظُلِمت، ولم أتخيّل أبدًا أن يكون شيءٌ كهذا داخل التمثال.”
“همم، حقًا؟ إذاً، من أين حصلتَ على هذا التمثال؟”
“…..نعم؟”
وعند ردّه المذهول، ضربت رويلا الطاولة وأكملت كلامها.
“إن كنت لا تعلم، فعلينا التحقيق مع من سلّمكَ هذا التمثال. لذا أخبرني، من هو الشخص الذي باعكَ هذا التمثال المجهول المصدر؟”
أخذ الكونت نفسًا وهو يحاول أن يتذكر عذرًا، كان قد حضّر عذرًا مسبقًا تحسّبًا لموقفٍ كهذا.
“الأمر هو أنـ-“
“لا. لا تجب.”
لكن، وقبل أن يتمكن من فتح فمه، قاطعته رويلا هذه المرة.
“……؟”
توقف فجأةً دون أن يكمل، ونظر إليها بذهول.
‘نعم، فليحدّق كما يشاء.’
رويلا كانت تفكر بسرعة
‘هذا مضيعةٌ للوقت.’
يبدو أن جعل هذا الرجل يتكلم لن يكون أمرًا سهلاً.
لكن مهما حاول أن يتهرب، فهو مذنبٌ لا محالة
فقد عُثر على الدواء داخل التمثال. و كان هذا الرجل ينوي بيع تلك الأشياء حتماً.
‘على الأرجح، لم تكن المرة الأولى.’
ولو أُجري تحقيق، فستنكشف ظروفٌ مشابهة ومصادر تمويل مشبوهة أيضًا. وإن تم جمع كل ذلك، فإدانة هذا الرجل ستكون واضحةً كالشمس.
لكن، ما كانت رويلا تسعى إليه ليس مجرد إدانته.
‘الدليل على أن الدوق هو من يروّج الحبوب الزرقاء.’
هذا هو المهم.
نظرت رويلا إليه بعينين نصف مغمضتين دون أن تنطق
ثم، أغمضت عينيها فجأةً بإحكام، وفتحتهما مجددًا.
“آه. قبل مجيئي، لقد قابلت السيدة لوكيرا في حلمي.”
“هكذا فجأة؟”
سأل الكونت بدهشة، فأومأت رويلا برأسها بلطف.
“الأحلام تأتي دومًا بغتة. وقالت السيدة لوكيرا في ذلك الحلم…..”
قالت؟
“في مثل هذه الحالات، الحلّ هو مطرقة العدالة.”
مطرقة العدالة.
في مواجهة هذا التعبير الغريب، رمش كلٌ من الكونت وهيلديون في نفس اللحظة.
لكن سواءً فهموا أم لا، لم تهتم رويلا بذلك إطلاقًا.
اقتاد هيلديون بسرعةٍ خطواتها، ووقف هو بلا مقاومة أمام الكونت.
“حسنًا، سموّك. سأقوم الآن بإلقاء تعويذة القديسة.”
“تعويذة القديسة؟”
“نعم، وأؤكد أن كل هذا يتم بإرادةٍ من القوة المقدسة.”
رغم أن هذا لم يكن صحيحًا.
“تأثير هذه التعويذة هو كشف الكذب.”
“…..أي أنها تكشف إن كان الشخص يكذب؟”
نظر هيلديون للكونت بنظرةٍ جانبية وسأل متعاونًا، متناغمًا مع الموقف.
“صحيح تمامًا. سأبدأ بإلقاء التعويذة الآن.”
أجابت رويلا بجديّة، ثم مدت يدها نحو سيف هيلديون و بالأدق، نحو مقبض السيف.
أمسكت بالسيف وأغلقت عينيها، وبدأت تهمس بكلماتٍ غريبة.
كانت أصواتًا غير مفهومة تُنطق بطريقةٍ غريبة.
ومع توهجٍ خافت للضوء الأبيض من أطراف أصابعها، انبعث جوٌ غامض أكثر.
‘ما هذه التعويذة بحق؟ تعويذةٌ لكشف الكذب؟ هل هذا حقيقي؟’
تساءل الكونت في نفسه بوجهٍ مشدود من التوتر
وفي تلك الأثناء، أنهت رويلا همساتها وفتحت عينيها.
“ها قد ألقيت التعويذة. والآن سأشرح لكم طريقة استخدامها. الطريقة سهلةٌ جدًا.”
ثم أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت شرحها بنبرةٍ هادئة.
وبالفعل، كما قالت، كانت طريقة استخدام “مطرقة العدالة” بسيطةً بشكل مدهش.
“تمسك بالسيف، وتطرح سؤالًا على الشخص. ثم، بعد سماع الإجابة، تضرب عنقه بالسيف.”
لكنها كانت بسيطةً لدرجةٍ يصعب تصديقها.
بدا الأمر عبثيًا لدرجة أن الكونت سأل مذهولًا.
“…..أ-أنتم ستفعلون هذا بي؟”
“نعم. آه، لا تقلق. طالما أنكَ لا تكذب، فأنت في أمانٍ تام. إذا أجبت بصدق، فلن تتأذى حتى لو ضُربت بكل قوة.”
“وإذا كذبت؟”
عند سؤاله، ضمّت رويلا يديها بابتسامةٍ حالمة،
“كل شيء…..يعود لصدقكَ.”
ما هذا؟ لماذا تفعل ذلك أصلًا؟
وفي تلك اللحظة، سحب هيلديون سيفه بصمت.
سـرنغ—
تلألأ السيف المصقول وسط الظلام. ثم، بعد لحظات.
“آآاااه! أرجوكم، لا تقتلوني! سأقول الحقيقة!”
لقد أثبتت مطرقة العدالة فعاليتها بشكلٍ قاطع.
***
“كما توقعت تمامًا.”
“نعم، بالفعل.”
بعد انتهاء الاستجواب، جلستُ أنا وهيلديون نستعرض أقوال الكونت بينما نفتح لفافةً من الرق.
كان الرق القديم ممتلئًا بالكتابة، وتضمّن اعترافات وشهادة الكونت إيكليان.
“الأمر هو…..”
“أوه، أسمع صوتكَ وأنت تفكر بحيلة. ماذا، هل نُعيد تجربة مطرقة العدالة؟”
“لـ-لا، لا داعي. سأتكلم. في الحقيقة، لقد حصلت على التمثال من الدوق كيليان.”
“هكذا إذاً.”
“نعم، وكنت سأحصل على 60% من قيمة المزاد مقابل بيعه نيابةً عنه. هذا كل شيء.”
“لا يبدو أن هذا كل شيء.”
“عفوا؟”
“الدواء. لقد كنت تعلم بوجوده داخل التمثال، أليس كذلك؟”
تهرّب الكونت من النظر إليهما بدلًا من الرد، لكن ذلك وحده كان كافيًا كإجابة.
ويبدو أن هيلديون فكّر بالأمر نفسه، فتمتم بصوتٍ منخفض.
“كنتَ تعرف، ومع ذلك بعته.”
“……لقد أخطأت.”
“أجل، لقد أخطأتَ. لقد أعماكَ المال، فبعت دواءً يؤذي الناس. وكما تعلم، لن تكون العقوبة خفيفة. لأن الأرواح التي دمّرتها، لم تكن خفيفةً أيضًا.”
قال هيلديون ذلك بحزم، بينما لم يستطع الكونت سوى أن يذرف الدموع بصمت.
وبعد ذلك، تتابعت بعض الشهادات الإضافية.
على سبيل المثال، أن ذلك التمثال لم يكن مجهول المصدر كما زُعم، بل كان من أعمال فنان شاب كان يرعاه الكونت أستيان.
كلها شهاداتٌ مفيدة بدرجة كبيرة.
وهكذا، وسط اعترافاتٍ غارقة بالدموع فجأة، سمعت رويلا صوت “دينغ-!” وظهرت نافذة النظام.
<سيتم تزويدكِ تلقائيًا بالعناصر المطلوبة لمهمة جمع الأدلة
╰(✿˙ᗜ˙)੭━☆゚.*・。゚!
العنصر الأول – رق الحقيقة (أداةٌ مقدّسة)
: تُسجَّل عليه تلقائيًا المعلومات التي تريدها. كل ما يُسجَّل سيكون حقيقيًا.
(قبل الاستخدام، أمسك الرق بكلتا يديك وقل: “سأبدأ التسجيل الآن” ثلاث مرات. وعند الانتهاء، قل: “أنهي التسجيل” ثلاث مرات)
※ على الجهة الخلفية للرق توجد شهادةُ ضمان وتعليمات الاستخدام. يمكن لأي كاهن رفيع الاطلاع عليها>
أوه، مذهل.
‘هذا بالضبط ما كنت أحتاجه الآن!’
وفي اللحظة التي كنت أُعجب فيها من حُسن توقيت النظام. اختفت نافذة النظام، وظهر العنصر فجأةً في الهواء وسقط أمامي.
“آاااه!”
نظرت إلى الكونت الذي كاد أن يُغمى عليه من شدة الفزع، وابتسمت له ابتسامةً هادئة.
“هاها، هذه هديةٌ من السيدة لوكيرا. أليست مذهلة؟ آه، وعلى فكرة، لقد قالت الآن أن تمسك الرق بكلتا يديك وتردد “سأبدأ التسجيل الآن” ثلاث مرات، أليس كذلك؟ نعم، هكذا، امسكه بكلتا يديك وقلها بصوت أقوى!”
وهكذا، سُجلت شهادة الكونت الحماسية على الأداة المقدسة كاملة.
حينها، وُلد أول دليلٍ قاطع ومتكامل.
_________________
الحين هيلديون مصدق كل كلام رويلا؟😭
مجنونه تضحك ماخذه دور المحققه والقديسه والحبيبه بنفس الوقت
يوم قالت ياسموك عاينه يقاطعني ضحكتتت😭😭
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 153"