“نعم، لقد تفاجأت. قلت لكِ بوضوح ألا تأتي لأنه خطر. لكن، ما الذي…..بحق؟”
كانت كلماته حرفياً كما هي.
في الحقيقة، كانت الخطة اليوم أن يتحرك هيلديون وحده. يقود المحققين ويقتحم مزاداً غير قانوني.
أما أنا، فلم يكن من المفترض أن آتي إلى هنا على الأقل ضمن خطته.
صحيح، هذا ما كان عليه الأمر. لكن…..
“أمم، في الواقع…..”
حاولت أن أبحث عن عذر وأنا أشيح بعيني بتوتر–.
‘همم، لا، دعينا من الأعذار.’
قررت أن أظهر موقفاً نادماً ومتواضعاً.
“صحيح، أتيتُ لأنني بصراحة لم أستطع أن أطمئن إلا إن تأكدت بنفسي. أردت أن أكون هنا تحسباً لو أن الخطة لم تسر كما يجب. كنت أعلم أن سموك ستقلق، لذلك أخفيت الأمر. آسفة لأنني جعلتكَ تقلق.”
“نعم، لقد كنت قلقاً جداً. هذه المرة…..رويلا هي المخطئة.”
وحين قال ذلك وهو يعض شفته بقلق، أومأت برأسي موافقة.
أن يقول لي بتلك الملامح أنني المخطئة…..
‘نعم، أنا مذنبة. رويلا مذنبة.’
أن أجعل هيلديون يظهر بهذا الوجه الكئيب، هذه جريمةٌ بحد ذاتها.
‘…..مهلاً، لحظة واحدة. أليس من المفترض أن أُعتبر بريئةً بما أنني تمكنت من رؤية ذلك الوجه منه؟’
آه، لا. هذا ليس وقت هذه الأفكار.
سارعت إلى استعادة تركيزي، ثم تشبثت بذراعه بهدوء وأسندت رأسي عليه.
“على كل حال، بفضلي عرفنا مسبقاً ما هي الأغراض المشبوهة. كما أنني رتبت كل الأشخاص الذين كانوا ينوون شراءها. أنا من أجّل الوقت وأرسلت الإشارة لتصل في التوقيت المناسب تماماً. ‘المفتشة السرية المقدسة!’، لقد كان ذلك محرجاً جداً، لكنني فعلته لأنني ظننت أنه سيفيد سموك.”
واصلت الحديث بهمس ثم نظرت إليه بتردد وسألت بخفة،
“هل أنا فعلاً مُخطئة؟”
“نعم. أخطأتِ.”
آه، إنه حازمٌ جداً.
هيلديون بهذه الدرجة من الحزم؟
‘لابد أنه كان قلقاً حقاً.’
كان الأمر غريباً…..لكنه لم يكن سيئاً. فكرة أنه كان قلقاً عليّ جعلت قلبي ينبض بسذاجة.
هذا القلب المجنون بحق.
لكنني كنت أعلم أن هذا ليس وقت الارتباك، فتحدثت بنبرة منكسرة.
“أم، هل…..أنت غاضب؟”
“لست غاضباً.”
“حقاً؟”
“حقاً.”
أجاب بإيجاز، ثم حين رأى نظراتي المترددة والمتفحصة، ابتسم بخفة.
“كيف لي أن أغضب منكِ؟ أنا فقط…..كنت قلقاً.”
“…..هذا شعورٌ مثير.”
“عفواً؟”
“آه، لا، آسفة. أعدكَ أنني سأكون أكثر حذراً من الآن فصاعداً. ومع ذلك، أتيتُ بطريقةٍ آمنة نسبياً. أنا أيضاً أكره المخاطر، لذا جئت برفقة حراسٍ موثوقين.”
“حراس؟”
رددت عليه وأنا أشير إلى المكان الذي يقف فيه هاميل وفابيان.
“نعم، هاميل وفابيان.”
“…..هاميل وفابيان؟”
“ما رأيك؟ أليسوا مطمئنين؟”
كانت تعابير هيلديون غريبةً بعض الشيء.
“…..صحيح. حقاً مطمئنون.”
تمتم هيلديون بصوتٍ منخفض وهو يضيق عينيه–.
“لكن، سموك تظل الأكثر طمأنينةً بالنسبة لي.”
–عندها عاد وفتح عينيه تماماً.
حين ضحكت بخفةٍ على التغير الواضح في تعابيره، رأيت فابيان من بعيد يرفع إبهامه نحوي بلمحةٍ من التأثر.
لابد أنه التقط نظرة هيلديون الحادة في تلك اللحظة الخاطفة.
فبادرت أنا أيضاً برفع إبهامي نحوه.
كان مشهداً أشبه بما بين مدير وموظفٍ في قمة الانسجام.
***
<خبرٌ عاجل!
– مداهمة مزاد سري!
سمو ولي العهد وسيدتنا القديسة تمكنوا هذه المرة من الكشف عن مزادٍ غير قانوني. و خلال المداهمة تم اعتقال عدد من النبلاء…
بلغت قيمة المضبوطات غير القانونية فقط في المزاد ما يقارب…
و مرة أخرى، برزت بطولات سمو ولي العهد وسيدتنا القديسة في حدث يظهر تفانيهم من أجل الإمبراطورية.
وقد حيّا مواطنو الإمبراطورية جهودهما، في حين أعلنت العائلة الإمبراطورية عن فتح تحقيق شامل لاجتثاث جذور المخالفات.>
خشخشة-؟
في اليوم التالي للمزاد. كان الدوق كيليان يقرأ المقال المنشور في العدد الخاص، ثم قبض على الجريدة بعنف ورماها.
“إلى متى سيستمر هذا؟!”
لقد أصبح يشعر بالغثيان لمجرد سماع أخبار ولي العهد والقديسة.
و في الواقع، كان يعاني بالفعل من التهاب معدة رهيب.
وبينما كان يقطب جبينه من شدة الألم وكأن أحشاءه تلتف بداخله، سمع صوتاً هادئاً وواثقاً بجانبه.
“اهدأ، يا دوق.”
كان الكونت أستيبان، جالساً بكل كبرياء وقد عقد ساقيه.
“هاه، الكونت يبدو هادئاً جداً. يبدو أنكَ لا تشعر بأي قلق، أليس كذلك؟”
“حسناً، ألم نستخدم قصر الكونت إيكليان تحديداً لمثل هذه الحالات؟”
كان محقاً.
تحسباً لوقوعهم في الفخ، دفعوا عمولةً باهظة لاستخدام قصر الكونت إيكليان. وبفضل ذلك، لم يتركوا خلفهم أية أدلة.
“لكن ذلك الشخص لن يظل صامتاً. لا بد أنه ذكر أسماءنا أثناء الاستجواب.”
“ربما فعل. لكن ما أهمية شهادةٍ دون دليل حقيقي؟”
…..صحيح.
أومأ الدوق برأسه ببطء. كان قد انفعل بسبب اضطراب معدته، لكن عند التفكير بهدوء، لم يكن الوضع سيئاً إلى ذلك الحد.
‘لو أن الكونت إيكليان ذكر اسمي…..’
قد يصبح الأمر مزعجاً، لكن لن يكون أكثر من ذلك.
‘هاه، بسيط التفكير فعلاً.’
ابتسم الكونت بسخرية، ثم أخذ رشفةً أنيقة من الشاي وأكمل حديثه.
“ثم، في الأساس، من المستحيل أن يعثروا على الدواء داخل التمثال.”
“ما الذي تعنيه بذلك؟”
“أعني ما قلت. لم يبدأ التحقيق بعد في المصادرات التي تم الاستيلاء عليها من المزاد. إذ أن التصريح الإمبراطوري لإجراء التحقيق لم يصدر إلا هذا الصباح، وسيحتاجون إلى وقتٍ قبل أن يتمكنوا من فحص الأغراض. لذا، قبل أن يبدأ التحقيق بشكل رسمي…..”
“يجب علينا تهريب التمثال؟”
عند سؤال الدوق، أومأ الكونت برأسه.
“جلالة الملكة اتخذت الإجراءات منذ وقتٍ مبكر. و في أسوأ الأحوال، سيتم جلب التمثال بحلول هذه الليلة.”
لو تم ذلك فعلاً، لكان الأمر مطمئناً.
صحيح أن المشاركة في المزاد غير القانوني تُعد جريمة، لكنها في الحقيقة لا تتعدى كونها جنحةً بسيطة.
المشكلة الحقيقية تكمن في حالة العثور على “الدواء الأزرق”.
بمعنى آخر، إن تمكنوا من تهريب التمثال قبل اكتشاف الدواء، فستنتهي المشكلة.
“إن حدث ذلك، فلن يكون أمام الكونت إيكليان سوى التزام الصمت، وسأتولى تسوية الأمر بنفسي، أليس كذلك؟”
“بلا شك. سيكون الأمر كذلك. إن تم كل شيءٍ كما نأمل.”
“لماذا إذاً لا يزال القلق يساورني؟”
تمتم الدوق في نفسه، فقهقه الكونت بسخرية.
“ستكون والد الإمبراطور مستقبلاً، لديكَ الكثير من القلق فعلاً.”
“أسميه حرصاً لا أكثر.”
“هاها، حسناً، أنت حذرٌ بالفعل. إذاً، دعني أُبلغ الدوق الحذر بخبرٍ سار.”
خبر سار؟
أي نوع من الأخبار السارة وسط هذا الجفاف؟
“قدرات سيلفيا تحسنت بشكلٍ ملحوظ.”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم، في الآونة الأخيرة أصبحت قدراتها ظاهرةً بشكل مذهل.”
حتى الكونت نفسه لم يكن يعرف السبب.
لكن، منذ فترة بدأت قوتها الروحية تزداد إلى درجة يصعب تصديقها.
لا أحد يعلم أي سحر قد استخدمته. و مهما يكن، لا شك أن هذا تطورٌ جيد.
“إن أحسنا اغتنام الفرصة، يمكننا جعلها قديسةً حقيقية.”
“هاها، حقاً إنه خبرٌ مفرح.”
“نعم، لذا لا تكن متعجلاً أكثر من اللازم.”
“حسناً، سأفعل.”
أومأ الدوق برأسه، ثم رفع فنجان الشاي أخيراً. ومع دخول الشاي الدافئ إلى جوفه، شعر بأن التوتر في معدته بدأ يخف.
***
“تقول أن لصاً تسلل؟”
“نعم، لقد سُرقت بعض الأدلة التي كانت محفوظةً في سجن القصر الإمبراطوري.”
عند سماع كلام هيلديون، سألته بجدية،
“…..هل الأمن في السجن على ما يرام؟”
“الأرجح أن الملكة تحركت بنفسها. فكل ما في القصر الإمبراطوري يقع تحت سيطرتها.”
“صحيح. على الأغلب هذا ما حدث.”
إن كانت الأوامر من الملكة، فمن الطبيعي أن تُخفف الحراسة في السجن لبعض الوقت.
وفي النهاية، من سيتحمل المسؤولية هم الحراس الصغار ليس إلا.
يا لهذا العالم القذر.
هززت لساني بامتعاض، ثم سألت هيلديون،
“من بين الأغراض التي سُرقت…..التمثال من ضمنها، أليس كذلك؟”
“نعم، موجود.”
تبادلنا النظرات، ثم ابتسمنا في الوقت نفسه.
كانت ابتسامةً لا تليق إطلاقاً مع خبر فقدان دليل مهم كتمثال مزيف.
لكن، لم يكن بوسعنا إلا أن نبتسم. فما سُرق كان تمثالاً مزيفاً قمتُ أنا بتبديله مسبقاً.
“لو لم تكن رويلا هنا، لكدنا نفقد دليلاً بالغ الأهمية.”
“آه، لا تبالغ…..”
وكأن هذا كله بفضلي فعلاً. لكنه كان بفضل “أولئك” الذين لا يخرجون عن التوقعات قيد أنملة.
خشيت أن يحدث أمرٌ كهذا، فاستبدلت التمثال الأصلي مسبقًا بتمثال مزيفٍ مطابق له تمامًا.
في الظروف العادية، لم يكن من الممكن الحصول على تمثال مطابق خلال يوم واحد.
ولا شك أن “أولئك” أيضًا لم يتصوروا أن شيئًا كهذا ممكن.
لكن، أليس لديّ هاميل، الساحرة العبقرية والنحّاتة العبقرية؟
“تمثالٌ مطابق لهذا تمامًا؟”
“نعم. أرجو أن تصنعيه بأسرع ما يمكن. هل هذا ممكن؟”
“هذا التمثال يفتقر إلى الذوق الجمالي بعض الشيء، لذا سيكون مزعجًا…..لكن نعم! سأسلمه لكِ بحلول ظهيرة الغد.”
“شكرًا، هاميل.”
“وأنا أحبكِ أيضًا.”
“لا، ليس إلى هذا الحد.”
على أية حال، أنجزت هاميل التمثال المطابق تمامًا خلال أقل من يومٍ فعلًا.
وبمجرد ما تم استبدال التمثال، تسلل اللص.
‘على الأرجح لقد أدركوا الآن أن التمثال مزيف.’
مرّرت يدي على التمثال الحقيقي أمامي وأنا أفكر لا بد بأنهم يشعرون بغيظٍ شديد الآن.
وفي تلك اللحظة، تمامًا كما توقعت رويلا—
“ماذا؟ التمثال مزيف؟”
ما إن سمع الدوق بحالة التمثال الذي سُرق، حتى كتم غيظه المتصاعد وسقط أرضًا.
_____________________
رويلا وتوقعاتها الرايعه✨
تجنن وهي تهدي هيلديون وتجنن بعد وهي تخطط ياناس تجننننن هي و ديون ✨🤏🏻😭
بأشرح لكم شي تدرون ليه سلطة الملكة اعلا من سلطة ام هيلديون؟
لأن الملكة من عائلة من الامبراطورية وتُعتبر امبراطورة بالنسبه للشعب تقريباً ام هيلديون مهمشة بس لها شوي منصب عشانها انجبت ولي العهد
المهم الامبراطورية مقبلة عليهم امبراطورة مستقبليه رايعه جداً 💕
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 151"