“في يوم الصيد، كان أحد الفرسان في معسكر الذئاب.”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم، إنه صحيح.”
أخيرًا، فهمت لماذا كان فابيان واثقًا إلى هذا الحد.
فارسٌ من معسكر الذئاب يبحث عن الدواء الأزرق.
‘بالتأكيد سيكون هذا مفيدًا.’
بعد التفكير في ذلك، اقتربت من سينا محاولةً الحفاظ على تعبير ودود قدر الإمكان.
“سينا، هل يمكنك إخباري بالمزيد عن أخيكِ؟”
“عـ-عن أخي؟”
“نعم، فربما أستطيع المساعدة، أليس كذلك؟”
ترددت سينا للحظة، ثم بدأت تتحدث بتردد.
وباختصار، كان حديثها كالتالي.
بعد مهرجان الصيد، بدأ شقيق سينا يعاني من صداع مجهول السبب.
و أصبح يرى هلوسات غريبة ويسمع أصواتًا غير موجودة.
وبسبب قلقها، سألته إن كان هناك شيء مريب يتذكره، فأجاب بأنه تناول دواءً غريبًا يوم مهرجان الصيد.
ثم فجأة، وكأنه أصيب بالجنون، بدأ يبحث في جيوبه وأخرج “الدواء الأزرق” ووضعه في فمه.
عند هذه النقطة، راودني سؤال فسألتها،
“أكان شقيقك يملك الدواء الأزرق؟”
“نعم، لكنه كان نصف حبة فقط.”
“نصف حبة؟”
“في يوم مهرجان الصيد، شعر بريبة فتناول نصفها فقط واحتفظ بالنصف الآخر. فقد كان قلقًا من تناولها بالكامل.”
“آه، إذاً، ماذا حدث بعد أن تناول الدواء؟”
“…..ضحك.”
ضحك؟
تابعت سينا كلامها بوجه مرتعب.
“كان يضحك وكأنه شخص فقد عقله. ثم بدأ يتمتم باستمرار، ‘لم أعد أشعر بالألم. أنا سعيدٌ الآن.’ وظل يكرر ذلك لساعات.”
أوه، لا بد أن ذلك كان مخيفًا حقًا.
لكن بهذا، تأكدت تمامًا.
‘الدواء الأزرق الذي تناوله شقيق سينا هو نفس الدواء الذي أبحث عنه.’
كانت الأعراض متطابقة.
ربما كان يرى أوهامًا سعيدة جعلته ينسى الألم.
لكن، كلما زادت جرعة الدواء الأزرق، ازدادت آثاره الجانبية سوءًا.
خلال مفعول الدواء، ينسى المرء الألم ويغرق في السعادة، ولكن بعد زوال المفعول—
“بعد ذلك، بدأ يعاني من الألم مجددًا، أليس كذلك؟ وبشكل أكثر حدة.”
“…..نعم!”
أجابت سينا بانفعال وعيناها متسعتان.
“بعد أن زال مفعول الدواء، أصبح يعاني أكثر من ذي قبل. ثم بدأ يتوسل إليّ أن أجد له المزيد. و بصراحة، كنت مترددة. فأنا أعلم أن هذا الدواء الغريب لن يزيده إلا ألمًا كلما تناوله. لكن رؤية أخي يتعذب بهذا الشكل…..”
“لذلك لم يكن أمامكِ خيارٌ سوى محاولة العثور على الدواء، صحيح؟”
“نعم. لكن لم يكن من السهل الحصول عليه، بل حتى العثور على معلومة واحدة عنه كان أمرًا صعبًا. لذلك فكرت أنه ربما، إذا استعنت بأقوى نقابة معلومات، يمكنني إيجاده…..”
…..ماذا؟ أقوى نقابة معلومات؟
ضيّقت عينيّ ونظرت سريعًا نحو فابيان.
كان يحدق إليّ بوجه مرتاح، ثم رفع إصبعيه مشكلًا علامة النصر.
حقًا؟ فابيان؟
‘هل هو زعيم نقابة المعلومات الأقوى؟’
…..حقًا؟
شعرت بمزيج من المشاعر المتضاربة.
هل يجب أن أكون سعيدةً بوجود تابع بهذه القوة، أم أن أشكك في نقابات هذا العالم بأكملها؟
نقرت لساني وعدت للتركيز على حديث سينا.
“أتفهمكِ، سينا. لو كنت مكانكِ، لشعرت بنفس الشيء. ففي النهاية، كل هذا كان بدافع حبكِ لأخيكِ، أليس كذلك؟”
“…..سيدتي القديسة…..أنتِ حقًا…..شخصٌ رائع للغاية.”
“أشكركِ على رؤيتي بهذه الطريقة.”
أجبتُ بوجه غير متأثر بينما أمسكتُ بيد سينا.
في العادة، بمجرد حدوث تواصل جسدي بسيط، تتقلص المسافة العاطفية بين الأشخاص بشكل ملحوظ.
لكن لماذا أشعر وكأنني محتالٌ يستغل شخصًا مسكينًا؟
لا بد أنه مجرد وهم.
‘إذا تمكنتُ من معرفة أي شيء عن الدواء الأزرق، فسيكون بإمكاني مساعدة المدمنين عليه أيضًا.’
إذا نظرتُ للأمر من منظور أوسع، أليس هذا أيضًا من أجل مصلحة سينا؟
بعد أن هدّأت ضميري المتردد، فتحتُ فمي وتحدثتُ بصوت دافئ.
“إذاً، سينا، هل سبق أن أخبركِ شقيقكِ كيف حصل على الدواء؟ بما أنه طلب منكِ أن تجدي له المزيد، فلا بد أنه أخبركِ أين وجده في البداية، أليس كذلك؟”
“…….”
هذه المرة، بدت سينا مترددة للغاية.
‘يبدو أن الشخص المعني ليس عاديًا.’
انعكس خوفٌ خفيف في عينيها، وكان ذلك أكبر دليل.
تحركت شفتيها مرارًا وكأنها تحاول الكلام، لكنها استمرت في التردد.
و بدلًا من استعجالها، شددت قبضتي قليلًا على يدها الممسكة بي.
“سينا، لا تقلقي. يمكنكِ التحدث بأمان. أنا القديسة، أليس كذلك؟ السيدة لوكيرا معي دائمًا.”
كانت مجرد كلمات للترويج لنفسي بلطف، لكن سينا عضت شفتيها وهزّت رأسها بالموافقة.
“صحيح…..القديسة التي ترافقها لوكيرا…..”
تمتمت وكأنها تحاول طمأنة نفسها، ثم أجابت ببطء.
وعندما سمعتُ إجابتها—
‘أوه، لم أكن أتوقع أن تكون هذه ضربةٌ موفقة هكذا.’
لم يسعني إلا أن أندهش بصمت.
***
“لا تقلقي، سينا. سأزور منزلكِ قريبًا.”
“القديسة…..ستأتي إلى منزلنا؟”
“نعم. سأذهب بنفسي لأرى حالة أخيكِ وأتأكد مما إذا كان بإمكاني علاجه. حتى ذلك الحين، لا تتحدثي عما حدث اليوم أو عن الدواء الأزرق. لا يجب أن تخبري أحدًا، فقد يكون ذلك خطرٌ عليكِ. فهمتِ؟”
“نعم، سأفعل ذلك. شكرًا لكِ، سيدتي القديسة!”
انفجرت سينا بالبكاء وانحنت مرارًا قبل أن تغادر أخيرًا.
“ألن ترافقها؟”
“لقد أوكلت أحد أتباعي بذلك.”
“آه، حسنًا.”
أجبتُها بلا مبالاة قبل أن أستند إلى الأريكة.
المعلومات التي حصلت عليها من سينا كانت أكثر مما توقعت. لكن الضربة الأكبر كانت—
“الشخص الذي أعطى الدواء لأخي…..كان السيد الشاب كيليان.”
لم تكن هذه المعلومات متوقعةً على الإطلاق.
و لم أتخيل أبدًا أن اسم “ديموس” سيظهر هنا.
حين نطقت سينا باسم “السيد الشاب كيليان”، بدت في غاية الاضطراب.
حسنًا، ذكر اسم وريث دوق كمصدر لدواء مشبوه هو أمرٌ في غاية الخطورة.
لو تحدثت عنه في المكان الخطأ، فلن يكون الحصول على الدواء هو المشكلة، بل سيكون من حسن الحظ ألا يُعثر عليها كجثة في مكان ما.
“كان من الجيد أنني أحضرتها إليكِ، سيدتي. عندما سألتها، قالت بأنها لا تعرف شيئًا.”
“إذًا لهذا السبب أحضرتها إليّ؟”
“الأشخاص الذين يعانون من قلق شديد لا يتحدثون إلا لمن يثقون بهم حقًا. سواء من الناحية الموضوعية أو الشخصية، أنتِ شخص يمكن الوثوق به.”
“أوه، هذا مؤثر نوعًا ما.”
“أليس كذلك؟”
“نعم، لكن لنترك هذا جانبًا، ما رأيكَ في مدى ارتباط ديموس بالدواء الأزرق؟”
قبل أن أتمكن من التذمر من قصر لحظة التأثر تلك، أجاب فابيان بوجه جاد.
“لست متأكدًا، لكن يبدو أنه متورط بشكل عميق.”
“لماذا تعتقد ذلك؟”
“في يوم مهرجان الصيد، قلتِ أن السيد كيليان لم يتناول الدواء الأزرق، صحيح؟”
“صحيح، لم يفعل.”
“لماذا لم يتناوله؟ في الواقع، كان هو أقوى قوةٍ في معسكر الذئاب.”
كان سؤاله أشبه بلغز، وكأن الإجابة عليه محددةٌ سلفًا.
ولم يكن من الصعب عليّ تخمين تلك الإجابة.
“لأنه كان يعلم أن هذا الدواء خطر؟”
“بالضبط. لقد كان على دراية بتأثيره وآثاره الجانبية مسبقًا، لذلك لم يتناوله.”
“نعم، كلامكَ منطقي.”
عند إجابتي الصريحة، ابتسم فابيان بخفة وأومأ برأسه.
“إذاً، كيف تعتقدين أن السيد كيليان مرتبط بهذا الدواء؟”
“على نطاق ضيق، ربما يكون مجرد زبون. وعلى نطاق أوسع، قد يكون أحد الموزعين.”
“أو ربما…..يكون هو المالك نفسه.”
“…..ديموس هو صاحب الدواء؟”
أليس من الغباء منحه دورًا كبيرًا كهذا؟
“ربما لا يتعلق الأمر بالسيد كيليان فقط، بل بالعائلة بأكملها.”
العائلة بأكملها؟
كانت تلك فرضية معقولة جدًا.
في العادة، في مثل هذه الأمور الخطيرة، تتحرك الجماعات أكثر من الأفراد.
علاوةً على ذلك، يبدو أن الدوق أذكى بكثير من ديموس.
‘حتى أنهم كان لديهم تاريخ من غسل الأموال بشكل غير قانوني.’
…..انتظر، غسل الأموال؟
“فابيان.”
“نعم، سيدتي.”
“هل تعرف عن الحادثة التي تم فيها اكتشاف الدواء الأزرق لأول مرة في مكتب التحقيقات الخاص؟”
“بالطبع أعرف. على الرغم من مظهري، أنا رئيس نقابة المعلومات، بالإضافة إلى ارتباط القضية بطلبكِ.”
“حقًا؟ إذًا، ماذا عن حادثة التهرب الضريبي في عائلة كيليان؟”
“كيف لا أعرف؟ كان ذلك مرتبطًا بشركة أشيليان التي حاولت الإضرار بنا.”
“بالضبط. كان الدوق يستخدم شركة أشيليان للتهرب الضريبي بشكل كبير. ثم تم الإمساك بهم. لكن المشكلة أن مصدر تلك الأموال لم يكن واضحًا.”
في تلك اللحظة، أصبح نظر فابيان حادًا.
“إذاً، قد تكون تلك الأموال قد جاءت من تجارة الأدوية غير القانونية.”
لهذا السبب، الأشخاص الأذكياء دائمًا ما يكونون مريحين في التعامل معهم.
________________________
وناسه رويلا ذكيه
هيلديون له فترة ماطلع ماش كنت متعوده عليه وهو يطلع كثير😂
المهم متو نعطي ديموس ذاه كف
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 142"