‘لم أكن أعلم أن القوة التي كانت مخفيةً طوال هذا الوقت هي القوة المقدسة.’
كيف يمكن أن يحدث ذلك؟
بل وحتى أن قيمتها تصل إلى 81، وهذا يعني أن القوة المقدسة لديّ هائلة.
نظرت إلى يدي بصمت.
إذاً، هل هذا يعني أنه يمكنني الآن استخدام القوة المقدسة دون الحاجة إلى “القوة المقدسة اليومية” التي يمنحها لي النظام؟
دينغ-!
<صحيح! يمكنكِ الآن استخدام القوة المقدسة بحرية
(ノ◕ヮ◕)ノ*:・゚✧!>
هاه……إذاً، هذه القوة أصبحت ملكي بالكامل الآن.
بمعنى آخر……
“هذا يعني أنني قديسة حقيقية؟”
“……نعم؟ و هل هناك قديسة مزيفة أيضًا؟”
تمتمت بذلك دون أن أشعر، لكن الرد البارد الذي تلقيته فجأةً جعلني أرتبك وأنظر نحو الجهة المقابلة.
على الجانب الآخر، كان راون يميل برأسه إلى الجانب وهو يأكل الكعكة بملعقته.
‘آه، صحيح، كنت أتناول وجبةً خفيفة مع راون.’
في وقت الظهيرة اليوم، عاد راون من الأكاديمية إلى المنزل. لتناولنا الغداء مع الدوق، ثلاثتنا معًا، ثم أمسكت براون مباشرة وأخذته معي لتناول الكعكة.
‘وبعد كل ذلك، شردتُ في أفكاري.’
لم يكن الأمر بيدي.
بالطبع كنت سعيدةً جدًا برؤية راون، لكن الحلم الذي رأيته الليلة الماضية، وإحصائية القوة المقدسة التي حصلت عليها فجأة، كانا صادمين للغاية.
حتى لو لم أحاول التفكير فيهما، كانا يتسللان إلى رأسي تلقائيًا.
نظرت إلى راون، الذي لا يزال يميل رأسه في حيرة، ثم ابتسمت له بخجل وأجبت،
“هاها. فقط……كنت آخذ لحظةً للتفكير في نفسي. كما تعلم، كنت أتصرف كالمشاغبة في الماضي، أليس كذلك؟ لذا خطر ببالي فجأة، ماذا لو كنت قديسة مزيفة؟……لكن بعد تفكير طويل، أعتقد أنني قديسة حقيقية بالفعل.”
“……هاها.”
ضحك راون بسخرية على عذري الوقح.
“هذا ما يُطلق عليه إضاعة الوقت.”
“هاها، أليس كذلك؟”
“نعم، إلم تكوني قديسة، فمن في هذا العالم يمكن أن تكون قديسة؟”
“……راون، أنتَ……”
يا لك من صغير لطيف ومتحذلق.
“إذاً، كنت تفكر بي بهذه الطريقة في داخلكَ، هاه؟”
“ماذا؟ لم أقل شيئًا كهذا—”
“أوه، يا لك من أخٍ صغير لطيف!”
قطعتُ كلام راون تمامًا، ثم نهضت فجأة من مكاني وعانقته بقوة.
“أوه! لا تفعلي هذا—!”
“همم، سأفعلها.”
بعد مقاومة عنيفة، استسلم راون في النهاية، وأخذ يأكل الكعكة وهو بين ذراعي.
‘واو، أخي هذا مذهلٌ حقًا.’
إنه لطيفٌ جدًا!
بفضله، استطعت قضاء وقتٍ ممتع مع ابتسامة مشرقة أثناء تناول وجبتنا الخفيفة.
وهكذا، بعد أن غادر راون الغرفة وكأن روحه قد استُنزفت بطريقة ما، بقيتُ وحدي وأكملت التفكير الذي لم أتمكن من إنهائه قبل قليل.
‘كلما فكرت في الأمر، أزداد يقينًا بأن القديسة الحقيقية هي أنا.’
رغم أنني وضعتُ سابقًا فرضية أن سيلفيا قد تكون قديسةً مزيفة، إلا أنني بطريقة ما لم أتمكن من الجزم يقينًا بأنني القديسة الحقيقية.
دائمًا ما راودني الشك في أعماق قلبي: هل يمكن أن تكون هناك قديسة حقيقية أخرى غيري أنا وسيلفيا؟
ولم يكن ذلك بلا سبب.
‘لأن قوتي المقدسة بائسة للغاية.’
في القصة الأصلية، لم تُعتبر رويلا قديسة مزيفة لمجرد افتقارها للأخلاق، بل كان ضعف قواها المقدسة سببًا كبيرًا أيضًا.
وكذلك أنا، أليس وضعي مشابهًا؟
في النهاية، كل ما أملكه هو تلك القوة المقدسة المؤقتة التي يعيرني إياها النظام.
لكن مع مستوى القوة المقدسة الحالي، يبدو أن الأمر قد اختلف.
‘أيها النظام، اعرض لي نافذة الإحصائيات الإضافية.’
<إحصائيات المكافأة:
الذكاء: 58
القوة: 60
الحظ: 74
القوة المقدسة: 81>
كما توقعت، القوة المقدسة تفوق البقية بفارق كبير.
عندما بدأت، كان إحصاء “???” هو الأدنى على الإطلاق، لكنه أصبح الآن الأعلى دون أن أدري.
بل وحتى الذكاء، القوة، والحظ هي إحصائيات قمت بتعزيزها بتوزيع نقاط إضافية، ومع ذلك لم تصل إلى هذا الحد.
‘انتظر، لكن الرقم 81 يبدو مألوفًا بشكل غريب.’
قطّبت حاجبيّ، ولم أجد صعوبة في اكتشاف سبب هذا الشعور المألوف.
‘أيها النظام، أعرض لي معدل السمعة.’
<معدل السمعة الحالي: 81>
أجل، هذا هو. كما توقعت، القوة المقدسة ومعدل السمعة متطابقان تمامًا.
هل يمكن أن يكون هذا مجرد صدفة؟
“مستحيل.”
عندما فكرت في الأمر، كانت قيمة “???” وسمعتي متساوية منذ البداية. و هذا يعني أنني كنت أرفع سمعتي وفي الوقت نفسه أزيد من قوتي المقدسة.
إذاً، هل كان ما يريده النظام حقًا هو زيادة قوتي المقدسة؟
دينغ-!
<مزامنة الحقيقة: 75 / 100 d(-_☆)>
ارتفعت مزامنة الحقيقة بمقدار 5، وكأنها تؤكد صحة كلامي.
كما توقعت.
بينما كنت مندهشةً من عبقريتي، ومضت نافذة النظام مرة أخرى.
ماذا سيظهر هذه المرة؟
<لكن، كان الهدف الأساسي هو تعليم الأخلاق……ورفع السمعة.>
أليس هذا ما يسمونه “إضافة تفاصيلٍ غير ضرورية”؟
عضضت على أسناني وابتسمتُ بسخرية.
يا لهذا النظام الذي لم تعلم الأخلاق بنفسه!
بينما كنت أحدق في نافذة النظام بغيظ يغلي في داخلي، سمعت صوت طرق على الباب من الخارج.
“آنستي، أنا جين.”
“ادخلي.”
دخلت جين بابتسامةٍ مشرقة، ثم مدت نحوي شيئًا مباشرة.
“رسالة؟”
“نعم، إنها رسالة عاجلة مرسلة من العائلة الإمبراطورية.”
بمجرد سماعي لكلمة “العائلة الإمبراطورية”، تسارع نبض قلبي تلقائيًا.
‘هيلديون؟’
لا بد أنه هو. كنت أتوقع وصول رسالة منه في أي لحظة. في الحقيقة، ظننت أنه سيأتي بنفسه في اليوم التالي مباشرةً بعد مهرجان الصيد.
بينما كنت مترددة، أضغط على الرسالة بيد مرتجفة وقلبي يخفق بشدة، قفزت جين بحماس وهي تحثني.
“افتحيها بسرعة، آنستي! إنها رسالة من حبيبكِ! آه، إذا كنتِ تشعرين بالإحراج بسببي، فسأخرج فورًا!”
قالت ذلك بنبرة جادة، مستعدةً للخروج في أي لحظة.
ههه، ليس إلى هذه الدرجة……
ابتسمتُ بإحراج بينما كنت أتحرك لفتح الرسالة، لكن فجأة، شعرتُ بشيء غريب فتوقفت عن الحركة.
“لحظة واحدة.”
“نعم؟”
“……حبيب؟”
هل سبق أن قلتُ شيئًا كهذا لجين؟ بل، بعيدًا عن ذلك، أنا وهيلديون لسنا حتى حبيبين بعد!
بينما كنتُ أرمش في حيرة، ابتسمت جين ابتسامةً عريضة وأجابت بثقة.
“بالطبع، فالأمر أصبح حديث الجميع بالفعل.”
“حديث الجميع؟ عما تتحدثين؟”
“هناك شائعة بأنكِ وسمو ولي العهد مغرمان ببعضكما بجنون.”
“……ماذا؟ نحن؟”
“نعم، يقولون بأنه في يوم مهرجان الصيد، كان سموه يعتني بكِ لدرجة أنه لم يتوقف عن حملكِ طوال الوقت!”
“لا، انتظري لحظة. صحيح أنه كان يحملني، لكن ذلك كان مجرد وسيلة تنقل لا أكثر.”
“يا إلهي، حقًا؟”
“نعم.”
“لكن في الحقيقة، هذا ليس بالأمر المهم هنا.”
“……ماذا أيضًا؟”
أومأت جين بحماس قبل أن تكمل كلامها بتعبير ماكر. و لسبب ما، شعرتُ بعدم الارتياح……
وفي اللحظة التالية، تحققت مخاوفي.
“يقولون بأنه عندما انهار الجدار، احتضنتِ سمو ولي العهد وأجهشتِ بالبكاء لأنه كان مصابًا. وقلتِ أنكما وعدتما بعدم الافتراق، لكنكما افترقتما. وعندها، سمو ولي العهد—”
“آااااه!”
لم أستطع تحمل سماع المزيد من ذكريات ذلك اليوم، فصرختُ وأغلقت أذني بكلتا يديّ.
“يا إلهي! هل أنتِ بخير، آنستي؟”
“لا، لا أظن ذلك.”
“يا للعجب. على أي حال، أنا أشجعكِ في علاقتكِ الرومانسية. حظًا موفقًا!”
“شكرًا لكِ……لكن……”
جين، هل تكرهينني؟
كبحتُ الكلمات التي كادت تفلت مني، واكتفيتُ بابتسامة فارغة كمن فقد عقله.
وفي اليوم التالي، جاء هيلديون، بطل الشائعات، ليزورني.
***
“هل تشعرين بتحسن؟”
“لا، ليست بخير.”
“……سمعتُ أنكِ مريضة، لذا أتيتُ للاطمئنان—”
“لا داعي للقلق. فهي لستُ مريضةً على الإطلاق.”
“أبي، كفّ عن العبوس.”
كان والدي يرد على كل كلمة يقولها هيلديون بحدة وجفاء، فعضضتُ على أسناني وهمستُ بضيق.
“تسك.”
نقر والدي لسانه بانزعاج، ثم شبك ذراعيه بإحكام واتكأ على ظهر الكرسي. فتنهدتُ و التفتُّ إليه.
“أبي.”
“ماذا هناك؟”
“……لماذا أنتَ هنا أصلًا؟”
عندما دخل هيلديون إلى غرفتي لزيارتي، سمعنا فجأة ضجةً عالية ترافقت مع فتح الباب بقوة، ليظهر والدي، الدوق.
ورغم دخوله الصاخب، جلس بكل طبيعية على أحد الكراسي وكأن المكان ملكه.
‘ما الذي يفكر فيه هذا الرجل؟’
تنهدتُ مجددًا، فهز والدي كتفيه بلا مبالاة وأجاب،
“حسنًا، بما أن سمو ولي العهد جاء بنفسه إلى قصرنا، لا يمكنني كدوق أن أستقبله بطريقة غير لائقة.”
“……لكن تصرفكَ الآن في غاية عدم اللباقة.”
“هذا مستحيل.”
“……على أي حال، يمكنني الاهتمام بسموه وحدي. سأعامله بكل احترام، لذا يمكنكَ المغادرة الآن، أبي.”
“هل يمكنكِ ذلك؟ أنتِ وحدكِ غير قادرة على التأقلم.”
“ألا تثق بي؟”
سألت بينما كانت زاويتا عيناها تسقطان، فانتفض الدوق،
“أثق بكِ بالطبع، ولكن لا يمكنني الوثوق بذلك الرجل……”
“أبي!”
“همم همم.”
آه، هذا الدوق سيُتهم بإهانة العائلة الامبراطورية.
‘يجب أن أخرجه بسرعة.’
إذا بقي قليلاً بالقرب من هيلديون، يبدو أن أمرًا كبيرًا سيحدث.
“آنستي.”
في تلك اللحظة، سُمع صوت طرق على الباب مع صوت مرحب.
‘جراهام……!’
“هل يمكنني الدخول قليلاً؟”
“بالطبع، تفضل بالدخول.”
مع الإذن المستعجل، ظهر جراهام من بين الباب المفتوح.
“هاها. أعتذر عن هذا التصرف غير اللائق أمام الضيف. لكن عودة الدوق إلى عمله أمر عاجل، لذلك جئت لأصطحبه.”
“أوه، إذا كان الأمر كذلك، فلا حيلة في ذلك. ليس هناك أي تصرف غير لائق، تفضل و خذ الدوق معكَ.”
“شكرًا لكِ. إذاً، سيدي الدوق، دع الضيافة للآنسة، وتعال معي للعودة الى العمل. لديك الكثير من المهام لتنجزها.”
“لحظة، لا يمكن-.”
“بلى، يمكن. خذه حالًا.”
قاطعته بسرعة، وأشرت بعيني إلى جراهام. و عندما التقت عيوننا، أومأ برأسه قليلاً وأوقف الدوق.
“هيا، هناك من ينتظركَ.”
“لا، لا يمكنني تركهما هنا! كيف سأترك هذين الشخصين لوحدهما؟!”
“هاها.”
بعد أن أخذ جراهام الدوق بنجاح، أرسل إشارةً خفيفة بعينه.
“جراهام……”
أغلقت فمي من التأثر المتزايد وأومأت برأسي.
‘حقًا، إنه أفضل خادم في هذا العصر!’
_____________________________
جراهام وسيط الزواج حق رويلا✨
باقي راون وين الأخو الي يقول وش تبي ياتبن؟ بس المشكله راون ولدي مؤدب مره🙂↔️
المهم ابي رخص هاه لا أوصيكم
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 137"