بعد رحيل الشخصين اللذين اجتاحا المكان بعنف، بقيتُ وحدي وأنا أعيد التفكير في كلام هاميل.
“إذًا، ماذا حدث مع الاعتراف؟”
“……الاعتراف؟”
“نعم، لقد قلتِ بأن سموه سيعترف إذا فاز بالمركز الأول في مهرجان الصيد. لكن المهرجان انتهى بهذه الطريقة المبهمة، لذا كنت أتساءل ماذا حدث مع الاعتراف؟”
“……لا أدري.”
“نعم؟”
“أنا أيضًا لا أعلم.”
بصراحة، لم يكن الأمر خارج تفكيري تمامًا.
قد يكون ذلك سخيفًا، لكن بعد وقوع الانفجار في مهرجان الصيد، كان أول ما تبادر إلى ذهني هو: “ماذا سيحدث لاعترافنا؟”.
لا هيلدون ولا أنا كنا نتخيل أن يحدث شيء كهذا حتى في أحلامنا.
في النهاية، لم أتمكن من الرد بشيء واضطررت إلى دفع هاميل بعيدًا.
“إذا صادف أن تصبحَ هناك مساحة شاغرة بجانب الرئيسة، فحتى أنا……!”
“إذا كنتِ ستقولين كلامًا غير ضروري، فاذهبِ بسرعة.”
“هيا~ يا رئيسة-“
“نعم، هيا واخرجي.”
بعد رحيل الضيوف الصاخبين، غرقت وحدي في التفكير.
‘لكن، حقًا……ماذا سيحدث مع الاعتراف؟’
هل سينتهي الأمر بهذه الطريقة المبهمة……؟
لا يمكن، هذا مستحيل.
“هه، ههه.”
أطلقت ضحكة جوفاء وحدي ثم ألقيتُ بجسدي على السرير وكأنني انهرت فجأة.
بدأت أركل الغطاء بعشوائية قبل أن أدفن وجهي في الوسادة.
‘إنه يثير أعصابي، حقًا!’
ما هذا الشعور بالضبط؟
و كأن شيئًا كنت متأكدةً من أنه في متناول يدي قد انتُزع مني في اللحظة الأخيرة.
لذلك، لم يكن هناك مفر من الشعور بالإحباط والخيبة أكثر.
“تبًا، لم أعد أهتم!”
مهما يكن، سيُحل الأمر بطريقة ما.
‘لا يمكن أن يكون هيلديون من النوع الذي يتظاهر وكأن شيئًا لم يكن، صحيح؟’
حاولت تهدئة نفسي وأغمضت عيني.
النوم هو الحل الأفضل عندما يكون رأسي ممتلئًا بالأفكار. بمجرد أن أستيقظ، سأشعر بتحسن.
أو هذا ما ظننته للحظة.
ما إن غرقت في النوم حتى وجدت نفسي أضرب جبهتي ندمًا في الحلم مرة أخرى.
“يا لهُ من حلم منحوس.”
***
“إنه حلم.”
تمتمت رويلا بوجه شاحب وهي تنظر حولها.
بات هذا المشهد الجحيمي مألوفًا الآن. كانت النيران المستعرة والدخان الكثيف يملآن الأرجاء.
نهضت رويلا ببطء ونظرت حولها.
‘لكن هذه المرة، يمكنني التحرك بحرية؟’
حركت يديها وقدميها بخفة وسط تساؤلها، ثم بدأت بالسير بلا هدف، حيثما قادتها قدماها.
لم تدرِ كم من الوقت مضى وهي تسير، لكنها سرعان ما أدركت أن هذا الحلم مختلفٌ قليلًا عن الأحلام السابقة.
‘أين أنا بالضبط؟’
مهما واصلت المشي، لم ترَ سوى أماكن غريبة وغير مألوفة.
كانت جميع المباني محترقةً بالكامل، مما جعل المشهد متشابهًا أينما نظرت، ومع ذلك، شعرت بغرابة المكان.
بل إن الطراز المعماري بدا غريبًا بشكل غير مألوفٍ أيضًا……
“هل هذا المكان ليس بداخل الإمبراطورية؟”
كوااانغ-!
في اللحظة التي تمتمت فيها بتلك الكلمات، دوى صوت انفجار ضخم في أذنيها.
بدا وكأن شيئًا قد انفجر بقوة، فوضعت يديها على أذنيها واستدارت نحو مصدر الصوت.
“……ذلك؟”
نور؟ لا، أهو شخص؟
راودها شعور بأنه قد يكون كلاهما.
ذلك الكيان كان يأخذ شكل إنسان لكنه مكوّنٌ من الضوء.
ولم يكن وحيدًا.
بجانب الكتلة البيضاء المتوهجة على هيئة بشر، كان هناك ضوء أحمر على شكل إنسان أيضًا، يتأرجح بعنف.
[في النهاية……هل ستخونينني حقًا؟]
خرج صوت مخيفٌ. مجرد سماعه جعل شعرها ينتصب.
[لم أخنكَ قط.]
تبعه صوت منخفضٌ ودافئ.
كان صوته مشبعًا برطوبة غريبة، و كأنه يستحضر إحساسًا بالحنين بطريقة ما.
حبست رويلا أنفاسها وركززّت سمعها للحوار بينهما.
[لا، لقد خنتني! لقد هاجمتنِي، أليس كذلك؟ من أجل هؤلاء البشر التافهين……والآن تحاولين أن تختميني؟!]
[لما لا تدرك أن ما تفعله ليس صائبًا؟]
[لا، لن أدركُ ذلك. لم أستطع تحمل رؤية تلك الكائنات الحقيرة وهي تؤذيكِ. هل يُعدّ ذلك خطيئة؟]
[كلها كائناتٌ حية ثمينة. ثم إن ما يؤلمني أكثر من أي شيء الآن……هو هذا الوضع نفسه، يا أهوبيف. الوضع الذي صنعته بنفسكَ.]
وسط هذا الحوار العاصف، وقفت رويلا مذهولة.
‘……أهوبيف؟’
بلا شك، الشخص المصنوع من الضوء الأبيض هو من ناداه بهذا الاسم.
و أهوبيف… أليس هو “كيان الشر الذي حاول تدمير العالم”؟
إذًا، الطرف الآخر لا بد أنه الكيان الرئيسي، لوكيرا.
‘هل كانا يعرفان بعضهما؟’
يبدو أن هذا الحلم يصور الفترة التي شهدت معركة لوكيرا وأهوبيف حول الإمبراطورية.
“يا إلهي……”
ورغم علمها أن أحدًا لن يسمعها، إلا أنها فتحت فمها بدهشة.
بعد ذلك، بدأت المعركة الدامية بينهما. وكما هو معروف، كانت لوكيرا هي المنتصرة.
لكن……هل يمكن اعتباره انتصارًا حقًا؟
ففي النهاية، لوكيرا لم تقضِ على أهوبيف……بل احتضنته بين ذراعيها.
[تم الأمر. تعال معي.]
ثم همست بذلك. لكن مقاومة أهوبيف كانت شديدة.
[اتركيني! سأدمر هذا العالم حتمًا!]
كان لابد من الاعتراف بإرادته التي لا تنكسر حتى النهاية.
وسط المقاومة العنيفة، بدأ الضوءان يتمايلان ويمتزجان. فتداخل الضوءان وسقطت كتل منهما هنا وهناك، وكأنها زخات شهب تتساقط.
ذلك هو الختم إذاً.
راقبت المشهد وأنا شاردة الذهن.
أربع كتل كبيرة من الضوء طارت في اتجاهات مختلفةٍ، وأخيرًا لم يتبق سوى ضوء واحد.
ذلك لا بد أنه القلب.
ظنّت رويلا أن القصر الإمبراطوري سيُبنى حيثما يحط ذلك الضوء، فاستمرت في المشاهدة.
لكن الضوء لم يطِر على الفور، بل ظل معلقًا في الهواء لفترة طويلة.
ثم سُمعت أصوات خطوات شخصٍ ما. و عند الاستدارة بسرعة، كان هناك رجل. ووجهه كان—.
“……سموك؟”
تمتمت بذلك دون أن أشعر، لكن سرعان ما هززتُ رأسي.
ليس سموه.
حقًا، كيف يمكن أن يكون هيلديون هنا؟
في زمن لم تُؤسس فيه الإمبراطورية بعد.
إذاً، سواء نظرت إليه من الأمام أو الخلف أو حتى بدوران جانبي، فلا بد أنه سلف هيلديون.
كان الرجل يحدق بشرود في الضوء العائم في الهواء.
“السيدة لوكيرا، في النهاية، اتخذتِ هذا القرار.”
صوته كان حزينًا، و امتلأ بالأسى والشفقة.
عندها، سُمع صوت باهت من مكان ما.
[كايروس، أنت أول إنسان منحتُه قوتي.]
“نعم، صحيح.”
[أنتَ إنسانٌ قوي ذو روح نقية، فهل يمكنني أن أوكل إليك أمرًا عظيمًا؟]
“سأقبل بذلك بكل سرور.”
[إن كان الأمر كذلك—.]
إن كان كذلك؟
ابتلعت رويلا ريقها جافاً وهي تراقب المشهد بشغف.
لكن سرعان ما شعرت بخيبة أمل.
[□ㅈ□ لوكيرا □ㅇㄴ ها□□ إلى □ㅔㅇㄱ□. سأتخذ □□ㄴ ㅊㅜ□□ㅗ□ قرارًا يؤدي إلى □ㄴ.]
ما هذا؟ لماذا يبدو وكأنه تشويش؟
وكأنها استجابةٌ لذلك، ظهرت نافذة النظام فجأة.
<مزامنة الحقيقة: 55 / 100
• بسبب انخفاض معدل مزامنة الحقيقة، تم تفعيل التصفية التلقائية <( ̄∇ ̄)ゞ!>
هذا ليس كلامًا واضحًا، لكنه ليس صمتًا أيضًا.
بينما كنتُ أطلق تنهيدةً مليئة بالغضب والإحباط، تبادلا لوكيرا وكايروس الأول بضع كلمات أخرى.
بعد ذلك، شوهد كايروس وهو يغمض عينيه. وسرعان ما بدأ الضوء العائم في الهواء يحلق ببطء نحوه.
لحظة، لماذا يتجه إلى هناك؟
قبل أن تدرك الأمر، امتص جسد كايروس الضوء، وأطلق تأوهًا يدل على الألم.
اشتد الضوء في جسده واصطدم بعنف عدة مرات قبل أن يستقر تدريجيًا. ثم، مع نهاية ذلك المشهد، تجمد العالم بأسره.
“مـ-ماذا؟”
تمتمت بذلك دون وعي، وفجأة، سُمع صوتٌ مألوف للرنين من مكان ما.
<لقد تم التحقق من جزء من الحقيقة(T∇T)!
• ارتفعت نسبة مزامنة الحقيقة بمقدار 15.>
دينغ-!
<مزامنة الحقيقة 70 / 100>
دينغ-!
<نظرًا لارتفاع نسبة مزامنة الحقيقة، سيتم منح مكافأة النجاح للمهمة السابقة โ๏∀๏ใ.>
دينغ-!
<المهمة: حل أزمة الكارثة بأمان ໒( ◔ ▽ ◔ )७! (مهمة مكتملة)
• مكافأة النجاح غير المستلمة: إلغاء قفل “???” من الإحصائيات الإضافية.
• سيتم منح مكافأة النجاح غير المستلمة.>
.
.
.
تم صرف مكافأة النجاح!>
دينغ-!
<تم تغيير الإحصائية الإضافية “القوة المقدسة” إلى إحصائية قابلة للاستخدام O(≧∇≦)O.
• القوة المقدسة: 81>
راقبت رويلا نافذة النظام المتغيرة باستمرار بذهول.
ثم، في اللحظة التي فكرت فيها بأن صوت الرنين المستمر يشبه صوت منبه……
“آه!”
أطلقت تأوهًا غريبًا واستيقظت من الحلم.
لكن حتى بعد استيقاظها، ظلت نافذة النظام التي رأتها في الحلم عائمةً أمامها.
<تم تغيير الإحصائية الإضافية “القوة المقدسة” إلى إحصائية قابلة للاستخدام.
• القوة المقدسة: 81>
“……كما توقعت. كانوا يماطلون في منح مكافأة النجاح.”
تمتمت رويلا بصوت مبحوح وهي تتنهد.
نعم، لا عجب أنه بعد يوم الصيد، ظهر إشعار بنجاح المهمة، لكن مكافأة “??? إلغاء القفل” ظلت معلقة دون صرف.
فكرت حينها أن هذا النظام المحتال يتصرف بأسلوب محتال أيضًا……
“يا لها من فوضى.”
________________________
فوضى واجدة
هاميل للحين صاملة عشان وجه رويلا؟ 😭
المهم الحين رويلا عندها قوة قديسة تقدر تستعملها✨
Dana
التعليقات