“……رويلا.”
“سموك، ما الذي يحدث…..”
بصعوبة، رفع هيلديون رأسه وابتسم بلطف.
“أنتِ بخير، أهغ، هذا يبعث على الارتياح.”
“……ما الذي يبعث على الارتياح؟ سموك ليس بخير.”
“طالما أنكِ بخير، هاه، فهذا يكفيني.”
أمسكت رويلا بيده بصمت. وسرعان ما انهمرت الدموع من عينيها اللتين احمرّتا بحرارة.
“رو……رويلا؟”
“لقد قلتُ بأنه مهما حدث، لا تفلت يدي. لماذا لم تفِ بوعدك؟”
“أنا آسف. لا تبكي.”
وكأن الأمر بيدي.
حتى وهو بهذه الحالة الممزقة، لا يفكر إلا في قلقه عليه.
كيف لي أن أحبس دموعي إذاً؟
بدلًا من الإجابة، عضّت رويلا شفتيها بقوة، ثم نطقت بصوت مرتعش بالكاد خرج منها.
“أنقِذه.”
وسرعان ما انبعث ضوءٌ ساطع من يدها.
و الأغنية التافهة والضوء ظلا كما هما حتى في هذه الأزمة.
‘حقًا، يا له من نظام عديم الإحساس.’
بعد لحظات. امتلأ المكان الضيق والمظلم فجأةً بضوء ساطع أكثر إشراقًا وتألقًا من أي وقت مضى.
وفي الوقت نفسه، بدأت تأوهات المصابين الذين سقطوا معًا تهدأ تدريجيًا.
<علاج المصابين (1/200)>
(2/200)
(3/200)
.
.
.
(21/200)
ارتفع الرقم في النافذة المنبثقة أمام عيني رويلا بسرعة.
ثم توقف عند الرقم 21.
كان ذلك عدد الأشخاص الذين سقطوا معًا.
“واو، واو-! لقد نجونا-.”
لكن الذين همّوا بالهتاف فرحًا بعد تأكدهم من شفائهم لم يستطيعوا سوى التزام الصمت وهم يحدقون في رويلا، التي لا تزال تشع بنور مقدس.
فملامحها، التي كانت تبعث بقوةٍ على الرجاء، بدت مفعمة بالقداسة.
‘أرجوك، أرجوك.’
في الواقع، كانت رويلا في غاية اليأس.
بدا أن النزيف من ظهر هيلديون قد توقف، لكن هذا لم يكن كافيًا ليشعرها بالطمأنينة.
أغمضت عينيها بإحكام، وصبّت كل تركيزها على استنفاد كل ما تبقى من طاقتها المقدسة—.
“هذا يكفي الآن، رويلا.”
ثم جُذبت بلطف حتى التصق جسدها بصدر هيلديون.
“……سموك؟”
“قلتُ لكِ مرارًا أنني بخير، لكن يبدو أنكِ لم تسمعي.”
قال ذلك وهو يربت برفق على ظهرها المرتجف.
“شكرًا لإنقاذي، رويلا.”
“لا، لا تُصب بأذى……ههي.”
لم تستطع رويلا تمالك مشاعرها، فاندفعت لتعانق هيلديون بقوة. فشعر هو بقدرٍ لا بأس به من الارتباك.
رغم أنه كان من بادر باحتضانها لتهدئتها، إلا أن الوضع الآن أصبح وكأنهما قد التصقا تمامًا—.
“واه.”
اتسعت عينا هيلديون عند سماعه صوت شهقة قريبة. كما أن رويلا، التي كانت تدفن وجهها في صدره، استعادت وعيها فجأة.
‘الآن فقط أدركت.’
نحن لم نسقط هنا بمفردنا.
عندها فقط، ارتبكا بسرعة وابتعدا عن بعضهما، ليرمشا بأعينهما قبل أن يلتفتا بجانبهما.
وهناك، التقيا بأنظار مجموعة من الأشخاص الذين وقفوا متصلبين بوجوه حائرة، غير قادرين على التصرف.
‘أوه. لقد رأوا كل شيء.’
بل ليس فقط رأوا، بل لا بد أنهم سمعوا أيضًا.
أغمضت رويلا عينيها بإحكام للحظة، محاولةً التغلب على الدوار الذي اجتاحها، ثم فتحتهما مجددًا.
“……هل الجميع بخير؟”
“نحن بخير، ولكن……”
جاءها الرد مترددًا على سؤالها المتأخر.
لكن، لسبب ما، بدا وكأنهم يضيفون في أذهانهم: “لكن هل أنتما بخير؟”
……ربما كان مجرد وهم.
هاها. بالتأكيد مجرد وهم، أليس كذلك؟
بعد ذلك، ركّز هيلديون و رويلا بصمت على الهروب.
“لحظة، من هذا الاتجاه.”
“آه، حسنًا.”
أمسك هيلديون بيد رويلا ونظر حوله للحظة.
ثم، مثلما يُقتلع نبات الفجل، انتزع سيفًا كان مغروسًا بعمق في الأرض.
‘لماذا يوجد سيفٌ هناك……؟’
تملّك المتفرجين الفضول جميعًا، لكن لم يجرؤ أيٌّ منهم على طرح السؤال على ولي العهد، فاكتفوا بالصمت.
“لماذا كان السيف مغروسًا هناك؟”
لكن، رويلا لم تكن من النوع الذي يكتم فضوله. و عند سؤالها، تألقت أعين الآخرين أيضًا، منتظرين الإجابة.
“لقد استخدمته عندما أسقطت الأرضي سابقًا.”
“…ماذا؟ إذاً من تسبب في انهيار الأرض هو……؟”
“أنا، فقد كنت أعلم أن هناك مساحةٌ أسفل المنصة. لم أستطع منع الحطام من السقوط، لكنني فكرت أنه ربما يمكنني التأثير على الأرض مباشرة. و لحسن الحظ، نجحت المحاولة.”
“ولكن، كيف يمكن لشخص عادي أن يحطم الأرضية……آه. صحيح، سموك لست شخصًا عاديًا.”
العائلة الإمبراطورية المباركة. ومن بينهم، الرجل الذي وُلد بأعظم بركة منذ تأسيس الإمبراطورية.
إنه هيلديون.
تذكر الحاضرون كيف كان يقفز ويركض ببراعة خلال مهرجان الصيد، فسرعان ما استوعبوا الأمر.
وفي الوقت نفسه، نظروا إليه بعيون يغمرها التأثر.
‘سموه أنقذنا.’
ضحى بجسده ولم يتردد حتى في مواجهة الموت من أجلهم.
غمرت موجةٌ هائلة من التأثر قلوب الجميع عند إدراكهم أن شخصًا بمكانة رفيعة قد ضحى بجسده لإنقاذهم.
بمجرد خروجهم من هنا، سينشرون بكل تأكيد أفعال ولي العهد النبيلة على نطاق واسع.
بعد ذلك، سارت عملية الهروب بسلاسة.
حمل هيلديون رويلا على ظهره و كأنه معتاد على ذلك، ثم تفحص بعينيه الحطام الذي كان يغطي المخرج قبل أن يشير إلى نقطة معينة.
“أنقِذهم!”
أطلقت رويلا في تلك البقعة شعاعها المقدس— أو بالأحرى، طاقتها المقدسة— وسرعان ما بدأت الأنقاض المتداعية في التلاشي وسط وهج مشع من النور.
***
‘كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟’
اختفى حطام الحادث تمامًا، وتراقصت هالاتٌ ضوئية جميلة في الهواء.
و وسط ذلك المشهد، ظهرا رويلا، وهيلديون، ومن معهم جميعًا، مما جعل سيلفيا تحدق فيهم بذهول.
كانوا جميعًا سالمين تمامًا.
كانت تتوقع على الأقل إصابات خطيرة، لكن رؤيتهم في تلك الحالة السليمة تمامًا كانت صادمة.
‘إلى أي مدى يمكن أن تكون قوتها المقدسة جبارة……؟’
لم تستطع حتى تخمين حدود تلك القوة. و الشيء المؤكد الوحيد هو أنها تفوق طاقتها المقدسة بمراحل لا مجال للمقارنة بينها.
هذه ليست معركة يمكنها الفوز بها منذ البداية.
يا لهم من حمقى وأغبياء.
كيف تجرؤوا على محاولة إقصاء قديسة كهذه وجعلها هي القديسة بدلًا منها؟
بينما كانت أسنانها تطحن من شدة الإهانة والخوف اللذين اجتاحاها—
[لا تقلقي. في النهاية، يمكننا قتلهم جميعًا فحسب.]
تردد في أذنيها مجددًا ذلك الصوت الهامس الذي سمعته ذات مرة.
“من هناك؟!”
ارتعدت سيلفيا واستدارت بسرعة خلفها. لكن لم يكن هناك أحد.
“ماذا تفعلين؟ علينا التحرك فورًا.”
“آه، نعم.”
على صوت ديموس الجاف والمستعجل، حركت يديها مرة أخرى. ومع ذلك، ظلت القشعريرة الباردة على مؤخرة عنقها كما هي، دون أن تختفي.
‘ما ذلك الصوت؟’
ثم تأرجح ظل أسود خلفها وهي تتساءل.
***
“الآن، المريض التالي.”
لا أدري إن كنت قد أصبحت قديسةً أم موظفة في مركزٍ طبي.
أشعر وكأنني سأقول “3000 وون” مع صوت “بييب” في أي لحظة.
‘كم عدد المرضى الذين مروا عليّ حتى الآن؟’
وكم بقي منهم؟
تخليت عن محاولة التقدير بسبب الطابور الطويل جدًا.
رغم أنني بالكاد نجوت من الموت، إلا أنه للأسف كان عليّ التحرك بسبب المهمة المتبقية.
و بالضبط، علاج الناس.
لهذا، كنت واقفةً عند المدخل، أعتني بالمرضى وأعالجهم.
“أتمنى لكَ السعادة.”
وبينما نطقت بالكلمات، أضاء ضوءٌ مألوف جدًا من يدي وانتشر في الهواء.
<تم تفعيل القوة المقدسة لعلاج المرضى
ლ ( ◕ ᗜ ◕ ) ლ
• كلمات تفعيل القوة المقدسة: اختر واحدة من “أتمنى لك السعادة / أحبك / أتمنى لك الصحة”.
• علاج الأشخاص المصابين (188/200)>
لماذا كانت كلمات التفعيل على هذا الشكل؟ هل أنا مستشارةٌ أم ماذا؟
“شكرًا، سيدتي القديسة. الجرح قد شفي تمامًا.”
“أتمنى أن تكون بركة لوكيرا معكَ.”
رغم ما بداخلي من تذمر، أجبت بابتسامةٍ عريضة على وجهي.
ثم اقترب المريض التالي.
‘هم، لكن هذا الشخص بالتأكيد……؟’
نظرت بسرعة إلى وجه مألوف وتوجهت بنظري الى الجانب. و في المكان الذي وقع عليه بصري، كانت سيلفيا.
هي أيضًا كانت تعالج الناس باستخدام القوة المقدسة. و رغم أنها لم تكن تقف أمامي مباشرة، الا أنني أستطيع رؤية الأشخاص الذين ينتظرون دورهم أمامها.
وبينما كان هذا الشخص يقف أمامي، بدا وكأنه كان في نفس الطابور هناك.
“هل، بالمصادفة، لم تتلقَ علاجًا هناكٍ منذ قليل؟”
“آه، صحيح، لكن……”
رفع الرجل كتفيه وأجاب.
“بالتأكيد اختفى الألم، لكن الجرح لم يلتئم على الإطلاق.”
“اختفى الألم، لكن الجرح لم يلتئم؟”
كما لو كان يثبت كلامه، مد الرجل ذراعه الممزقة. و كان الدم لا يزال يتدفق من الجرح.
تلمست الجرح بحذر، لكن الرجل لم يعبس وجهه على الإطلاق. كما لو أن الألم اختفى، لكن الجرح ظل كما هو.
***
كاد صوت طحن الأسنان يثير القشعريرة. و كان وجه الملكة، وهي تفكر في أحداث اليوم، صارمًا وجامدًا.
‘فشلنا مجددًا. كم مرة هذا؟’
كانت مشوشة لدرجة أنها شعرت وكأنها ستفقد صوابها بسبب التدخلات المستمرة.
‘كيف أصبحت قوة القديسة قوية إلى هذه الدرجة؟’
كانت قوة رويلا المقدسة قد تغيرت بشكل ملحوظ مقارنةً بالماضي.
كان منظرها وهي تجري مسبقًا إلى مكان الانفجار وتوقف الحادث باستخدام القوة المقدسة مثيرًا للإعجاب لدرجة أنها حتى هي نفسها أُعجِبَت.
ورغم استخدام قوتها، لم تترك المكان لفترة طويلة وظلت تعالج المرضى.
كم من القوة تبقى لديها؟
‘لو أن ديموس قد أمسك بقلب القديسة بقوة أكبر، لكان الأمر أسهل.’
كانت الندم المتأخر يتسلل إلى قلبها، لكن كان قد فات الأوان. فقد كان ولي العهد قد أخذ مكانه بقوة بجانبها بالفعل.
الأمير، ولي العهد والقديسة.
بالتأكيد كانت أسوأ تركيبة ممكنة.
تنهدت الملكة بعمق وأرسلت رسالة سراً إلى الدوق.
<ابتداءً، قم بنشر الإشاعات كما كان مخططًا من قبل.>
كان الهدف الأصلي من هذه الحادثة هو إحداث العديد من الضحايا.
ثم كان من المخطط أن يتم ربط اللقب الذي حصل عليه هيلديون في ساحة المعركة بهذه الحادثة، وترويج إشاعة مفادها “ولي العهد الذي يجلب الحظ السيئ جلب بالفعل الحظ السيئ.”
فالناس عادةً عندما يواجهون كارثة، يرغبون في توجيه اللوم إلى شخص ما، أليس كذلك؟
وكان من المقرر أن يكون ولي العهد هو الهدف.
بعد ذلك، كانوا يخططون لإثارة حوادث مشابهة في أماكن مختلفة محيطة بهيلديون ليثبتوا صحة هذه الإشاعة.
‘لكن في الوقت الحالي، لا أعتقد أن ذلك سيؤثر.’
لم يكن هناك أي قتلى، وحتى المصابين بجروح بالغة لم يظهروا.
وكانت توقعات الملكة دقيقةً تمامًا. لم يكن للإشاعة أي تأثير على الإطلاق.
________________________
عسا هاهاهاها
رويلا بكت مره ثانيه عند هيلديون وذا امره ضموا بعض ✨ ونااااااسه
الله يكثر ذا المشاهد كحم
رويلا كأنها مغصوبه تروح تشتغل عشان الراتب😂
و هيلديون؟ ماسكته طول الوقت وهي تعالج؟ يجنن ليت رسامة الغلاف ترسمهم🤏🏻
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 134"