“أنتِ قبل قليل……ماذا…..”
شعرتُ بنظرات الدوق المليئة بالذهول، لكنني تجاهلتها عن قصد. ففي حالة طوارئ، ما أهمية الإحراج؟
وفعليًا، كان تأثير الصرخة الهائلة مذهلًا.
“رويلا!”
حاء هيلديون إليّ فورًا.
“هل أنتِ بخير، رويلا؟ كنتُ قلقًا.”
اقترب مني شاقًّا طريقه وسط الحشد كما لو أنه شق البحر، وسألني على عجل.
“نعم، أنا بخير. ماذا عنك، سموّك؟”
“أنا أيضًا بخير.”
“هذا مطمئن. إذاً، معذرةً، لكن يَدَك-“
قبض-
حتى قبل أن أكمل كلامي، وُضعت يدٌ فوق يدي. فابتسمتُ برضا و أومأت برأسي.
“حسنًا، لا تفلتها أبدًا.”
“نعم.”
“لا، انتظرا!”
آه، صحيح. لقد نسيت أمر الدوق.
“لِمَ……لِمَ تمسكان أيديكما فجأة؟!”
حسنًا، من منظور الدوق، لا بد أن الأمر كان غير معقول. ففي ظل هذه الأزمة، ما أفعله بعد أن ناديتُ هيلديون بجنون هو……إمساك يده.
هززت كتفي وأجبت بأقصى قدر من الهدوء.
“لقد رأيت رؤيةً الآن.”
“رؤية؟”
“نعم. رأيت بأنني أُمسك بيد سموّه لحلّ هذه الأزمة.”
“لا، لم يكن المقصود من الإمساك باليد هذا المعنى-.”
“إنه كذلك تمامًا، أبي. لا تُخبرني أنك تشكّك في قوة السيدة لوكيرا؟”
رمشت ببراءة، فضغط الدوق شفتيه في استياء ثم التزم الصمت على مضض.
“ما الأمر، لا داعي لكل هذا.”
“شكرًا لتفهمكَ، أبي. حسنًا، إذاً، علينا الآن أن….”
تجاهلتُ نظرات الدوق المتحفظة بلا اكتراث، ثم بدأتُ أفكر فيما يجب القيام به الآن.
أولًا، علينا إجلاء الناس بانتظام.
……ومن هنا بدأت العقبة الحقيقية.
كيف يمكنني، بأي وسيلة، تنظيم هذا العدد الهائل من الناس؟
آه، الآن وقد فكرت في الأمر……
‘ألم يقل النظام أن المتجر يوفر عجلة حظ؟’
لا بد أنها لم تُضاف كمكافأة جانبية للمهمة بلا سبب، فربما يمكنني الحصول على شيء مفيد منها.
‘النظام، افتح متجر العناصر!’
بمجرد ندائي الداخلي، ظهر متجر العناصر أمامي. وهناك، وجدت كوبونات عجلة الحظ التي لم أرها من قبل.
كان لديّ ثلاثة كوبونات بالمجموع.
<هل تريدين استخدام 3 كوبونات عجلة الحظ؟
(نعم/لا)>
من دون تردد، ضغطت على “نعم”. وسرعان ما بدأت العجلة بالدوران.
دارت بقوة، ثم توقفت عند نقطة ما.
بام بابام-!
<لقد استخدمتِ 3 كوبونات من عجلة الحظ وحصلت على العناصر التالية └(★o★)┐!
• مكبر الصوت المقدس.
(يجعل صوتكِ مسموعًا بوضوح أكبر. كما أنه يمنح إحساسًا مقدسًا دون سبب واضح.)
• خريطة المخاطر – صالحة ليوم واحد.
(ستُظهر المناطق الخطرة القريبة على الخريطة!)
• مجموعة التأثيرات الثلاثية.
(مجموعة عشوائية من 3 تأثيرات! مثالية لإضفاء تأثيرات درامية على الموقف (*≧▽≦)!)>
……هل هذا مناسب فعلًا؟
‘الخريطة ومكبر الصوت يبدوان مفيدين……لكن ما قصة مجموعة التأثيرات الثلاثية هذه؟’
حدّقت في نافذة الإشعارات بعينين باردتين، لكن فجأة، سمعت صراخًا من مكان قريب.
“سنقع إن استمر هذا! لا تتدافعوا!”
آه، صحيح. هذا ليس الوقت المناسب لهذا.
وبمجرد أن أدركت ذلك، ظهر تحذير أمام عينيّ.
<الناس لا يلتزمون بالنظام. قد تفشل المهمة.>
تشابكت أصابعي بقوة مع يد هيلديون المتشابكة معي، ثم التفتُّ إلى الدوق.
“أبي، رجاءً ساعد في ضمان خروج الناس بشكل منظم قدر الإمكان. ثم……”
“ثم؟”
“إذا رأيت أن الوضع أصبح مستقرًا، اهرب أولًا.”
“ماذا؟”
“قد يحدث انفجار آخر. لا أريدك أن تصاب بأي حال من الأحوال.”
كانت هذه كلماتي بصدق.
‘……لأن ما حدث سابقًا كان مروعًا حقًا.’
في ذلك اليوم الذي حلمت فيه بالنيران المشتعلة، لم أستطع التخلص من خوفي من احتمال تورط الدوق في الحادث.
كان الرعب الذي شعرت به حينها واضحًا لدرجة أنه لا يمكن نسيانه.
لذا.
“لا تصب بأذى، أبي.”
“……روِيلا، لا يمكنني الهرب وأترككِ خلفي. إذا غادرتُ، فعليكِ المغادرة معي أيضًا. كما قلتُ مرارًا، لا داعي لأن تضعي نفسكِ في خطر بسبب الرؤية.”
“لا، أبي.”
حافظتُ على ملامح باردة قدر الإمكان وهززتُ رأسي قبل أن أفتح فمي.
“بصفتي قديسة، لدي واجب لإتمام هذه المهمة بسلام.”
بصراحة، لو لم تكن المهمة تمسك بي من رقبتي، لكنتُ قد هربت منذ زمن.
“ثم إن سموه بجانبي. إذا واجهتُ أي خطر، فسيحميني. و بصراحة، إنه أقوى شخص في الإمبراطورية، أليس كذلك؟”
إيماءة، ثم أخرى.
“سأحميها ولو كلفني ذلك حياتي.”
“لقد قال ذلك بنفسه، لذا أبي، غادر أولًا. سنلتقي في المنزل.”
“رويلـ-.”
“لنذهب، سموك.”
قبل أن يتمكن الدوق من إمساكي مجددًا، أمسكتُ بيد هيلديون بإحكام وشققتُ طريقي وسط الحشد نحو المنصة.
“روِيلا!”
سمعتُ صوته يناديني من الخلف، لكنني تجاهلته عن قصد.
بصراحة، أردتُ الالتفات، لكنني قاومت.
لم أعد أرغب في المزيد من المشاهد الدرامية. من يراني قد يظن أنني ذاهبةٌ إلى حتفي.
‘هذا مستحيل. لن أموت أبدًا.’
أنا لا أنوي الموت، بل حتى لا أفكر في التعرض لأدنى إصابة. هدفي هو أن أعيش حياةً مريحة وطويلة كعاطلة ثرية.
ولتحقيق ذلك، كان من الضروري إنهاء المهمة بسرعة.
“سموك، أين المكان الذي يتجمع فيه أكبر عدد من الناس؟”
“لنذهب إلى تلك المنصة.”
قال هيلديون ذلك بينما كان يشق لنا الطريق بكتفيه العريضتين.
‘النظام، أعطني مكبر الصوت المقدس.’
بمجرد وصولي إلى وجهتي بأمان، أخرجت مكبر الصوت وأمسكته بيدي.
ثم صُدمت.
‘ما هذا……مكبر صوت؟’
المكبر الذي أخرجته كان يشبه ورقة رسم مصنوعة من البلاستيك. لو لم يُطلق عليه اسم مكبر صوت، لظننته مجرد لوحة بلاستيكية عادية.
ما هذا، كيف من المفترض أن أستخدمه؟
<مكبر الصوت المقدس
: يجعل الآخرين يسمعون صوتكِ بوضوح أكبر. يمنح شعورًا غامضًا بالقداسة.
• طريقة الاستخدام: عند ملامسته لصدرِك، يعمل كمكبر صوت.>
الصدر؟
هكذا؟
وضعتُ المكبر على راحة يدي التي لا تمسك بيد هيلديون، ثم وضعتُ يدي على صدري.
هل هذا هو الأسلوب الصحيح؟
[مرحباً-.]
واو. لقد نجح الأمر.
***
“تبًا، ما الذي يحدث هنا؟!”
كان توم يركض هاربًا برفقة جاكسون، لكنه فقده وسط الفوضى، فتمتم بلعنة خفيفة.
لقد جاء فقط لمشاهدة مهرجان الصيد، فكيف انتهى به الأمر متورطًا في هذه الفوضى؟
لم يكن يفهم ما الذي يجري.
ضربة-!
“ابتعد عن طريقي!”
“قلت لك، لا تدفع!”
كان الوضع من حولهم أشبه بالجحيم.
كان الجميع مهووسين بالبقاء على قيد الحياة، ويتقاتلون ويدفعون بعضهم البعض في وضع خطر للغاية.
“اللعنة، يجب أن أهرب أيضاً.”
كان الناس من أمامه وخلفه مكتظين لدرجة أنه لم يكن هناك مكان يضع فيه قدمه.
ثم جاء الصوت.
[مرحباً، أيها الناس-. اهدأوا.]
من مكان ما، سُمع صوت مقدسٌ للغاية.
توقف الناس الذين كانوا مذعورين عن التحرك وبدأوا في التحديق في الهواء.
“……ما هذا، بحق……”
“هل هي، هل تجسدت السيدة لوكيرا؟”
كان الوضع غريباً للغاية لدرجة أنهم صدقوا أنهُ صوت كيانٍ خارق.
كيف يمكن لصوت مقدس أن ينبعث من الهواء؟
“هل، هل السيدة لوكيرا قد تجسدت لتخلصنا؟”
[لا، ليست السيدة لوكيرا.]
“آه.”
همس الشخص الذي صرخ بصوت عالٍ وهو يخدش مؤخرة رأسه بشكل محرج.
[أنا القديسة. وقد منحنتني السيد لوكيرا قوتها للتو. مع أوامر بأن أنقذكم من هذه الفوضى.]
“آه، القديسة!”
“هل منحتها السيدة لوكيرا قوتها؟ فقط لتخلصنا؟”
كان توم مغموراً بالعاطفة لدرجة أنه كاد يبكي.
هل يمكن أن يكون هذا مؤثراً إلى هذا الحد؟
لم يكن توم وحده من تأثر.
“منحتكِ السيدة لوكيرا قوتها؟ إنكِ حقاً مذهلة، سيدتي القديسة!”
“بالضبط، صحيح. والأهم أنها ستنقذنا من هذه الفوضى……”
“أوه، القديسة هناك!”
صرخ أحدهم، فاستدارت رؤوس الناس جميعاً في وقت واحد. و ما ظهر في نظرهم كانت رويلا، وهي تضع يدها على صدرها.
حتى أن تلك الوضعية بدت وكأنها تنضح بالقداسة.
كان هيلديون يقف خلفها، لكن قوّة حضور رويلا كانت تخفيه.
[أيها الناس. اصطفوا في صف واحد في موقعكم الحالي، ثم ضعوا أيديكم على أكتاف من أمامكم.]
تحرك الناس كما لو كانوا في حالة هياج، يتبعون تعليماتها بلا تردد.
[جيد. الآن، سنتحرك معًا نحو أقرب مخرج. الشعار هو واحد، اثنان. احذروا من تشتت الصفوف! هل فهمتم؟!]
“نعم! فهمنا!”
بسبب الرد المنظم، رفعت رويلا صوتها بشكل أكثر حدة.
[ممتاز. الآن، للأمام – تقدموا!]
واحد، اثنان.
واحد، اثنان.
سرعان ما امتلأت الحلبة بصوت خطوات متزامنٍ، مصحوبٍ بهتافات ضخمة، تتردد في أرجاء الساحة.
كانت رويلا تنظر إلى ذلك بتعبير راضٍ على وجهها.
‘يا إلهي، كيف يمكن أن يكون كل هذا مرتباً بهذا الشكل؟’
كانت مشهداً مرضياً للغاية بالنسبة لها، ليس فقط كقائد، بل كقديسة أيضاً.
‘الآن، ما هي المهمة التالية؟’
<هناك احتمال لحدوث انفجار ثانٍ! يرجى الذهاب إلى المكان المتوقع حدوث الانفجار فيه مسبقاً لحماية الناس!>
يا إلهي، كم هو أمرٌ شاق.
تنهدت رويلا وأخرجت من حقيبتها خريطةَ المخاطر التي حصلت عليها من متجر الأدوات.
______________________
رويلا طول المهام ذي تتأفف وطفشانه
الباقين و هيلديون: وااااااااااااااااو
المهم لاتفكين يد هيلديون
بس شلون تطلعين الخريطه بيد وحده؟
Dana
التعليقات