قائد معسكر الثعالب وقائد معسكر النسور، الممددان على الأرض، أطلقا ضحكةً يائسة.
ماذا؟ ألا يوجد شيء يدعو للخوف لمجرد أنهم ثمانية عشر شخصًا؟
‘يبدو أنني عشت حياتي عبثًا حتى الآن، دون أن أدرك أن هناك أشياء بهذا الرعب في هذا العالم.’
لم يستغرق الأمر حتى عشرين دقيقةً حتى اجتاح هيلديون معسكر التحالف بالكامل. و لم يكن هناك جدوى من محاولة استغلال التضاريس الاصطناعية في ساحة القتال.
تشكيل الفرق ووضع الخطط التكتيكية كان عديم الفائدة تمامًا أيضاً.
ولم لا؟
فـ هيلديون رجل خاض حروبًا حقيقية وقاد المعارك بنفسه.
اختراق مثل هذه التكتيكات المبنية على التضاريس الاصطناعية كان أسهل عليه من شرب حساء بارد.
“كما هو متوقع، المخضرمون مختلفون تمامًا.”
“شخصٌ مثله هو ولي العهد؟ هذا يبعث على الاطمئنان حقًا.”
كان تفاعل الجمهور، الذي راقب تألق هيلديون، مشتعلاً بالحماس. في البداية، كان الأمر مجرد إعجاب، لكن كلما ازداد تألقه، نمت مشاعر الفخر.
ولم لا؟ فـ هيلديون مقدر له أن يكون إمبراطور الإمبراطورية في المستقبل.
إن كان رجلٌ بهذه القوة سيمثل الإمبراطورية، فما الذي يدعو للخوف؟
بالنسبة لمواطني الإمبراطورية الذين يعتمدون على حماية العائلة المالكة، لم يكن هناك ما يبعث على الطمأنينة أكثر من ذلك.
وفوق ذلك……
“……رائع.”
“حتى كرجل، لا يسعني إلا أن أُفتتن به.”
“هل كان الدرع دائمًا بهذه الجاذبيـ……أقصد، بهذا الروعة؟”
كان مشهد هيلديون، مرتديًا درعه اللامع وهو يواجه الأعداء بكل هدوء وثقة، كافيًا لجعل قلوب الجميع تخفق، بغض النظر عن كونهم رجالًا أم نساءً.
ولي عهد بهذه القوة، بارعٌ في الاستراتيجيات، بل وحتى وسيمٌ أيضًا!
“أليس هذا غريبًا حقًا؟”
“ما الغريب في ذلك؟ لا تقولي لي أنكِ تظنين أن سموه غريب! إن كان الأمر كذلك، فالمشكلة في عينيكِ أنت……”
“لا، انتظرِي، هدأ من روعكِ. ليس هذا ما أقصده……لكن لماذا لم أدرك حتى الآن أن سموه شخص بهذه الروعة؟”
“أوه؟ صحيح، لماذا؟”
والآن بعد التفكير في الأمر، يبدو غريبًا بعض الشيء.
“لماذا كنتُ أشعر بالخوف منه فقط طوال هذا الوقت؟ رغم أنه رائعٌ إلى هذا الحد.”
بل وأكثر من ذلك، لقد كان زميلها في الأكاديمية.
بمعنى آخر، أتيحت لها فرصٌ لا تُحصى لتراه عن قرب أكثر من أي شخص آخر.
ومع ذلك، كلما رأته، لم تكن تفكر في مدى وسامته، بل……
‘كنت أشعر بالخوف. لكن الآن، لم يعد الأمر كذلك.’
الآن، كل ما تشعر به هو الندم فقط.
لو أنها فقط حاولت لفت انتباهه أكثر عندما كانا في الأكاديمية.
تسللت محادثات السيدات النبيلات المليئة بالتساؤلات إلى أذني رويلا، التي كانت تجلس بالقرب منهن.
‘حقًا……هذا غريبٌ للغاية.’
راقبت رويلا هيلديون، الذي كان يخوض معركته ببراعة، وعيناها مليئتان بالتساؤل.
لقد فكرت في هذا الأمر عدة مرات من قبل.
كان من الواضح كيف أن الأشخاص الذين اعتادوا تجنب هيلديون بشكل غريب أصبحوا الآن يظهرون له وُدًّا ملحوظًا.
‘كان هيلديون يعاني من صدمة بسبب خوف الآخرين منه……’
بالطبع، هذا التغير كان أمرًا مرحبًا به، لكنها لم تستطع التخلص من شعورها الغريب حياله.
هل هو مجرد صدفة؟
لا، لا يبدو كذلك.
في الآونة الأخيرة، أكثر ما باتت لا تؤمن به هو كلمة “صدفة”. فمع كل ما تراه يحدث في هذا العالم، باتت تظن أن الصدف مجرد وهم.
هذا العالم بأكمله مليء بالمصادفات العجيبة. كما لو أنه خرج مباشرة من رواية ما…
‘هل يمكن أن يكون لهذا علاقة باللعنة أيضًا؟’
همم، لا، لا يبدو كذلك. فالناس كانوا يخافون من هيلديون منذ أن كان صغيرًا جدًا.
‘إذاً، هل يمكن أن يكون للأمر علاقة بالنظام؟’
أهوبيف……أو لوكيرا.
يبدو أن أغلب الأمور الغريبة في هذا العالم ترتبط بهذين الاسمين بطريقة أو بأخرى.
رويلا، التي كانت تتظاهر بالتفكير العميق، أطلقت فجأة ضحكةً ساخرة.
‘هاها، مستحيل……لا يمكن أن يكون الأمر كذلك……’
دينغ-!
< تزامن الحقيقة (45/100) 。゚+.(・∀・)゚+.゚>
……يبدو أنه يمكن أن يكون كذلك؟
***
“نظرًا لعدم تبقي سوى معسكرين، سنأخذ استراحةً قصيرة قبل استئناف مسابقة الصيد!”
بأمر من الإمبراطور، تقدم أحد الخدم وأعلن بصوت عالٍ. فأطلق الجمهور، الذين كانوا يشاهدون ساحة القتال بحماس، تنهيدة خيبة أمل.
“آه، هذا يفسد الحماس.”
“لكن، ألا تجد الأمر مضحكًا بعض الشيء؟”
“ماذا تعني؟”
“أعني، ولي العهد قد حصل بالفعل على ستة أعلام، أليس واضحًا أن النتيجة محسومة؟”
“هيه، لكن الفوز دائمًا يكون لمن يبقى صامدًا حتى النهاية.”
“همم، أهذا صحيح؟”
“نعم، لكن……بصراحة، لا أظن أننا سنرى أي مفاجآت.”
“أتفق معك.”
أثناء الاستراحة القصيرة، كان الناس منشغلين بالتكهن حول الفائز النهائي. لكن في النهاية، كانت معظم الآراء متشابهة.
انتصار هيلديون.
كان هذا سيناريو لم يخطر ببال أحد قبل بدء مسابقة الصيد.
“تبا.”
وسط الهمسات المتناثرة هنا وهناك، صرَّ ديموس على أسنانه بقوة.
‘ماذا؟ الجميع يظن أنه من البديهي أن يفوز هذا الوغد؟’
كان يرغب في تمزيق أفواههم جميعًا على جرأتهم في السخرية منه. لكن ما أثار غضبه أكثر هو أنه، حتى هو نفسه، لم يعد واثقًا من الفوز.
لا، لو كان صادقًا مع نفسه، فسيعترف بأنه يعتقد أنه سيخسر. فهيلديون الذي رآه في ساحة المعركة كان أشبه بوحش، وهذه الكلمة وحدها لم تكن كافية لوصفه.
‘كيف يكون هذا ممكنًا؟’
أن يواجه كل هؤلاء وحده……بل دون أن يتغير حتى إيقاع تنفسه؟
لم يكن ديموس يفتقر إلى الثقة في مهاراته بالسيف. بل إنه كان متأكدًا أنه، لو تم تصنيف المشاركين في هذه المسابقة فرديًا، فسيكون هو بلا شك في المرتبة الثانية بعد هيلديون مباشرة.
‘لكن……هل يمكن أن يكون الفرق بين المركز الأول والثاني بهذا الاتساع؟’
هذا غير معقول. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا.
‘كل هذا بسبب ذلك الدم اللعين.’
لو نظرنا إلى الأمر ببرود، فإن ديموس أيضًا ورث جزءًا من الدم المبارك. فهو أيضًا يحمل دم العائلة الإمبراطورية.
لكن لم يكن بإمكانه مجاراة هيلديون، الذي وُلد بأعظم بركة منذ تأسيس المملكة.
لذا، فإن قوته كانت بالكامل “فطرية”.
هاه، كم هو أمر مجحف.
‘يا لهذا العالم غير العادل.’
لو كان قد وُلد بمثل تلك البركة، لتجاوز هيلديون بسهولة.
“أيها السيد كيليان……”
“لا تكلمني.”
“لكن……”
“أنت تصدر ضوضاء، ألم تسمعني أقول لا تكلمني؟!”
طق-!
اندفع ديموس غاضبًا وركل الفارس الذي تحدث إليه بعيدًا. و كان الفارس من نفس جيش الذئب.
عندما رأى ديموس الفارس وقد اصطدم رأسه بالحائط بطريقة مروعة، توهجت عيناه بنظرة شرسة.
“أنتم ضعفاء هكذا، لذا نتعرض لهذا النوع من المعاملة. حتى لو لوثتم وجهي، فذلك لا يعد شيئًا بالنسبة لكم.”
“أ……أعتذر.”
“أعتذار؟ بالكلام فقط؟”
أجاب ديموس وهو يضحك ساخرًا، ثم ركل ساق الفارس.
“أهغ!”
سقط الفارس وهو يصرخ، فتنفس ديموس بقوة، وهو يزفر.
“إنه لا يصلح. إذا كنت ستسقط بسبب هذا الألم، فكيف ستواجه القتال في الساحة……”
……لحظة.
‘نعم. إذا لم يشعر بالألم، فلن نخسر، أليس كذلك؟’
إذا لم تشعر بالألم، فلن تعرف أنك جريح.
هذا يعني أنه طالما لا يوجد شيء خاطئ لدرجة أنك لا تستطيع التحرك، فأنت لا تزال قويًا.
ابتسم ديموس ابتسامةً خبيثة.
“هاي، أنتَ هناك.”
“نعم، نعم.”
“لدي شيء لأطلبه منكَ.”
“أ……أنا؟”
“نعم. خذ هذا ووزعه على رجال جيش الذئب.”
أخرج من جيبه زجاجةً تحتوي على دواء أزرق.
***
بعد لحظات.
“لقد فعلتَ شيئًا سخيفًا.”
عندما سمع من ديموس عن إعطاء الدواء الأزرق لفرسان جيشه، نقر الدوق كيليان لسانه بإستياء.
“ماذا تعني بكلامكَ؟ أعتقد أن الخطة جيدة جدًا.”
الدواء الأزرق هو خليط من مواد تسبب الهلوسة مع قوة سيلفيا الروحية.
و يُظهر هذا الدواء للمستخدمين هلوسات ممتعة ويمنعهم من الشعور بالألم في نفس الوقت.
على عكس قدرة لوكيرا التي تشفي الجروح نفسها، قدرة أهوبيف هي “نسيان الألم”.
وقد تم استخدام هذه القدرة لصنع الدواء الأزرق.
“تسك، تفكيرك ضيق. حتى لو نسيوا الألم كما تقول، إذا لم يستطيعوا التحرك، فلن يكون لذلك أي فائدة. هل تعتقد أن الأمير سيُهزَم بسبب هذا؟”
“على الأقل سنكسب بعض الوقت.”
“وماذا ستفعل بالوقت الذي تكسبه؟ هل تعتقد أنك ستتناول الطعام في ساحة المعركة؟”
“…….”
تجعد جبين ديموس بقوة بسبب كلمات والده الحادة.
“يبدو أنكَ ناقص التفكير. إذا كان هذا هو تفكير من سيكون إمبراطورًا في المستقبل، فكيف سيكون الحال؟”
“……هذه ليست مشكلة يمكنني حلها من الأساس. ماذا يمكنني أن أفعل إذا كان ذلك الشخص وحشًا منذ ولادته؟”
“نعم، المعركة واضحة كما لو كانت أمام عينيك. مهما فعلت، سيكون من الصعب عليك الفوز. لذلك……”
من الأفضل أن تجعل الجميع يخسرون.
“إذا تركت هيلديون يفوز، فإن ذلك سيعزز من سمعته بلا داع. حتى الآن، بسبب أدائه، الجميع متحمسون له، فإذا فاز، لن أستطيع حتى تخيل التأثير الذي سيترتب على ذلك……”
“صحيح، ولكن كيف يمكننا منع الفائز من الظهور؟”
“قبل أن يظهر الفائز، لنغطي كل شيء بفوضى أخرى.”
“فوضى أخرى؟”
ابتسم الدوق بابتسامة راضية بينما شرح خطته لِديموس.
و بعد لحظات. ابتسامة مشابهة تمامًا لتلك التي على وجه والده ظهرت على وجه ديموس بعد سماع الخطة.
“بالتأكيد، إذا تم ذلك، يمكننا تدمير مسابقة الصيد بشكل كامل.”
“نعم، وأيضًا……ربما هذه المرة سيكون هيلديون هو من يفقد السيطرة أمام هذا الحشد الكبير.”
كانت عيون ديموس تشع بنظرةٍ مظلمة وشريرة، وهو يحدق بعيدًا نحو الساحة.
وبعد انتهاء فترة الراحة، أخيرا، بدأت المباراة النهائية التي لطالما انتظرها الجميع.
________________________
وجع وجع وجعععع والاعتراف؟😭
النظام بيعطي رويلا مهام جديده وازعاج والملكة بتعصب لادرت ان خطتهم فشلت
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات