أليس من الأفضل تغيير اسم الفعالية فحسب إن كان الأمر هكذا؟ فهذا لا يؤدي إلا إلى الارتباك.
بالطبع، كان هناك سبب وراء إصرار الإمبراطورية على إقامة مهرجان الصيد بهذه الطريقة.
وهو التأكيد على أنهم لا يعتبرون “الصيد” مجرد وسيلة للترفيه.
إمبراطورية كايروس لا تختلف عن إمبراطوريةٍ مقدسة، لذا فإن اعتبار الصيد وسيلةً للمتعة لا يبدو لائقًا في نظرهم.
“ولكن، أليس الهدف الأساسي من مهرجان الصيد عادة هو منع الحيوانات البرية من النزول إلى المناطق السكنية؟”
أجابني الدوق، الذي كان يحدق بفتور في ساحة المبارزة.
“عادةً ما يبررون الأمر بهذه الحجة. لكن هل تتوقعين منهم أن يجعلوا النبلاء يطاردون وحوشًا خطيرةً في مهرجان الصيد؟”
“آه. حسنًا، هذا منطقي.”
“بما أنها فعالية يستمتع بها النبلاء، فمن غير المعقول أن يُرسلوا إلى جبل مليء بالحيوانات الخطرة.
و في أفضل الأحوال، لن يصطادوا سوى غزلان أو أرانب أو ثعالب. في هذه الحالة، إقامة بطولة مبارزة تحت اسم ‘مهرجان الصيد’ تبدو فكرةً أكثر إنسانية. حسنًا، رغم أن مهرجان الصيد هذا لا يبدو إنسانيًا على الإطلاق.”
“……هذا صحيح.”
كان ما أشار إليه الدوق هو هيلديون، الذي وقف هناك وحيدًا تمامًا.
“تسك. حتى لو كان يحمل دمًا مباركًا، فإن إرساله بمفرده للمشاركة هكذا……الجميع أصبحوا ضعفاء التفكير.”
“أجل، معكَ حق. مهما كان الأمر، مواجهته لعدد كبير بمفرده أمر مبالغٌ فيه، أليس كذلك؟”
وافقت على كلام الدوق بحماس.
“كان يجب أن يضيفوا إليه شخصًا آخر على الأقل. بهذه الطريقة، سيواجه صاحب السمو عددًا كبيرًا من الخصوم وحده.”
“……؟”
“إنها فعاليته الأولى منذ مدةٍ طويلة، لكنهم يعاملونه بهذا الشكل؟ هذا قاسٍ للغاية، أليس كذلك؟”
“حسنًا، هذا صحيح.”
“هاه……لمجرد أن الآخرين مزعجون، لا بد أن يفوز بالمركز الأول مهما كان الثمن.”
كلما واصلت الحديث، شعرت أنني أصبحت أكثر حماسًا مما ينبغي.
“عند التفكير في الأمر……الجميع حقًا قساة جدًا، أليس كذلك؟”
بغض النظر عن مدى قوة هيلديون، أو وسامته، أو روعته، أو جمال صوته، أو حتى لطفه……كيف يمكنهم إرساله للمشاركة بمفرده؟
هذه معركةٌ غير عادلة إلى حد غير معقول. بهذا الوضع، لا يسعني إلا أن أقلق بشأن ما إذا كان سيتمكن من الفوز بالمركز الأول.
“……رويلا.”
“نعم؟”
بينما كنت مندمجةً تمامًا في حديثي، ناداني الدوق بصوت منخفض. فأرخيت قبضتي، التي لم أدرك حتى أنني كنت أشدّها، والتفتُّ نحوه.
ثم……
“أنتِ قلقةٌ على سموه كثيرًا، أليس كذلك؟”
حين التقت عيناي بعينيه الزرقاوين الحادتين، التي كانت تحدق بي من بين جفنيه شبه المغلقين، شعرت بتوقف أنفاسي للحظة.
أطبقت شفتيّ بإحكام وأملت رأسي قليلًا.
‘ما الذي يقصده بذلك؟’
حاولت التصرف بأكبر قدر ممكن من الهدوء، لكن عيني الدوق الضيقتين لم تتسعان ولو قليلًا.
كان يحدق بي ببطء، وكأنه يلاحظ شيئًا مريبًا، ثم فجأة، حوّل نظره بسرعة نحو هيلديون.
“هناك شيء غريبٌ هنا.”
“مـ-ما هو؟”
“هذا ما أود معرفته. لماذا أشعر بهذا الانزعاج؟”
“لستَ مريضًا، أليس كذلك؟”
“همم، الأمر ليس كذلك……”
ترك جملته غير مكتملة ثم استدار بسرعة في اتجاه آخر. و دون تفكير، تبعت نظراته على الفور.
وما رأيته هناك جعلني أرتجف من الصدمة.
‘ذلك……!’
<قلب البركة>
كان الوسام الذي يُمنح للفائز بالمركز الأول في مهرجان الصيد.
حدّق الدوق في ذلك البروش بصمت. وفي لحظة التوتر تلك، سُمع صوت دردشة من المقاعد الخلفية.
“ذلك البروش جميل جدًا. أتمنى لو أصبحت سيدة المهرجان وحصلت عليه كهدية.”
“وأنا أيضًا! سمعت أنه إذا قُدم مع اعترافٍ بالحب، فإن ذلك الحب سيستمر للأبد!”
“للأبد؟ هل يعني ذلك الزواج؟”
“أليس هذا هو المقصود؟”
……كأننا نشغل الراديو، كانت محادثتهنّ تصل إلى مسامعنا بوضوح تام.
ربما لأنني والدوق بقينا صامتين تمامًا.
كانت نظرات الدوق الموجهة نحو البروش مشتعلةً كاللهب.
“رويلا، هل من الممكن أنكِ……”
“نـ-نعم؟”
“……لا، لا يمكن. لا بأس. لا شيء. لا تقولي شيئًا.”
أغلق فمي بحزم، ثم نهض فجأةً من مكانه بدلًا من إكمال حديثه.
“أبي؟”
ناديتُه بدهشة، فرأيتُه يلوح برأسه يمينًا ويسارًا.
طقطقة،-طقطقة-
كان صوت عظامه حتى واضحًا.
“……إلى أين أنتَ ذاهب؟”
“يبدو أن جائزة الفائز لا تعجبكِ.”
“ماذا؟”
“يبدو بأنه علي الذهاب لأخذها بنفسي.”
ما هذا الكلام……؟
جائزة الفائز في مهرجان الصيد هي بروش يُدعى <قلب البركة>.
‘وفوق ذلك، لا يمكن الحصول عليها إلا بالفوز في مهرجان الصيد.’
لا يمكن حتى للدوق أن يأخذ جائزةً قدمتها العائلة الإمبراطورية كما يشاء. لذا، كلام الدوق يعني……
“انتظر لحظة، هل تعني أنكَ ستشارك في مهرجان الصيد الآن؟”
“نعم. سأذهب وأجتاح كل شيء.”
“أنت تعلم أن التسجيل انتهى منذ زمن طويل، أليس كذلك؟”
“تسك. لا بأس، سأقول أنني سأشارك وحدي، ثم أقف بجانبهم فحسب. أما العلم……سأحمل أي قطعة قماش وأعتبرها علمًا.”
لا يمكن……هل هو جادٌ حقًا؟
يبدو وكأنه على وشك القفز للأسفل في أي لحظة. فأمسكتُ بمعصمه بسرعة وناديتُه بحزم.
“أبي.”
“…….”
ثم توقف فجأة.
تراخى قليلاً تأثير الدوق بعد أن أمسكتُ بمعصمه.
نظرتُ إليه وهززتُ رأسي بحزن.
“لا تفعل هذا، أبي. هذا……”
إنه تصرفٌ غير لائق.
تلك الكلمات كانت على طرف لساني، لكن لحسن الحظ تمكنت من اختيار كلمات أخرى.
“قد يبدو هذا تصرفًا استبداديًا من شخصٍ ذو سلطة. أخشى أن تسمع كلماتٍ غريبة.”
“أنا بخير. بما أنني أملك السلطة، إذا مارست بعض الاستبداد……فلا بأس.”
“لكن، الأهم من ذلك، أنا لا أرغب في أن تذهب إلى مكان مثل هذا. ماذا لو تعرضتَ للأذى؟”
“…….”
“إذا حدث لكَ شيء، سأكون……”
تنهدتُ بحزن، و أرخيت كتفي، مما جعل الدوق يتراجع فجأةً ويعود إلى مكانه ببطء.
“حسنًا، بعد التفكير، يبدو أن الأمر مزعجٌ بعض الشيء.”
أطلقتُ نفسًا عميقًا من الراحة عند سماع صوته المتذمر.
‘حسنًا. تم الحل.’
قد يظن الآخرون أنه تصرف فظًا، لكن في الواقع، عندما يكون الدوق في حالة مزاجية جيدة، يظهر بهذا الشكل.
في الماضي، كنتُ أسيء فهم ذلك كثيرًا لعدم تأقلمي، لكن الآن أصبحتُ أستطيع التعرف على الأمر بسرعة.
‘هل يعني هذا أنني بدأتُ أتعاطف معه؟’
أو ربما أصبحتُ معتادةً على ذلك. و على أي حال، لم يكن شعورًا سيئًا.
ابتسمتُ بلطف ونظرتُ إلى ساحة القتال. وعندما رأيتُ هيلديون واقفًا وحيدًا هناك، شعرتُ بأن وجهي يعود إلى الجدية مرة أخرى……
“آه.”
في تلك اللحظة، التقت عيناي بعيني هيلديون، الذي بدا وكأنه لاحظني كالشبح.
ربما كان من الصعب رؤيتي، لكنه كان أمرًا مذهلًا. فمن تلك الجهة، ربما كنتُ مجرد سمكة صغيرة بالنسبة له.
“على الرغم من أنه من الدم المبارك، لكن التعامل مع كل هؤلاء الأشخاص دفعةً واحدة……”
“ربما سيكون الأمر صعبًا، أليس كذلك؟”
قبل أن يبدأ مهرجان الصيد رسميًا. كان أكبر اهتمام للناس هو هيلديون. فقد كانوا يشعرون بالقلق تجاهه، ويشفقون عليه، ومن جهة أخرى، كانوا يتوقعون منه الكثير.
من بين كل الآراء، كان الأكثر شيوعًا هو أن هيلديون سيكون أول من يُستبعد.
ولكن.
بعد فترة قصيرة من بدء مهرجان الصيد.
“……وحش؟”
“هل هذا ممكن؟”
“أنا……أفضلُّ ولي للعهد.”
تغيرت آراء الناس الذين كانوا يشفقون على هيلديون بسرعة.
كان الجميع يشاهدون مشهدًا لا يصدق وهم يفكرون.
“إنه غش.”
كان وجود هيلديون نفسه هو الغش، سواء كان بمفرده أم لا.
يتنفس؟ غش.
يلوح بسيفه؟ نعم، غش.
يأخذ العلم؟ نعم، هذا غشٌ أيضًا.
‘هل من الممكن أن يكون هناك هزيمةٌ غير عادلة في مهرجان الصيد؟’
حتى رويلا، التي كانت تراقب بقلق، بدأت تشعر بقلقٍ من نوع آخر.
مع تقدم المعركة، بدأت رويلا تشعر بأنها أكثر استرخاءً لدرجة أنها أصبحت غير مبالية.
‘نعم، يبدو أنه الفائز.’
الآن، ما كانت تشعر بالقلق حيالها هو فقط ما ستقوله بعد أن يُعترف بحبها.
أو ربما، أسماء الأطفال الذين ستنجبهم في المستقبل.
ومع مرور الوقت، وبفضل الأداء المجنون لهيلديون، كانت المعركة التي كان يُفترض أن تكون مهرجان صيد تتقدم بشكل أسرع مما كان متوقعًا.
لقد تم استبعاد 6 فرق بالفعل.
و حصلت فرقة الذئب على علمين، بينما حصل هيلديون على أربعة أعلام.
“ياإلهي، اللعنة. إذا استمر الأمر هكذا، سنخسر بشكل فظيع……”
في تلك اللحظة، دخل قائد فرقة النسر في نظر قائد فرقة الثعلب.
و كانت تعبيرات وجهه قاتمةً أيضًا.
كان مليئًا بمشاعر الاستسلام التام.
‘هذا هو.’
اقترب قائد فرقة الثعلب بهدوء من قائد فرقة النسر وعرض عليه التحالف. فعلى أي حال، يمكن لفريقين فقط الوصول إلى النهائي.
في هذه الحالة، كان من الأفضل أن يتعاونوا معًا ويسلبوا أعلام فرقة الذئب وفرقة الدب (رغم أن هذه الفرقة تضم هيلديون فقط)، ثم يتواجهون معًا في النهائي.
قبل قائد فرقة النسر عرض قائد فرقة الثعلب بسرور.
“الآن، لا يوجد ما نخاف منه.”
“لنذهب إلى هناك.”
وبعد تشكيل التحالف، لم يكن هناك ما يخشونه.
كان عدد أفراد فرقة النسر 10 أشخاص، وعدد أفراد فرقة الثعلب 8 أشخاص.
مجموعهم 18 شخصًا.
بالمقارنة مع فرقة الذئب التي تضم 6 أفراد وفرقة الدب التي يتكون قائدها من شخص واحد فقط، كان العدد ضخمًا جدًا.
أومأ قادة الفرقتين برضا وأجريا اجتماعًا قصيرًا.
“مع هذا العدد، إذا هاجمنا دفعةً واحدة، حتى لو كان ولي العهد، سيكون من الصعب عليه التصدي.”
“صحيح. دعنا لا نهتم بفرقة الذئب الآن، ونتوجه مباشرةً نحو فرقة الدب……”
لكن كلامهم لم يستمر.
بينما كانوا يضعون خططهم حول من سيهاجمون أولًا.
فجأة، همست الرياح بصوتٍ حاد، ومعه ظهرت شخصيةٌ ضخمة تخترق الهواء في معسكرهم.
“هجومٰ مفاجئ!!”
كان الهجوم المفاجئ من قائد فرقة الدب.
_________________________
هيلديون: بسرعه بسرعه وراي ام عيال
الدوق شك بس وش يسوي لازم يقعد مع بنته😭😭🤏🏻
ايه نعم كفو ياورعي عليك بهم واعترف اعترف فنتاستكي هاهاهاهاهاهاهاها
مع ان اعترافه ذاك وهي سكرانه كان حلو بعد قال 4 مرات أنا احبس ههعهعهبايهسعيهيه
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات