حسنًا، لنعترف بذلك.
طلب استشارة عاطفية من هذين الشخصين كان بلا شك أسوأ قرار في حياتي.
‘بل إن نيلا هي والدة هيلدِيون أيضًا.’
لا أدري ما الذي كنتُ أفكر فيه.
لم تكن لديّ أدنى نية لفتح موضوع يخص هيلدِيون مع نيلا حتى.
من ذا الذي يخبر والدة الشخص الذي يعجبه: “سأتلقى اعترافًا بالحب قريبًا”؟
من؟ أنا، بالطبع.
على أي حال، بدا وكأنه مجرد حديث عادي في البداية، لكن عندما استوعبت الأمر، وجدت نفسي أسرد استشارة عاطفية.
في اللحظة التي التقيت فيها بابتسامة نيلا الماكرة، أدركت أنني وقعت في الفخ، لكن كان الأوان قد فات.
‘…..لو عملتِ في بيع أجهزة تنقية المياه، لكنتِ أفضل بائعة لهذا الشهر.’
في ضحكتها العالية، رأيت وجه زميل من حياتي السابقة كان يفوز بلقب أفضل بائع كل شهر.
…..يا لهؤلاء الأشخاص المخيفين.
“لا عجب أن ديون قرر فجأة حضور مهرجان الصيد. لم يكن مهتمًا بهذه الأمور طوال حياته، فتساءلت ما الذي أصابه، ولم أتخيل أن هناك قصة كهذه وراء الأمر.”
ضحكت نيلا كثيرًا لدرجة أن الدموع تجمعت في زاويتي عينيها.
“لم أكن لأتصور أبدًا أن لديه جانبًا رومانسيًا كهذا، يا لهذه المفاجأة. هاها.”
أومأت هاميل برأسها موافقةً على كلام نيلا، ويبدو أنها تشاطرها الرأي.
آه، يا إلهي.
تنهدت بعمق بينما كنت أشعر بألم نابض في رأسي.
“حسنًا، يجب أن تكون زوجة ابني لطيفةً بعض الشيء. ولكسب قلب هذه الظريفة، لا بد أن يجلب قلب البركة، أليس كذلك؟”
هاها، نعم، بالطبع…..
‘لحظة. زوجة ابني؟’
بينما كنت أستمع إلى حديث نيلا بروح شاردة، أدركت متأخرة شيئًا مهمًا.
‘لحظة…..أليست كلمة زوجة ابني التي قالتها للتو تشير إليّ؟’
اتسعت عيناي دهشة، فقابلتني نيلا بابتسامة عريضة.
“يا إلهي، لماذا تفاجأتِ هكذا؟ قلتِ أنك ستتلقين اعترافًا بالحب في مهرجان الصيد، أليس كذلك؟ إذاً، أنتِ زوجة ابني.”
لا، يا حماتي العزيزة، أعتقد أن هناك العديد من المراحل التي تم تجاوزها في المنتصف.
لكنني لم أتمكن من الاعتراض أو قول أي شيء.
فبغض النظر عن أي شيء…..لقد نادتني بزوجة ابنها.
صحيح أننا لم نبدأ المواعدة بعد، لكن فكرة الحصول على اعتراف والدة الشخص الذي أحبه لم تكن سيئة أبدًا.
ففي النهاية، إن كنا سنواعد بعضنا، فمن الأفضل أن نحصل على مباركة الآخرين بدلًا من مواجهة الرفض.
‘ثم، من يدري…..قد ينتهي بنا الأمر إلى الزواج في يوم ما.’
وحينها، ربما ننجب طفلين. فتاةً وصبي سيكونان مثاليين.
أما عن أسمائهما…..
“سيير.”
“هاه؟ سيير؟”
تساءلت هاميل، مائلة برأسها، بعدما التقطت دون قصد ما تمتمت به.
أوه، ما الذي كنتُ أفكر فيه؟
“لا، لا شيء.”
“يبدو وكأنه اسم شخص…..”
“مجرد وهم، لا أكثر.”
“همم، إذاً لا بد أنني سمعت خطأ!”
ابتسمت هاميل بسعادة وهي تتقبل جوابي، فتنفست الصعداء بهدوء.
“سيدتي، لدي سؤال!”
“؟”
“أليس من المفترض أن يُعلن سموه اعترافه بحبه لكِ بعد فوزه بالمركز الأول في مهرجان الصيد، ويقدم لكِ بروش قلب البركة؟”
ابتسمتُ بصعوبة وأنا أعض على شفتي بسبب لطفها المفرط في إعادة سرد التفاصيل لي بهذه الدقة.
هاها…..يا لها من طيبة حقًا…..
“لكن، ماذا لو لم يفز سموه بالمركز الأول؟ هل سيتم إلغاء الاعتراف بالحب حينها؟”
“…..هاه؟”
كان سؤالها غير متوقع، لكنه بطريقة ما أصاب نقطةً حساسة.
الآن بعد أن فكرت في الأمر، لم يخطر ببالي هذا الاحتمال من قبل.
‘صحيح…..ماذا لو لم يفز هيلديون بالمركز الأول؟’
هل سيكون عليّ الانتظار حتى حدث مهم آخر؟ أم أن الأمر سيتلاشى وكأنه لم يكن؟ أم أنه سيعترف لي على أي حال؟
بينما كنت مترددةً في الإجابة، سمعت ضحكةً أخرى بجانبي.
“هاهاها، هذا أغبى قلقٍ سمعته في حياتي، هاميل.”
“حقًا؟”
“بالطبع. لا يمكن أن يخسر المركز الأول. في الأساس، السبب الوحيد لعدم مشاركته في مهرجان الصيد من قبل هو مراعاته للمشاركين الآخرين.”
“مراعاة؟”
“نعم، مراعاة. لأن النتيجة ستكون واضحةً وضوح الشمس بمجرد أن يشارك ديون.”
كانت ملامح نيلا تعكس ثقةً مطلقة وفخرًا عارمًا بابنها، وهي تبتسم بثقة.
“بمجرد أن قرر ديون المشاركة، أصبح فوزه بالمركز الأول أمرًا محسومًا. وهذا يعني أيضًا أن كونكِ زوجة ابني أمر مفروغٌ منه.”
لا، حماتي العزيزة، لقد اختصرتِ الكثير من المراحل مجددًا…..
***
‘صحيح. كيف لهيلديون ألا يفوز بالمركز الأول؟’
لا أحد أقوى منه، على حد علمي. و لم يُلقَّب عبثًا بأنه الأقوى في هذا العالم.
حسنًا، على ما أذكر، كان ديموس هو من فاز بالمركز الأول في القصة الأصلية.
‘لكن ذلك لأن هيلديون لم يشارك فيها آنذاك.’
وبما أنني أدركت الآن أن هناك فجوةً بين القصة الأصلية والواقع، فلم يعد هناك داعٍ للتمسك بأحداثها حرفيًا.
في الأساس، مجرد فكرة أن يكون ديموس هو البطل الرئيسي كانت عبثيةً تمامًا.
كيف لشخص مثله أن يكون البطل؟
قد يكون ذلك مقبولًا في رواية فوضوية، لكن في الواقع، لا يمكن لهذا أن يحدث أبدًا.
‘وهذا دليلٌ آخر على أن الواقع مختلف عن القصة الأصلية.’
لا يوجد دليل أوضح من هذا.
نعم، بالطبع.
لهذا، لا شك أن المركز الأول في مهرجان الصيد سيكون من نصيب هيلديون.
…..أو هكذا كنت أعتقد. حتى حلَّ يوم المهرجان.
كان على رويلا أن تشك في عينيها.
‘ما هذا الموقف بالضبط؟’
***
في يوم مهرجان الصيد.
“أنا متحمسٌ جدًا. من تظنون سيفوز هذه المرة؟”
“حقًا، من يدري؟ هل سيفوز الخنزير البري هذه المرة؟”
“لا أعلم، بالنظر إلى القائمة، يبدو أن الغزلان ليست خصمًا سهلًا أيضًا.”
“همم…..سأراهن على الذئب. أعتقد أن الذئب سيفوز.”
كان النبلاء متجمعين في مجموعات صغيرة، منشغلين بالمراهنة على أي من الحيوانات سيكون الفائز. و وسط الحشد المتحرك، همس توم، الذي أصبح حديثًا خادمًا لأحد بيوت النبلاء، إلى زميله،
“ما الذي يتحدثون عنه بالضبط؟”
نظر جاكسون إلى توم، الذي كانت عيناه متسعتين من الدهشة، ثم أومأ برأسه كما لو كان يفهم حيرته.
“آه، صحيح، أنتَ لست من العاصمة. اسمع جيدًا…..مهرجان الصيد هذا ليس مجرد مهرجان عادي.”
“ليس مهرجان صيد عاديًا؟”
“بالضبط. مهرجان الصيد في إمبراطورية كايروس لا يتعلق بصيد الحيوانات.”
“إذًا، ما هو؟”
عند سؤال توم، هز جاكسون كتفيه وأشار بيده إلى مكان معين.
“هل ترى ما يوجد هناك؟”
تبع توم اتجاه إصبعه، فرأى عشرة أعلام ضخمة ترفرف في الهواء. و كل علم منها كان يحمل رسمًا لحيوان مختلف: خنزير بري، غزال، ذئب، أرنب، وغيرها.
“مهرجان الصيد في الإمبراطورية هو في الواقع…..معركة استيلاء على الأعلام.”
“معركة استيلاء على الأعلام؟”
“نعم. يتشكل فريق لكل علم، يتراوح عدده بين خمسة إلى عشرة أشخاص. ثم يضع كل فريق استراتيجيته الخاصة للاستيلاء على العلم من الفرق الأخرى. إنها معركةُ محاكاة تدور حول انتزاع الأعلام.”
أومأ توم برأسه متفاعلًا مع الشرح المفصل لجاكسون.
“لذلك يُقام مهرجان الصيد في ساحة القتال، إذاً؟”
“بالضبط.”
نظر توم حوله دون محاولة إخفاء دهشته.
“واو، المكان واسعٌ حقًا.”
ثم أطلق شهقة إعجاب وهو يحدق في الامتداد اللامحدود لساحة القتال الهائلة.
وكما أظهر اندهاشه، فإن الساحة الغربية، حيث يُقام مهرجان الصيد، كانت بالفعل أكبر ساحة قتال في الإمبراطورية.
كانت واسعةً بما يكفي لإجراء عدد لا يُحصى من المعارك التدريبية.
“ومع ذلك، امتلأت تمامًا بالحشود.”
أطلق توم تنهيدةَ إعجاب، بينما سارع جاكسون بجذبه.
“تعال، لنجلس بسرعة قبل أن نخسر مقاعدنا.”
رغم ضخامة المكان، إلا أن الجماهير كانت هائلة.
بل إن الساحة الغربية نفسها كانت تقع في أطراف العاصمة بسبب حجمها الهائل، ومع ذلك، تدفق الناس بأعداد هائلة لمشاهدة هذا الحدث المثير بأعينهم.
لم يكن النبلاء وحدهم من حضر، بل حتى عامة الشعب تركوا كل شيء خلفهم وهرعوا إلى هنا.
وسط الحشد الهائل، الذي لم يكن فيه موطئ قدم، شق توم وجاكسون طريقهما بصعوبة حتى تمكنا أخيرًا من العثور على مكان للجلوس.
“يا إلهي، حتى العثور على مقعد هنا بات معركةً بحد ذاته.”
“لكن بمجرد أن تشاهد مهرجان الصيد بعينيك، لن تندم على هذا العناء.”
‘همم…..هل هو ممتع إلى هذا الحد حقًا؟’
أومأ توم برأسه بتردد بينما ألقى نظرةً إلى الساحة القتالية.
بدت الأعلام الضخمة مصطفةً في خط مستقيم، مما يشير إلى أن الحدث على وشك البدء.
وبعد لحظات…..
“والآن، فلنرحب جميعًا بالصيادين العظماء الذين سيبهروننا اليوم!”
بصوت إعلان حماسي بعض الشيء، انفتحت الأبواب الضخمة للساحة مع هدير عالٍ.
ومن خلفها، ظهر المشاركون، يرتدون دروعهم الكاملة، مستعدين للمنافسة.
“وووووااااااا!!”
“هيا، أظهروا أفضل ما لديكم!!”
في اللحظة ذاتها، دوَّت هتافات مدويةٌ كالرعد في أرجاء الساحة.
وسط الأجواء الحماسية، توجه المشاركون إلى مواقعهم التي تم تحديدها مسبقًا. و قبل بدء مهرجان الصيد، كان كل منهم قد شكل فريقه بحرية.
‘هه. مجرد حفنة من المنافسين المتوسطين.’
ألقى ديموس نظرةً خاطفة على محيطه، مبتسمًا بسخرية مموهة، ثم لوَّح للجماهير.
مع كل تحية منه، كان التصفيق والهتاف يزدادان، مما زاد من غروره.
‘نعم، أنا الشخص الذي يستحق هذا النوع من الاستقبال.’
سلطة تجعل الجميع يرتجف رعبًا. ثروة طائلة لا حدود لها. قوة لا يمكن كبحها.
…..ولكي يحصل على كل ذلك، كان عليه التخلص من هيلديون و رويلا في أسرع وقت ممكن.
ضيَّق ديموس عينيه وهو يركز بحدة على نقطة معينة أثناء وقوفه أمام علم الذئب.
حيث كان علم الدب الأسود منصوبًا.
وخلف ذلك العلم…..
‘إذاً، في النهاية قررت المشاركة بمفردك؟ يالك من مسكين.’
كان هيلديون، بطوله الشاهق الذي لا يقل عن طول الدب، واقفًا في مكانه.
وعلى عكس الأعلام الأخرى التي احتشد خلفها العديد من المشاركين، كان وحده تمامًا.
كان يقف شامخًا بلا رفاق خلفه، مما زاد من سخرية ديموس.
‘بغض النظر عن مدى كونه صاحب دمٍ مبارك، من المستحيل أن يفوز بمفرده.’
كان يستطيع بالفعل تخيل مشهد سقوطه المهين بعد فترة قصيرة من بدء المباراة.
ولكنه كان مجرد وهم نابع من جهل شخص لم يشهد بنفسه كيف قاتل هيلديون في ساحة المعركة.
ومع ذلك، لم يكن ديموس وحده من فكر بهذه الطريقة—فالغالبية العظمى من الحاضرين شاركوه نفس الرأي.
“حتى لو كان ولي العهد، فمواجهة الجميع بمفرده…..”
“نعم، الأمر صعبٌ للغاية وحده.”
“لكن أليس من الطبيعي أن يكون بخير؟ فهو فردٌ من العائلة الإمبراطورية المباركة. في الواقع، أن يكون لديه عدد مساوي من الأفراد مثل بقية الفرق سيكون غير عادل.”
“إيه، لكن رغم ذلك…..”
‘هل يستطيع حقًا مواجهة هذا العدد الهائل وحده؟’
بينما كانت أنظار الجميع مليئةً بالفضول والقلق والتساؤل، كان المعنيّ بالأمر، هيلديون، منشغلًا تمامًا بأمر مختلف تمامًا.
‘…..هل يجب أن أقول: هلا تواعدينني؟ أم: أنا أحبك؟ أم: هل ستصبحين رسميًا حبيبتي؟ أم ربما…..هل تتزوجينني؟’
لا، الأخيرة مبالغٌ فيها قليلًا.
كيف ينبغي له أن يعترف بمشاعره؟
بالنسبة له، كان هذا هو التحدي الحقيقي والأكثر جدية.
___________________
ياعمري هو😭😭😭😭😭
جالسين يحشون فيه من كل جهة ومستحيل انه ماسمع وهو ماغير يفكر شلون يعترف ✨
المهم مدري ليه احسني ناسيه متى درت هاميل ان نيلا هي الامبراطورة ؟ بروح اراجع😘
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 128"