في تلك اللحظة، خطر ببالها وجهٌ معين.
“هل يمكن أن تكون جلالة الملكة؟”
تساءلت بصوت خافت دون وعي، فحدّق هيلديون بعينين مذهولتين وسأل مجددًا،
“هذا صحيح. كيف عرفتِ ذلك؟”
“لا أدري……فجأة خطرت ببالي فقط……”
هل لهذا أيضًا علاقة بـ <مزامنة الحقيقة>؟
بينما كانت رويلا تفكر بجدية، تدخل صوت هيستين،
“لقد أخبرتكِ بذلك. في حفلة ابنة الكونت أستيان.”
عندها أطلقت رويلا همهمة إعجاب،
“آه!”
صحيح، الآن تذكرت.
بسبب الفوضى التي حدثت في حفل ميلاد سيلفيا، نسيت ذلك للحظة.
“هاها، على أي حال، إذاً تظنون أن جلالة الملكة هي من يقف خلف اللعنة؟”
“نعم. في ظل هذه الظروف، قامت عائلة الملكة، الكونت أستيان، بتبني سيلفيا، وبشكل مثير للريبة، تلك الفتاة تمتلك طاقةً مقدسة استثنائية، ثم تصادف أنها أثارت موضوع اللعنة أيضًا. ألا يبدو كل هذا مريبًا؟”
“بالتأكيد، الأمر يبدو مريبًا.”
كان من الصعب قبول عرض سيلفيا بسهولة، فشروطها بدت مثيرةً للريبة من عدة نواحٍ.
‘لكن في القصة الأصلية، تم قبول عرض سيلفيا على الفور.’
آه، هل هذا بسبب تدخلي أيضًا؟
سرعان ما أدركت رويلا سبب تغير الأحداث بهذه الطريقة. في القصة الأصلية، فقد كان هيلديون وهيستين في وضع يائس تمامًا.
كان اللجوء إلى القديسة أو المعبد بلا جدوى، في حين كانت اللعنة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
مع نوبات فقدان السيطرة المتكررة وتفاقم الألم، وصل هيلديون إلى قمة الانهيار.
وفي خضم ذلك، ظهرت سيلفيا مدعيةً أنها تستطيع مساعدتهما، فكيف كان بإمكانهما الشك بها؟
‘حتى لو أُلقي إليهما بحبل مهترئ، لم يكن لديهما خيار سوى التمسك به.’
لكن الوضع الآن مختلفٌ بعض الشيء.
لم يفقد هيلديون السيطرة ولو لمرة واحدة، وبالرغم من أنه لا يزال يعاني من ألم اللعنة، إلا أن حالته بدأت تتحسن تدريجيًا، أليس كذلك؟
كونه ملعونًا هو بلا شك أمرٌ خطير، لكن ليس إلى درجة أن يمسك بيد شخص مشبوه بهذه السهولة.
على أي حال، سيلفيا ليست الحل الوحيد لإزالة اللعنة.
بينما كانت رويلا تفكر وتهز رأسها، ارتسمت على شفتي هيلديون ابتسامةْ خفيفة و سرعان ما تلاشت.
“لكن، ما السبب برأيكِ؟”
“تقصدين سبب قيام الملكة بإلقاء اللعنة؟”
“نعم، هذا جزء منه…..لكن أيضًا، لماذا دفعت سيلفيا تحديدًا نحوكما وجعلها تقترب منكما؟”
هذه المرة، كان هيلديون وهيستين هما من لزما الصمت وغرقا في التفكير.
‘لماذا ألقت الملكة اللعنة؟’
بالطبع، لم يكن هذا سؤالًا لم يخطر ببالهما من قبل.
فالملكة كانت تكره هيلديون منذ لحظة ولادته.
ظاهريًا، كانت تتظاهر بأنها ملكةٌ رحيمة، لكنها في الخفاء لم تكن تكلف نفسها عناء إخفاء كراهيتها له.
وعندما اندلعت الحرب ضد الوثنيين، كانت الملكة نفسها من دفعته إلى ساحة المعركة بحجة تبدو مقنعة.
لأنه كان أمرًا من أجل شعب الإمبراطورية، فقد تقدم بنفسه عن طيب خاطر، لكن في النهاية، لم يكن من الطبيعي أن تُرحب الملكة بذهاب ولي العهد الوحيد إلى ساحة المعركة.
بمعنى آخر، كانت الملكة تكره هيلديون بشدة.
ولكن…..
‘هل هذا هو السبب فقط؟’
بدا أن السبب لا يتناسب مع حجم ما قامت به.
فهذا الأمر كان خطيرًا إلى درجة أنه لو كُشف، لاعتُبر جريمةً تستوجب العقاب بتهمة التعدي على أحد أفراد العائلة الإمبراطورية.
حتى لو كانت ملكة، فلن تتمكن من تجنب حكم الإعدام.
ومع ذلك، هل يعقل أنها أقدمت على كل هذا لمجرد مشاعر الكراهية؟
“الملكة ليست شخصًا أحمق إلى هذا الحد.”
عند كلمات هيستين، أضافت رويلا،
“إذاً، لا بد أن هناك فائدةً عظيمة ستجنيها من هذا الأمر.”
“على الأرجح، هذا هو السبب.”
بدأ الثلاثة يفكرون معًا، متسائلين، ما الفائدة التي يمكن أن تجنيها الملكة من هذا؟
و كان هيستين هو أول من تحدث.
“أليس لهذا علاقة بدفع الآنسة أستيان إلى الاقتراب من سموك؟”
“…..قد يكون الأمر كذلك.”
بينما كان هيلديون وهيستين يتبادلان الحديث، أخذت رويلا تراقب الموقف بتردد.
‘هل أخبرهم بهذا أم لا؟’
في الواقع، كان هناك أمر خطر ببالها.
لم يكن يتعلق مباشرة بالملكة، بل كان مجرد تخمين بشأن “سيلفيا”.
لكن بما أن العلاقة بين سيلفيا و الملكة أصبحت شبه مؤكدة على أي حال…..
ترددت قليلًا وهي تفتح شفتيها لتتحدث، ثم قالت أخيرًا،
“في الحقيقة، لدي تخمين بخصوص الآنسة أستيان.”
عند كلماتها، التفت كلاهما نحوها في آنٍ واحد.
ضحكت رويلا بخجل وهي تحك جسر أنفها، ثم أخذت تدير عينيها بتوتر قبل أن تواصل حديثها.
“ربما ترغب الملكة والكونت في جعل سيلفيا ‘قديسة’.”
“ماذا؟”
“ماذا تعنين…..؟ لكن من المستحيل صناعة قديسة.”
“لماذا تعتقدُ ذلك؟”
“لأن القديسة تُختار من خلال الوحي، أليس كذلك؟ بالإضافة إلى أن طاقتها المقدسة تكون فائقةً مقارنة بالكهنة الآخرين.”
“صحيح. لكن تفسير الوحي أمرٌ نسبي.”
كان هذا صحيحًا بالفعل.
فالوحي لا يُحدد اسم الطفلة المختارة أو عائلتها.
الشروط الأساسية ببساطة هي: “أن تكون ولدت في الفترة التي تلقى الكهنة الوحي، وأن تمتلك طاقة مقدسة قوية بالفطرة.”
و رويلا كانت الشخص الذي استوفى جميع الشروط تمامًا.
باستثناء أن طاقتها المقدسة بدأت تضعف مع مرور الوقت.
على أي حال…..
إذا كان الأمر كذلك، فمن السهل التلاعب بالحقيقة والادعاء بأن “سيلفيا أيضًا استوفت الشروط.”
خاصة إذا كانت الملكة هي من تقف وراء الأمر، فلن يكون من المستحيل التلاعب به.
تمتلك سيلفيا طاقةً مقدسة أقوى من الشخص العادي، كما أنها تبدو في مثل عمري تقريبًا.
“ومسألة الطاقة المقدسة يمكن حلها أيضًا. فهي لا تبقى ثابتة في مكانها، بل يمكن تنميتها وفقًا لشروط معينة.”
“تقصدين من خلال كسب ثقة الناس واعترافهم بها؟”
أومأت برأسها.
عندها، ارتسمت على وجهي هيلديون وهيستين تعابير مربكة.
تنهد هيستين بعمق، ثم سأل بحذر،
“لكن، رفع الطاقة المقدسة من خلال الثقة والاعتراف ليس بالأمر السهل.”
“لماذا تعتقدُ ذلك؟”
“لأنه، أولًا وقبل كل شيء، مفهومٌ غامض للغاية، وثانيًا، لرفع الطاقة المقدسة إلى مستوى القديسة، سيحتاج الأمر إلى شعبية هائلة. وهذا أمر يصعب تحقيقه لشخص تم تبنيه حديثًا في عائلة الكونت.”
“إذاً، ماذا لو كانت طاقة أهوبيف المقدسة؟”
“…….”
“……؟”
بدا كلاهما وكأنهما سمعا شيئًا لا ينبغي سماعه.
حسنًا، لم يكن غريبًا، فـ أهوبيف كان من أكثر الأمور المكروهة والمحرّمة في الإمبراطورية.
لكن رويلا كانت ترى أن فكرتها منطقيةً تمامًا.
“طاقة أهوبيف المقدسة تشبه إلى حد ما طاقة لوكيرا، ولهذا يسهل الخلط بينهما. ومع ذلك، هناك اختلافات واضحٌ بينهما، حتى في طريقة تنمية كل منهما.”
“قوة أهوبيف تنمو من خلال امتصاص التعاسة، أليس كذلك؟”
“تمامًا. قوة آهوپيب تزدهر بالتغذي على البؤس والشقاء. كما أن سوء الحظ والمآسي يمكن افتعالهما بسهولة.”
“…..على الأقل، سيكون ذلك أسهل بكثير من تنمية طاقة لوكيرا المقدسة.”
أومآ برأسيهما.
لكن رغم ذلك، بدت على وجهيهما علامات الذهول، وكأنهما لا يزالان غير قادرين على تصديق ما سمعاه.
أو بالأحرى…..كأنهما أصيبا بصدمة.
حسنًا، لو كنت مكانهما، لكنت شعرت بالأمر نفسه.
‘ظهور شخص يمتلك طاقة أهوبيف المقدسة في إمبراطورية كايروس…..؟’
لم يكن هذا أمرًا يسهل تصديقه.
“على أي حال، كل هذا مجرد تخمين مني. ما أقصده هو أننا يجب أن نضع هذا الاحتمال في الحسبان.”
رغم قولها ذلك، كانت رويلا تملك يقينًا غير معلن بصحة استنتاجها.
فقد كانت هناك عدة أسباب دفعتها إلى هذا الاستنتاج.
لكن التأثير الأكبر كان بلا شك لـ”الحلم”.
ألم تستخرج عدة فرضيات من خلال المهمة السرية التي تلقتها عبر كوابيسها؟
على سبيل المثال، بدا أن النظام يريد حل لعنة هيلديون، لكنه في الوقت نفسه يسعى لمنع سيلفيا من أن تصبح قديسة.
بالإضافة إلى ذلك، في الحلم، تلقت إشعارًا يخبرها بأن لقب القديسة قد سُلب منها وأُعطي لسيلفيا، و رافق ذلك إشعارٌ آخر يُعلن عن تجسيد أهوبيف.
ألم يكن هذا دليلًا على وجود علاقة وثيقة بين تجسيد أهوبيف وسيلفيا؟
وإن كانت سيلفيا متورطةً أيضًا في لعنة هيلديون…..
‘ربما……الشخص الذي ألقى اللعنة مباشرة هي سيلفيا نفسها.’
إذا كانت تمتلك قوة أهوبيف، فمن المؤكد أنها تستطيع إلقاء لعنة أهوبيف أيضًا.
وهناك سبب آخر لهذا الشك…..
‘الحادثة التي وقعت سابقًا في لوكيراديان.’
تكرار الحادثة نفسها التي حدثت في القصة الأصلية، لكن في مكان وزمان مختلفين؟ هذا لم يكن مجرد صدفة، مهما حاولت إقناع نفسها بذلك.
إلا إذا كان الكون كله يحاول جعلها قديسة.
لكن حتى الآن، لم يظهر أي مؤشر في نظام المهام المرتبط بلوكيرا يدعم ذلك، بل على العكس، كان واضحًا أنه يحاول منع تحول سيلفيا إلى قديسة.
وهذا يعني أن الأمر ليس من تدبير “الكون”، بل…..
‘إنه من تدبير البشر.’
بشر صنعوا هذه الأحداث عمداً.
وما الذي يمكن اكتسابه من خلال تلك الحادثة…..؟
“الملكة تريد جعل سيلفيا قديسة؟”
تمتم هيلديون بنبرة منخفضة وعينين غارقتين في التفكير.
<جعل سيلفيا قديسة>
وإذا قلبنا هذا الافتراض رأسًا على عقب…..
‘إذاً، قد تكون سيلفيا في القصة الأصلية…..قديسة صنعتها الملكة.’
كان هذا استنتاجًا مختلفًا تمامًا عما ورد في القصة الأصلية، لكنه بدا منطقيًا بشكل لا يمكن إنكاره.
ربما، منذ البداية، كانت هناك فروق بين القصة الأصلية والواقع.
وحين وصلت إلى هذه الفكرة—
دينغ!
<مزامنة الحقيقة: 40/100 ôヮô>
ظهر إشعار على الشاشة، بنغمة خفيفة، وكأنه يؤكد صحة استنتاجها.
أوه، هل أصبت الهدف للتو؟
_____________________
واه احسني دخلت رواية أساطير
حلو استنتاجهم بسرعه عشان نشوف الرخص بسرعه هاهاهاعا
باقي يشكون في ديموس
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 126"