يا إلهي، يا للهول، يا للدهشة! أخيرًا أمسكتها.
نجحت بصعوبة في الإمساك بمعصم هيلينا التي كانت تهوي للأسفل. فتنفست الصعداء وفتحت فمي.
“هيلينا، هل أنتِ بخير؟”
لكن لم يأتني رد.
نظرت للأسفل فجأةً، فرأيت عيني هيلينا مغمضتين كما لو كانت فاقدةً للوعي.
‘لا عجب أنها كانت ثقيلةً جدًا.’
“ها، هذا سيجعل الأمور صعبة.”
لم يكن من السهل رفع جسدها المتراخي الفاقد للوعي ودعمه بمفردي. حتى وإن كانت هيلينا أصغر مني حجمًا، فبصراحة، كان الإمساك بها الآن معجزةً بحد ذاتها.
كانت قوتي في يدي تتلاشى تدريجيًا.
عضضت شفتي ونظرت حولي، وكما هو متوقع لم يكن هناك أحد بالجوار.
بالطبع، من الغريب أن يصعد أحد إلى سطح منزل شخص آخر.
“إذا صرخت، ألن يسمعني أحدٌ ما؟”
قد يكون الأمر محرجًا قليلًا لهيلينا ولي، لكن هل الإحراج يهم أمام حياة إنسان؟
بعد أن عزمت أمري، شددت قوتي في بطني.
‘لأتذكر تلك الأيام التي كنت أنادي فيها الزبائن في المتجر الصاخب.’
وبينما كنت على وشك أن أطلق صرخة مدوية مملوءة بكل قوتي.
صرير-!
“هم؟”
سمعت صوت فتح الباب من خلفي.
لا، هل يعقل أن يكون هناك شخص آخر يصعد إلى سطح منزل شخص غريب؟
على أي حال، شعرت أن الأمر جيد واستدرت، لأجد عيني تتقابلان مع شخص لم أتوقعه أبدًا.
“صاحب السمو؟”
“……ماذا تفعلين هناك؟”
ماذا أفعل؟ أنقذ شخصًا بالطبع.
“لا أعرف لماذا، لكن مهما كان السبب، هذا ليس خيارًا جيدًا، رويلا.”
ما الذي يتحدث عنه بحق؟ من الواضح أنه أساء الفهم بشكل كبير
“لا، الأمر ليس كذلك……”
“هل هذا بسبب اعترافي لكِ؟”
“لا، ما هذا الهذيان؟”
– لا، ما هذا الهراء؟
“هذيان؟”
“كنت أعني لماذا تذكر هذا الآن؟”
“لكن، بخلاف ذلك……هل هناك من يضايقكِ؟”
سألني بنبرةٍ قاسية. فتغيرت الأجواء فجأة، وتسربت منه هالةٌ قوية من الغضب والكآبة.
كان زخمه شديدًا لدرجة أنني انتفضت دون قصد، وكدت أفقد القوة في يدي.
“آه!”
صرخت عندما شعرت أنني كدت أترك هيلينا تسقط، وفي لحظة، تلاشى الزخم الشرس لهيلديون.
“آسف إن أفزعتكِ……”
“كفى! ساعدني من فضلك!”
“ماذا؟”
“هل تعلم أن حياة شخص معلقةٌ الآن بين يدي؟”
عندها فقط تحركّت نظرة هيلديون إلى ما ورائي. و لاحظ يد هيلينا البارزة من خلف الدرابزين، فاقترب بخطوة واحدة.
ثم أمسك بمعصمها بسهولة ورفعها للأعلى.
كما لو كان ينتشل سمكةً صغيرة تم صيدها للتو من الماء، دون أي جهد يُذكر.
‘واه، يا لها من قوة مذهلة……’
نظرت إليه بإعجاب، ثم جلست على الأرض مرهقة.
“رويلا!”
وضع هيلديون هيلينا على الأرض بسرعة واقترب مني مهرولًا.
كفّه الكبيرة لامست خدي بحذر. و استند رأسي المتراخي إلى خده، فبالكاد وجدت مكانًا للراحة.
“هل أنتِ بخير؟”
سؤاله الملح أثار ضحكتي دون سبب.
‘يبدو كالجرو تمامًا.’
كلب كبير يقلق على سيده.
“أنا بخير، فقط أشعر ببعض الإرهاق.”
“هل هذا كل شيء حقًا؟”
“أجل، هذا كلس شيء.”
ابتسمت له، فنظر إلي هيلديون بعينين مترددتين. و استمر ذلك للحظة، ثم بدأ الارتياح يظهر تدريجيًا على وجهه.
مشاهدة هذا التغير العاطفي الواضح عن قرب جعلني أفكر……
‘أريد تقبيله’
……ماذا؟
تمتمت بذهول داخل نفسي، وعندما أدركت ما فكرت به للتو، صُدمت كثيرًا.
‘أريد تقبيله؟ نحن لسنا حتى على علاقة حتى!’
يا إلهي، ما هذا التفكير الوقح……
“رويلا؟”
“هاه، نعم، نعم؟”
انتفضت مذعورةً عندما ناداني فجأة، فنظر إلي هيلديون بعينين متسعتين.
“وجهكِ أحمر، فظننت أنكِ ربما مريضة……”
“آه، ذلك……بسبب الحر! ربما لأنني بذلت جهدًا، أشعر بالحر فجأة. هاها”
شعرت بالذنب دون سبب، فأبعدت خدي الذي كان يستند إليه وبدأت أهوّي على نفسي بيدي.
ضيّق هيلديون عينيه وأمال رأسه متسائلًا.
ماذا؟ ما الخطب؟
بينما كنت أتجنب عينيه بخفة، سمعت صوتًا من جهة الباب مرة أخرى.
صرير-
كان هيستين هو من فتح الباب ودخل.
تتبعَت نظرتهُ من خلف نظارته أنا وهيلديون ثم هيلينا الممدة على الأرض.
“ما الذي تفعلونه جميعًا هنا؟”
“كنا على وشك النزول بالفعل.”
“جئتَ في الوقت المناسب، خذ تلك الآنسة معكَ.”
“أنا؟”
ردّ هيستين متسائلاً وهو يشير إلى نفسه على كلام هيلديون.
“نعم، أنتَ”
“ليس صاحب السمو القوي ذو العضلات والمتين، بل أنا؟”
“نعم، لستُ أنا، بل أنتَ. أنتَ. هيستين هاويد.”
“……حسنًا.”
أجاب هيستين بوجه مليء بالاستياء على التأكيد المتكرر. ثم اقترب بخطوات واثقة من هيلينا وحملها على ظهره وهي نائمة.
‘أوه، هو يحملها بسهولة.’
كنت قلقةً داخليًا، لكن يبدو أن مخاوفي كانت في غير محلها.
نظر هيستين، الذي حمل هيلينا بسهولة، إلينا مجددًا.
“إذاً، هل أنزل أولًا؟”
“لنذهب فقط معًا-”
“نعم، خذ تلك الآنسة إلى منزلها.”
“……و من سيفعل ذلك أيضًا؟ أنا؟”
سأل هيستين وكأنه لا يصدق، لكن هيلديون أومأ برأسه بحزم.
“نعم، لقد تلقيتَ أجرًا، أليس كذلك؟ يجب أن تقدم ما يعادل ذلك.”
“الأجر الذي تلقيته كان فقط مقابل كوني شريك القديسة، لم أوافق على مثل هذه المهام الإضافية……”
“سأدفع لكَ مبلغًا إضافيًا”
“حسنًا، أين كان قصر الكونت ديوتر؟ سأذهب أولًا قبل أن يصبح الطريق مزدحم.”
ابتسم هيستين بمكر وهو يحمل هيلينا على ظهره، ثم ابتعد.
كان ذلك خروجًا يليق بهيستين.
فجأة، بقينا وحدنا، فأحسست بالحرج وأخذت أدحرج عيني.
“……ألن نذهب نحن أيضًا الآن؟”
“هل يمكنني مرافقتكِ من الآن فصاعدًا؟”
رد هيلديون على سؤالي بسؤال، فأدرت عيني مرة أخرى وأومأت ببطء.
حسنًا، أحتاج إلى من يوصلني إلى المنزل على أي حال.
“إذاً، أرجو أن تفعل ذلك.”
ابتسم هيلديون برفق ونهض من مكانه، ثم مد يده كما لو كان يطلب مني الإمساك بها لأنهض.
و عندما رأيت يده الكبيرة، شعر قلبي بالخفقان دون سبب.
‘كيف يمكن أن تكون يده جذابة إلى هذا الحد؟’
وبينما كنت على وشك الإمساك بيده!
“أهخ.”
مع أنين مفاجئ، بدأ جسد هيلديون ينهار ببطء، حتى ان جسده الضخم كالجبل بدأ يتهاوى.
“صاحب السمو؟”
طاخ-
رن صوت ركبتيه وهما تضربان الأرض بقوة.
ما الذي يحدث بحق……
كان ذلك الذعر بعينه.
ليس مجرد عقبةٍ تلو الأخرى، لكن لماذا يحدث هذا لهيلديون فجأة؟
ثم خطرت في ذهني فجأة فكرة “الطاقة السوداء لهيلينا”
‘هل من الممكن أن يكون قد تأثر بها؟’
ربما كان ذلك صحيحًا.
في السابق، كلما كنت مع هيلديون وكانت مهمة “إزالة الأخطاء” تظهر، كانت المهمة الفرعية تتضمن التواصل الجسدي معه.
لعنته تتأثر بالأخطاء، وكان التلامس لمنع تفاقم الوضع. لكن اليوم، ظهر فجأة في المكان دون سابق إنذار
ربما تأثرت لعنته ببقايا الأخطاء المتبقية.
“صاحب السمو، هل أنتَ بخير؟ هل تشعر بالألم؟”
“اِبتعدي……اِبتعدي.”
أجابني بصعوبةٍ على سؤالي.
“أبتعد؟ ما الذي تعنيه فجأة……”
“هاه، أشعر بشيء سيئ، شيء ليس جيدًا. ظهري يغلي كما لو كان يحترق……آه، اِبتعدي. اِبتعدي، رويلا. هاه. اِبتعدي الآن!”
أصبحت كلمات هيلديون متقطعةً وبطيئة تدريجيًا، وتحول صوته الممزوج بالأنين إلى صرخة خشنة في النهاية.
يده التي تتحرك بضعف بدت وكأنها تحاول دفعي بعيدًا بأي وسيلة.
‘ماذا أفعل؟’
مهما نظرت، كان من الواضح أنه على وشك الانفجار. لقد رأيتُ هذه الحالة في الرواية عدة مرات، لذا كنت متأكدة.
إذا كان سيفقد السيطرة حقًا، فالابتعاد هو الخيار الأمثل. لأن التورط في انفجاره قد يعرض حياتي للخطر.
دينغ-!
<لعنة هيلديون كايروس دخلت في حالة الانفجار
╰(“◕﹏◕”)!>
كما توقعت، ظهرت نافذة نظام حمراء أمام عيني تؤكد شكوكي المشؤومة.
كانت النافذة الحمراء الوامضة بشكل مقلق تختلف تمامًا عن نوافذ التحذير التي رأيتها من قبل.
‘……يجب أن أبتعد. نعم، أعلم أن عليّ الابتعاد……’
لكن قدمي لم تتحرك بسهولة.
‘هناك الكثير من الناس بالأسفل، إذا فقد هيلديون السيطرة هكذا……’
في الرواية، بعد أن كُشفت لعنة هيلديون، عندما فقد السيطرة أمام حشد كبير من الناس، سقط هيلديون في هاوية اليأس العميق. و غمره مزيج من الحزن والعار والغضب، فكونه أظهر شكلًا وحشيًا أمام الجميع خلق يأسًا عميقًا.
وعندما تسبب ذلك في خسائر بشرية، غرق في مستنقع الاكتئاب الذي لا يمكن السيطرة علي.
و تحول إلى هيلديون الصامت، خالٍ من المشاعر، ملفوف بالاكتئاب بالكامل.
‘لا أريد ذلك.’
كنت أرفض رؤية ذلك حتى لو كلفني ذلك حياتي.
شخص يعرف كيف يبتسم بهذا الجمال، شخص لطيف إلى هذا الحد، شخصٌ يحب شعب الإمبراطورية أكثر من أي أحد ويتمتع بمسؤولية عالية.
لم أكن لأتحمل رؤية شخص مثل هذا يقع في براثن الاكتئاب ويدمر نفسه، حتى لو كلفني ذلك حياتي.
لأن هيلديون……
دينغ-!
في تلك اللحظة، ظهرت نافذةٌ مهمة جديدة مع صوت تنبيه خفيف.
‘ما هذا……؟’
<مهمة مخفية (°∀°)ゝ”!
– امنعي انفجار هيلديون.
: لعنة هيلديون كايروس على وشك الانفجار و يمكنكِ تنقية لعنة هيلديون (●>v<●)
.
.
هل تقبلين؟
( نعم / لا ) >
نظرت إلى نافذة المهمة بذهول، ثم مددت يدي نحو خد هيلديون.
كان يضرب الأرض بقبضة يده الواحدة، بينما يمسك قلبه باليد الأخرى، ورفع رأسه بصعوبة لينظر إلي.
“رو-رويلا؟”
ابتلعت ريقي الجاف بصوت مسموع. ثم، صرخت داخل نفسي وقربت وجهي منه.
‘لا أدري، ليكن! سأقبل المهمة!’
ثم قبلته.
مع صوتٍ محرج، التقت شفتاي بشفتيه.
___________________________
مبروك علينا أول بوسه😂
حلو المشهر الصراحه عيدوه عيدوه
هيستين المادي لو انه كان معهم كان ندم انه معهم 😭
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 120"