“سأتحدث بصراحة. لقد فعلت ذلك لأن عيناي أعمتهما المال. أرجوكَ سامحني.”
“كفى، لماذا أنتَ وحدكَ هنا؟”
سأل هيلديون هيستن الذي رفع يديه عاليًا. فأنزل هيستن يديه بحذر وهزّ كتفيه.
“قالت بأنها ذاهبةٌ إلى السطح.”
“السطح؟”
“نعم. و كنتُ على وشك أن أتبعها بالفعل-“
توقف هيستن عن الكلام عند هذه النقطة وأغلق فمه. فقد كان الشخص الذي كان يتحدث معه قد أدار ظهره بالفعل وابتعد بمسافة.
تمتم هيستن وهو ينظر إلى الظهر العريض الذي يبتعد بخطوات واسعة.
“إنهما ثنائي متناغمٌ حقًا.”
كان الشكل الذي يبتعد يشبهها تمامًا.
كان ذلك عندما أسند هيستن ظهره إلى الحائط مجددًا بعد أن هز رأسه.
“السيد هيستن؟”
عند سماع النداء الضعيف، أجاب هيستن بفتور وهو يلتفت.
“لست السيد هيستن، بل يجب أن تُناديني بالسيد هاويد-”
توقفت إجابته للحظة بعد أن تعرف على الشخص.
‘هذه المرأة……’
سيلفيا أستيان.
بطلة حفل الرقص الليلة، وشخصيةٌ مهمة يجب الحذر منها، أليس كذلك؟
“آه، أعتذر. لم أتعلم بعد كل آداب النبلاء، لذا وقعت في الخطأ.”
“لا، لا بأس. قد يحدث هذا. أتفهم الأمر.”
رد هيستن على اعتذار سيلفيا بابتسامة لبقة وأجاب بأدب. فشعرت سيلفيا بالارتياح داخلياً للموقف الودود.
‘كما توقعت، استهداف هذا الشخص كان الخيار الصائب بدلاً من ولي العهد’
لكن، بعد بضع دقائق فقط، أدركت بعمق أن اختيارها لاستهداف هيستين كان قراراً خاطئاً.
‘ما هذا المجنون الجديد؟’
إذا كان هيلديون جداراً شاهقاً، فهذا الرجل كان ببساطة……شخصاً لا يمكن التعامل معه.
“ما علاقتكِ بجلالة الملكة؟ ليس من المعتاد أن تحضر مثل هذه المناسبات……يبدو أن علاقتكما جيدة؟”
“كيف تعرفت على الكونت؟ ماذا؟ قال بأنه رأى قوتكِ المقدسة المتميزة وأراد أن يتبناك كابنة بالتبني؟ هل هذا كل شيء؟”
“هل أنتِ على علاقة رسمية بالسيد كيليان؟ هل جلالة الملكة هي من قدمته لكِ؟”
“تقولين بأنكِ تشعرين بطاقة غريبة تنبعث من ظهر سمو ولي العهد؟ لا أفهم عما تتحدثين. هل ترين أشياء وهمية؟”
“تريدين مني أن أنقل رسالةً إلى سمو ولي العهد؟ يا إلهي. لقد كنت مجرد جسر يتم استغلاله. على الرغم من أننا لم نتحدث سوى لمدة 7 دقائق و38 ثانية، فقد كنتُ صادقاً معكِ، لكنكِ دمرتي مشاعري بهذه الطريقة.”
“لا، لا حاجة للاعتذار. فقط عديني ألا تظهري أمامي أو أمام سموه مجدداً. فأنا أحتاج إلى وقت لشفاء روحي الجريحة.”
كان شعورها وكأن روحها تُسحق تحت وابل من الأسئلة والبلاغة المتقنة. و حتى لو شاهدت عرضاً منفرداً أمام عينيها، لما شعرت بهذا الارتباك.
لم يكن لديها أي أسلوب في السؤال بشكل غير مباشر، لذا لم تتمكن حتى من معرفة ما إذا كانت قد نجحت في التحكم بتعابير وجهها أم لا.
‘ما هذا……’
ترك هيستين سيلفيا التي فقدت صوابها واستدار ببرود
“إذاً، سأذهبُ الآن”
ثم اختفى بسرعة إلى الشرفة الفارغة دون أن تتاح لها فرصةٌ لإيقافه.
أغلق الستائر بعناية، ثم أومأ برأسه كمن أدرك شيئاً.
“كما توقعت، إنها مشبوهة”
أن تتحدث شخصيةُ تتمتع بحب الملكة عن موضوع اللعنة؟
كانت الملكة المشتبه بها الأول في فرض اللعنة على هيلديون. فكيف لشخص يحظى بحبها أن يثير موضوع اللعنة؟
أليس هذا دليلاً واضحاً على وجود تنسيق مسبق؟
فوق ذلك، تلك التعابير المحيرة على وجهها!
‘لا يوجد شيء واحد غير مشبوه من البداية إلى النهاية ‘
عندما فكر في الأمر، تذكر اليوم التالي للوكيراديان
كان هيلديون قد لمح إلى أن هناك شخصاً يجب أن يتعرف عليه. و تردد قليلاً ثم أغلق فمه، لذا لم يسمع من كان يقصد.
‘لا بد أنها هذه المرأة.’
بما أنها اقتربت منه بهذه الطريقة، فمن المحتمل أنها حاولت الاقتراب من هيلديون في لوكيراديان
ثم، ربما أثارت موضوع اللعنة اليوم كما فعلت.
و بوجه لا يستطيع إخفاء “التوقعات” لأي رد فعل قد يأتي.
‘لكن لماذا لم يخبرني سموه بذلك؟’
هل يمكن أن يكون خائفاً من أن أقترح طلب المساعدة من تلك المرأة بدلاً من القديسة؟
هه، يا لها من فكرة. ما الذي يظنه عني؟
‘لهذا السبب يقولون أن تربية أبناء الأصدقاء لا فائدة منها.’
تمتم هيستين وهو يشعر بالمرارة، ثم شرب المشروب دفعةً واحدة وشفتاه بارزتان
بالمناسبة، هل يجب أن أذهب إلى السطح أم لا؟
***
بام-!
بعد أن تتبعت الإشارات بجد، نجحت أخيراً في الوصول إلى سطح قاعة الرقص في منزل شخص آخر.
‘آه، هذا مرهق بشكل مقزز.’
كانت الطرق معقدةً للغاية، والسلالم كثيرةً جداً حتى فقدتُ أنفاسي.
كيف وجدت هيلينا مثل هذا المكان؟ هل لديها شيء مثل حالة الحظ؟
‘لا، ربما تكون حالة البؤس.’
فمن ظهرها المتراخي، يبدو أنها لم تأتِ إلى السطح بتوقعات جيدة.
“هيلينا.”
عندما ناديتها، ارتد ظهرها المتراخي قليلاً. ثم استدارت هيلينا، التي كانت تتشبث بالدرابزين، ببطء لتواجهني.
كان وجهها الذي التقيت به ملطخاً بالدموع.
“……كيف وصلتِ إلى هنا، أختي؟”
“وما الذي تفعلينه أنتِ هنا؟”
“وما شأنكِ أنتِ؟”
“هذا منزل عائلة أستيان. لا يفترض بكِ أن تصعدي إلى سطح منزل الآخرين كما يحلو لكِ.”
“وأنتِ الآن على سطح منزل الآخرين أيضاً!”
“ليس هذا هو المهم الآن!”
“لقد قلتِ لي الشيء نفسه!”
“لم أقصد ذلك بهذا المعنى!”
“وما الذي يعني أنه ليس كذلك؟!”
هذه الفتاة حقاً!
……مهلاً؟ ماذا أفعل الآن؟
جئتُ لأهدئها بالتأكيد، لكن انتهى بي الأمر وأنا أرفع صوتي وأتشاجر معها.
“كحم.”
لأهدأ قليلاً.
استعدت رباطة جأشي بالسعال الخفيف، ثم ابتسمت بلطف مع نفس عميق.
“حسناً. إذا نزلنا معاً، لن نحتاج إلى الشجار. أليس كذلك؟”
“……لن أذهب. اذهبي وحدكِ.”
“هاه. قلتُ لنذهب معاً.”
“لن أذهب. سأموت هنا مباشرةً.”
لا، هذه الفتاة حقاً!
تنهدتُ ونظرت إلى هيلينا بوجه خالٍ من التعابير.
“لماذا؟ لماذا تريدين الموت هنا مباشرة؟”
“……ألم تري ذلك منذ قليل؟ الجميع يتلهفون لابتلاعي! خاصةً سيلفيا؟ تلك الفتاة مجنونةٌ تماماً! تطعنني من الخلف، ثم تتظاهر بأنها الضحية أمام الجميع! و تجعلني أبدو كالمغفلة الوحيدة، وكأنني الشريرة الوحيدة. لقد سئمت من هذا حقاً!”
“هذا مضحك.”
“……ماذا؟”
“قلت بأن هذا مضحك.”
“هل هذا ما تقولينه لي الآن؟”
“إذاً لمن سأقول هذا؟ كل تلك المشاعر التي تشعرين بها تجاه سيلفيا الآن، هي نفسها التي شعرت بها تجاهكِ.”
ارتجفت هيلينا من كلماتي المباشرة. و عيناها الزرقاوان اللتين كانتا تحدقان بي بدأتا ترتعشان بلا هدف.
“الناس حقاً مضحكون. لما لا يدركون الأمور إلا بعد أن يتعرضوا لها بأنفسهم؟”
“……إذاً، هل أتيتي لتضحكي عليّ؟ هل أنتِ سعيدةْ لأنني أعاني نفس المصير؟ هل جئتِ لتسخري مني؟”
“لا. لو كان الأمر كذلك، لما ساعدتكِ منذ قليل.”
“لم أطلب منكِ المساعدة!”
“صحيح. ساعدتكِ من تلقاء نفسي. لأنني أردتُ ذلك.”
“…….”
أغلقت هيلينا فمها بإحكام. لكن شفتيها المرتجفتين وعينيها بدتا و كأنهما تسألان “لماذا؟”
هززتُ كتفي.
“لأنني لا أريد أن أصبح مثلكم.”
“……ماذا؟”
“إنه أمر جبان ودنيء. تتجمعون معاً، وعندما تجدون فريسةً واحدة، تنهشونها بسعادة. و لا تهتمون إن كان ذلك الشخص قد أخطأ حقاً أم لا. تنغمسون فقط في تلك اللعبة. و الشعور بالانتماء في تلك اللحظة هو ما يسعدهم فقط. هذا حقاً-”
“دنيءٌ، ومشين.”
مع همسة، تقدمت نحو هيلينا بخطوةٍ واسعة.
“ليس لدي أي نية للعيش هكذا. لا أريد أن أعيش بطريقة دنيئة ومشينة كهذه. أعني أنني لا أريد أن أصبح مثلكم.”
خطوة واسعة-
“سأقف إلى جانب من يتعرض للتنمر لأسباب سخيفة وأقول أن هذا ظلم.”
خطوة واسعة-
“لن أرمي الحجارة على أحد بسبب شائعات فارغة تتلاعب بي بلا مبالاة. و سأقدم المساعدة بكل سرور لمن يطلبها. لأن هذه هي الطريقة التي يمكنني بها أن أختلف عنكم. لذا-”
خطوة واسعة أخرى-
بثلاث خطوات قوية، اقتربت المسافة بيني وبين هيلينا كثيراً.
“قولي أنكِ بحاجة إلى المساعدة.”
“……ماذا؟”
نظرت إليّ هيلينا بذهول ثم تراجعت خطوةً إلى الوراء. و كانت يدها التي تتشبث بالدرابزين ترتجف بشدة
مع ارتعاشها.
أما الطاقة السوداء خلف ظهرها كانت تتأرجح بشكل غير مستقر.
بعد أن لمحت تلك الطاقة، مددت يدي نحوها.
“اعتذري لي، وقولي بثقةٍ أنكِ بحاجة إلى مساعدتي، أيتها الجميلة.”
– يا غبية.
للحظة، ساد الصمت.
“ماذا، ماذا قلتِ للتو؟ جميلة؟”
سألت هيلينا بعبوس وهي لا تصدق ما سمعت. و عبست أنا أيضاً بكل قوتي.
‘يا لها من تصفية سخيفة.’
من كان يظن ذلك؟ أنا أنادي هيلينا بـ”الجميلة”؟
“كلامي خرج عن طريق الخطأ! على أي حال، اعتذري بسرعة وامسكي بيدي.”
لكن هيلينا لم تمسك يدي بسهولة.
مرت تعابير متنوعة على وجهها، ثم بدأت الدموع تتجمع مجدداً في عينيها الكبيرتين.
و بدأت الطاقة السوداء خلف ظهرها تتلاشى تدريجياً.
أصبحت نافذة التحذير التي كانت تومض أمام عيني بقلق تهدأ ببطء.
لحسن الحظ، يبدو أنها تخلت عن فكرة الموت.
شعرت بالارتياح أخيراً. فقد كنت قلقة بعض الشيء من أنني ربما أثرت عليها كثيراً فتقفز إلى الأسفل.
بينما كنت أشعر بالارتياح داخلياً، تمتمت هيلينا وشفتاها بارزتان.
“……يبدو أنكِ حقاً قديسة”
“ماذا؟”
“لو كنتُ أنا في مكانكِ، لما ساعدتُ شخصاً مثلي. ولما استطعتُ أن أسامح نفسي.”
“حسناً، أليس هذا هو الانتقام الحقيقي؟ في النهاية، الفائز هو من يمد يده للخاسر.”
ابتسمت بلطف وأجبت، فحدقت بي هيلينا بعينين دامعتين وتعبير مذهول.
ماذا؟ لم أقل شيئاً غير مفهوم.
“حقاً……أنا لا أفهمكِ أحياناً”
تمتمت هيلينا لنفسها وكأنها تهمهم، ثم مدت يدها ببطء بعد أن كانت تتشبث بالدرابزين.
“……أختي. خلال كل هذا الوقت، أنا حقاً قد أخطأت-”
و في تلك اللحظة، فجأة، اجتاحتها طاقةٌ سوداء متضخمة، كأنها تبتلع جسدها وتجذبها.
“هيلينا!”
________________________
هذا وش ما امداني أقول واو خلصت السالفه بسرعه
المهم وين هيلديون ابيه يجي ويسوي يعنني الفارس ثم يصير له شي وتساعده رويلا وتطلع هي الفارس
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات