باحتكاك جسدها مع الآنسات من حولها، دفعت رويلا هيلينا للخارج.
كانت حركتها تشبه حركة وحيد القرن الذي يصطدم بشجرة.
سواء تأوه الناس أم لا، احتضنت رويلا هيلينا بكل قوتها. حتى و كأن ضلوعها ستنكسر من شدة الاحتضان.
“آه، أختي رويلا……”
“لقد مر وقت طويل يا هيلينا! كنتُ أتمنى أن أراكِ أكثر، ولكنكِ كنتِ صعبة المنال مؤخرًا. سمعتُ من عمتي. تقول أنكِ غارقةٌ في حزنكِ بسبب الفشل في الحب، وتواجهين شائعات غريبة مما يزيد من تعقيد الأمور عليكِ.”
“ماذا تقصدين……؟ آه!”
عندما حاولت هيلينا الرد، احتضنتها رويلا مرة أخرى كما لو كانت ترفع ضلوعها.
“هيلينا. لا يمكنكِ أن تتخيلي كم كنتُ حزينةً من أجلكِ. أنا أيضًا مررتُ بشائعات غريبة وكنت أعاني بسببها. يجتمع الجميع في نفس الوقت ليهاجموا شخصًا واحدًا. و يختلقون أسبابًا غير منطقية ويبدأون في انتقاد كل شيء. وأيًا كان، يبدو أن الجميع يعتقد أن هذا ما يجب على النبلاء فعله. أليس كذلك؟”
“آه، نعم.”
“ماذا؟……”
“أوه؟ لماذا ردودكم جميعًا غير واضحة هكذا؟ ما الذي يجري؟”
كلمات رويلا الحادة جعلت الحاضرين يلتزمون الصمت ويتبادلون نظرات مترددة.
كان الوضع محرجًا، فلا يمكنهم الرد بالنفي، لأن ذلك يعني أن يعارضوا ما قالته القديسة عن نفسها، وفي نفس الوقت، لا يمكنهم تأييدها أيضًا……
‘أليس هذا نوعٌ من رمي اللوم على وجهي؟’
فقد كانوا قد ارتكبوا أفعالهم الخاصة قبل قليل لكنهم الآن هادئين.
ثم، لمحت نظراتهم تتجه إلى مكان معين.
كان هناك شيء واحد كانوا ينظرون إليه بشكل خفي، وهو وجه سيلفيا.
كانت سيلفيا تحدق في رويلا بوجه شاحب. وبفضل فطنتها، أدركت رويلا كل شيء في لحظة.
‘إذا، المحرضة هي سيلفيا.’
على الأقل، كان من الواضح أنها كانت مركز هذا الاضطراب. ربما لم تصدر الأوامر بشكل مباشر، لكنها بالتأكيد كانت تقود هذا الجو بذكاء.
و كما توقعت، فتحت سيلفيا فمها بعد أن تجمدت.
“هل تسيئين إلينا الآن؟”
“ماذا؟ إساءة؟”
“……أنتِ تهينيننا من وراء الستار، أليس كذلك؟ و بدون أن تعرفي شيئًا!”
عند هذه النقطة، بدت رويلا حقًا متفاجئة.
“أُهين؟ أنا فقط كنت أتحدث عن نفسي. هل قصتي السابقة تزعجكِ إلى هذا الحد لاعتبارها إهانة؟ أي جزء بالضبط؟”
“……هل تسألين عن هذا حقًا لأنكِ لا تفهمين؟”
“بالطبع. لا أستطيع أن أفهم ما الذي تتحدثين عنه. ما الخطأ الذي فعلتُه……؟”
بينما كانت رويلّا تترك كلماتها تتلاشى، كان هناك بريق من الدموع في عينيها.
“لا أعرف ما الذي يحدث، ولكن إذا كنتُ أنا المُخطئة، فسأعتذر. أنا آسفة……هيء.”
انهمرت دمعةٌ واحدة على خديها.
كان تمثيلها طبيعيًا للغاية، وقوة تأثير دمعةٍ واحدة كانت كبيرة.
لقد تسببت في بكاء القديسة!
في الماضي، لم يكن ذلك أمرًا يثير الانتباه، ولكن أن تبكي رويلا الآن كان أمرًا كبيرًا.
كان الأمر لا يقارن بأي حال بما يحدث عندما يحاصر ستة أو سبعة أشخاص ابنة الفيكونت ويضايقونها.
“آنسة أستيان. لماذا تقولين ذلك؟”
“نعم، ما الفعل الخاطئ الذي قامت به القديسة؟”
“صحيح، كلامكِ كان قاسيًا، آنسة أستيان.”
واحدةً تلو الأخرى، بدأن الآنسات الذين أصبحوا شاحبين يلامسون سيلفيا ويلقون عليها كلمات تأنيب.
ابنة الكونت التي تحظى بحب الملكة وسمعتها في العائلة النبيلة، كان من المؤكد أن التقرب منها سيكون له فوائد كبيرة، لكن لم يكن هناك ما يكفي من مكاسب لخسارة علاقتهن بالقديسة.
في النهاية، أليست جميع العلاقات قائمةٌ على حساب المكاسب والخسائر؟
“……ماذا؟”
لكن سيلفيا، التي فهمت ذلك متأخرًا، كانت فقط ترمش بعينيها وتستفسر.
“لم نكن نشعر بالإهانة، فلماذا تُصرخين في وجه القديسة؟”
“نعم، إنها تبكي بسبب الصدمة.”
“يا للمسكينة، القديسة.”
سرعان ما تحول مجرى الأجواء لصالح رويلا. و الآن، أصبحت سيلفيا هي التي تم عزلها.
بينما كانت تشاهد سيلفيا في حالة من الفوضى والارتباك، هزت رويلا رأسها في نفسها.
‘لماذا يصبح الناس هكذا؟’
عندما يثيرون المتاعب ويضايقون الآخرين بكل ثقة، ثم يصبحون هم الضحايا، يفتحون عيونهم بذهول ويختبئون.
هل كانوا يظنون أنهم لن يصبحوا ضحايا يومًا ما؟
المعتدون والضحايا والمحرضون مختلطون معًا في فوضى عارمة. أعداء الأمس أصبحوا حلفاء اليوم، وأصدقاء اليوم قد يصبحون أعداءً غدًا.
كانت هذه هي الفوضى بكل معانيها.
‘أما بالنسبة لي، فهذا الموقف ليس غريبًا.’
عندما تعمل في العديد من الوظائف، تصبح مثل هذه الأحداث أمرًا شائعًا. ففي مجتمع يشبه الغابة تمامًا، ألم تصمد عدة مرات؟
التعامل مع هذه الأجواء كان أمرًا سهلًا مثل تناول الحساء البارد.
بينما كانت رويلا تواسي في نفسها، مسحت دموعها وأوقفت الجميع من حولها.
“لا تسيئوا إلى الآنسة أستيان، يبدو أنه كان هناك سوء فهم. بالتأكيد لم يكن لدى الآنسة نيةٌ سيئة في ذلك، أليس كذلك؟”
كان وجه رويلا، وهي تقول ذلك، في غاية اللطف والجمال.
_______________________
انفدا محتالة قلبي ياناس🤏🏻😘
المهم واضح سيلفيا و رويلا ماعاد فيه أمل يصيرون صديقات يا خسوره
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
شكرا على الترجمة