“أحبكِ.”
تردد صوت هيلديون في أذنيّ كصدى يتكرر. و لم أستطع الرد بشيء، وظللت أفتح فمي وأغلقه بلا كلام.
‘مـ-ماذا أفعل في موقفٍ كهذا؟’
في الحقيقة، كنت قد توقعت إلى حد ما أن هيلديون يكن لي مشاعر. لذلك، ألقيت عليه ذلك السؤال تحت تأثير الكحول.
لكن بما أن السؤال كان اندفاعيًا، لم أفكر فيما سيحدث بعده.
……حسنًا، دعيني أفكر بهدوء قليلاً.
في مثل هذه الحالة، هناك إجابتان محتملتان: “أنا أحبكَ أيضًا.” أو “نحن مجرد زملاء جيدين.”
فما هي إجابتي من بين الاثنتين؟
‘…..لا أعرف؟’
للأسف، لم أتمكن من معرفة ذلك. فلم أكن متأكدة من أي شيء.
لقد أدركت أن هيلديون يحبني، لكنني لم أستطع فهم مشاعري الخاصة.
هل أحب هيلديون؟
أم أنني أعتبره مجرد زميل جيدٍ فحسب؟
بينما كنت أعاني من التفكير العميق وأمسك رأسي المشوش،
“لا داعي للتفكير العميق الآن.”
انتفضتُ متفاجأة. و نظرت إلى هيلديون وأنا أرمش بعينيّ، أشعر وكأنه قد اخترق أفكاري تمامًا.
“يمكنكِ الرد متى ما شئتِ. حتى لو استغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا، لا بأس. سأنتظركِ فحسب.”
“…….”
“يكفيني أنني عبرتُ عن مشاعري. كنت أرغب في قولها منذ زمن طويل، أنا أحبكِ.”
“…..لماذا؟”
ما إن طرحت السؤال حتى شعرت بالندم على الفور.
ها أنا ذا، أتصرف باندفاع مرة أخرى.
لكنني حقًا كنت فضولية!
إذا كان هو يريد أن يخبرني منذ زمن طويل أنه يحبني، فأنا على العكس كنت أريد أن أعرف منذ زمن طويل لماذا يحبني.
ربما……
“هل لأنني قديسة؟”
“…..ماذا؟”
“هل تحبني لأنني قديسة؟”
سرعان ما ظهرت على وجه هيلديون تعبير حيرة واضحة.
شعرت ببعض الإحراج عندما رأيته يظهر بوضوح تعبيرًا يقول “ما علاقة كونكِ قديسة بأنني أحبكِ؟”
لكن هذا السؤال كان مهمًا بالنسبة لي.
‘لأن سيلفيا، التي أَحبها هيلديون في القصة الأصلية، كانت قديسةً أيضًا.’
ربما كان نمط هيلديون المفضل هو “القديسة”، هكذا بدأت هذه الفكرة.
وربما بدأت أتساءل إن كان يحب أي قديسة بمجرد كونها قديسة…..
“الأمر ليس كذلك.”
“حقًا؟”
“حقًا.”
“إذاً، هل تحبني لأنني الشخص الذي سيزيل اللعنة؟”
“…..ولا حتى هذا.”
“…..حقًا؟”
“حقًا.”
مع تبادل الإجابات الحاسمة، بدأت أشعر بالحيرة الآن.
‘إذاً، لماذا يحبني حقًا؟’
في القصة الأصلية، كان سبب حب هيلديون لسيلفيا هو أنها كانت خلاصه.
لأنها كانت المنقذة الوحيدة التي يمكنها رفع اللعنة التي وصلت إلى أقصى حدودها.
لكن حالة هيلديون الآن تختلف كثيرًا عن حالته في القصة الأصلية.
في الأصل، كان من المفترض أن يكون هيلديون الآن قد عانى من انهيارات متكررة للعنة، وأن يكون جسده وعقله قد أصبحا في حالة يرثى لها.
ثم بعد فترة قصيرة، يلتقي بسيلفيا ويقع في حبها.
لكن الوضع الآن مختلف.
لم يتعرض هيلديون لأي انهيار بعد، ولا يبدو منهكًا على الإطلاق.
بل على العكس، أليس يبدو أكثر لطفًا وهدوءًا مما كان عليه عندما التقيته أول مرة؟
لكن لماذا بحق…..
“الآن وأنا أفكر في الأمر، ربما أحببتُكِ أيضًا لأنكِ الشخص الذي سيحل اللعنة.”
مهلاً، ما به!
نظرت إلى هيلديون بعينين متسعتين كعيني سمكة بعد أن غير كلامه في غضون ثوانٍ.
و شعرت بضيق غامض في صدري لسبب ما.
عقليًا، أعلم أن هذا السبب هو الأكثر منطقية، لكن لماذا أشعر بالضيق رغم ذلك؟
“من الغريب ألا أشعر بمشاعر طيبة تجاه شخص يبذل جهدًا من أجلي.”
“إذاً، أليس من الممكن أن تكون قد اختلطت عليك مشاعر الامتنان تجاه منقذتكَ بمشاعر أخرى؟”
“لا، هذا مستحيل!”
“كيف تكون متأكدًا…..”
“لأنني في لحظةٍ ما بدأت أشعر بالأسف لأن اللعنة بدأت تتلاشى.”
ماذا؟ ما الذي يقوله…..؟
اتسعت عيناي في دهشة لسماع كلمات لم أتوقعها أبدًا.
و كأنه توقع ردة فعلي هذه، أومأ هيلديون برأسه قليلاً وابتسم ابتسامةً خفيفة.
“خلال الوقت الذي كنتِ تحلين فيه لعنتي، كنتِ تفكرين بي وحدي، يا رويلا.”
“…….”
“كانت تلك اللحظات رائعةٌ لدرجة أنني لم أعد أشعر بألم اللعنة.”
ثم مد هيلديون يده نحوي وهو يقول ذلك.
بشكل لا إرادي، وضعت يدي فوق يده. فأمسك هيلديون بيدي بلطف شديد، بأدبٍ لا حدود له.
تبعت يدي حركته وهو يرفعها للأعلى، حتى توقفت بالقرب من وجهه.
نظر إليّ بهدوء.
كانت نظرته العميقة تبدو وكأنها تطلب مني جوابًا ما.
دارت عيناي في حيرة، ثم أومأت برأسي قليلاً.
و كأنه كان ينتظر ذلك…..
قبلة-
طبع قبلةً خفيفة لامست ظهر يدي ثم ابتعد.
انتشرت حرارةٌ ملتهبة من ظهر يدي إلى كامل جسدي.
“أحبكِ، يا رويلا.”
ثم أدلى باعترافٍ عميق كعينيه و اخترق أذنيّ مرة أخرى.
***
بعد انتهاء الاعتراف الرابع،
“هاها.”
فجأة، ضحكت رويلا ضحكةً محرجة وهي تتوهج خجلاً باللون الأحمر، ثم سحبت يدها للخلف بسرعة.
“رويلا؟”
“آه، هاهاها.”
حتى مع نداء هيلديون، استمرت رويلا في إطلاق ضحكاتها المحرجة. وفي الوقت نفسه، “وااه”، و جلست على الأريكة.
دفنت ظهرها في مسند الأريكة الناعم، وفركت أنفها بخجل وسألت.
“قـ-قلتَ إن الرد على الاعتراف يمكن أن يأتي لاحقًا، أليس كذلك؟”
“بالطبع.”
“إذاً، سأنام قليلاً الآن.”
لأنني لم أعد أستطيع تحمل هذا الموقف أكثر من ذلك.
“تصبحُ على خير، سموك.”
مع تلك الكلمات، ضربت رويلا جبهتها “طق” على الطاولة.
“…..؟”
بينما كان هيلديون مرتبكًا، بدأ صوت تنفس منتظم يتردد فجأة.
نظر هيلديون إلى رويلا في ذهول وهو يقف ساكنًا، يستمع إلى أنفاسها المنتظمة.
و تدريجيًا، بدأت ابتسامة تتسلل إلى وجهه الذي كان شاردًا.
“كيف لا أحبها وهي هكذا؟”
تمتم بهدوء وهو يجلس بجانب رويلا.
***
‘أين هو بحق؟’
من فرط القلق المتزايد، بدأت سيلفيا تعض أظافرها
فقد بحثت في كل مكان ممكن للعثور على هيلديون، لكنها لم تجد حتى شعرةً واحدة منه.
بل إنها وصلت إلى حد البحث في حديقة القصر الإمبراطوري، لكنها لم تجد شيئًا يذكر هناك أيضًا.
هل عاد بالفعل من الحفل الراقص؟
‘لا يجب أن يكون الأمر كذلك.’
ليس من السهل إنشاء علاقة مع ولي العهد.
لذلك، كان من الضروري أن تلتقي به اليوم بالذات وتفتح موضوع “اللعنة”.
بينما كانت تدور في ركن الحديقة بقلق متزايد،
‘وجدته!’
تحت السماء المظلمة، لمحت ظهر هيلديون. فاقتربت منه سيلفيا بخطوات متسارعة مليئة بالحماس.
كان هناك فرقٌ كبير في طول الخطوات، لكن بفضل مشية هيلديون البطيئة، تمكنت من اللحاق به بسرعة.
“أنا، أنا…..”
مدت يدها فجأة نحو ظهره من فرط سعادتها.
لكن قبل أن تلمس يدها ظهره، استدار هيلديون فجأة وأمسك بمعصمها بسرعة.
“آه!”
أطلقت سيلفيا أنينًا من الألم الحاد الذي شعرت به.
“أوه.”
أرخى هيلديون قبضته بوجه خالٍ من التعبير.
“إذا كنتِ تشعرين بالألم، فأنا آسف. ظننتكِ قاتلةً لأنكِ مددتِ يدكِ إلى ظهر أحد أفراد العائلة الإمبراطورية دون خوف.”
“آه، آسـ-آسفة.”
أدركت سيلفيا خطأها أخيرًا، فاحمرّ خديها وهي تعتذر.
لم يجبها هيلديون، بل أمال رأسه جانبًا قليلاً.
“إذاً، ما السبب الذي جعلكِ تعترضين طريقي؟”
مع نبرته المتعجرفة للغاية، سخرت سيلفيا في داخلها.
تساءلت إن كان بإمكانه الحفاظ على هذا الموقف حتى بعد أن يسمع أنها قادرةٌ على رفع لعنته.
‘حتى الآن، يبدو أن القديسة كانت تعالج اللعنة…..’
لكن ذلك لا يهم.
من يستطيع رفع لعنة هيلديون بسرعة وتأكيد أكبر ليست رويلا، بل هي نفسها، سيلفيا.
كانت متأكدةً من ذلك.
والسبب؟ لأنها هي من ألقت اللعنة على هيلديون في المقام الأول.
لا أحد يستطيع رفع اللعنة بفعالية مثل الشخص الذي بدأها.
مع هذه الفكرة، رسمت سيلفيا ابتسامةً رقيقة على شفتيها.
“في الحقيقة، لدي شيء أود قوله-”
لكنها لم تتمكن من إكمال جملتها.
فقد لاحظت شخصًا آخر لم تكن قد رأته بسبب الظلام الحالك.
“…..القديسة؟”
كانت القديسة نائمةً بعمق في أحضان هيلديون، و تتنفس بهدوء.
“لكن لماذا هي…..؟”
سألت سيلفيا مرتبكة وهي تشير إلى رويلا بتردد.
تبعت عينا هيلديون إصبعها، فنظر إلى رويلا للحظة ثم عاد بنظره بعيدًا.
وفي تلك اللحظة، أدركت سيلفيا أن وجه هيلديون تحول للحظة إلى تعبير رقيق وحنون.
‘هل يمكن أن…..’
يعقل أنه يحب القديسة؟
لا، لم يكن هناك داعٍ لقول “هل يمكن” حتى.
إذا لم يكن هذا وجه شخص واقع في الحب، فما هو إذاً؟
لا، هذا لا يمكن أن يحدث.
“إذا لم يكن لديكِ شيء لتقوليه، سأذهب الآن. كما ترين، أنا مشغولٌ بمرافقة شخص ما.”
“آه، لا، انتظر لحظة. لدي شيء بأقوله!”
“هش.”
مع صراخ سيلفيا المتلهف، رفع هيلديون حاجبيه وتمتم،
“قد تستيقظ إذا صرختِ هكذا.”
“…..آسـ-آسفة.”
“إذاً، ما هو أمركِ؟”
عند سؤال هيلديون، ألقت سيلفيا نظرةً خاطفة على رويلا.
“أود مناقشة أمر على انفراد، ألا يمكن ذلك؟”
“هذا صعب.”
تنهدت سيلفيا عند سماع الرد السريع و كأنه كان جاهزًا.
‘حقًا، هل سيقول إنه صعب حتى بعد أن يسمع هذا؟’
لمعَت عيناها في داخلها، ثم فتحت فمها بعزم شديد،
“…..الأمر يتعلق بالطاقة الغريبة التي تعلق بجسد سموك. أرجو أن نتحدث على انفراد…..”
“هذا صعب.”
لكن الجواب الذي عاد إليها كان كالعادة ثابتًا.
____________________
رويلا الحماره ليييه ترقدين كان رديتي وقلتي حتنى احبك بعدين تحبينه صدق 😭
المهم سيلفيا نشبه مره وش ذاه
هيلديون محد طاير من الفرحه حالياً مثله😭
Dana
التعليقات