فواق؟
لا أظن أنه مني. إذاً…….
“هل أصدرتَ فواقًا قبل قليل، سموك؟”
“لا، لم أفعل.”
أجاب هيلديون بحزم.
“لم تفعل إذاً!”
إذًا ما كان ذلك الصوت قبل قليل؟ هل سمعت خطأ؟
بينما كنت مستغرقةً في التفكير، تحدث إليّ هيلديون بحذر.
“رويلا، قبل ذلك، يدكِ……”
“يد؟ آه، اليد.”
عندها فقط أدركت أنني لا أزال أمسك وجنته بكلتا يدي.
……واو، ناعمة.
شعرت وكأنني ألمس قطعة خزف، فحركت يدي بلطف. و سرعان ما تنهد هيلديون بتناغم ينم عن استسلام.
بينما كنت أحرّك يدي بجدية، أخذت أتفحص جسده بتمعن.
‘كما توقعت، إنه رائعٌ حقاً!’
كل شيء فيه متناسق تمامًا. بل إن جاذبية هيلديون لم تقتصر على مظهره الخارجي فحسب.
كان شخصًا رائعًا، ليس في مظهره فحسب، بل في أخلاقه أيضًا.
أنا واثقةٌ من ذلك.
لكن……
‘شخص كهذا، ينتهي به الأمر بموت مروع في القصة الأصلية!’
ينفلت عن السيطرة بسبب اللعنة، ثم يُقتل على يد من يحب، بل وتُنتزع حبيبته منه لصالح شخص آخر؟
عند التفكير في الأمر، لم يكن هناك من عاش مصيرًا أشد بؤسًا من هيلديون، حتى أنه أكثر بؤساً من رويلا نفسها.
يا له من رجل مسكين.
عضضت على أسناني بحزن.
يا لها من قصة بائسة. تبًا لهذه القصة اللعيىْة.
غلي مزيج من الغضب والأسى في صدري بحرارة.
“ما الأمر؟”
سألني هيلديون عندما رآني أضغط أسناني بصمت. ثم شددتُ يدي أكثر على وجهه، و تحدثت بصوت مليء بالعزم،
“لا تقلق، سموك!”
“……لكن هذا يجعلني أقلق أكثر.”
“لا! لا داعي للقلق على الإطلاق. سأحميكَ، سموك!”
أطلق هيلديون تنهيدةً ممزوجة بالاستسلام، لكنه فجأة تجمد في مكانه. ثم تحركت عيناه بتصلب قبل أن تستقر عليّ.
واصلت الحديث بينما أداعب وجنته بلطف،
“سأجد طريقة لحل لعىْتكَ، سموك. مهما كلفني الأمر.”
“…….”
“نحن الآن فريق واحد، لا فرق بين حياتينا. لذا، سأكسر اللعىْة وسأحميكَ.”
خاصةً هذا الوجه الذي يُعد كنزًا وطنيًا، يجب أن أحافظ عليه بأي ثمن.
وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك سبب آخر يجعل إنقاذ حياته أمرًا لا بد منه.
ذلك السبب هو—
“إن حدث لك مكروه، فلن أستطيع العيش حقًا.”
وكان ذلك المعنى حرفيًّا.
‘في النهاية، إن أصاب هيلديون مكروه، فأنا أيضًا في عداد الأموات.’
طالما أن النظام قد ربطنا بمهمة مشتركة، فحياتي مرتبطة بحياته، وحياته مرتبطةٌ بحياتي.
بمعنى آخر، مصيرنا كان مشتركًا في الحياة والموت.
لذا، كان عليّ ضمان سلامة هيلديون بأي ثمن، وحماية هذا الوجه الذي يُعد كنزًا وطنيًا، وكذلك ضمان نجاتي.
فقط بهذه الطريقة يمكنني البقاء على قيد الحياة.
“سموك، لا تمرض، حسنًا؟”
عند كلماتي المليئة بالتأكيد، حدّق هيلديون بي بنظرة ثابتة بلا أي حركة.
وبعد لحظات، أومأ برأسه بشرود.
“نعم، سأفعل ذلك.”
“جيد……”
“لذا، رويلا، لا تمرضي أنتِ أيضًا. مهما حدث.”
“أنا أيضًا؟”
“نحن بمثابة حياةٍ واحدة، أليس كذلك؟”
أوه، يبدو أن هيلديون أدرك تمامًا أن مصيرينا مترابطٌ بقوة.
كما هو متوقع، بديهته حادةٌ حقًا.
ابتسمت له ابتسامةً عريضة وأجبت.
“بالطبع. سأبذل جهدي حتى لا أمرض أنا أيضًا.”
عندها فقط، ابتسم هيلديون وكأنه راضٍ تمامًا.
وفي تلك اللحظة—
دينغ-!
<تمت إزالة خطأ هيلديون (σ≧∀≦)σ!
• إزالة أخطاء هيلديون (8/10)>
ظهرت نافذة الإشعار في الهواء، تتوهج أمام خلفية السماء الليلية.
“آه.”
تحققت من الإشعار وألقيت نظرةً على هيلديون مع ابتسامة خفيفة.
‘هو في مزاج جيد الآن.’
وفقًا للبيانات الكبيرة حتى الآن، عندما يكون هيلديون في مزاج جيد تختفي الأخطاء.
لكن، على عكس ما توقعت، اختفت الابتسامة من وجه هيلديون.
“همم؟”
كنت متأكدةً من أنه كان يبتسم قبل لحظات.
عندما نظرت عن كثب، كان ينظر إلى ما خلفي. وعند متابعة نظرته، رأيت زجاجة الشمبانيا الفارغة.
“هل شربتِ ذلك كله بمفردكِ؟”
ثم سألني هيلديون.
ابتسمتُ بشكل محرج وأومأت برأسي.
“آه، نعم. حدث ذلك بشكل غير مقصود.”
ثم، تنهد هيلديون بعمق وأمسك ظهر يدي التي لامست وجهه.
……آه، إنه بارد!
ربما بسبب الكحول، كان شعور الحرارة يرتفع، لكن درجة حرارة هيلديون التي لامست جلدي كانت تبعث شعورًا ببرودة غير معتادة.
مع هذا الشعور البارد، انفجرت ضحكةٌ خفيفة مني.
ثم همس لي هيلديون بهدوء ووبخني.
“لقد أفرغتِ زجاجةً واحدة، لا بد أنكِ في حالة سكر الآن.”
“لا، لست كذلك. فقط العالم يدور قليلاً.”
“……يقال في المجتمع أن هذا يُعتبر ثمالة.”
“حقًا؟”
“نعم، حقًا.”
لم أتمكن من إخفاء دهشتي.
يا إلهي.
منذ متى تغير تعريف “الثمالة” هكذا؟ هل هو سر!
مع شعور بالخيانة، فتحت عيني بشكل ضيق، وفجأة سمعت ضحكةً خفيفة من الجهة المقابلة.
وبالطبع، كان صاحب الضحكة هو هيلديون.
نقلت نظراتي الضيقة كما هي نحو هيلديون وركزت على النظر إليه بغضب.
“……لماذا تضحك؟”
“فقط هكذا.”
“حقًا؟”
أجاب بصوت مليء بالضحك،
“هذا لأنكِ لطيفة”
أذهلني الجواب غير المتوقع للحظة.
ثم مرَّت ثانية،
ثانيتين،
ثلاث ثوان.
بعد 3 ثوانٍ بالضبط، قلبت رأسي فجأة.
‘مابه؟ هذا غشٌ تمامًا!’
بهذا الوجه، وبهذا الصوت، وبهذه الكلمات، كان ذلك حقًا غشًا.
لا أعرف ما هو الغش تحديدًا، لكن كان لدي شعور قوي أن هيلديون كان يرتكب خطأً كبيرًا.
أملت شفتي ولامست ذراعه بلطف.
“لا تكرر قول ذلك.”
“ماذا تقصدين؟”
“……قولكَ بأنني لطيفة أو شيء من هذا القبيل.”
“هل تكرهين ذلك؟”
“لا أكره ذلك، لكن……”
بصراحة، لم أكرهه.
كنت أسمع كلمات لم أسمعها من قبل، وكنت أشعر بأن وجهي بدأ يحمر قليلاً، لكنني لم أكن أكره ذلك.
لكن.
“……إنه يجعلني متوترةً باستمرار.”
“……ماذا؟”
عندما سألني بصوتٍ غافل، نظرت إليه.
هل هذا الرجل حقًا ليس لديه أي وعي؟
ألا يدرك أنه عندما يتصرف هكذا، من المفترض أن أشعر بتسارع نبضات قلبي؟
أم أنه فعلاً معجبٌ بي ويحاول أن يغويني؟!
……إذا كان هذا هو الحال، فأنا أوافق. بل وأكثر من ذلك، يبدو أنه فعال جدًا.
لكن، لا يمكنني قبول الأسباب الأخرى. ثم شعرت بغضب مفاجئ، فبدأ فمي يتحرك بشكل عشوائي.
“ما أعنيه، أنكَ تجعلني متوترة! إذا قلت لي أنني لطيفة بهذا الوجه، لن يبقى قلبي في مكانه!”
“هل تقولين أنكِ متوترة بسبب ذلك؟”
“نعم. وأشعر بتوتر شديد!”
عند صرختي، تمتم هيلديون بهدوء.
“إذاً، هذا جيد.”
“……لما هو جيد؟”
“كنت قلقًا ألا يكون لديكِ أي شعور.”
“ماذا؟”
“أنا أيضاً كنت أخشى بعد أن تقولي لي أنني لطيف، بأن قلبي سيتوقف عن النبض.”
هـ-هل سيتوقف قلبه عن النبض؟
“لماذا؟ لماذا؟”
“لنفس السبب.”
لنفس السبب؟
إذاً، معنى ذلك……
“لأنكَ متوتر……؟”
في تلك اللحظة.
فواق-
سمعت صوتًا غريبًا يشبه الفواق. و كنت أعتقد أنه هلوسة، لكن تبين أنه لم يكن كذلك.
“هاك.”
صاحبة هذا الصوت كانت أنا.
شعرت بالارتباك وبدأت أطرق صدري بيدي. لكن……
فواق- فواق-
عندما يبدأ الفواق، لا يتوقف بسهولة.
كنت أرمش بعيني وأنا في حيرة، وفجأة شعرت أن جسمي ارتفع قليلاً.
“آه؟”
شعرت بيد تدعمني من ظهري، وفي اللحظة نفسها، رأيت وجه هيلديون قريبًا جدًا مني.
ثم شعرت وكأن تأثير الكحول بدأ يزول فجأة.
في تلك اللحظة، أدركت متأخرةً الموقف الذي كنت فيه.
……هل أنا بين ذراعيه الآن؟
بشكل غير ملحوظ، كان جسدي في أحضان هيلديون. و لم يكن مجرد عناق عادي، بل كنتُ في أحضانه ومرفوعةً عن الأرض.
“آه، لماذا، لماذا……فجأة؟”
صدمت لدرجة أن الفواق اختفى.
لكن، وكأن الصوت المرتعش أخذ مكان الفواق، بدأت كلماتي ترتعش.
على عكس حالتي، رد هيلديون بصوت هادئ.
“لأنكِ حافيةُ القدمين.”
حافية القدمين؟
نظرت بسرعة إلى قدمي اللتين كانتا تتأرجحان في الهواء.
و نعم، كنت حافية القدمين.
“آه، تذكرتُ الآن……”
‘لقد خلعت حذائي لأن قدمي كانت تؤلماني.’
كنت مشغولةً بممازحة هيلديون لدرجة أنني نسيت ذلك لفترة.
“ستؤذين نفسكِ هكذا.”
“……شكرًا.”
“لا داعي للشكر.”
أجاب هيلديون بذلك، ثم سار بخطوات كبيرة نحو الكرسي ووضعني برفق على الأرض.
ثم ركع أمامي على ركبته.
“أمم……سموك؟”
على الرغم من أنني ناديته بدهشة، إلا أنه لم يتحرك. بل بدلاً من ذلك، أخذ منديلًا وبدأ بعناية يلفه حول كاحلي.
“آه.”
“هل يؤلمكِ؟”
عندما أصدرت أنينًا دون أن أدرك، سألني هيلديون.
“لا، لا يؤلم……فقط، إنه يُشعرني بشعور غريب وحكة.”
لكنني لم أستطع أن أكمل باقي الكلام.
‘تبا. لماذا استفقت من تأثير الكحول بشكل غامض؟’
كنت أفضل لو كنت في حالة سكر مستمرة.
بعد أن استفقت بهذه الطريقة، أصبحت حواسي شديدة الحساسية وحرارة جسمي ترتفع، بينما عقلي لا يزال في حالة يقظة غير مريحة.
بالطبع، اليقظة كانت بسبب مشاعري فقط.
على أي حال.
“دعني أفعل ذلك، لذا قِف بسرعة.”
مددت يدي لأمسك بكتفيه وأوقفه. لكن هيلديون لم يتراجع بسهولة.
“أريد أن أفعل ذلك، هل سيكون ذلك وقحًا؟”
كان الضوء الذي يتسلل من قاعة الرقص ينعكس بشكل خافت على وجهه وهو ينظر إليّ.
“هذا……”
فتحت فمي للإجابة، لكن كلماتٍ أخرى خرجت فجأة.
“هل……هل أنتَ معجبٌ بي؟”
كل شيء كان بسبب تأثير الكحول الذي بقي في جسدي.
_______________________
يااااااااس خلاص اكيد هيلديون بيعترف يمه😭
الفصل يضحك بس يتّعب رويلا المفروض ماعاد تسكر 😅
بكره العرس مبروك عليكم هاعاعاهاها
Dana
التعليقات