بعد أن تم حل قضية مبرد الهواء المزيف بسلام، توجهتُ أخيرًا إلى منزل هيلينا للوفاء بالوعد الذي أجلته، من أجل مقابلة والدتها.
“أهلًا بكِ، رويلا.”
استقبلتني والدة هيلينا بوجه مبتسم عند زيارتي لها.
استقبالها الحار جعلني أشعر بالإحراج والذنب.
“أنا آسفة جدًا على قدومي المتأخر، يا عمتي.”
بصراحة، مقارنةً بأننا اتفقنا على اللقاء أثناء حفل اكتمال النافورة، فهذا اللقاء متأخر للغاية.
خلال ذلك الوقت، كنت مشغولةً تمامًا بمشكلة مبرد الهواء وإنقاذ راون.
“لا بأس. كان مجرد طلب من طرفٍ واحد، لكنكِ جئتِ على أي حال، وهذا يكفي. تعالي، من هنا.”
ابتسمت بلطف وهي تقودني إلى الداخل.
كلما نظرت إليها، وجدت أنها تشبه هيلينا تمامًا في ملامح الوجه، لكن شخصيتها كانت عكسها تمامًا.
‘كيف نشأت هيلينا بشخصيتها هذه في كنف أم مثلها؟’
لا، يجب ألا أطمئن. ربما تكون أكثر براعةً من هيلينا في التمثيل، وقد تكون قد خدعتني تمامًا.
تماسكتُ واتّبعتُها إلى غرفة الاستقبال.
جلسنا متقابلتين حول طاولة أُعدّت عليها بعض المأكولات الخفيفة.
و كنت أتساءل عمّا تريد قوله لي، وقلبي ينبض بفضول.
شربَت رشفةً من الشاي بصمت، فتبعتها بترطيب شفتيّ بالشاي أيضًا.
ساد الصمت للحظات. و كنتُ أنا من بادرت بالكلام أولًا.
“أعتذر عن التطفل، لكن هل لي أن أسأل عن سبب استدعائكِ لي؟”
تساءلتُ عمّا إذا كنت قد تطرقتُ إلى الموضوع مباشرةً وبسرعة كبيرة، لكن لم أستطع كبح فضولي.
بدت والدة هيلينا متفاجئةً للحظة من سؤالي الصريح، لكنها سرعان ما استعادت هدوءها.
ابتسمت مجددًا بلطفٍ قبل أن تتحدث.
“سبب استدعائي لكِ هو……”
توقفت عن الكلام للحظة وكأنها تلتقط أنفاسها، ثم جالت بنظرها في السقف قبل أن تعود إليّ.
‘السقف؟’
آه، الطابق الثاني. يبدو أن غرفة هيلينا هناك.
أو ربما هيلينا نفسها موجودةٌ في الطابق الثاني.
‘الآن بعد أن فكرت في الأمر، هل هيلينا في المنزل أيضًا؟’
في العادة، كانت تقضي وقتًا خارج المنزل أكثر من داخله، تتنقل هنا وهناك. فهي تعرف الكثير من الناس، وكان هناك دائمًا من يدللها ويعتني بها.
لكن الشائعات التي كانت تقول أن الدوق يعتبر هيلينا كابنته الحقيقية أكثر مني قد اختفت منذ وقت طويل، وبعد أن بدأت تواعد ديموس، تراجعت سمعتها أكثر بسبب حديث الناس عن أنها سرقت الرجل الذي كانت ابنة عمها تعشقه بجنون.
وما زاد الأمر سوءًا، أن علاقتها بديموس نفسها أصبحت فاترةً في الآونة الأخيرة……
‘لم أرها منذ أن صادفتها في متجر الفساتين قبل حفل اكتمال النافورة، حتى أنها لم تحضر الحفل رغم أنها جهزت فستانها مسبقًا.’
“أردت أن أعتذر لكِ بخصوص هيلينا.”
“ماذا؟”
بينما كنتُ أفكر في أمر هيلينا، سمعت إجابةً غير متوقعة.
تفاجأت وسألتها مجددًا، فارتسمت على وجهها نظرةٌ محرجة.
“كان يجب أن أقدم هذا الاعتذار منذ زمن، لكنه تأخر كثيرًا.”
“آه……”
لم أستطع حتى مجاملة كلامها بقول “الأمر ليس كذلك”، فبصراحة، كان اعتذارًا متأخرًا بالفعل.
ثم إن رويلا الحقيقية، التي كانت تغلي غضبًا بسبب هيلينا، لم تعد موجودةً هنا أساسًا.
‘لكنني أنا من جعلت هيلينا تتجرع المرارة……’
“في الواقع، لم أكن أعلم أن هيلينا كانت تتصرف معكِ بسوء. لم أدرك ذلك إلا قبل حفل اكتمال النافورة، عندما عادت إلى المنزل بكمية هائلة من الفساتين مصحوبةً بفاتورة ضخمة.”
“…….”
“فوجئت بالمبلغ الكبير، فاستجوبت هيلينا، لكنها بدأت تبكي قائلةً أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا. فشعرت أن هناك شيئًا مريبًا، لذا ذهبت إلى متجر الفساتين، وهناك عرفتُ ما حدث بالفعل.”
“…….”
“إضافةً إلى ذلك، لم أستطع تحمل المبلغ الهائل، لذا اضطررت إلى التوجه إلى الدوق وطلب مساعدته دون أي اعتبار للخجل. وهناك، سمعت منه بعض الأمور المتعلقة بهيلينا.”
“والدي؟”
“نعم. قال أنه شعر بخيبة أمل بسبب موضوع ديموس. لم أكن مطلعةً على الشؤون الخارجية، لذلك لم أعرف ما الذي حدث إلا حينها.”
أوه، هذا مفاجئ حقًا.
لقد مرت فترة طويلة منذ أن بدأت هيلينا بمواعدة ديموس، فكيف لم تعرف بذلك إلا مؤخرًا؟
والأكثر دهشة هو أن الدوق نفسه تحدث عن الأمر.
بما أنه شخص يولي اهتمامًا كبيرًا لصورته وسمعته، لا بد أن الموضوع كان غير مريح له.
يبدو أنه أثار ذلك الموضوع عمدًا ليقف إلى جانبي أمام والدة هيلينا.
شعرت بوخز غريب في صدري، وكأن شيئًا ما يدغدغ مشاعري.
ولإخفاء إحساسي المتزايد بالإحراج، بادرت بالكلام.
“إذاً، توصلتِ إلى استنتاج أن هيلينا كانت تضايقني؟”
“نعم، هذا صحيح.”
أومأت برأسها دون أي إنكار.
“لذلك فكرتُ بأنه يجب عليّ الاعتذار. فأخطاء الأبناء هي أخطاء الآباء أيضًا. كنت أود بطريقة ما إقناع هيلينا لتعتذر لكِ، لكن……”
تنهدت والدة هيلينا بعمق.
“في النهاية، فشلت. فلم تفعل شيئًا سوى البكاء، متسائلةً عمّا أخطأت فيه. وبالإضافة إلى ذلك، تبدو حالتها غريبةً هذه الأيام……”
“حالتها غريبة؟”
“نعم. تحبس نفسها في غرفتها و بالكاد تخرج. كانت في السابق تتنقل هنا وهناك، لكنها لم تعد تفعل ذلك.”
تمتمت بقلق، ثم سرعان ما اتسعت عيناها ولوّحت بيديها.
“آه، ما هذا الذي أقوله! هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذا الحديث. على أي حال، أنا أعتذر حقًا. سأحاول بأي وسيلة إقناع هيلينا لتقدم اعتذارها. أنا آسفة جدًا.”
ترددت للحظة، ثم أومأت برأسي.
“نعم، تأكدي من أن تعتذر لي. بصراحة، لقد مررت بوقت عصيب بسببها.”
بالطبع، لم أكن أنا من عانى حقًا، لكن ذلك لم يكن مهمًا الآن.
بما أنني أستخدم جسد رويلا، شعرت أنه من الواجب عليّ على الأقل قبول الاعتذار نيابةً عن صاحبة الجسد الحقيقية.
“آه، أنا حقًا آسفة ولا أعرف ماذا أفعل لتعويضكِ. لا تقلقي، سأجد طريقةً لإقناعها بالندم على ما فعلته.”
اعتذرت بوجه قلق، ثم تعهدت بصوت مليء بالعزيمة.
بعد ذلك، مدت يدها قليلًا وأمسكت بيدي.
لم أستطع سوى تركها تمسكُ بها.
بدأت تمسّد يدها برفق على ظاهر كفي عدة مرات.
“لابد أنكِ عانيتِ كثيرًا، رويلا. من الآن فصاعدًا، لن تواجهِي أي صعوبات بعد الآن. أعدكِ بذلك.”
همست بصوت دافئ ومليء بالحنان.
كانت كلماتها تشير بوضوح إلى قضية هيلينا. لذا، لم يكن هناك سبب يجعلني أشعر بأي اضطراب……ومع ذلك، لم أستطع تجاهل ذلك الشعور الغريب داخلي.
‘لماذا أشعر بهذا الإحساس الغريب وكأنني أتلقى مواساة.’
فجأة، شعرت بشيءٍ غريب في أنفي. وعلاوة على ذلك، تضاعف تساؤلي.
كيف يمكن لهيليينا أن تكون بهذه الشخصية، وهي مع أمٍ مثل هذه؟
***
“إذاً، زرتِ منزل عائلة دوثير؟”
أجبت على سؤال هيلديون وأنا أومئ برأسي.
“نعم. عمتي اعتذرت نيابةً عن هيلينا، لكنني شعرت بشيء غريب.”
“لأنها فعلاً شخصٌ عاقل. شخص يعترف بخطأه ويعرف كيف يعتذر.”
“أعتقد أن هذا هو السبب أيضًا. ولهذا أصبح الأمر أكثر إرباكًا بالنسبة لي. لو كان لدي أمٌ كهذه، لكان بإمكاني أن أكون شخصًا أفضل……”
توقفت عن الكلام هنا.
كانت هذه العبارة قد تثير بعض التعاطف، لذلك قررت السكوت.
كما توقعت، لمحت في عيني هيلديون شيئًا من التعاطف.
ضحكت بشكلٍ محرج وحاولت تغيير الموضوع.
“على أي حال، لماذا أنتَ هنا اليوم؟”
“آه، بفضلكِ، تم استرداد جميع الضرائب المتأخرة من عائلة كيليان. فجئت لأشكركِ على ذلك.”
“آه، لا داعي لذلك حقًا. في الواقع، ما الذي فعلته؟ كان فابيان وأنتَ من تعبتم حقًا.”
همم؟
عندما تم ذكر اسم فابيان، شعرت للحظة أن تعبير وجهه أصبح قاسيًا.
لكن ربما كان مجرد وهم مني، لأنه الآن، لم يكن هناك أي علامةٍ على الحدة في وجهه.
كان فقط يبتسم لي بتلك الابتسامة اللطيفة التي أراها دائمًا أمامي.
‘هل هو مجرد شعور مني؟’
بينما كنت أميل رأسي بتساؤل، بدأ هو بالكلام بهدوء.
“من لاحظ فساد عائلة كيليان و قافلة أشيليان كان أنتِ، رويلا. لو لم تكوني موجودة، لما كان هناك أي تحقيق من الأساس.”
“همم، يبدو أن كلامكَ صحيحٌ أيضًا……”
“وأيضًا، وفقًا لقانون الإمبراطورية، تُمنح مكافأة لمن يبلغ عن الضرائب غير المسددة من قبل الآخرين.”
“مكافأة؟”
اتسعت عيناي فور سماع كلمة “مكافأة”.
يبدو أنني تفاعلت معها بحماس شديد، لأن هيلديون ابتسم قليلًا.
“هاها……”
ضحكتُ بارتباك.
“……هل بدوتُ جشعةً جدًا؟”
“لا، الأمر ليس كذلك. فقط……كنتِ لطيفة.”
“……ماذا؟”
“……هاه؟”
……بينما كنت أحدق فيه، رمش بعينيه للحظة، ثم غطى فمه بظهر يده وأدار رأسه بسرعة.
و احمرت بشرته بالكامل، من عنقه إلى أذنيه.
بدا وكأنني أنظر إلى فتى صغير وقع في الحب لأول مرة.
‘ما هذا؟ الشخص اللطيف هنا هو هيلديون، وليست أنا.’
تمتمت في داخلي بانزعاج مصطنع، ثم ارتشفت بعض الشاي لترطيب حلقي الجاف.
بصراحة، عند هذه النقطة، لم يعد بإمكاني التظاهر بعدم ملاحظة الأمر.
من الواضح أن هيلديون لا يراني مجرد “شريكة لحل اللعىْة” فحسب.
فمهما نظرت إلى الأمر……
‘إنه شخص يكن مشاعر لشخص آخر بكل وضوح.’
________________________
يسسسسسس انفداس يالذكيه ايه هو يحبس خلاص بلا لف ودوران
ام هيلينا حنووونه ياوب كاتطلع لعبت علي مع رويلا لأني حبيتها
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات