كان من الجيد أن الجو مع كيشين لم يكن سيئًا، ومع ذلك، بدا أنني تحدثت مع ديرنيك أكثر من كيشين، هل هذا شيء يجب أن أكون سعيدة بشأنه أم لا؟.
حتى عندما كانت كلايسي عائدة إلى غرفتها، لم تجد إجابة واضحة، كل ما أدركته وهي تفتح الباب هو أنها نسيت أين وضعت باقة الزهور الممزقة.
ولكن فور أن فتحت الباب، اختفت كل هذه الأفكار في لحظة.
“ميرين؟”
كانت ميرين جالسة على الأريكة في غرفة الجلوس، مكتوفة الذراعين وتتنفس بغضب.
“لماذا أنتِ هنا؟”
تحققت كلايسي من الساعة المعلقة على الجدار وسألت بتردد، ثم أخبرتها الخادمة آنا، التي دخلت خلفها، بالسبب.
“يبدو أن الآنسة ميرين جاءت في وقت متأخر من الليل لتتحدث معكِ، وعندما اكتشفت أنكِ لست هنا، بقيت هناك كما ترين”
رغم أن باب غرفة الجلوس لم يكن مقفلاً، إلا أن كلايسي كانت تغلق باب غرفتها بإحكام، ولهذا السبب، لم تتمكن ميرين من الدخول وبقيت غاضبة في الخارج.
“لقد تأخر الوقت، لماذا جئتِ؟، يجب أن تكوني نائمة في هذا الوقت.”
قالت كلايسي بنبرة تأنيبية وهي تفتح باب غرفتها وتدخل.
“أين كنتِ؟”
تجاهلت ميرين كلامها وسألت مباشرة.
“أوه، آنسة ميرين، تبدين أكثر صرامة من السيدة نفسها!”
ألقت آنا مزحة خفيفة، لكن لم يضحك أحد، كلايسي، وهي تسلم معطفها إلى آنا، أجابت بجفاف.
“كنت فقط أتنفس بعض الهواء، لم أتناول وجبة صحيحة بسبب شجارنا.”
“هل أكلتِ شيئًا إذن؟”
“نعم، أكلت.”
“مع من؟”
أحضرت آنا رداء الحمام وملابس النوم، تحمل كلًا منهما في يد، ولوحت بهما نحو كلايسي، أشارت كلايسي إلى رداء الحمام، أومأت آنا برأسها ودخلت الحمام سريعًا لتجنب أي شجار.
“لماذا لا تجيبين؟، مع من تناولت العشاء؟” سألت ميرين مرة أخرى وهي تقترب من كلايسي.
“فقط مع شخص ما.” تحايلت كلايسي في الإجابة.
“هل تناولتِ العشاء مع السير كيشين؟” سألت ميرين بنبرة حادة وهي تزيل ورقة زهرة عالقة على مرفق كلايسي، كانت تلك الورقة قد سقطت من باقة الزهور الممزقة.
‘استغلي ذكاءكِ في الدراسة بدلاً من التركيز فقط على عرقلة زواجي!’
تمتمت كلايسي في داخلها وهي تخلع قفازيها، ثم خطرت لها فكرة جيدة.
“تناولت العشاء مع ديرنيك.”
أجابت كلايسي بطريقة مراوغة وبذكاء.
ميرين تولي أهمية كبرى لعرقلة محاولات كلايسي للزواج، لذلك، كانت كلايسي تخطط لاستغلال ذلك لصالحها.
إذاً، سيتحول اهتمام ميرين مباشرة إلى ديرنيك، أليس كذلك؟، بالإضافة إلى ذلك، لم يكن ما قالته كلايسي كذبًا.
“مع السير ديرنيك؟” سألت ميرين بصوت متفاجئ وغير مريح، قامت كلايسي بأخذ ورقة الزهرة من يد ميرين ووضعتها على المكتب.
“نعم، كنت أعيد باقة الزهور، وصادفته صدفة.”
هذا صحيح، أليس كذلك؟
لكن ميرين لم تزل شكوكها بسهولة.
“خالتي، هذا كذب، أليس كذلك؟، حتى لو صادفته، لماذا تتناولين العشاء مع السير ديرنيك؟”
“لقد كانت المرة الثانية التي نتناول فيها العشاء معًا.”
“ماذا؟!”
بدأت كلايسي تفهم سبب استمتاع ميرين بعرقلة محاولات زواجها باستمرار، رؤية ميرين، التي كانت دائمًا مزعجة، تتفاجأ حقًا كانت في الحقيقة ممتعة قليلاً.
“المرة الثانية؟، كيف حدث ذلك؟”
كادت كلايسي أن تروي كل شيء، لكنها عضت لسانها لتمنع نفسها.
‘لا، هذا لا يجوز، ميرين ذكية للغاية، إذا أخبرتها بكل شيء، ستشتبه في الأمر، في العادة، كنت أكره عندما كانت ميرين تسألني بهذا الإصرار’
“هل عليّ حقًا أن أخبركِ بكل شيء؟” سألت كلايسي بنبرة متعمدة تحمل نفس الحدة التي كانت تستخدمها عادةً، ضاقت عينا ميرين.
“ليس بالضرورة، لكنكِ دائمًا بريئة للغاية.”
“أمام الآخرين، تصفينني كأنني خبيرة في العلاقات، لماذا الآن فجأة أنا بريئة؟، مضحك”
“أنا قلقة عليكِ، أنتِ مثل الأم الطائشة بالنسبة لي!”
في تلك اللحظة، سمعت طرقات من داخل الحمام، كانت آنا تدق على الباب.
“آنستي، هل أضيف مسحوق الاستحمام؟”
كان التوقيت مثاليًا، وإلا كانت كلايسي قد ردت على ميرين بقول “لماذا أنا أمكِ؟” وكان ذلك سيؤدي إلى شجار جديد بينهما.
“نعم!” ردت كلايسي بصوت عالٍ على آنا، ثم، بعد تظاهرها بالتفكير لوهلة، قالت لميرين:
“ديرنيك يعتبر اختي الكبرى كمنقذته، تحدثنا عن ذلك.”
‘إذا قلت هذا، ستصدق أنني حقًا التقيت ديرنيك.’
لكن ميرين عبست.
“لقد أخبرني بذلك أيضًا.”
“حقًا؟، إذن يبدو أنه صحيح، لماذا لم أعلم بذلك؟، ألم تخبركِ أختي الكبرى أي شيء عن ديرنيك؟”
“لا، لم تخبرني”
عندما لاحظت كلايسي أن ملامح وجه ميرين بدأت تتغير إلى الأسوأ، كادت أن تضحك.
“أفهم، آه، كان ديرنيك يسأل أيضًا عن ممتلكات اختي الكبرى بعد وفاتها.”
“ممتلكاتها؟”
“نعم، فأخبرته أن معظمها قد انتقل إليك.”
كلايسي واصلت حديثها عن ديرنيك، وكأنها مهتمة به بالفعل، وأثنت عليه في العديد من الأمور، في البداية، كانت تفعل ذلك فقط لتشتيت انتباه ميرين، ولكن مع مرور الوقت، ازدادت فضولها تجاه ردود فعل ميرين، فاستمرت في الحديث عنه.
***
أتت جهود كلايسي ثمارها في اليوم التالي، في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، أرسل ديرنيك شخصًا إلى ميرين يطلب منها مقابلته لتناول الغداء، حيث كان لديه أمر مهم يريد مناقشته.
في الظروف العادية، كانت ميرين تتصرف بتعالي أكبر، فهي تعرف جيدًا أنها تتمتع بجمال يجذب الجميع، وتعلم أيضًا أن تجاهلها البارد يجعلهم يتألمون أكثر، لكن اليوم، وافقت على الفور.
“أين طلب اللقاء؟”
كان ذلك بفضل حديث كلايسي المطول عن ديرنيك في اليوم السابق.
بعد تحديد مكان وموعد اللقاء، توجهت ميرين إلى غرفة كلايسي متعمدة لتتباهى.
“خالتي، ديرنيك أرسل لي شخصًا، يريد أن يتناول الغداء معي.”
كانت كلايسي مستلقية على الأريكة تقرأ كتابًا، فقامت بتغطية وجهها بالكتاب لإخفاء ابتسامتها.
“حقًا؟، ربما يريد الحديث عن ممتلكات اختي الكبرى.”
ردت كلايسي بنبرة متعمدة أعلى من المعتاد.
“ربما، للاسف ستتناولين الغداء وحدكِ اليوم إذن.”
قالت ميرين ذلك بفخر قبل أن تخرج من الغرفة.
ما إن أُغلقت الباب حتى أزاحت كلايسي الكتاب عن وجهها، وانفجرت بالضحك وهي تتدحرج على الأريكة.
“لقد استخدمت خطة رائعة هذه المرة!، اهتمام ميرين تحول بالكامل عن كيشين!، سأواصل هذه الطريقة من الآن فصاعدًا!”
لكن بعد أن هدأت وعادت إلى القراءة، شعرت بأن الأمر لا يجب أن يمر بسهولة.
“كم من السنوات قضيتها أعاني من ميرين؟”
بعد انتشار الشائعات المخيفة عن كون كلايسي هي من قتلت أختها الكبرى، توقفت العائلات التي كانت ترغب في التسب مع عائلة كالاش عن التفكير فيها كزوجة محتملة، لكن ذلك كان يتعلق فقط بأولياء الأمور، فقد كان هناك عدد قليل من الشباب الذين تجاهلوا الشائعات المخيفة وحاولوا الاقتراب من كلايسي.
حتى لو استمر هؤلاء الشباب في التقرب من كلايسي، من الواضح أن تلك العلاقات لم تكن لتؤدي إلى زواج مصدق من كلا الجانبين، ولكن، لم تصل الأمور أبدًا إلى هذه المرحلة، إذ أن ميرين كانت تعترض طريقهم.
كانت ميرين تتعامل بمهارة مع كل شاب يقترب من كلايسي، بابتسامة ملائكية مع الضعفاء، وبتحدثها عن حالتها البائسة مع الحساسين، وبنكتها المرحة وروحها الطيبة مع الأذكياء، كانت سهام ميرين لا تخطئ الهدف أبدًا.
“لن أتصرف مع ميرين بنفس الطريقة دائمًا، لكن… أعتقد أنني سأبدأ بعرقلة طريقها بضع مرات!”
كلايسي ألقت نظرة على الساعة، كان وقت موعد ميرين قد اقترب.
بحماس، أخذت قبعتها وقفازاتها وعباءتها واندفعت إلى الخارج، متجهة بسرعة إلى أسفل الدرج. عندما وصلت إلى الحديقة حيث كانت العربة تُجهز، رأت السائق يقود العربة ببطء نحوها.
“هل ستذهبين أيضًا يا آنسة؟” سأل السائق.
“نعم، أشعر بالقلق من تركها وحدها.”
كلايسي كذبت وصعدت إلى العربة أولاً.
للحظة وجيزة، شعرت بالشك: “هل يجب أن أفعل هذا؟” كانت تتظاهر فقط بأنها مهتمة بديرنيك لتشتيت انتباه ميرين، وهذا بالفعل نجح.
لكن عندما قررت أن تمزح معها مرة أخرى، بدأت تشعر ببعض القلق، لاسيما أن جذب انتباه الناس كان تخصص ميرين.
بالأصل، كانت كلايسي شخصًا مرحًا واجتماعيًا، تحب الناس، ولكن بعد أن انتشرت الشائعات السيئة عنها في موطنها، بدأت تتجنب الاختلاط بالناس، إلا مع أفراد عائلتها وأصدقائها المقربين فقط.
نتيجة لذلك، أصبحت علاقتها مع أصدقائها أعمق، لكن كان ينقصها الكثير من المهارات الاجتماعية التي يتعلمها الآخرون في المجتمع، بدأت تتساءل إن كانت قادرة على التعامل مع محترفة العلاقات الاجتماعية مثل ميرين.
لكن تلك الأفكار تلاشت عندما دخلت ميرين العربة وظهرت على وجهها علامات الصدمة.
ابتسمت كلايسي ابتسامة خفيفة، لكن ميرين أظهرت انزعاجها على الفور وقالت بصوت عالٍ:
“لا أريد!”
تجاهلت كلايسي ذلك وفتحت باب العربة على مصراعيه وضربت على المقعد الأمامي بلطف.
“تعالي واجلسي بسرعة، الجو بارد.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 17"