الفصل السادس والستون

قلت : “الجو بارد بعض الشيء.”

فعرضت علي كلوي : “هل اضيف المزيد من الحطب؟”

اجبتها بامتنان : “لا الامور بخير. أحضر لي وجبة خفيفة بدلاً من ذلك. أريد أن آخذ القليل من كل نوع من الطعام الذي أكلته اليوم ، وأستحم وأتناوله قبل أن أنام “.

أشرت إلى كلوي عمداً وأعطيت لها الأمر.

قالت : “حسنا.”

بعد أن خرجت كلوي ، خلعت ملابسي واغتسلت بمساعدة نيل.

تتظاهرن بالهدوء من الخارج ، لكن حتى بعد دخول الماء الدافئ ، لم يخف التوتر.

عندما خرجت بعد الاستحمام ، كانت كلوي ترتب غرفة النوم.

قالت “أميرة… أحضرت لك بعض الحلويات.”

وضع وعاء من الحلوى على رأس السرير.

فشكرتها : “شكرا لك.”

نظرت إلى الاثنين وقلت : “كلوي في الخدمة اليوم ، أليس كذلك؟ سوف تتعبي يل نيل ، لذا اذهبي إلى غرفتك واحصلي على قسط من الراحة “.

عادة ، ينتظر أحدهما في غرفة جانبية صغيرة بجوار غرفة نومي.

اليوم كنت قد رتبت الجدول الزمني بشكل خاص مقدمًا حتى تراقب كلوي الممر.

قررت إعادة نيل إلى غرفتها لأنه قد يكون أمرًا خطيرًا إذا كانت بالقرب من غرفة النوم.

بالطبع ، لن تنام كلوي في غرفة النوم الملحقة اليوم أيضًا.

كانت كلوي تختبئ في غرفة في القاعة وتشاهد الرواق.

لذلك ، أرسلت نيل أولاً.

ودعتني نيل :”إذن ، ليلة نوم هانئة ، يا أميرة.”

وخرجت

بعد إغلاق الباب ، اقتربت كلوي مني.

أخرجت كلوي جوهرة صغيرة لامعة من جيبها.

“يا أميرة ، سأعيد الكريستال الان.”

ما أخرجته كلوي كان بلورة بيضاء.

كريستال أركانيا.

كانت تلك البلورة الغامضة التي يمكنها كشف الأدوية.

“هل تحققت من الطعام؟”

“نعم. كما توقعتي ، لم يكن هناك سوى مخدرات في العشاء “.

هكذا اذا.

لم يكن علي حتى التحقق من نوع الدواء الذي كان عليه… يجب أن يكون نوع من الحبوب المنومة الني تجعلك تغفو بعمق.

كان هذا هو السبب في عدم وصول الخادمة في الغرفة الجانبية لإيقاظي.. لإنها خدرت.

تحسبا لحدوث شيء كهذا اخرجت البلورة من السوار وأعطيتها لكلوي.

أنها تعمل كما هو متوقع.

“مثل آخر مرة أستخدم علي الدواء وتم كشفه من قبل البلورة .. أفعل ذلك مرة أخرى.”

ربما لم يكن يعتقد احد أنها ستفحص طعام الخادمة.

إذا لم أر الحكمة بنفسي ، لما أزعجت نفسي لأن أطلب من كلوي اخذ الكريستال والكشف عن محتويات طعام الخدم وطعامي.

ومع ذلك ، لا يزال هناك سؤال واحد.

لم يكن هناك شيء مثل الدواء في طعامي.

لكن لماذا لم اكن متيقظة؟

“هل تحققت من غرفة النوم؟”

“لقد تحققت من غرفة النوم بأكملها أثناء استحمامك ، ولكن مرة أخرى ، لم يكن هناك شيء مريب.”

كنت أبحث مع كلوي كل يوم عن جهاز او دواء في غرفة النوم ، لكننا لم نستطع العثور على أي شيء.

ألا توجد أي أدوية اليوم ايضا!!؟

“لكن كان هناك شيء مدفون خارج النافذة.”

“ماذا مدفون!؟”

“لا أستطيع أن أكون متأكدة ، لكن يبدو أنه مسحوق قابل للاشتعال.”

إنها حيلة لجعل الحريق ينتشر بسرعة.

“تمام. دعيه وشأنه.”

لقد أعددت بودرة إطفاء حريق تحت السرير تحسبا.

كما قال فرسان عائلة الدوق الأكبر في النزل إنهم كانوا يحملونها حتى يتمكنوا من إطفاء الحريق انهم اذكياء.

بينما كنت أفكر ، سمعت فجأة طرقًا هادئة على الباب.

“ادخل.”

فتحت كاهنة شابة الباب ودخلت.

“أميرة. لقد تسلمت مهام رئيس الكهنة “.

كانت كاهنة قامت بأداء مهمات في غرفتي عدة مرات من قبل.

“ما الذي يجري؟”

“اليوم هو يوم عيد ، وقد أُمرت بإحضار بخور جديد لك.”

“حسنا؟”

أخرجت الخادمة برميلًا صغيرًا من داخل حضنها.

كانت عود بخور.

“إنها رائحة تساعدك على النوم. إذا اشعلتها قبل الذهاب إلى الفراش ، فستتمكني من النوم بشكل مريح “.

اممم آه تقصدين نوما عميقًا.

كانت تلك هي اللحظة التي تم فيها حل السؤال الصغير الذي كان في قلبي طوال الوقت.

ابتسمت ببراءة كأنني لا أعرف شيئًا.

“انا متعبة ، لذلك لا بأس بوضعها ثم سأحاول النوم الآن “.

فتحت الكاهنة المبخرة على نحو مألوف ، ونفضت عن الرماد ، ووضعت بخوراً جديداً ، وأشعلته.

عندما احترق طرف البخور إلى اللون الأسود ، بدأت رائحة حلوة تتخلل بهدوء.

“رائحتها طيبة جدا.”

“إنه بخور مصنوع من أزهار الراستانة للاحتفال بعطلة.”

يمكنك حتى صنع البخور من تلك الزهور.

“اشكري الفتاة التي احضرتها .”

“نعم يا أميرة. ثم احصلي على نوم جيد ليلاً “.

ابتسمت الكاهنة بهدوء وحننت رأسها وخرجت.

نظرت إلى اامبخرة … الآن اعرف أن الجناة أعدوا هذا البخور.

تساءلت لماذا كنت أنام بعمق في آخر النبؤة.

كان بسبب الرائحة.

لا بد أنها لم تستيقظ من نومها لأنهم استمروا في اشعال هذا البخور.

حسنًا ، يمكنني فحص الطعام باستخدام البلورات ، ولكن لم يكن هناك طريقة اتحقق بها ما إذا كانت البخور تحتوي على مكونات مشبوهة أم لا.

يمكنني معرفة ذلك إذا طلبت من خبير أن يفحصها ، لكن لم يكن هناك سبب لتفقد البخور المرسلة من المعبد والوصول إلى هذا الحد.

ألقت كلوي أيضًا عينها إلى المبخرة بنظرة هادئة.

“هل يجب أن أضع البخور بعيدًا؟”

“لا.”

أخرجت خيط التطريز الذي أعددته ووقفت.

“اتركيه.”

إذا كنت سأبقى في غرفة نومي ، فسيتعين علي التخلص من البخور ، لكنني لن أكون هنا في ذلك اليوم.

إوذا وضعت البخور بعيدًا فقد اثير الشك ، لذلك من الأفضل تركها كما هي.

” اضعفي النار بدلا من ذلك.”

عندما يقل الجمر ، تضعف الرائحة التي تنتشر في الهواء أيضًا.

بعد سماع كلامي ، خفضت كلوي ضوء البخور قليلاً.

“سأخرج الآن.”

ودعتني كلوي وخرجت بحذر إلى غرفة الاستراحة عبر الرواق.

تركت وحدي ، جلست على السرير ونظرت إلى الساعة.

لقد حان وقت النوم ، لكن كنت بعيدة جدا عن الشعور بالنعاس ، أبقى التوتر ذهني صافنا.

أطفأت الضوء واستلقيت على السرير للنوم.

بعد دقائق قليلة من إطفاء الأنوار في غرفة النوم ، فتحت عينيّ ونظرت بحذر.

لحسن الحظ ، لم أشعر بوجود أي شخص في الغرفة أو خارج النافذة.

نهضت ببطء من السرير دون إصدار صوت.

* * *

في غرفة النوم ، كانت رائحة البخور العطرة لا تزال مشتعلة في الجو.

الغرفة المظلمة ، و الجمر في المبخرة يتوهج باللون الأحمر مثل المذنب المشؤوم.

وقفت وغطيت فمي بكمي لأتجنب استنشاق البخور.

لحسن الحظ ، كنت لا أزال واعية لأرى ما إذا كان التأثير الطبي سينتشر بسرعة.

“حسنًا ، إذا كانت الرائحة هي التي تجعلني أنام بسرعة ، سيكون الامر مريبا.”

ربما إذا شمت هذه الرائحة بعد النوم ، فقد تغرق في نوم أعمق.

على ظهر السرير ، كانت هناك وجبات خفيفة أحضرتها كلوي.

أمسكت بها وفتحت باب الحمام بهدوء.

دخلت الحمام ، وفتحت السقيفة المجاورة لها ، وصعدت السلم الموصل لها السقف.

أعلم أنه سيكون هناك حريق الليلة ، لكنني لا أعرف بالضبط ما الوقت الآن.

ما كان مؤكدًا هو أن الهيكل سيحترق أولاً ثم يظهر الكاهن.

تحققت من معبد الرستانة عبر الحديقة من النافذة الزجاجية في غرفة نومي.

كانت الحديقة بأكملها ، وكذلك المعبد ، مغمورة في ظلام دامس.

يبدو أنه لا يزال لدينا بعض الوقت المتبقي.

لم يكن لديه رغبة في الانتظار في غرفة نومي حتى تشتعل ألسنة اللهب من المعبد.

نعم يبدو أنه لا يوجد أحد هناك ، ولكن قد تكون هناك عيون في الخارج.

صعدت على الدرج الضيق وصعدت إلى العلية.

كانت العلية مظلمة بدون ضوء واحد.

لم أتمكن من تشغيل الضوء ، لذلك نظرت بتركيز وانا اتحرك إلى الأمام.

ومع ذلك ، مع اعتياد رؤيتي على الظلام ، بدأت الأشياء من حولي تظهر تدريجيا.

كان بإمكاني رؤية السقف المائل على شكل المثلث و الأرضية الخشبية.

كانت العلية فارغة ، لكنها واسعة جدًا اكثر وسعا مما كنت اتوقع.

اقتربت من النافذة ، وانا احرص على ألا أسقط.

كانت النافذة الصغيرة نصف الدائرية هي النافذة الوحيدة التي ممكن النظر منها.

“أميرة.”

سمعت صوتًا مألوفًا.

حتى في الظلام كان بإمكاني أن أقول بوضوح من هو ، على الرغم من الضغط العميق من غطاء عربة الشاي عليه .. كان تيرينس.

اقتربت منه وسألته : “هل شاهدك أحد؟”

في المعبد ، أخبرت تيرينس عن هذه العلية.

واخبرته ان الاختباء في العلية أفضل بكثير من الاختباء في غرفة جانبية مزدحمة مثل الخزانة.

قال تيرينس إنه سيأتي هنا قبلي وقت دخول الخادمات غرفة نومهم.

جاء تيرينس نحوي وخلع غطاء عربة الشاي وقال : “لا تقلقي. لم يرني أحد “.

.

كان يرتدي زي فرسان الدوق الأكبر.

حتى ارتداء مثل هذه الملابس لم يخف مظهره الجميل وشكله الطويل.

لولا الليل المظلم ، لكان قد فشل في التخبي لأنه كان سيكون واضحًا للغاية.

“هل قمت بفحص غرفة النوم؟”

“فحصتها كلوي ، لكن لم يكن هناك شيء فيها.”

أخبرته عن المسحوق المساعد على الاشتعال الموجود في النافذة والبخور المريب الذي جلبته الكاهنة.

“بدلا من ذلك ، جلبت الكاهنة البخور. إنها رائحة تجعلني انام بشكل مريح “.

لم أتحقق من ذلك ، لكن يجب أن تكون رائحة البخور خذه هي رائحة بعض الأدوية المشبوهة.

وافقني تيرينس .

” بالتأكيد ، إذا استخدموا البخور ، فسيكون من الصعب اكتشافهم .. لانه إذا احُرِقت ، فلن يتبقى أي دليل “.

بعدت عينيّ عنه ونظرت من النافذة في الحديقة المظلمة ، لم يكن هناك صوت تنفس ، فقط صمت.