الفصل السادس والخمسون

نحن… … هل هذا يعني أنه يشملني؟

لا أعرف لماذا جمعني معه في الكلام.

لماذا لا يحب تواجد ميخائيل إلى جانبنا ونحن نعرف حقيقة رابطة الدم بالفعل؟

ام انه يقصد أهل عائلة الدوق الأكبر كلهم؟

في اللحظة التي وصلت فيها إلى تلك النقطة ، أدركت حقيقة واحدة لم تظهر في الرواية.

تعدد الزوجات مسموح به في هذا العالم ، وحق الميراث معترف به حتى للأبناء غير الشرعيين.

لهذا السبب تم الاعتراف بـ سوريل كأميرة.

وهذا يعني أن ميخائيل كان له أيضًا الحق في وراثة الدوقية الكبرى.

نظرًا لأن الدوق الأكبر السابق قد قضى على كل أقاربه الآخرين ، لم يتبقى أحد على قيد الحياة في عائلة الدوق الأكبر باستثناء تيرينس وروت.

إذا حدث ومات تيرينس الآن ، فإن لقب الدوق الأكبر سيذهب إلى أخيه الأصغر روت.

‘إذا مات حتى روت …”.

الشخص الوحيد الذي سيرث اللقب هو ميخائيل.

في غضون ذلك ، سيكون ميخائيل في فرسان الإمبراطورية يخدم الإمبراطور.

‘من الواضح أن ميخائيل لن يكون مرتاحًا لكونه يحمل لقب الدوق الأكبر’

إذا تم الكشف عن وجود صلة دم تربط ميخائيل بالدوقية، فمن المرجح أن يتم استغلاله من قبل الإمبراطور.

في هذه المرحلة بالنظر إلى شخصية تيرينس ، كان من الممكن أن يفكر في ان يتخلص من ميخائيل.

لم يكن هناك أي شخص آخر يمكنه أن يخلف تيرينس او الدوقية.

‘ربما تركه على قيد الحياة تحسبا إذا احتاج أن يستخدمه في وقت من الأوقات .’

في اصل الرواية … تم الكشف لاحقًا عن علاقة ميخائيل بتيرينس وتلقوا وقتها المساعدة من بعضهم البعض .

مازلت أعتقد أن الرواية لم توضح كل شيء.

فهناك حقائق لم أتمكن من ادراكها إلا بعد التواجد هنا .

“نعم فهمت الامر .”

في الحقيقة أنا أتعاطف مع تيرينس.

“لا تقلق.. سافعل ما تريده … بعد كل شيء ، أنا سأصبح الدوقة الكبرى “.

إذا كان الأمر يتعلق بخلافة العائلة ، فعلي أن لا اعارض رأي تيرينس تمامًا.

على اي حال انا أريد مغادرة عائلة الدوق الأكبر قريبًا.

من الأفضل أن لا اسبب مشاكل في الأسرة دون داع.

راقبني تيرينس بصمت لوهلة .

بدا متفاجئًا بعض الشيء عندما وافقت على الفور.

” أنا سعيد لأنك تفهمتني “.

أدار بصره إلى النافذة متجنبًا نظراتي.

انتهت المحادثة عن ميخائيل بصمته .

ربما لا يريد التحدث معي بشكل مفصل عنه .

فجأة هناك صوت طرقات قاطع حبل أفكاري.

فتحت نيل الباب ودخلت وهي تصيح أن هناك زائر.

“أميرة. جاء قسيس من المبنى الرئيسي. قال إن لديه ما يخبرك به “.

“حسنا. أخبريه أن يأتي “.

دخل قسيس شاب المرتب ممسكا بأوراق سميكة.

“أميرة. ارسل رئيس الكهنة وثائق وجئت لتسليمها “.

“وثائق؟”

“إنها وثائق متعلقة بالتحضير للزفاف الذي سيحدث في المعبد.”

أحنى القس الشاب رأسه بعمق ممسكًا بالأوراق.

“قال رئيس الكهنة إنه يعتذر بشدة عن التأخير في تسليمها “.

“حسنا؟”

تفاجأ الكاهن برد فعلي اللامبالي وانحنى بعمق مرة أخرى.

“أنا آسف يا أميرة. قال رئيس الكهنة إنه سيعود غدًا للاعتذار … “

“أخبره أنه ليس مضطرًا للحضور لأنني لست بحاجة لاعتذاره.”

سواء تأخروا في ااستعدادات الزفاف الذي سيقام في المعبد أم لا ، متى يمكنني الاهتمام بمثل هذا الاشياء الآن وانا وسط هذه الفوضى؟

بالطبع ، لو كانت هي ايفا الحقيقية ، لكانت قد حاولت أن تتدخل في كل التفاصيل الصغيرة لحفل الزفاف بنفسها و لا بد أن ذلك كان سيزعج رئيس الكهنة الذي سيتم الضغط عليه ليجعل كل شيء مثالي ومنمق.

استطعت أن أفهم لماذا أرسل رئيس الكهنة المسن الكاهن بدلاً من الحضور شخصيًا.

دون تفكير ، مدت يدي.

سلمني الكاهن الأوراق على عجل.

مسحت يد الكاهن يدي برفق عندما استلمت المستندات.

في تلك اللحظة تشوهت بصري ومر مشهد آخر أمام عيني.

* * *

ليلة مظلمة.

اندلعت ألسنة اللهب الساخنة في سماء الليل.

رأيت لهبًا يتصاعد أمام عيني.

كانت النار التي خرجت عن نطاق السيطرة تلتهم المعبد الأبيض.

حيث علقت أنواع مختلفة من الفوانيس  حول المعبد.

النيران التي احرقت المعبد بلغت حتى الفوانيس الملونة المعلقة في الهواء وابتلعتها.

تحولت البتلات التي كانت تزين الفانوس إلى رماد في غمضة عين .

شعرت بحرارة غامرة على خدها … ولمست انفها رائحة لاذعة من الرماد والدخان.

ارتفعت سحابة رمادية في جوف الليل.

وفجأة ، على الجانب الآخر من المعبد ، رأيت مبنى مشتعلا في الظلام.

عرفته على الفور  هذا المبنى حيث أنا الآن.

وفي لحظة لم يعد المبنى واضح للعيان عندما احتدمت ألسنة اللهب وحجبت المنظر.

* * *

شعرت بالذهول وسحبت يدي على عجل.

الرؤية التي ظهرت للحظة اختفت مثل السراب في لحظة.

‘ما هذا ! “.

عندما نظرت إليه في صمت ، بدت نظرة عدم الارتياح تظهر على وجه الكاهن.

“ماذا هناك يا أميرة؟”

“لا لا شيء.”

سلمت الأوراق بوجه غير مبالي.

“هل هذه هي وثائق الزفاف التي أعدها الهيكل؟”

“نعم هذا صحيح. ترتيب الحفل وإجراءات الحدث …. “

أعطى القس شروحات مفصلة ، لكنني تخطيت ما كان يقوله وذهلت في التفكير.

“الحديقة التي ظهرت في الرؤية انها هي بالتأكيد التي ساقيم فيها الزفاف …”.

وجهت نظرتي إلى النافذة.

من خلال النافذة ، كان بإمكاني رؤية المعبد مغطى بالثلج الأبيض.

أدركت أين كان المبنى الذي رأيته للتو.

معبد الرستانة إلهة الحب.

كان المكان الذي تم فيه جدولة حفل زفافي.

“هل تجري الاستعدادات لقاعة الزفاف بشكل جيد؟”

“بالطبع. نحن نستعد بلا هوادة “.

نعم من الواضح أن المبنى المحترق الذي ظهر في الرؤية كان معبد الرستانة بجوار النزل.

منذ أن جئت إلى هنا ، كنت على دراية بالهيكل والشكل لأنني كنت اراقبهم من خلال النافذة.

سألت بشكل عرضي ، كما لو كان الامر لا يهمني.

“يبدو ضريح راستانة أيضًا كمبنى خشبي ، تمامًا مثل هذا النزل. صحيح؟”

“نعم هذا صحيح. تم بناء معبد لاستانا بأشجار لوسيان البيضاء التي تشبه الأشجار المقدسة “.

على الرغم من أن الكاهن أوضح بهدوء ، إلا أنه كان لديه نظرة محيرة.

كانت نظرة مستغربة فضول الأميرة لمعرفة مثل هذا الشيء.

همم…نعم…لو كانت مصنوعة من الحجر مثل المباني الأخرى ، لما احترقت بشكل هائل.

“أعتقد أنه يمكننا القيام بحفل الزفاف هناك كما تم التخطيط … أخبرهم أن يعدوه بشكل جيد “.

“نعم فهمت يا أميرة.”

انحنى الكاهن باحترام وأغلق الباب وخرج.

“لماذا هذا؟”

بمجرد إغلاق الباب ، سأل تيرينس على الفور ، وهو يقرأ مزاجي الغريب.

أدرت نظرتي إلى النافذة.

كان بإمكاني رؤية معبد الرستانة من خلال النافذة الزجاجية.

“لقد رأيت نبؤة للتو.”

منذ اخر رؤية ، لم أر أي شيء آخر ، ولكن بعد فترة طويلة ، ظهرت الرؤية في الوقت المثالي.

وكان لها محتواها المهم الخاص.

“ماذا رأيت في الرؤية ؟”

شرحت لترينس المشهد الذي رأيته للتو.

منظر للمعبد المحترق.

لقد كانت بالتأكيد ليلة حيث انتشرت الفوانيس في كل مكان.

إذن ، هل ستندلع النيران هو يوم عيد الرستانة؟

هل يمكن أن تكون الرؤية تقول أن المعبد سيشتعل في ليلة العيد؟

منذ فترة وجيزة ، كنت أفكر في حفل الزفاف أثناء النظر في المستندات الخاصة بعدد الضيوف المدعوين.

إذن ، هل هذا متعلق أيضًا بالزفاف؟

‘لا يمكننا إيقاف الزفاف ، ولكن سنشعل النار في المعبد الذي سيقام فيه؟’

لم يكن هناك طريقة يمكن بها ان يشتعل بها المعبد فجأة والذي كان مصمما خصيصا على أعلى جودة .

منذ فترة ، حاولت الإمبراطورة أن تخدرني لتأجيل الزفاف.

هل يمكن أن تكون نيتها هي تأجيل الزفاف مرة اخرى ؟

بغض النظر عن مدى جنونها … … هل ستستخدم هذه الحيلة لتوقف الزفاف الآن! .

والفرسان الامبراطورين هل سيستخدمون مثل هذه الطريقة المتطرفة لوقف زفافي؟

كان حرق المعبد لوقف زفافي شيء مضحكًا بعض الشيء.

كانت طريقة طفولية.

‘إنه حفل زفافي ، لذا كان يمكنني القيام به في اي مكان آخر.’

ليس من الضروري إقامة حفل زفافي في المعبد.

ولان ايفا أرادت حفل زفاف رائع وخلاب ، قررت القيام به هنا.

أقامت أميرات أخريات حفلات زفاف في الكنيسة الصغيرة أو حديقة القصر الإمبراطوري.

‘أو ربما…. هل لديهم غرض أخر من حرقه؟

بعد سماع قصتي ، التزم تيرينس الصمت القلق.

“إذا ظهر ان الامبراطور هو من يحاول فعل كل هذه الاشياء، فهو بوضوح لا يحاول فقط وقف زواجنا”.

“أعتقد ذلك.”

إن إشعال النار أمر كبير للغاية لمنع الزفاف فقط!

هو يريد إيقاف الزواج بهذا الشكل !

“في الواقع ، ما زلت غير متأكدة تمامًا مما سيحدث. من الممكن أن يكون حادثا بسيطا “.

يقال أنه في يوم عيد الرستانة ، توضع الفوانيس في جميع أنحاء الحديقة.

ليس من غير المعتاد أن يتسبب الفانوس في نشوب حريق.

“كانت هناك حوادث حريق عرضية في الاعياد. لكن تم قمع معظمهم دون أن ينتشروا إلى الهيكل “.

“حسنا و؟”

“حسنًا ، في منتصف الشتاء عندما كانت الحديقة جافة ، تم تعليق الفوانيس ، لذلك كان من السهل إشعال النار.

لكن بالصدفة ، و في حادث ، أضرمت النيران في قاعة زفافي؟

سيكون الامر غريبا جدا ان كان صدفة .”

“أولا وقبل كل شيء ، علينا توخي الحذر حتى نكتشف المزيد من التفاصيل.”

أنا أيضا أتفق معه. من الصعب الآن معرفة ما إذا كان هذا حادثًا أم مؤامرة متعمدة.

بهذه الكلمات ، قام تيرينس من مقعده.

“سأتصل بك مرة أخرى بعد عودتي إلى القصر.”

* * *

في اليومين التاليين لم يحدث شيء.

لأنني لم أستطع النوم في الليلة السابقة ، أخذت قيلولة طوال اليوم ومر اليوم بأكمله.

في صباح اليوم التالي ، توجهت إلى معبد الرستانة مبكرًا.

عندما قلت إنني أريد أن أرى قاعة الزفاف ، أرشدتني الكاهنة إلى الداخل دون أدنى اعتراض.