في بردٍ قارس يخترق العظام، فتحت ليندسي عينيها.
‘أين أنا؟’
انكمش جبينها الرقيق في دهشةٍ حذرة، فيما كانت تحدق في محيطها بعينين يكسوهما الذهول.
التحوُّل المفاجئ في الأحداث شلّ تفكيرها، وتركها غارقة في حيرة مربكة.
‘أنا متأكدة أنني كنت أُصدُّ غزوًا هائلًا…’
كانت واثقةً أنها كانت هناك، في قلب ساحة المعركة، تؤدي مهامها كمرشدة من الدرجة S، تقاتل بكل ما أوتيت من عزم.
لكن الغرفة التي وجدت نفسها فيها الآن… كانت فاخرة، مترفة على نحوٍ صارخ. الأحجار اللامعة تملأ الزوايا، والزجاج المكسور متناثر على الأرض كأثر لجنونٍ خفي.
كانت الغرفة تعجّ بالفوضى، ومع ذلك، خُيّل إليها أنها رأتها من قبل.
وفجأة، شحب وجهها بينما انبعث صوت مألوف، ارتجّ في أذنيها كطعنة.
“ليندسي كيسيون.”
اتسعت عيناها.
كان صوتًا عزبًا حد الألم، جميلًا إلى جد يثير الأسى، حلوًا في نبرته ولكن مشبعًا بشيء خفي من السخرية
لم تكن بحاجة لتخمين، فهي تعرفه جيدًا.
ذاك الصوت، الذي سئمته منذ زمن بعيد، عاد ليطاردها من جديد.
“على ما يبدو، كان الأمر مجرد مبالغة.”
كان هناك، واقفًا أمامها. رجلٌ بشعرٍ ذهبي يتلألأ تحت الضوء، وعينين خضراوين كأنهما انسكبتا من مصهور الذهب.
ازداد برد الغرفة، لا من الطقس، بل من جليد حضوره.
ليندسي تعرف هذا الرجل.
أرتجفت يدها التي كانت تقبض على البطانية حتى فقدت لونها شاحبه كأن الدم غادرها.
لم تكن قادرة على تصديق ما يحدث… أو ربّما، لم تكن تريده أن يكون حقيقيًا.
“هذا جنون.”
“ما الذي تتفوهين به؟ هل اصطدمت راسك الغبية بشيء مجددًا لتصبحي أكثر جنونًا مما أنتِ عليه؟”
كينيان راديان.
لماذا هو هنا؟ ولماذا… الآن؟
“قلتِ إنك تحتضرين، وعندما أتيت، لم أجد سوى هراء. إن كنتِ بحاجة إلى الاهتمام، فابحثي عن طريقة أكثر إثارة.”
“…”
“أخبركِ مهما فعلتِ، آزيت لن يهتم بكِ. هذا مؤسف… ومثير للشفقة حقًا.”
قالها وهو يرمقها بنظرات كاسرة، كأنها شيء مرفوض الوجود.
ثم نهض من مكانه، وقد ارتسم على ملامحه تعب لم يُخفف من حدة صوته:
“إن كررتِ مثل هذا التصرف السخيف مرة أخرى، فلن يكون آزيت مَن يتعامل معك، بل أنا… ولن أكون رحيمًا.”
وغادر الغرفة، تاركًا وراءه كلمات كالسكاكين.
حدّقت ليندسي نحو الباب الذي خرج منه، لوقت بدا وكأنه دهر… وحين استعادت انفاسها، خفضت بصرها نحو يديها
كانت شاحبة، ممتدة فوق البطانية، ومغطاة بجروح صغيرة.
‘هل كانت يدي دومًا بهذا النحول؟’
حتى بصفتها مرشدة، كان التمرين الجسدي ضروريًا.
لا سيما مرشدة من الدرجة S، تنخرط في المعارك، تلامس الموت عن قرب.
لكن ما رأته الآن لم يكن جسدًا رياضيًا ولا قويًا.
نهضت بسرعة.
كان هناك إناء ماء على الطاولة، بدا كأن أحدهم تركه لها.
‘لا… لا يمكن… لا يجب أن يكون هذا حقيقيًا.’
اقتربت، ونظرت في انعكاس سطح الماء.
فتاة ذات شعرٍ أسود، وعينين ذهبيتين، تطل عليها من أعماق المرآة المائية. وجه شاحب، ونظرات يعلوها شيء يشبه الحزن والغياب.
لقد كانت تعرف هذه الفتاة أكثر من أي أحد آخر.
ليندسي كيسيون.
الطفلة الملعونة.
ذاتها القديمة، قبل أن تولد مجددًا كمرشدة في هذا العصر.
امتدت الكآبة على وجهها كستار رمادي… فقد عرفت الآن تمامًا أين هي، ومَن عادت لتكونه.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"