– كيفية انهاء عقد زواج بشكل مثالي.
الفصل 84
كانت شارلوت تتوقع أن يطلب ألفونسو شيئًا غير عادي، لكن عندما قال “حققي لي أمنية واحدة”، شعرت بقلبها يهتز بعنف، كأن صخرة سقطت في بركة هادئة. لم تكن الكلمات بحد ذاتها مثيرة للدهشة، لكنها أثارت بداخلها عاصفة من المشاعر لم تكن مستعدة لها. أدركت فجأة أن تعبيرات وجهها ربما كشفت عن ارتباكها للحظة، مما جعلها تحاول بسرعة استعادة رباطة جأشها. لكنها كانت متأكدة أن ألفونسو، بملاحظته الحادة، قد لاحظ ذلك الاضطراب اللحظي.
“سأفكر في الأمر أكثر،” قالت شارلوت بنبرة مترددة، محاولة تغيير الموضوع وهي تنزل من على حافة المكتب. تمتمت بكلمات عابرة مثل “تصبح على خير” وغادرت الغرفة، لكنها لم تتذكر حتى كيف وصلت إلى غرفة نومها. كل ما كان يشغل ذهنها هو تلك اللحظة التي حاول فيها ألفونسو الإمساك بها، وكيف فشل في ذلك، كأن هناك حاجزًا غير مرئي بينهما منعه من إبقائها قريبة.
‘مرت يومان منذ تلك الليلة، أليس كذلك؟’ فكرت شارلوت وهي تحتضن إناء الزهور وتتنهد بهدوء. في اليوم التالي لمحادثتها مع ألفونسو، التقت بصوفيا لمناقشة خطة بطولة المبارزة، واليوم هو اليوم الثاني منذ ذلك الحين. لكن على الرغم من مرور الوقت، لم تجد شارلوت بعد إجابة واضحة لما يجب أن تفعله. كان هذا هو جوهر المشكلة الثانية التي تواجهها، وهو السبب الذي جعلها تقضي اليوم بأكمله منهمكة في ترتيب الزهور، كأنها تحاول الهروب من أفكارها عبر هذا العمل الرتيب.
كان طلب ألفونسو واضحًا: إذا فاز في بطولة المبارزة، فعليها أن تحقق له أمنية. لكن المشكلة كانت أنها لا تعرف ما هي هذه الأمنية. حاولت سؤاله عنها، لكنه، كما توقعت، رفض الكشف عنها.
“كما قلتِ، ليس من المؤكد حتى أنني سأفوز، فلماذا أخبركِ بأمنيتي الآن؟” قال بنبرة هادئة تحمل شيئًا من المراوغة.
كانت تعلم أن هذا مجرد عذر، وأن هناك نية خفية وراء إخفائه للأمنية. ومع ذلك، لم يكن أمامها خيار سوى الموافقة على طلبه.
‘أعرف أنني سأضطر لقبول هذا الطلب في النهاية،’ فكرت شارلوت بحسرة. لكن لماذا كانت تشعر بهذا التردد العميق؟ ألفونسو ليس من النوع الذي سيطلب شيئًا يؤذيها أو شيئًا مستحيلاً، فلماذا كانت تشعر بهذا القلق؟.
:لماذا…؟’ كررت السؤال في ذهنها وهي تقضي اليوم في تغيير جميع مزهريات المنزل، محاولة العثور على إجابة. لكن حتى بعد كل هذا الوقت، لم تصل إلى نتيجة.
“‘هذه هي المزهرية الأخيرة،’ فكرت وهي تحمل مزهرية مخصصة لمكتب ألفونسو. فتحت باب المكتب بكتفها ودخلت. كان المكتب خاليًا من صاحبه، يعكس شخصيته المنظمة والجادة بشكل مفرط، مما أعطاه شعورًا بالثقل والرسمية. النافذة الزجاجية الكبيرة خلف المكتب كانت النقطة الوحيدة التي تضفي بعض الحياة، حيث كانت أشعة الغروب تتسلل من خلالها، تضيء الغرفة بضوء برتقالي دافئ.
‘كنت أريد وضع مزهرية هنا منذ فترة،’ فكرت شارلوت. بما أن ألفونسو كان خارج المنزل، قررت وضع المزهرية بسرعة والمغادرة قبل عودته. بالطبع، كانت تعلم أنه سيعرف من وضعها، لكنها لم ترغب في جذب الانتباه أو سماع مديح آخر قد يحرجها. ‘بعد تلك الليلة، أصبح من الصعب مواجهته دون الشعور بالحرج،’ اعترفت لنفسها.
في الأصل، كانت تخطط لوضع المزهرية في مكتبه أولاً، لكنها وجدت نفسها تؤخر هذا العمل.
“ضعي هذه المزهرية عند الدرج في الطابق الثاني،” قالت للخدم في وقت سابق.
“ألم تكوني ستضعينها في مكتب سيادته؟” سأل أحدهم.
“نعم، لكنني غيرت رأيي، سأعيد ترتيبها،” أجابت.
“هذه المرة الخامسة التي تقولين فيها هذا، أليس كذلك؟”.
بعد كل هذا التردد، أصبح مكتب ألفونسو هو المكان الأخير الذي وضعت فيه المزهرية. شعرت ببعض الحرج من هذا التأخير وهي تضع المزهرية، متمتمة لنفسها:’كان يمكنني أن أفعلها بسرعة وبدون كل هذا التفكير…’
“هل أنتِ من وضعتِها؟”
“آه!” صرخت شارلوت، وهي تشعر بصدمة جعلت كتفيها ترتجان. كادت المزهرية التي كانت تضعها أن تسقط، لكن يدًا قوية أمسكت بها وبها من الخلف، مانعة الكارثة.
“أعتذر، لم أكن أنوي إخافتكِ بهذا الشكل،” قال صوت مألوف.
نظرت شارلوت إلى الخلف لتجد وجه ألفونسو، الوجه الذي كان كفيلًا بجعل عينيها تشتعلان بالدفء بمجرد رؤيته. للحظة، استسلمت لشعور الراحة الذي يغمرها عند رؤيته، لكنها سرعان ما أدركت ذلك وحولت تعبيرها إلى نظرة حادة.
“لقد أفزعتني! لماذا تتحرك بلا صوت هكذا؟” وبختْه بنبرة متذمرة.
رد ألفونسو بهدوء: “بدوتِ غارقة في أفكارك، ولم أرد مقاطعتكِ.”
تذكرت شارلوت أنها كانت فعلاً تحدق في النافذة قبل لحظات، شاردة في أفكارها.
“هل كنت تراقبني منذ ذلك الحين؟” سألت بحذر.
“ليس “مراقبة” بالمعنى الحرفي. كنت فقط حريصًا على عدم إزعاجكِ،” أجاب ألفونسو.
ضيقت شارلوت عينيها وقالت: “هذا نفس الشيء! في المرة القادمة، فقط أخبرني بوجودك بدلاً من إخافتي هكذا.”
“سأفعل ذلك في المستقبل، لكن هذه المرة لم أستطع،” رد ألفونسو.
“لماذا؟”.
“لأنني خشيت أن أقاطع أفكاركِ فتغيرين رأيكِ،” قال بنبرة هادئة لكنها تحمل مغزى.
أدركت شارلوت فجأة أنه يتحدث عن بطولة المبارزة. كانت قد أخبرته أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للتفكير، ثم تركته وغادرت.
“هل لا تزالين تفكرين في الأمر؟” سأل ألفونسو.
“نعم…” أجابت شارلوت بتردد.
“لا يزال لديكِ وقت. الإعلان عن البطولة صدر للتو، فلتأخذي راحتكِ في التفكير.”
كان كلامه منطقيًا. كان أمامها حوالي أسبوعين قبل البطولة، مما يعني أن الوقت لا يزال متاحًا. لكن المشكلة لم تكن في الوقت، بل في الاضطراب الذي تشعر به. هل سيعقل ألفونسو لو أخبرته أنها تشعر بالحيرة والتشتت؟ ربما، لكنها شعرت أن هذا افتراض سخيف.
‘في النهاية، سأضطر للموافقة،’ فكرت شارلوت. لكنها لم تفهم لماذا كانت تؤخر قرارها، رغم علمها أن هذا هو المسار الوحيد. شعرت أن ترددها هذا ليس سوى ضعف، وهو أمر لا يشبهها على الإطلاق. ‘فقط اتخذي قرارًا!’ قالت لنفسها بحزم، محاولة قطع هذا التردد.
في تلك اللحظة، قال ألفونسو: “يبدو أن يدكِ أصيبت. عليكِ الحذر.”
أمسك يدها بلطف، ولاحظ الجروح الصغيرة التي تركتها أشواك الزهور. على عكس يديها الماهرتين في التعامل مع الخناجر دون أن تُصاب، كانت هذه الجروح نتيجة شرودها أثناء ترتيب الزهور.
“إنه مجرد خطأ بسيط، لا يؤلم كثيرًا،” قالت شارلوت محاولة التقليل من الأمر.
“ومع ذلك، يجب علاج الجروح في الوقت المناسب. يجب أن تري طبيبًا-“.
“أنا بخير حقًا!” قاطعته شارلوت بنبرة حادة، وسحبت يدها بسرعة. تفاجأت بنفسها من حدة صوتها، وأضافت بسرعة:
“أعتذر، لم أقصد ذلك. كان خطأ.”
“لا بأس،” رد ألفونسو بهدوء.
“أنا فقط… لا أحب الأطباء. لدي ذكريات سيئة معهم،” أضافت شارلوت، وهي تختلق عذرًا. لم تكن هناك ذكريات سيئة بالفعل، لكن الكذب كان دائمًا من نقاط قوتها.
لكن ألفونسو، الذي بدا أنه لا يشك في كلامها أبدًا، أومأ برأسه وقال:”إذا لم تكوني تخشين العلاج نفسه، فهل تسمحين لي بمعالجتكِ؟”.
“أنت ستعالجني؟” سألت شارلوت بدهشة.
“لديّ جروح أنا أيضًا لا أحب أن يراها الآخرون،” أجاب ألفونسو. ثم أضاف وهو يفتح درج المكتب: “على الرغم من ذلك، عندما كنت في ساحات المعارك، اعتدت على علاج الجروح الصغيرة خشية أن تتفاقم.”
أخرج من الدرج قطنًا مطهرًا، وشاشًا، وضمادات، ثم جلس بجانبها وبدأ يعالج جروحها بعناية.
“في المرة القادمة، إذا حدث شيء مشابه، تعالي إليّ. قد لا أكون طبيبًا، لكنني أعرف كيف أعتني بالجروح.”
“هذه ليست جروحًا حتى!” ردت شارلوت، محاولة التقليل من الأمر.
“شارلوت، عليكِ أن تهتمي بنفسكِ أكثر،” قال ألفونسو بنبرة هادئة لكنها جادة. ثم أضاف:”إذا لم تفعلي ذلك من أجلكِ، فافعليه من أجل من يهتمون بكِ، حتى لا تجعليهم حزينين.”
كانت يده التي تعالج جروحها حذرة ولطيفة، وكلماته التي تتدفق بهدوء كانت مثل ضوء الغروب الذي يغمر الغرفة. كان ألفونسو قد وصفها بالرقة والحساسية والتفكير العميق، لكن بالنسبة لشارلوت، كانت هذه الصفات تنطبق عليه هو. لطفه الذي لا يتجاهل حتى جرحًا صغيرًا، وحساسيته في الاعتناء بها، وكلماته المدروسة التي تحثها على عدم إهمال نفسها – من غيره يستحق هذه الأوصاف؟.
وهي تنظر خلسة إلى وجهه المركز على يدها، أدركت شارلوت مرة أخرى مدى منطقية وحتمية حبها له.
‘كيف يمكن لأحد ألا يحبك؟’ فكرت. ‘كيف يمكنني أنا ألا أحبك؟’
وفي تلك اللحظة، أدركت أخيرًا سبب ترددها في الرد على طلبه. لقد كانت خائفة من أن ينمو حبها له أكثر. كلما زاد هذا الحب، كلما أصبح من الصعب عليها كبح رغبتها في البقاء إلى جانبه، في الحياة معه.
~~~
تدرون الاجانب بعضهم مسوين سالفة ليش الفونسو يلي من المفترض اوروبي ملامحه تبان آسيوية، صارت سالفة طويلة عريض البعض طقطق عليهم والبعض وصف المؤلفة والرسامة بالعنصرية ، طبعا كانوا يقصدون الغلاف الثالث مدري الثاني يلي بينحط بعد ذا الفصل، اصلا مو بالضرورة بعد ذا الفصل بس احس نفسي مستعد للتنزيل بنزل الفصول واغير الغلاف بس بحط علامه انه تم تغير الغلاف من الفضل الفلاني ودخلنا احداث الغلاف الثاني
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 84"