– كيفية انهاء عقد زواج بشكل مثالي.
الفصل 76
بدأ كل شيء مع تقرير جان-جاك.
“لم نجد التوت الأسود اليوم أيضًا،” قال جان-جاك بنبرة مترددة، ثم أضاف بحذر: “لكن، يبدو أن السير آرنو لم يكن مهتمًا حقًا بالتوت الأسود.”
كان ألفونسو قد قرر إرسال جان-جاك مع آرنو إلى سان بال بدلاً من الذهاب بنفسه. في الحقيقة، كان يتمنى لو استطاع الذهاب شخصيًا أو إرسال فرقة من الرجال للبحث عن مصدر التوت الأسود في الأسواق البعيدة. لكن الواقع كان مختلفًا—كان في قلعة بيهونيك، حيث الموارد البشرية محدودة، وأمامه جبل من المسؤوليات ينتظر الحل. كان تحقيق رينارد في أوجه، وكان عليه أيضًا الإشراف على تعيين كلوي كسيدة لقلعة بيهونيك، مما يتطلب إجراءات معقدة. لم يكن لديه وقت للتحرك بنفسه.
لذلك، ظن أن إرسال جان-جاك مع آرنو قد يساعد في تسريع البحث. لكن تقرير جان-جاك جاء ليوقظ شكوك ألفونسو من جديد.
“كنت أنوي الذهاب مباشرة إلى السوق،” استمر جان-جاك، “لكن سيد آرنو أصر على التجول حول القناة. في البداية، ظننت أنه يريد تفقد البضائع التي تصل عبر القناة، لكنه لم يُلقِ نظرة واحدة على سفن الشحن.”
“ماذا كان يفعل إذن؟” سأل ألفونسو، وهو يضيق عينيه بحذر.
“السيد آرنو… كان يبحث عن شيء ما،” أجاب جان-جاك، وتوقف للحظة كأنه يحاول اختيار كلماته بعناية. ثم بدأ يروي ما حدث في سان فال: “كان يتمتم بكلمات غامضة وشتائم، يتجول حول القناة ذهابًا وإيابًا. قال شيئًا عن “بيت الطوب الأحمر اللعين” وتساءل إن كانت الأبنية قد هُدمت. كان يبدو وكأنه يبحث عن شيء محدد، لكنه بالتأكيد لم يكن التوت الأسود.”
كانت رواية جان-جاك محيرة، لكنها أكدت شيئًا واحدًا: تصرفات آرنو كانت مشبوهة للغاية. لم يكن هذا كل شيء—كان آرنو يتفاجأ عندما يُوجه إليه الحديث، كأنه يحاول إخفاء شيء ما. هذا الشعور بالغموض، إلى جانب شكوك ألفونسو السابقة، حول الريبة إلى يقين شبه مؤكد.
‘هل كان طلب شارلوت من آرنو ليس التوت الأسود حقًا؟’ فكر ألفونسو، وشعور بالإحباط يتسلل إلى قلبه. كان واضحًا أن آرنو كان يبحث عن شيء ما، لكن إذا لم يكن التوت الأسود، فما الذي كان يبحث عنه؟ كان الطلب نفسه—الذهاب إلى سان فال لجلب شيء—صحيحًا، لكن التفاصيل بدت كاذبة.
كان هذا الشك يثير استياء ألفونسو. ‘إذا كان لديها طلب، لمَ لم تخبرني أنا؟’ فكر، وشعور بالإهانة ينمو بداخله. ‘هل أنا مكروه إلى هذا الحد؟ هل أنا غير جدير بالثقة، بينما آرنو جدير؟’.(😭😭😭!!!!!)
‘ما الذي يميّز آرنو؟’ تساءل، وشعور بالغضب يعتمل في صدره. كان يعلم أن هذه الأفكار صغيرة وحقيرة، لكنه لم يستطع طردها من ذهنه. كان الأمر أشبه بطفل يُسلب منه حلواه المفضلة. كان ألفونسو، بفضل مكانته وعلاقته المميزة مع شارلوت، يحظى دائمًا بمعاملة خاصة منها. حتى آرنو نفسه كان يعرف ذلك—ألم يكن قد أقسم ذات مرة، بعد أن غرست شارلوت خنجرًا في الطاولة لاستفزازه، أنه لن يتحدث إليها مرة أخرى؟.
“لن أتحدث إلى السيدة نوها مجددًا!” كان آرنو قد صرخ بنبرة يائسة، وهو يتراجع أمام غضبها. لكن الآن، يبدو أنهما يتشاركان أسرارًا، ويستبعدان ألفونسو تمامًا.
في تلك اللحظة، أدرك ألفونسو مدى ضيق أفقه. كان قلبه كحقل قاحل، لا مكان فيه حتى لبذرة الهندباء. ‘هل أنا… أغار؟’ فكر، وشعور بالخجل يغزو وجهه.
‘لا، مستحيل!’ قال لنفسه بحزم. الغيرة؟ كلمة لم يعرفها أبدًا طوال حياته. حتى عندما كان طفلاً وكانت أمه تهتم بصوفيا وبرونو وتتجاهله، لم يشعر بالغيرة. فلماذا الآن؟.
‘أنا فقط غاضب،’ قرر ألفونسو، محاولًا إقناع نفسه. ‘غاضب لأن شارلوت طردتني بقسوة، والآن تتشارك الأسرار مع آرنو’. نعم، هذا هو الأمر—غضب، وليس غيرة. لكنه كان يعلم، في أعماقه، أن العالم يسمي هذا الشعور “غيرة”، لكن تلك الكلمة كانت كصوت بعيد، لا يصل إلى أذنيه.
‘لا يمكنني تأجيل هذا بعد الآن،’ قرر ألفونسو. كان عليه مواجهة شارلوت، معرفة ما الذي تطلبه من آرنو، وما الذي تخفيه. مهما كانت غاضبة، كانت شارلوت شخصًا يمكن التحاور معه. كان واثقًا أنهما يستطيعان حل هذا الأمر بالحديث.
مع هذا القرار، توجه ألفونسو إلى جناح شارلوت. لكن، في طريقه، سمع بالصدفة حوارًا خافتًا يتسلل من خلف باب مغلق.
“…موجود بالفعل. ظننت أنه ربما اختفى مع الزمن، لكنه هناك.”
“هل أنت متأكد من الموقع؟”.
“نعم. هل ستذهبين لرؤيته؟”.
“ليس بعيدًا جدًا. يمكنني الذهاب ليلاً دون أن يلاحظني أحد. جهز كل شيء، وتأكد أننا لن نُكتشف.”
لم يكن من الصعب التعرف على الأصوات. ‘آرنو وشارلوت،’ فكر ألفونسو، وقلبه ينبض بسرعة. لكن ما أثار دهشته لم يكن هوية المتحدثين، بل محتوى حديثهم. كان آرنو، بالفعل، ينفذ أوامر شارلوت سرًا، ويخططان للذهاب إلى مكان ما ليلاً… معًا.
‘ما الذي يبحثان عنه؟’ تساءل ألفونسو، وشعور بالغضب يتصاعد بداخله. ما زاد الأمر سوءًا هو إدراكه أن آرنو كان يخفي هذا عنه عمدًا. ‘آرنو ليس من النوع الذي يخفي الأمور عني،’ فكر. كان آرنو، رغم طباعه الخشنة وتصرفاته العفوية، فارسًا مخلصًا. ألفونسو، الذي قاتل إلى جانبه في ساحات القتال، كان يعرف ذلك جيدًا.
حتى لو خان آرنو ولاءه، كان ألفونسو سيتقبل الأمر بهدوء. ‘ربما كان لديه سبب،’ كان سيقول، أو ربما كان سيعتقد أنه لم يكن سيدًا يستحق الولاء. لكن هذه المرة، لم يكن الأمر يتعلق بآرنو فقط. كان يتعلق بشارلوت.
‘هل يعقل أن آرنو… يحب شارلوت؟’ فكر ألفونسو، وشعور بالذعر يتسلل إلى قلبه. كانت الفكرة كالسم، تنتشر بسرعة في عقله.
‘شارلوت… جذابة بكل المقاييس،’ اعترف ألفونسو لنفسه. جمالها البارد، عيناها الحادتين، وتعبيرها الخالي من الابتسامة كانت مزيجًا لا يُقاوم. كانت تحمل هالة من الغطرسة الطبيعية، كأن العالم بأسره يدور حولها. حتى أشعة الشمس التي تتسلل إلى عينيها الخريفيتين بدت وكأنها خلقت لتزيدها تألقًا. كانت شارلوت كالسكين الحاد—مخيفة ومذهلة في آن واحد. كان من السهل على أي شخص أن يقع في حبها، أو على الأقل أن يفتن بها.
‘من الطبيعي أن يقع أحد في حبها،’ فكر ألفونسو، لكنه شعر بمرارة تتصاعد في حلقه. كان عقله يرى الجميع كمنافسين محتملين، كأن عينيه مغطاة بالرماد. لو سمع آرنو أفكار ألفونسو، لضحك حتى البكاء، لكن لحسن الحظ، لم يكن هناك من يسمع تلك الأفكار سوى ألفونسو نفسه.
‘لا يمكنني ترك الأمور على هذا الحال،’ قرر ألفونسو، محاولًا إقناع نفسه أن قراره ليس مدفوعًا بالغيرة. ‘هذا من أجل آرنو. يجب أن أخبره أن شارلوت لديها من تحب، وأن مشاعره لن تُقابل بالمثل. وأيضًا… يجب أن أعرف ما الذي يخفيانه.( ألفونسو تراك واضح، واضح)
مع هذا القرار، هدأ ألفونسو من غضبه واستعد لليلة حاسمة. في تلك الليلة، تسلل ثلاث ظلال خارج قلعة بيهونيك، مختفين تحت ستار الظلام.
* * *
في تلك الأثناء، على تلة تطل على مدينة سان فال النائمة تحت غطاء الليل، كانت شارلوت وآرنو يقفان جنبًا إلى جنب، ممسكين بأعنة خيولهما.
“سيدتي، هل تعلمتِ ركوب الخيل أيضًا؟” سأل آرنو بنبرة تحمل لمحة من الإعجاب.
“حدث ذلك بالصدفة،” ردت شارلوت بسخرية خفيفة، وهي تشد الأعنة بثقة. كانت حركاتها سلسة، كأنها اعتادت قيادة الخيل في ظروف أصعب.
“ظننت أننا سنحتاج وقتًا أطول للوصول إلى هنا، لكنكِ أسرعتِ أكثر مما توقعت،” قال آرنو، وهو ينظر إليها بنظرة تقدير.
“كفى ثرثرة،” قاطعته شارلوت بحزم. “أين المكان الذي وجدته؟”.
“أسفل هذا التل مباشرة،” أجاب آرنو، وأشار إلى المدينة التي تمتد أمامهما. كانت الأبنية متراصة كصناديق الثقاب، وقناة الماء تعبرها كشريان لامع تحت ضوء القمر. في وسطها، ارتفع برج الساعة كعلامة لا تخطئها العين.
نزلت شارلوت التل بحذر، وعندما وصلت إلى سفحه، هرب تنهد خافت من شفتيها. ‘إنه حقيقي،’ فكرت، وهي تتأمل المنظر أمامها. كان المشهد مطابقًا تمامًا للوحة التي رأتها في منزل غابرييل—نفس الأبنية المزدحمة، نفس القناة، ونفس البرج الذي يتربع في قلب المدينة. كان هذا المنظر بمثابة خيط الأمل الذي تشبثت به، الدليل الوحيد الذي قد يقودها إلى الشخص الذي يمكنه إنقاذ حياتها.
~~~
عدينا بذا الفصل المانهوا
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 76"