– كيفية انهاء عقد زواج بشكل مثالي.
الفصل 66
تغيرت ملامح ألفونسو بشكل غريب عندما سمع كلمات آرنو، وكأن شيئًا ما أثار قلقه بعمق. سأل بنبرة فيها مزيج من الدهشة والتوتر: “خاتم… اختفى؟” كان الخبر صادمًا له، خاصة أن الخاتم يحمل أهمية رمزية وعاطفية كبيرة، ربما مرتبطة بإرث عائلته أو بذكرى والدته إيفون.
أكد آرنو، وهو يومئ برأسه: “هذا ما قيل. السيدة بيهونيك كانت في حالة من الفوضى التامة، كما سمعت. قالت إن فقدان هذا الخاتم سيؤدي إلى كارثة حقيقية. يبدو أنها مصممة على إيجاد السارق بأي ثمن، وقد بدأت تحقيقًا مكثفًا.” ثم أضاف بنبرة مطمئنة: “على الأقل، أصبح من الواضح أن زوجتك ليست السارقة، أليس كذلك؟” كان آرنو يحاول تهدئة ألفونسو، مشيرًا إلى أن الاشتباه قد زال عن شارلوت بعد اتهامها السابق.
سأل ألفونسو باهتمام واضح: “إذن، هل قدمت السيدة بيهونيك اعتذارًا رسميًا لزوجتي؟” كان يشير إلى الحادثة التي اتهمت فيها شارلوت ظلمًا، وهي إهانة تتطلب تصحيحًا للحفاظ على شرف عائلة إدوارد.
رد آرنو: “حسب ما سمعت، يبدو أنها قدمت اعتذارًا.” كان هذا الاعتذار ضروريًا لتهدئة التوتر بين العائلتين، خاصة بعد سوء الفهم الذي تسبب في إحراج شارلوت.
أومأ جان-جاك برأسه، وبان على وجهه تعبير الرضا: “لو أنها لم تعتذر بعد كل تلك الإهانة، لكنت فكرت جديًا في طلب مبارزة ضد بيهونيك لحماية شرف السيدة.” ثم أضاف بنبرة جدية تحمل فخر الفروسية: “أنا فارس مكلف بحماية شرف عائلة إدوارد. وبما أنك، سيدي، أمرتني بحماية زوجتك، فإن الدفاع عن شرفها يقع على عاتقي.” كان جان-جاك يتحدث بثقة مطلقة، وكأن هذا الواجب جزء لا يتجزأ من هويته كفارس.
نظر إليه آرنو بنظرة تعجب، وكأنه يرى شخصًا غريب الأطوار: “يا إلهي، يا له من غريب!” هز رأسه بعدم تصديق وتمتم مازحًا: “على أي حال، ألم أحضر لكم هذه الأخبار فور حصولي عليها؟ لاحظت أن القلعة كانت مضطربة مؤخرًا، والآن فهمت السبب.” كان آرنو يحاول إبقاء الحديث خفيفًا، لكنه لاحظ أن ألفونسو بدا مشتتًا وغير منخرط في المحادثة.
رد ألفونسو بكلمة مقتضبة: “حسنًا.” كان واضحًا أنه لم يكن متفاعلاً تمامًا. لم يكن ذلك لأنه لم يلاحظ الاضطرابات في القلعة، بل لأن عقله كان مشغولاً بأمور أخرى أكثر إلحاحًا. منذ حادثة السرقة التي تورطت فيها كلوي قبل أيام، كان ألفونسو غارقًا في أفكاره حول علاقته المعقدة مع شارلوت. كان يشعر بالإحباط من نفسه، وبالارتباك من موقفها الهادئ تجاه ما حدث بينهما.
فكر ألفونسو في نفسه: ‘شارلوت بدت وكأنها لا تهتم على الإطلاق بما حدث.’ كان قد شعر بالغضب بعد نقاشهما الأخير، حيث أظهر استياءه من موقفها. لكن في اليوم التالي، جاءته شارلوت بوجه هادئ وابتسامة خفيفة، وكأن شيئًا لم يكن. كانت لا تزال تستيقظ مبكرًا كعادتها، فالتقيا في الصباح كما اعتادا دائمًا. حاول ألفونسو فتح الموضوع: “شارلوت، بخصوص الأمس…” لكنها قاطعته بهدوء وثقة: “أنا آسفة إذا أزعجك شيء بالأمس. إذا شعرت بالإهانة من تعاطفي، فأنا أعتذر. كان احتجاجك مبررًا. لا أهتم بالأمر، لذا لا تهتم أنت أيضًا.” كانت كلماتها واضحة ومباشرة، وأنهت النقاش بسرعة، ثم تحولت للحديث عن الخاتم المسروق.
لم تقدم شارلوت تفاصيل كثيرة عن الخاتم، وكان ألفونسو مشتتًا بعض الشيء بسبب أفكاره، لكن جملة واحدة ظلت عالقة في ذهنه: “فقط تذكر شيئًا واحدًا: لا تهتم بأي شائعات. كل شيء سينتهي على خير!” كانت نبرتها واثقة، وكأنها تملك خطة محكمة لحل المشكلة، بل ربما كانت تتحدث وكأنها تملك قوة سحرية لتسوية الأمور. هذه الثقة، التي كانت سمة مميزة لشارلوت، جعلت ألفونسو يشعر بالعجز أحيانًا. كانت دائمًا تبدو متحكمة في الموقف، بينما هو يغرق في صراعاته الداخلية.
فكر ألفونسو: ‘كان يجب أن أقول لها إنني لم أكن غاضبًا منها.’ لكنه شعر بأن لسانه قد تجمد أمامها، ولم يستطع التعبير عن مشاعره الحقيقية. تذكر تلك اللحظة التي شعر فيها بضعفه، فتنهد بعمق ونهض من مكانه، قائلاً: “لا يبدو أن هذا موضوع مهم. سأذهب الآن. انتهيا من مهامكما وارجعا.” كان يحاول الهروب من أفكاره المضطربة، متظاهرًا بأن الأمر لا يعنيه.
رد آرنو وجان-جاك باحترام: “حسنًا، سيدي.” و”تفضل بالدخول.” لكن قبل أن يتمكن ألفونسو من المغادرة، فُتح الباب فجأة، واندفع سيرجو إلى الداخل بوجه يعكس القلق الشديد: “سيدي! عليك أن تأتي فورًا!” كان صوته مليئًا بالإلحاح، مما جعل الجميع يتوقفون.
سأل ألفونسو بنبرة متعبة: “ما الأمر الآن؟” كان يشعر بأن مشكلة جديدة على وشك إضافة المزيد من التعقيد إلى يومه.
صاح سيرجو: “رينارد بيهونيك عاد!” كان الخبر كالصاعقة، وأثار في ألفونسو مزيجًا من التوتر. عودة رينارد في هذا التوقيت لم تكن مجرد صدفة، بل كانت تحمل في طياتها احتمالات لصراع محتمل.
* * *
كان رينارد، سيد عائلة بيهونيك، يرى نفسه سيدًا عظيمًا، لكن مظهره أصبح في حالة يرثى لها خلال الأيام القليلة الماضية. السبب واضح: لقد اضطر للسفر دون توقف ليل نهار للعودة إلى أراضيه. كان غاضبًا، وهو يفكر: ‘هذين الإدوارد اللعينين!’ كان يلقي باللوم على ألفونسو وشارلوت، اللذين، في نظره، دمرا خططه بعناية.
بعد إعلان زواج ألفونسو وشارلوت في مهرجان التأسيس، وجد رينارد نفسه في موقف لا يحسد عليه. كان أتباع عائلة إدوارد غاضبين منه، متهمين إياه بالفشل في السيطرة على الوضع بعد أن “هرب” ألفونسو للزواج سرًا. في البداية، رد رينارد بغضب، لكن الوضع بدأ ينقلب ضده. أول خطأ كبير ارتكبه كان زيارته لكوينسي نوها، حيث طالبه بالتعويض: “كوينسي! كيف حدث هذا؟ أختك هي من أفسدت كل شيء!” لكن كوينسي رد بنظرة باردة كالثلج: “تطالب بالتعويض وأنت لم تؤدِ دورك؟ كن شاكرًا أنني لم أقطع رأسك هنا والآن. أنت معمي بطمعك، تضع رأسك تحت المقصلة ولا تعرف أن الطعام في فمك هو لحمك المقطع.” كانت كلماتها تهديدًا مباشرًا، مما أجبر رينارد على التراجع في صمت.
بدون دعم كوينسي، أصبح رينارد عرضة لانتقادات الأتباع الآخرين. قال أحدهم بخيبة أمل: “كنت أتوقع الكثير منك، يا سيد بيهونيك.” وقال آخر: “كان خطأي أن وثقت بك. سأعيد النظر في اتفاقياتنا التجارية.” كل الجهود التي بذلها رينارد لكسب ودهم ذهبت هباءً، مما جعله يشعر بالإذلال. كان يفكر بغضب: “لماذا أنا من يتحمل هذا؟” في ذهنه، كان رينارد يرى نفسه كشخصية مركزية في عائلة إدوارد، شخص يجبر حتى الدوق على احترامه.
في محاولة يائسة لاستعادة مكانته، قرر رينارد البقاء في إدوارد: “سأبقى هنا حتى يعود الدوق!” كان يعتقد أن هذا سيربك ل، الوكيل المؤقت. لكن لوك رد بثقة: “ابقَ كما تشاء. إدوارد لا تهمل أتباعها.” وأضاف بسخرية: “الدوق نفسه مدين لبيهونيك، فلماذا لا يمكنك أنت أن تكون مدينًا لإدوارد؟” ثم ألقى الخبر الصادم: “الدوق ذهب إلى بيهونيك مع زوجته.”
شعر رينارد وكأن الأرض انشقت تحته. وصلته رسالة من قلعة بيهونيك تؤكد الخبر، مما جعله يدرك أنه وقع في فخ محكم. جاء إلى العاصمة للضغط على ألفونسو، لكن خطته انقلبت ضده. فكر: ‘هذا الماكر!’ أدرك أن ألفونسو استغل غيابه للبحث عن الخاتم في بيهونيك. على الرغم من أنه أقنع كلوي بحماية الخاتم، إلا أنه كان قلقًا من أن ألفونسو قد يلجأ إلى القوة. فكر: ‘إذا فقدنا الخاتم، سينهار كل شيء!’ كان الخاتم مفتاح طموحاته، وفقدانه يعني نهاية أحلامه بأن يصبح القوة الحقيقية خلف إدوارد.
هرع رينارد إلى بيهونيك دون توقف، وعندما وصل، سأل كلوي بصدمة: “ما الذي سمعتُه للتو؟” أجابت كلوي بحزن واضح: “سمعتَ الحقيقة. أثناء غيابك، وقعت سرقة.” وأضافت بنبرة ثقيلة: “اختفت قلادة السيدة الأولى لبيهونيك… وخاتم إيفون.” كانت هذه الأغراض ليست مجرد مقتنيات، بل رموزًا تحمل قيمة عاطفية وتاريخية، مما جعل الخسارة أكثر إيلامًا.
~~~
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 66"