– كيفية انهاء عقد زواج بشكل مثالي.
الفصل 54
اسم السيدة العجوز التي كانت تصرخ بصوتٍ عالٍ ومزعج على الشخصين هو جوزفين بيهونيك. كانت امرأة ذات هيبة، تحمل في صوتها غضبًا متراكمًا، كما لو أنها تحمل ضغينة عميقة. أما المرأة التي تدخلت لتهدئة جوزفين، واستقبلت شارلوت وألفونسو نيابةً عن شقيقها لينارد الغائب عن القلعة حاليًا، فكانت تُدعى كلوي بيهونيك، وهي امرأة تملك حضورًا هادئًا لكن حازمًا.
قالت ألفونسو بنبرة رسمية وهو يعرف عنهم: “كلتهما من أقرباء، إيفون لافيليا إدوارد، من جهة والدتها.”
كانت جوزفين خالة إيفون، بينما كانت كلوي ابنة خالتها من جهة الأم. لكن، في الحقيقة، كانتا أقرب إلى إيفون من عائلتها البيولوجية. فقد نشأت إيفون في كنف عائلة بيهونيك، حيث عوملت كابنة من أبنائها، وترعرعت وسط تقاليدهم وعاداتهم، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من هذه العائلة. بعد أن استمعت شارلوت إلى هذا التفسير، أومأت برأسها كأنها بدأت تفهم العلاقات المعقدة بين الشخصيات.
قالت شارلوت بنبرة متفهمة: “إذن، كانت السيدة جوزفين بمثابة أم لإيفون، ولا بد أنها عاشت مع السيدة بيهونيك كما لو كانتا شقيقتين مقربين.”
أجاب ألفونسو بإيجاز: “نعم، هذا صحيح.”
لكن شارلوت، التي بدت فضولية، سألت بحيرة: “وماذا عن قول السيدة جوزفين أن والدتك توفيت بسبب عائلة إدوارد؟ ما المقصود بذلك؟”.
عند هذا السؤال، ظهرت علامات التوتر على وجه ألفونسو للحظة، كأنه يتذكر ذكرى مؤلمة. ثم بدأ يتحدث بنبرة هادئة ولكن ثقيلة: “هل تعرفين كيف توفيت الدوقة السابقة إدوارد؟”.
ردت شارلوت: “كل ما سمعته هو أنها توفيت في حادث عربة أثناء إقامتها في بيهونيك.”
أوضح ألفونسو: “بالتحديد، حدث ذلك عندما كانت تُسرع للعودة إلى منزلها بعد تلقيها خبر وفاة والدي. تجاهلت نصائح الجميع بالانتظار حتى الصباح، وانطلقت في منتصف الليل، فتعرضت لحادث مأساوي أودى بحياتها.”
أضافت شارلوت، وهي تحاول ربط الأحداث: “إذن… توفي والداك في توقيت متقارب جدًا.”
أجاب ألفونسو بنبرة حزينة: “نعم، هذا صحيح. لذلك، أظن أن السيدة جوزفين ربما رأت أن وفاة والدتي كانت بسبب والدي وعائلتنا بأكملها، لأنها جرت لملاقاته.” أضاف بنبرة تأملية: “بالطبع، هذا مجرد تخمين مني. لم أتوقع أبدًا أن تصل بها الأمور إلى هذا الحد من الغضب.” ثم أنهى تفسيره، وتوقفت المحادثة عند هذه النقطة.
كان على ألفونسو أن يغادر فورًا لتفقد قلعة بيهونيك والمناطق المحيطة بها لإجراء تحقيقاته. بقي جان-جاك، الحارس الذي أُوكل إليه حماية شارلوت، الشخص الوحيد المرافق لها. فكرت شارلوت في نفسها: ‘لا أستطيع التخلص من شعور أنه ترك جان-جاك وهرب.’ لكن، بما أن التحقيق الميداني كان أولوية ملحة، لم تجد مبررًا للاعتراض علنًا.
منذ وصولهما إلى قلعة بيهونيك، التقى شارلوت وألفونسو بكلوي، التي كانت تدير شؤون العائلة نيابةً عن شقيقها لينارد. شرحا لها بإيجاز سبب زيارتهما: أن ألفونسو قد تزوج، وجاء إلى بيهونيك لتسوية أمور تتعلق بممتلكات الدوقة السابقة إدوارد، وبالأخص للبحث عن خاتم معين.
ردت كلوي بسرعة، كأنها كانت مستعدة لهذا الطلب، وأحضرت صندوقًا يحتوي على متعلقات إيفون. قالت بنبرة حاسمة: “هذه كل ممتلكات إيفون. تم جمعها بعد الجنازة مباشرة، لذا إذا كان هناك شيء مفقود، من الأفضل أن تتخلوا عن فكرة البحث عنه، لأنه بالتأكيد قد ضاع.”
كما كان متوقعًا، لم يكن الخاتم ضمن محتويات الصندوق. قرر ألفونسو أن يبدأ بتفقد المناطق المحيطة بالقلعة لجمع أي أدلة محتملة. يبدو أنه لم يكن يعول كثيرًا على مساعدة كلوي في العثور على الخاتم منذ البداية.
فكرت شارلوت: ‘أنا أيضًا لم أكن أتوقع مساعدتها.’ كانت تأمل أن غياب لينارد سيجعل الأمور أسهل، لكنها فوجئت برد الفعل البارد من أهل بيهونيك، بل وحتى بشيء من الغرابة في تصرفاتهم. كان هناك شيء غامض في مواقفهم لا يمكن تفسيره بسهولة.
‘تفسير ألفونسو وحده لا يكفي لفهم هذا الوضع بالكامل،’ فكرت شارلوت. الحادث، في النهاية، كان مجرد حادث مؤسف. قد يكون من المنطقي أن تُحمّل جوزفين، وهي سيدة عجوز ربما تأثرت بالتقدم في العمر، عائلة إدوارد المسؤولية، لكن كلوي، التي تبدو في منتصف العمر وتملك رباطة جأش، لا يبدو أن لديها سببًا واضحًا لتحمل هذا الضغينة العميق بسبب حادث واحد فقط.
توصلت شارلوت إلى احتمالين. الأول: أن لينارد ربما حاول عمدًا زرع الفتنة بين عائلتي إدوارد وبيهونيك لأسباب غير معروفة. لكنها استبعدت هذا الاحتمال، متسائلة: ‘لماذا سيحاول لينارد إثارة العداء حتى مع جوزفين؟’ هذا الافتراض لم يكن مقنعًا، خاصة بالنسبة لجوزفين.
أما الاحتمال الثاني: ‘ربما هناك شيء لم يخبرني به ألفونسو، شيء أعمق يتعلق بالماضي.’ تذكرت شارلوت رد فعل كلوي، التي قالت بنبرة واضحة الامتعاض: “ليس لدي المزيد لأتحدث عنه مع عائلة إدوارد. أتمنى أن تغادروا قبل عودة أخي.”
كانت كلوي صريحة في عدائها، ولم تبدُ مستعدة للحديث عن الدوقة السابقة إدوارد بسهولة. في ظروف أخرى، ربما لم تكن شارلوت لتكلف نفسها عناء التعامل معها، لكنها أدركت: ‘كلوي بيهونيك هي الشخصية المحورية هنا.’ كانت كلوي صديقة مقربة من إيفون، وشقيقة لينارد، مما يجعلها المرشحة الأكثر احتمالًا لمعرفة مكان الخاتم. لكن للوصول إلى هذه المعلومات، كان على شارلوت أن تكتشف سبب عداء كلوي تجاه عائلة إدوارد.
بعد تفكير عميق، اتخذت شارلوت قرارها: “حسنًا، لا خيار آخر أمامي.” سأستخدم الطريقة التي أجيدها للوصول إلى الحقيقة.
***
كانت كلوي، التي تُعرف غالبًا باسم السيدة بيهونيك، تتجول في حديقة قلعة بيهونيك وهي غارقة في أفكارها المضطربة. كانت تحمل في قلبها ثقلًا عاطفيًا ثقيلًا، بسبب الضيوف غير المتوقعين الذين ظهروا فجأة في القلعة: دوق إدوارد وزوجته.
‘ليس فقط أن شخصًا من إدوارد قد جاء، بل الدوق وزوجته بنفسيهما!’ فكرت كلوي بدهشة. عندما رأتهما لأول مرة، كادت لا تصدق عينيها. كان مجيء الدوق وحده كافيًا ليثير صدمتها، فكيف بهما معًا؟.
تذكرت أن شقيقها لينارد ذهب إلى العاصمة لمناقشة زواج دوق إدوارد، وتحديدًا موضوع “الخاتم” الذي يحمل أهمية خاصة. كان قد أجرى معها نقاشات مطولة قبل مغادرته، مطمئنًا إياها: “لا تقلقي، كلوي. سأتأكد من مناقشة أمر إيفون مع الدوق بشكل صحيح، وسأحل مسألة الخاتم.”
لكن ما الذي حدث؟ لماذا لم يعد لينارد يرسل أي أخبار، ولماذا ظهر دوق إدوارد وزوجته هنا فجأة؟.
‘ابن إيفون… لقد كبر كثيرًا،’ فكرت كلوي وهي تتذكر ألفونسو. رغم أنها المرة الأولى التي تلتقي فيها به بشكل مباشر، لم تستطع إلا أن تتعرف عليه على الفور. كان ألفونسو قد ورث جمال إيفون اللافت، حتى خديها البيضاء النقية التي تشبه أوراق الماغنوليا. عندما رأته لأول مرة، كادت كلوي تنسى موقفها البارد وتمسك يده بحرارة من فرط الشوق إلى إيفون.
‘كدت أفقد صوابي!’ فكرت. ‘حتى لو كان يشبه إيفون، لا يمكنني أن أترك مشاعري تسيطر علي.’ لهذا السبب كانت تتجنب لقاءه. التفكير بألفونسو أعاد إليها مشاعر الحزن والثقل، خاصةً أن إيفون تركت لها شيئًا ثمينًا يحمل ذكرياتها.
بينما كانت تتجول في الحديقة غارقة في أفكارها، سمعت فجأة صوتًا غريبًا. كان صوت بكاء خافت ينبعث من زاوية منعزلة في الحديقة.
“هك، هك…” اقتربت كلوي من مصدر الصوت، فرأت شعرًا أحمر يتمايل. عرفت الشخصية على الفور.
“الدوقة؟” نادت كلوي بحذر وهي غير متأكدة. رفعت المرأة رأسها، وكان وجهها محمرًا من البكاء، يبدو أكثر بؤسًا من انطباعها الأول، لكنها كانت بالتأكيد زوجة ألفونسو، الدوقة الحالية إدوارد.
عندما رأت كلوي، احمر وجهها خجلاً وحاولت مسح دموعها بسرعة. قالت بنبرة مرتبكة: “آه، أعتذر، لقد رأيتموني في حالة محرجة…”
سألت كلوي بقلق: “لا بأس، لكن ما الذي حدث؟ هل أهمل الخدم معاملتكِ؟ هل هناك شيء يزعجكِ؟”
ردت الدوقة بنبرة هادئة ولكن مكسورة: “لا، ليس هذا. أنا ممتنة جدًا لكرم ضيافة بيهونيك. الحقيقة… أُجبرت على زواج لم أريده، وأشعر بالاختناق في حياتي الزوجية، فلم أتمالك نفسي.”
“ماذا؟” صرخت كلوي، وهي تمسك بشارلوت بحماس، كأنها وجدت مبررًا لمشاعرها. “هل يعقل أن دوق إدوارد أجبركِ على الزواج رغم رفضكِ؟ يا له من تصرف وقح! كيف يمكن لعائلة بأكملها أن تجبر شخصًا على ما لا يريد؟ إنه تكرار لما حدث من قبل!”
لكن هذه المرة، كانت شارلوت هي من بدت مصدومة. سألت بدهشة، وكأنها لا تصدق ما تسمعه: “مهلاً، هل تقصدين أن الدوق السابق إدوارد… أجبر زوجته على الزواج؟.
في تلك اللحظة، أدركت شارلوت السبب الحقيقي وراء كراهية كلوي وجوزفين لعائلة إدوارد. كان هناك ماضٍ مؤلم يربط بين العائلتين، وكان هذا هو المفتاح لفهم العداء العميق.
***
لم يكن الزواج بين الدوق السابق إدوارد وإيفون سعيدًا أبدًا. بدأت علاقتهما بطريقة خاطئة منذ اللحظة الأولى. لم تكن إيفون ترغب في الزواج، لكن الدوق السابق، الذي وقع في حبها، استخدم سلطته ونفوذه لإجبارها على أن تصبح زوجته. كانت إيفون امرأة ذات إرادة قوية، فلم تستسلم لهذا الواقع بسهولة. بعد الزواج، بدأت بالتمرد علنًا، فكانت تتغيب عن المنزل لفترات طويلة. كانت تقضي وقتها إما في بيهونيك، مسقط رأسها الذي وجدت فيه الأمان، أو في القصر الإمبراطوري بمساعدة صديقتها المقربة، الإمبراطورة، التي كانت تدعمها في محنتها.
في خضم هذا التوتر المستمر، حملت إيفون وأنجبت طفلها الوحيد، ألفونسو. لكن ولادته لم تُحسن من العلاقة بين الزوجين، بل زادت الأمور تعقيدًا. فقد بدأت شائعات تنتشر حول نسب ألفونسو، الذي ورث شعرًا فضيًا يُعتبر رمزًا للدم الإمبراطوري. انتشرت الهمسات بأن ألفونسو ليس ابن الدوق إدوارد، بل ربما يكون ابن الإمبراطور نفسه. هذه الشائعات ألقت بظلالها على العلاقة بين العائلتين، وزادت من التوتر والشكوك، مما جعل ماضي إيفون وعلاقتها بعائلة إدوارد مصدرًا للألم والانقسام.
~~~
الغريب ابوه شعره فضي شكلهم يحسون جينات الام قوية، الوحيدة يلي جيناتها كانت قوية روكسانا اول طفل لها شعره اشقر والثاني كمان 🤣
اتذكر مدري صحيح أو لا بس أول طفل لوركسانا كانت بنت وشعرها اشقر وعيونها ذهبية والثاني الولد كان يشبه كاليستو
لا تنسوا كومنتاتكم الحلوة يلي تخليني استمتع بالتنزيل
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 54"