– كيفية إنهاء عقد زواج بشكل مثالي.
الفصل السابع عشر
‘ماذا يفترض بي أن أفعل الآن؟: فكر روهان في حالة ذعر. كان دائمًا يتباهى في ساحات الصيد بمهارته الرائعة، لكنه في الحقيقة لم يكن يملك القدرة حتى على إصابة سنجاب بدقة.
وبالطبع، لم يكن لديه أي خبرة في استخدام العنف ضد أحد. ومع ذلك، كان أول شخص يوجه إليه يده هو شارلوت نوها، المرأة التي أثارت فضول المجتمع الراقي! ‘أقسم، لم أكن أنوي هذا!: فكر روهان، وقلبه ينبض بالذعر والندم.
“هل… هل أنتِ بخير–” بدأ روهان يتلعثم، محاولًا تبرير فعلته، لكن شارلوت، التي كانت صامتة حتى تلك اللحظة، قاطعته بنبرة هادئة وساخرة: “يبدو أنها المرة الأولى التي تضرب فيها شخصًا، أليس كذلك، روهان ألويس؟”.
كان صوتها هادئًا وساخرًا كما اعتادت، لا يحمل أي أثر للصدمة أو الألم. لو سمع أحدهم صوتها فقط، لما تخيل أنها تلقت للتو صفعة على وجهها.
لكن بالنسبة إلى روهان، الذي كان يواجه عينيها الخضراوين الباردتين، كان الأمر مختلفًا. شعر وكأن نظرتها الحادة تخنقه، وكأن كلماتها الهادئة تضغط على صدره. في محاولة يائسة لتبرير نفسه، اندفع قائلًا: “أنتِ… أنتِ السبب! أنتِ من أغريتني ثم استهزأتي بي!”.
“استهزأت؟” ردت شارلوت، وهي ترفع حاجبها بسخرية.
“نعم، سمعتُ عنكِ! فعلتِ الشيء نفسه مع السيد ديتريش! أغريته بطلب مساعدتك، ثم رفضتِه وأهنتِه! أيتها الشريرة–” .
“كفى عن وصفي بالشريرة، لقد سئمت من هذا اللقب،” قاطعته شارلوت وهي تخلع قفازها ببطء، بنبرة باردة وساخرة. “ديتريش، الآن وأنت تتحدث عنه، أتذكر. إنه ذلك الشخص الذي تلاعب بحذائي الجديد ليخلق موقفًا يجبرني على طلب مساعدته.”
في تلك الواقعة، تلاعب ديتريش بحذاء شارلوت ليجعلها بحاجة إلى دعمه، ثم بدأ يتصرف بلطف مبالغ فيه، ناشرًا إشاعات عن علاقتهما “الخاصة”. وعندما رفضته شارلوت، تحول وجهه إلى اللون الأحمر من الإهانة وصرخ: “كيف تجرئين على الاستهزاء بي!” – تمامًا كما يفعل روهان الآن.
:كيف يمكن أن يكون هؤلاء الرجال متشابهين إلى هذا الحد؟’ فكرت شارلوت، وابتسامة ساخرة تعلو شفتيها.
“حتى الضرب له قواعد،” قالت بنبرة هادئة وهي تقترب منه ببطء. “التلويح باليد عشوائيًا هو شيء يحدث في ساحة معركة فوضوية، لا هنا.”
أضافت بسخرية: “لكن أظن أنك لا تعرف ذلك.” ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة ورفعت يدها، وقالت: “إذا كنت ستستخدم كف يدك، اخلع القفاز أولًا. ومن الأفضل إزالة أي معدن، خاصة الخواتم. إذا أصابت خدًا، فالألم لن يكون عاديًا.”
وفجأة، “طرااخ!” أصابت يدها خد روهان، فدار رأسه من قوة الصفعة.
“ما الذي–” حاول روهان الاحتجاج، لكنه لم يكمل جملته.
“لو كانت يدي أعلى قليلًا، لكان خاتمي قد أصاب خدك،” قالت شارلوت بهدوء، ثم صفعته مرة أخرى. طرااخ!.
“سيدة نوها!” صرخ روهان.
طرااخ! صفعة أخرى، أقوى هذه المرة.
“أيتها الحقيرة–”
“بوم!” قبل أن يكمل، ركلته شارلوت في ساقه، فتهاوى على الأرض ممسكًا بساقه وهو يصرخ من الألم.
‘ما هذه القوة؟!’ فكر روهان، مصدومًا. لم يكن قد تلقى الصفعات الثلاث دون مقاومة. حاول الإمساك بمعصمها، ودفعها بعيدًا، وحتى بعد سقوطه، حاول النهوض مرات عديدة. لكن في كل مرة، كانت ركلة ماهرة من شارلوت تجبره على الركوع مجددًا.
“أرجوكِ… أخطأت، أخطأت، سيدة نوها… كفى!” توسل روهان وهو يزحف على الأرض، بينما كانت حافة حذاء شارلوت تطرق خده برفق ساخر.
“روهان ألويس، كنتَ واثقًا جدًا عندما صفعتني، لكن انظر إليك الآن بعد بضع ضربات فقط؟” قالت بنبرة مليئة بالازدراء.
“كان خطأ… أرجوكِ، سامحيني هذه المرة فقط!” توسل روهان، وصوته يرتجف.
“خطأ؟ خطأ، تقول؟” ردت شارلوت، وهي تنظر إليه بنظرة ساخرة. هل كان ضربها واتهامها بالاستهزاء به مجرد خطأ؟ ‘لماذا تبدو قصص هؤلاء الرجال دائمًا متشابهة؟’ فكرت، وهي تتذكر ديتريش. عندما هدد بالانتحار إذا لم تقابله، وضعت فوهة المسدس في فمه بلطف، فانهار باكيًا ومتوسلًا.
“كان ذلك في لحظة غضب… خطأ! لن يتكرر أبدًا!” قال ديتريش حينها.
في تلك الواقعة، قبلت شارلوت “خطأه” بنوع من التسامح، على الرغم من أنها تركته شبه مغطى بالدماء، لأنها لم ترَ ضرورة لإطلاق النار. لكن بعد ذلك، نشر ديتريش إشاعات مفادها أن شارلوت أغرته ثم رفضته. ‘على الأرجح، سيقوم روهان ألويس بالشيء نفسه،’ فكرت شارلوت، وشعور بالضيق يتزايد بداخلها.
‘ربما يجب أن أقتله وأنهي الأمر،’ فكرت. ‘حياتي قصيرة على أي حال، فما الذي سيحدث إذا فعلت؟’ كان هذا اليوم سيئًا بما يكفي لتحويل أي لحظة حظ إلى سوء حظ، وكانت شارلوت دائمًا تحمل دبوسًا سامًا في ثيابها، جاهزًا للاستخدام. للحظة، فكرت في الأمر بجدية، ويدها تتحرك نحو صدرها.
لكن قبل أن تصل إلى الدبوس، فُتح الباب فجأة، ودخل الشخص الذي كانت تخشى مواجهته أكثر من أي شيء.
“توقفي، سيدة نوها.”
كان ألفونسو لينوس إدوارد، بوجهه البارد المألوف، الذي جعل جبين شارلوت يتجعد تلقائيًا. ‘لهذا السبب كنت أحاول المغادرة بسرعة،’ فكرت، وشعور بالإحباط يغمرها.
لكن قبل أن تتمكن من الرد، نهض روهان من الأرض، وصرخ بفرحة مفاجئة:”سيدي دوق إدوارد! جئت في الوقت المناسب! أنا–”.
“أعرف بالفعل أنك ضربت سيدة نوها، فأغلق فمك،” قاطعه ألفونسو بنبرة باردة وحادة كالسيف. بدا روهان واثقًا من أن ألفونسو سيأخذ جانبه، لكن رد فعله كان عكس ذلك تمامًا.
كان من الطبيعي أن يكون ألفونسو غاضبًا. عندما سمع الصوت من خارج الغرفة، أدرك من هم الأشخاص الموجودون ومن تلقى الصفعة. شعر بصدمة ممزوجة بالازدراء. “سمعت ما يكفي من الخارج لفهم الوضع،” قال بنبرة حادة. “لم أكن أتخيل أن هناك من يملك الجرأة لصفع سيدة لمجرد أنها رفضت عرضه. يبدو أنك لم تتعلم معنى الشرف.”
“سيدي… أنا… أعني…” تلعثم روهان، يبحث عن عذر، لكنه كان يعلم أن الوضع ميؤوس منه.
كان يريد أن يصرخ بأن شارلوت هي من أغرته، لكن أمام ألفونسو – ابن عم الإمبراطور، الذراع الأيمن للسلطة، وسيد إدوارد العظيم – لم يجرؤ روهان، الذي لا يملك حتى لقبًا بعد، على الرد.
ضيّق ألفونسو عينيه، وقال بنبرة تحذيرية: “لا أعتقد أنك تريد أن تعرف سيدة ألويس العجوز بهذا الأمر. إذا سمعت أي إشاعة عن هذه الحادثة، اعلم أنني، كشاهد، لن أظل صامتًا.”
لم يكن هناك حاجة لقول المزيد. اندفع روهان خارج الغرفة، ووجهه محمر من الغضب والإذلال، تاركًا شارلوت وألفونسو وحدهما في غرفة الراحة.
كسر ألفونسو الصمت أولًا. “شارلوت نوها، هل كنتِ تتجنبينني طوال هذا الوقت لتتعاملي مع أمثال هذا الرجل؟”.
كان تعبيره مزيجًا من الامتعاض والضيق، وهو تعبير مألوف لشارلوت. كان يثير فيها شعورًا غريبًا بالحنين، كما لو أن رؤيته تجعل عينيها تدمعان. ‘لهذا السبب لم أرد رؤيته مجددًا،’ فكرت، وهي تشعر بثقل في قلبها. على الرغم من أنها كانت تعلم أن عليها المغادرة فورًا، إلا أن قدميها رفضتا الحركة، وعينيها لم تستطعا الابتعاد عنه.
كانت دائمًا عقلانية، لكن عندما يتعلق الأمر بألفونسو، كانت تفقد سيطرتها على إرادتها. وبصعوبة، قالت: “لو كنتَ استمعت إليّ حينها، لكنتَ عرفت أن أوامر العائلة مطلقة.”
“إذن، هل تجنبكِ لعرض زواجي كان أيضًا بأمر من عائلتك؟” سأل ألفونسو.
عند ذكر كلمة “الزواج”، قبضت شارلوت قبضتها دون وعي، ثم أرخته. “لا… هذا قراري. قلتُ لك إنني أحب شخصًا آخر.”
“أعلم،” رد ألفونسو، وصوته يحمل نبرة غير معتادة من الحدة. “لكنه بالتأكيد ليس ذلك الأحمق الذي يصفع النساء.”
‘أحمق؟’ فكرت شارلوت، متفاجئة. ‘هل يستخدم ألفونسو مثل هذه الكلمات؟’.
بينما كانت لا تزال تحاول استيعاب دهشتها، شعرت بشيء يلامس خدها المنتفخ. كان ألفونسو قد أخرج منديلًا مطويًا بعناية من جيبه ووضعه بلطف على خدها. اقترب منها، وعيناه تلتقيان بعينيها في لحظة مشحونة بالتوتر.
“شارلوت نوها، جئتُ اليوم لأكرر عرض زواجي،” قال بنبرة ثابتة.
“حتى بعد أن عرفت أنني أحب شخصًا آخر؟” سألت، وعيناها تبحثان في وجهه.
“لهذا السبب بالذات أقدم عرضي،” رد ألفونسو. وعندما بدت شارلوت مرتبكة، ظهرت على وجهه ابتسامة خفيفة، غريبة وغير مألوفة.
“أطلب منكِ زواجًا مؤقتًا لمدة عام واحد.”
~~~
لا تنسوا كومنتاتكم الحلوة يلي تخليني استمتع بالتنزيل
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 17"