(العنوان رسالة لألفونسو عن الأشياء يلي ما كان يعرفها، ما لا يعرفه، وكنت رح اخليه ما لا يعرفه ألفونسو حتى يكون واضح اكثر، تحسون المرات الجاية اوضح المعاني بدون اهتمام ولا اخليها زي ما هي؟،وحرق بسيط هو ما يعرف سبب حبه لشارلوت ف يستعرض كل ذكرياته وحتى بعدما يتذكرها ما يعرف ليش،عشان كذا العنوان ما لا يعرفه)
“قبل قدمي، يا دوق إدوارد. إذا كنت تريد إثبات صدق عرض زواجك، ألا تعتقد أن هذا هو الحد الأدنى الذي يجب عليك فعله؟”.
لم تكن شارلوت تتوقع منه أن يرفض، بالطبع. شفتاها الحمراء، التي نطقت بهذه الكلمات كما لو كانت تهمس لنفسها، انفرجت في ابتسامة طويلة ومغرية، تحمل في طياتها شيئًا من الخبث. كانت ابتسامة حادة ومشرقة كشعرها الأحمر الناري، لكنها تحمل أيضًا لمحة من القسوة التي جعلتها تُعرف بلقب “شريرة نوها”.
ألفونسو، دوق إدوارد العظيم، كان يعرف هذه الابتسامة جيدًا. بل إنه كان قد سئم منها إلى حد الضجر. “شريرة نوها”، شارلوت نوها، كانت اسمًا تردد صداه في الأوساط الاجتماعية، حتى وصل إلى أذني ألفونسو، الذي كان لا يزال غريبًا عن عالم المجتمع الراقي بعد عودته من ساحات الحرب. لكن حتى عندما رفض عرض الزواج الأول من عائلة نوها، لم يكن يعلم تمامًا حجم السمعة السيئة التي تحملها شارلوت.
‘لم أكن أتوقع أن الأمر سيكون بهذا السوء’، فكر ألفونسو وهو يتذكر تلك الأيام. بعد شهر واحد فقط من تقديم وثيقة الزواج المسبق إلى المعبد، أصبح ألفونسو على دراية تامة بشخصية شارلوت، أكثر مما كان يتمنى. والسبب كان بسيطًا للغاية: لقد بذلت شارلوت جهدًا دؤوبًا لتدمير كل عروض الزواج التي كانت تُقدم له، واحدًا تلو الآخر.
“ط’ألم تقل الأميرة صوفيا إن أوليفييه تعرضت لإهانة لدرجة أنها لن تستطيع رفع رأسها في المجتمع مرة أخرى؟’، تذكر ألفونسو. أما أوفيني، فقد تمزق فستانها في إحدى الحفلات، مما أجبرها على الفرار في ذلٍ واضح. ومابيل، تلك الفتاة التي دخلت في شجار مع إحدى السيدات في حفل ظهورها الأول، انتهى بها الأمر وهي تمسك بخصلات شعر خصمتها. لكن اللافت أن شارلوت لم تكن يومًا اليد التي نفذت هذه الأفعال مباشرة. الزجاج الذي أُلقي في وجه أوليفييه كان بيد سيدة أخرى، والفستان الذي تمزق كان بسبب تعثر أوفيني بنفسها أثناء تراجعها في حالة ذعر. أما شجار مابيل، فقد بدأ بسبب إشاعة حول حياتها الشخصية أطلقتها سيدة أخرى.
ومع ذلك، كان الجميع يعلم أن شارلوت هي العقل المدبر وراء كل هذه الأحداث. كانت هي من وضعت الزجاج في يد تلك السيدة، ومن عرقلت أوفيني بخفة، ومن نشرت الإشاعة التي أثارت مابيل. لم تحاول شارلوت حتى إخفاء دورها، بل كانت تتباهى به بكل وقاحة. كان ذلك بمثابة إعلان علني: كل من حاولت الاقتراب من ألفونسو كعروس محتملة، كانت تواجه مصيرًا مخزيًا. وكانت الرسالة واضحة: شارلوت هي الوحيدة التي ستتزوج ألفونسو، ومن يجرؤ على منافستها سيدفع الثمن.
كانت طريقتها فجة، لكنها فعالة بشكل مذهل. سرعان ما بدأت السيدات يتجنبن ألفونسو، خوفًا من غضب شارلوت. لكنها لم تكتفِ بذلك، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث نسجت شائعة بينها وبين ألفونسو نفسه. لا يزال ألفونسو يشعر بالدوار كلما تذكر تلك الليلة. لا يعلم ما الذي وضعته في شرابه، لكن ذكرياته عن تلك اللحظة كانت ضبابية، يتردد فيها صوت صوفيا الحاد وصخب الحاضرين.
“هل نمت جيدًا؟ كان بإمكانك النوم أكثر”، قالت شارلوت بنبرة ساخرة، وهي تبتسم تلك الابتسامة الحادة التي لا تُنسى، كأنها سكين مصقولة، راضية تمامًا عن الجرح الذي تركته.
بعد تلك الشائعة، اختفت كل عروض الزواج التي كانت متاحة لألفونسو. لم يبقَ أمامه سوى خيار واحد: عائلة نوها. في ظروف أخرى، ربما كان بإمكانه انتظار زوال الشائعة، لكنه كان قد قدم وثيقة الزواج المسبق بالفعل، ولم يكن هناك وقت أو خيارات أخرى متاحة.
وهكذا، وجد ألفونسو نفسه واقفًا هنا، في قصر نوها، ليتقدم بعرض زواج إلى العائلة التي رفضها قبل شهر واحد فقط. استغرق الأمر أسبوعًا كاملاً ليحصل على موافقة شارلوت للقاء. بعد أن دمرت كل خياراته، ادعت أنها مريضة ورفضت مقابلته، كأنها تختبر صبره. وعندما سمحت له أخيرًا باللقاء، استقبلته بتلك الابتسامة الحمراء الساخرة، مطالبة إياه بالخضوع.
“لقد رفضتني بالفعل، أليس كذلك؟ لقد جرحني ذلك بعمق. إذا أردت مني قبول عرضك، أعتقد أنني بحاجة إلى دليل قاطع على صدقك”، قالت بنبرة درامية، وهي تتظاهر بالأسى.
“إذن، تقصدين أن أقبل قدمكِ؟”، سأل ألفونسو، وهو يكاد يفقد صبره.
“بالضبط. هل هذا صعب؟”، ردت بنبرة تحدٍ، وعيناها تلمعان بالسخرية.
نظر ألفونسو إلى حذائها الأخضر الفاخر، المزين بجوهرة مربعة تلمع تحت الضوء، كأنها تعكس ملامحه الحياة الفارهة. ركع أمامها، رافعًا ساقًا واحدة كما لو كان يتقدم لخطبة تقليدية. لكن هنا، لم تكن هناك باقات ورد أو خواتم أو وعود حب. كان هناك فقط الحذاء الأخضر وامرأة ذات شعر أحمر تحدق به بنظرة متعجرفة. أمسك بكعب حذائها وقبله، ثم رفع عينيه الزرقاوين الحادتين نحوها، كأنه يطعنها بنظراته.
“سأرسل الخاتم مع جدول الحفل غدًا”، قال بنبرة باردة، ثم نهض دون أن ينفض الغبار عن ركبته وغادر.
في تلك اللحظة، لم يكن يشعر بالكثير. لم يكن الغبار على ركبته يستحق عناء تنظيفه، ولم يكن شعوره بالإهانة يمثل مشكلة كبيرة. ‘كان الزواج منذ البداية مجرد ضرورة’، فكر. حتى لو سارت الأمور بشكل مختلف عما خطط له، فإن تحقيق الهدف كان كافيًا. ربما، في النهاية، كان هذا أفضل. ألفونسو، الذي نشأ على تعاليم والدته بألا يسمح لأحد بالاقتراب منه، رأى أن “شريرة نوها”، بطباعها القاسية، ستكون الشخص المثالي ليبقيه بعيدًا عن أي ارتباط عاطفي.
وهو يغادر، نظر إلى السماء المغطاة بألوان الغروب القرمزية، التي بدت مشابهة للون شعر شارلوت. ومع وهج الشمس الذي أزعج عينيه، رفع يده ليحجب الضوء، لكنه لم يستطع تغطية السماء بالكامل. وقف وحيدًا تحت هذا الظل الصغير، ولم يكن لديه أي نية لتغيير هذا الوضع. كان يتوق إلى إغلاق عينيه تحت هذا الظل، حيث كان مجرد قشرة فارغة تحركها العادة. عاداته التي لا تعرف الخوف من الموت، والتي رافقته منذ أيام الحرب، جعلته يرى نهايته بوضوح: سيسقط كزهرة عباد الشمس التي لا تخشى الحرارة، جافًا، دون قطرة ماء، مدعوسًا تحت الأرض. في اليوم الذي تنتهي فيه ليالي البياض الطويلة، سيغلق عينيه إلى الأبد، تاركًا وراءه مجدًا لن يكون له وجود حقيقي.
كانت هذه أفكاره، جافة كما لو كان يروي قصة حياة شخص آخر. وبينما كان يحدق في ضوء الغروب بين أصابعه، اقترب لودفيغ ليخبره أن العربة جاهزة.
“حان وقت الذهاب، سيدي”، قال.
“حسنًا”، رد ألفونسو، وألقى نظرة أخيرة على قصر نوها الأسود. عاد إلى ذهنه لون شعرها الأحمر الناري وشفتيها القرمزيتان. تذكر لحظة تقبيل حذائها، عندما اختفت ابتسامتها فجأة، وحل محلها تعبير يشبه الخزي. وجهها الذي تجمد، وخديها اللذين احمرا بشكل لا يمكن إخفاؤه. كيف يمكن أن تبدو هكذا، هي التي بدأت هذا التحدي؟ هل توقعت منه أن يرفض ويثور غضبًا؟ أم أنها أرادت أن يقبل حذاءها بيد مرتجفة، مليئة بالإذلال والاحتقار؟.
لم يعرف دوافعها، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: ‘يبدو أنني أثرت كراهيتها’، فكر. على ما يبدو، كان استفزاز من حولها جزءًا من طباع سيدة إدوارد. غرق ألفونسو في أفكاره المضطربة، ثم صعد إلى العربة. في تلك اللحظة، لم يكن يعلم شيئًا عن المستقبل. لم يكن يعلم أنه في كل مرة يرى فيها الغروب، سيتذكر شخصًا ما. لم يكن يعلم أنه سيصل إلى نقطة يتوق فيها، حتى لو بالخضوع، إلى التشبث بحافة فستانها. ولم يكن يعلم أنه سيقع في حب “شريرة نوها”، تلك المرأة المرعبة.
***
كانت توقعات ألفونسو بأنه أثار كراهية شارلوت دقيقة تمامًا.
“سيدي، هل سمعت؟ تلك المرأة لا تُصدق!”، قال آرنو فجأة، مما جعل قلم ألفونسو، الذي كان يتحرك بسرعة على الأوراق، يتوقف فجأة. رفع ألفونسو عينيه الحادتين نحو آرنو، كأن قلمه الحاد قد تحول إلى نظرة.
“تلك المرأة؟”، سأل بنبرة باردة.
“أعتذر، أقصد السيدة”، رد آرنو، متظاهرًا بالارتباك، مدعيًا أن لقب “السيدة” لم يعتد عليه بعد، رغم أن زواج ألفونسو لم يمر عليه سوى شهر. لكن ألفونسو كان يعلم أن آرنو، لو لم يكن قادرًا على تمييز الألقاب، لما كان واقفًا هنا الآن. كان واضحًا أن آرنو يرفض قبول شارلوت كسيدة إدوارد، ويظهر تمرده بهذه الطريقة.
استأنف ألفونسو الكتابة، وقال بحزم: “احترس في المرة القادمة. لن أتسامح مع خطأ ثانٍ.”
“مفهوم، سيدي. لكن، ألم تلاحظ؟ المدفأة اليوم تبدو مشغولة بشكل غير عادي. تفاجأت عندما دخلت ورأيت كل هذا الرماد!”، قال آرنو بنبرة متذمرة.
“إذا كان لديك ما تقوله، اذهب إلى صلب الموضوع”، رد ألفونسو، مقاطعًا تذمره بحدة.
فقد آرنو، الفارس المعروف بطباعه الحادة، صبره أخيرًا. “هل حقًا لا تعلم؟ أتحدث عن الهدايا التي أرسلتها! إنها تحرقها جميعًا!”، صرخ بنبرة ممتلئة بالغضب.
~~~
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 120"