لكن بالإضافة إلى رغبتها في تجربة الإنفاق ببذخ، ما كانت تهتم بـه أنجلينا أكثر هو التجربة بحد ذاتها.
قبل محاولة المزايدة على العنصر الأكثر أهمية اليوم، أرادت فقط أن تتأقلم مع طريقة المشاركة في المزاد.
“التالي هو العنصر الأكثر توقّعًا اليوم! سيف سحري من الدرجة الأولى يحتوي على سحر البرق، مثالي للمعارك ضدّ العديد!”
بعد فترةٍ وجيزة، ظهر العنصر الذي كانوا ينتظرونه . ارتفعت زاوية فـم أنجلينا قليلاً.
“إذن، إنّـه سيف سحري.”
عندما ردّت أنجلينا ببساطة، شـدّ الرجل بجانبها قبضته بقوة.
“ثلاثة وثلاثون مليونًا!”
“خمسة وثلاثون!”
“نعم، الرقم 22، خمسة وثلاثون مليونًا…”
“سبعة وثلاثون.”
“من الشرفة رقم 5، سبعة وثلاثون مليونًا!”
أخفـت أنجلينا إعجابها وهي ترى الناس يتسابقون للمزايدة.
‘يبدو أنه سيف جيّـد حقًا.’
لم تفهم سبب ذلكَ باعتبارها هاوية، لكن بما أن هذا العدد الكبير من الناس يشاركون بحماس، فمن المؤكد أن هذا السّيف لديه قيمـة كبيرة.
حتى الشرفات الأخرى، التي كانت صامتة طوال المزاد، بدأت ترفع الأسعار كما لو كانت تنتظر هذا العنصر.
“تسعة وستون مليونًا! من الشرفة رقم 5!”
كان الرجل في الشرفة رقم 5 نشطًا بشكلٍ خاصّ في المزايدة.
نظرت أنجلينا نحوه وهي مستندة بذقنها.
كانت الشرفة بعيدة جدًا عن مكانها، فلم تتمكن من رؤيته بوضوح، لكن شغفه بالسيف كان واضحًا لدرجة أنها شعرت ببريق عينيه المشتعلتين من هنا.
‘همم، أشعر بالأسف قليلاً.’
كان هناك شخص يريد السيف بشدة، لكن حلمه على وشكِ أن يُسحق بمالها.
‘لكن هذا إرث عائلي…’
بينما كانت تفكر، لاحظت أنجلينا الرجل الذي يدّعي أنه صاحب التذكار.
فجأة، خطرت لها فكرة.
‘…هل هو حقًا إرث عائلي؟’
إذا كان هذا السيف مرغوبًا و مطلوبًا بهذا الشّكل من الجميع، فهو ليس سيفًا عاديًا.
لكن بالمقارنة، ألا يبدو هذا الرجل عاديًا جدًا؟
‘ماذا لو…’
تساءلت أنجلينا للحظة إن كان يستغلها لأنه يطمع في السيف.
إذا كان يستخدم كرمها بهذه الطريقة، فسيكون ذلك مزعجًا للغاية.
بمجرّد أن بدأت الشكوك، استمرت في التزايد.
‘هذا مقلق…’
لكن لم يكن لديها طريقة للتحقق من ذلك على الفور.
في تلكَ اللحظة، استدار الرجل، الذي كان ينظر بالتناوب إلى السيف و الشرفة رقم 5، وتقابلت عيناه مع عينيّ أنجلينا.
حدّقت أنجلينا في عينيه الزرقاوتين بهدوء.
في ظلام الزقاق، بدتا زرقاوتين بشكلٍ غريب، لكن تحت ضوء الشموع الخافت في قاعة المزاد، بدتا زرقاء مخضرّة.
كان هناك بريق غريب فيهما لا يزال موجودًا.
“ما الأمر؟”
سأل بنبرةٍ هادئة.
لم تشعر أنجلينا بأي نوايا خبيثة في صوته.
بعد صمت قصير، هـزّت رأسها ببطء.
‘لن يكون متأخرًا أن أتحقق مما إذا كان ذلك صحيحًا بعد أن احصل على السيف.’
ثم استدارت لتنظر إلى قاعة المزاد.
“هل هناك من يدفع تسعة و تسعون مليونًا؟ ثمانية و تسعون؟”
يبدو أن حرب الأسعار قد انتهت، بـدأ المقدّم في الإعلان عن المزايدة الأخيرة.
“هل ننهي الأمر عند ثمانية وثمانين مليونًا؟ حسنًا، واحد، اثنان…”
في اللّحظة التي رفعَ فيها المطرقة لإعلان النهاية، تحدّثت أنجلينا وهي ترفع لوحة الرقم.
“مئة مليون.”
“كح! ماذا؟”
تفاجأ المقدّم بالمبلغ الذي تجاوز المئة مليون، و سعل بصوت عالٍ. لكنه استعاد رباطة جأشه كمحترف.
“من الشرفة رقم 1، مئة مليون! هل هناك المزيد…”
“مئة و اثنان و عشرون مليونًا.”
لم يستسلم الرّجل في الشرفة رقم 5.
يبدو أن الشخص الوحيد الذي بقـيَ حتى النهاية كان الرجل في الشرفة رقم 5.
نظرت أنجلينا نحوه مرّةً أخرى.
بـدا غاضبًا من القفزة الكبيرة في السعر، وكان يحدّق بها.
على الرّغمِ من المسافة و ارتدائه للقناع، الذي جعل من الصعب رؤية تعبيره بوضوح، إلاّ أنّـه من الواضح أنّـه كان غاضبًا.
“من الشرفة رقم 5، مئة و اثنان و عشرون مليونًا…”
“مئة و ثلاثون.”
لكن أنجلينا رفعت السعر دون اكتراث.
“مئة و ثلاثون مليونًا…”
“مئة و خمسون.”
“مئة و تسعون.”
“مئتان.”
“مئتان و ثلاثون.”
“مئتان و أربعون.”
كما لو أن حرب الأسعار السابقة كانت مزحة، ارتفعت الأسعار بسرعة لم يستطع المقدّم مواكبتها.
عـمّ القاعة توتر بارد، و حدّق الرجل في الشرفة رقم 5 و أنجلينا في بعضهما بهدوء.
“آنستي، لـمَ كل هذا…”
حاولت هارلي، التي لم يعجبها الوضع، إيقاف أنجلينا.
“لا توقفيني.”
لكن أنجلينا لوّحـت بيدها بنبرةٍ متضايقة قليلاً.
“ثلاثمئة مليون.”
عند المبلغ الذي طرحته، فغـرَ جميع المشاركين أفواههم، ولم يعـد المقدّم يفكر حتى في مواصلة الإجراءات.
تردّد الرجل في الشرفة رقم 5 للحظة، ثم قال:
“ثلاثمئة و خمسون…”
“خمسمئة.”
“اللعنة.”
كان شتمـه واضحًا حتى في شرفة أنجلينا.
“خمسمئة و اثنان…”
“مليار.”
حاول الرجل المقاومة حتى النهاية، لكن أنجلينا أغلقت الباب أمامه تمامًا.
“اللعنة!”
رمى الرجل لوحة رقمه بعنف على الأرض.
عند رؤيته، ارتفعت زاوية فم أنجلينا بسخرية.
“كيف يجرؤ على محاولة التغلب على فلوبيرت بالمال.”
كان الإنفاق ببذخ ممتعًا حقًا.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
خرج الأربعة من قاعة المزاد و انتقلوا إلى مكان خالٍ من الناس.
“آنستي، تبدين سعيدة…”
قالت هارلي بوجه مرهق.
“نعم، أنا سعيدة.”
أجابت أنجلينا بمرح، وكان وجهها، كما رأت هارلي، يتألق بالسعادة.
‘إذن، هكذا يكون شعور إنفاق المال دون الاهتمام بالمبلغ على شيء غير ضروري تمامًا.’
اكتشفت أنجلينا متعة إنفاق المال بلا حدود دون القلق بشأن الحدود، و كانت في غاية السعادة.
شعرت و كأنها أكملت البنـظ الأول في قائمة رغباتها بالفعل.
“ها هو إرثـكَ العائلي.”
مـدّت أنجلينا السيف، الملفوف بإحكام في قماش، إليه.
تردّد للحظة، ثم مـدّ يـده.
في تلكَ اللّحظة ، سحبت أنجلينا القماش فجأة إلى الخلف.
“لكن…”
أبعدت السيف عن متناول يـده و تحدّثت:
“ما الدليل على أن هذا إرثـكَ العائلي؟”
“…..!”
ارتجفت يـده التي كانت معلّقة في الهواء، بشكلٍ واضح حتى لأنجلينا، التي لا تهتم عادة بالآخرين.
“في الحقيقة، حتى عندما ذهبنا إلى المزاد، لم أهتم كثيرًا. فكرت فقط أنها قصّـة مؤسفة.”
كانت تعتقد أن التذكارات العائلية هي مجرّد تحـف، و أنها تُباع في المزادات بعد تقييم قيمتها.
“لكن شعبية هذا السيف فاقت توقعاتي.”
حتى مع الأخذ بعين الاعتبار أن “السيف السحري” ليس شيئًا شائعًا، الإ أنّ شعبيّة هذا السّيف بالذّات كانت مفرطة.
كان من الصعب تصديق أنه تذكار عائلي لعائلة فرسان عادية.
“بصراحة، يمكنني أن أعطيكَ السيف و أنسحب من الأمر.”
فكّرت أنجلينا في احتمالات عديدة.
ماذا لو اقتربَ منها لأنه يطمع في السيف؟
ماذا لو كان كل شيء تمثيلية، وهو في الواقع متواطئ مع تلكَ العصابة؟
ربما ينوي إعادة بيع السيف.
أو ربّما يخطط لاستخدامه في أمر شرير. أو ربّما يريده فقط لتجميعه.
بالطبع، قد يكون حقًا إرثًـا عائليًا.
لكن بعد رؤية مدى سخونة المزاد، بدا هذا الاحتمال الأخير ضعيفًا بالنسبة لأنجلينا.
“لكن لا يمكن استبعاد احتمال أنّـكَ محتال و أن هذا السيف يخصّ شخصًا آخر، أليس كذلك؟”
كل ما تعرفه عنه هو أنّـه مواطن بائس كـاد يتعرّض للإبتزاز من أفراد.
إذا سلّمته السيف بسهولة، ثم ظهر المالك الحقيقي و ثـار، فستكون تلكَ مشكلة كبيرة.
‘لهذا حاولت ألا أتورط كثيرًا.’
شعرت أنجلينا بالندم قليلاً، لكن ما حدثَ لا يمكن التراجع عنه.
“لذا، أثبت ذلك. أثبت أن هذا حقًا إرث عائلتكَ.”
“هل تعرفين ما هو هذا السيف؟”
“سيف سحري يحتوي على سحر البرق.”
أجابت أنجلينا بما سمعته في المزاد. لم تكن تعرف شيئًا أكثر من ذلك، لذا كان ردًا صادقًا إلى حدّ ما.
“إنه…”
توقّف وهو يحاول شرح شيءٍ ما، ثم غرق في التفكير، و أخذ ينظر بالتناوب إلى السيف الملفوف في القماش و إلى أنجلينا.
بعد لحظة، بـدا أنه اتخذ قرارًا، و فتحَ فمـه.
“سأثبت ذلك. لكن هذا صعب الآن.”
“بالطبع.”
لم تتفاجأ أنجلينا.
لإثبات أنه إرث عائلي، كان يحتاج إلى وثيقة أو ضمان من صانع السيف.
لكن من غير المعقول أن يحمل مثل هذه الأشياء معه دائمًا.
“أنا على استعداد للانتظار.”
تحدّثت بهدوء و مـدّت يدهـا إلى هارلي.
فهمت هارلي بطريقةٍ ما ما تريده، و أخرجت شيئًا بوجهٍ متجهّـم.
كانت لوحتين، واحدة خشبية و الأخرى حديدية، كلتاهما تحمل شعار فلوبيرت.
أخذت أنجلينا اللوحة الخشبية و ألقتها إلى الرجل.
“عندما تكون جاهزًا لإثبات ذلك، ابحث عني.”
أمسكَ الرجل باللوحة التي ألقتها بمهارة.
“إذا أظهرتَ هذه اللوحة، سينقل الفرسان عند البوابة رسالتكَ أو مبعوثكَ إليّ.”
كانت اللّوحة الحديدية تُستخدم من قِبل خدم عائلة الماركيز لإثبات تمثيلهم للعائلة في أماكن أخرى، بينما كانت اللوحة الخشبية للرسل الخارجيين.
“سأكون بانتظاركَ.”
تحدّثت أنجلينا ببساطة، لوّحت بيدها كتحية، ثم استدارت لتمضي.
تبعتها هارلي بسرعة، بينما حدّقت لورا للحظة في الرجل و سقف المبنى القريب قبل أن تتبع أنجلينا.
بقي الرجل واقفًا كتمثال حتى اختفى الثلاثة تمامًا من الأنظار.
بعد أن اختفت النقاط الثلاثة، هبطَ ظل من السقف بجانبه.
تنهّـد الرجل الذي هبـطَ من السقف.
“رائعة.”
أومأ “صاحب التذكار” موافقًا، و أصدر تنهيدة خفيفة.
“الآن أفهم لماذا يخفي الماركيز فلوبيرت أخته بهذه الطّريقة.”
بينما كام يستمع إلى تعليق الرجل، أخفض نظره إلى اللوحة الخشبية في يـده، و التي شعر بثقلها بشكلٍ غريب.
كان يعلم من الشائعات أن لعائلة الماركيز فلوبيرت ابنة واحدة، لكن بما أن الماركيز كان يحميها بشدة، كان قليلون جدًا مَـنْ يعرفون عنها.
و مع ذلك، في اللّحظة التي رأى فيها شعرها الفضي الشبيه بشعر آنتـي، و جمالها الذي يشبـه، بل يتجاوز، جمال شقيقها المشهور، عرفهـا على الفور.
كان يعتقد أن حماية الماركيز لها كانت غريزة طبيعية بسببِ الكوارث العديدة التي مـرّت بها عائلة فلوبيرت.
لكن الآن، يبدو أن هذا لم يكن السّبب الوحيد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 7"