لقد تركتْ شعرها الفضي كما هو، و لكن بما أن النّاس غالبًا ما يرتدون شعرًا مستعارًا فضيًا أو يستخدمون صبغات الشّعر السّحرية، فإنه لم يبرز.

 

يُقام المزاد في الطّابق العلوي. يَعرض كل طابق قطعًا ستُطرح قريبًا في المزاد.

 

أوضحَ الموظف بهدوءٍ أن هذا النظام يسمح لك بمشاهدةِ العناصر هنا مسبقًا ثم تقديم عرض بالسعر الذي تريده فِي المزاد.

 

إذا أعجبكَ شيء ما، يمكنكَ تقديم سعر مُسبق. غالبًا ما يُحدَّد سعر البدء للمزاد بناءً على هذه الأسعار المُقدمة مُسبقًا.

 

تحقّقتْ أنجلينا دون وعي من بطاقة اسمه، منبهرة بلطفِ الموظف على الرغم من عدم معرفته بأنها هي نفسها السيدة من عائلة فلوبيرت بسبب قناعها.

 

تذكرت اسم “آدم”، وفكرت في أنه يجب عليها ترتيب مكافأة له إذا سنحتْ الفرصة، ثم حوّلتْ نظرها إلى العناصر.

 

“في الواقع كلّ شيءٍ موجود هنا.”

 

“يقال أن ناب الوحش جاء من عمليّة إخضاع وحش حديثة، و يُزعم أن الويسكي تم صنعه كتجربة مع وحوش الثعابين في برج سحري، وما إلى ذلك.”

 

كانَ هناك الكثير من الأشياء التي بدت غريبة.

 

“ما هذا؟”

 

عندما سألت عن درع الميثريل الذي يبدو عاديًا، كانت الإجابة بعيدةً كل البعد عن كونها عادية.

 

“إنه درعٌ مصنوع من قشور وحش البحر، ليفياثان. صنعه خيميائي قبل ٢٥ عامًا لصديق مقرب.”

 

مممم، قد يكون من الأفضل أن نعتقد أنه لا يوجد شيءٌ طبيعيّ هنا.

 

أطلقت أنجلينا تأوهًا صغيرًا واستمرّت في المشي.

 

“هذه هي العناصر التي سيتم عرضها في المزاد اليوم.”

 

عندما وصلت أنجلينا إلى الطابق الأقرب إلى قاعة المزاد، ألقت نظرة على الرجل الذي جاء معها.

 

‘حتّى القناع لا يستطيع إخفاءَ وسامته.’

 

هل هذا بسبب خط الفكّ الجميل؟

 

هل يجب أن أقترح على أخي أن يرتدي قناعًا أيضًا؟

 

ربّما يعطيه سحرًا مختلفًا.

 

لكن عندما تخيلت أنجلينا شقيقها و هو يشتري العشرات مِن الأقنعة بمجردّ أن ذكرت الأمر، هزت رأسها.

 

“إذن، ما هو إرثكَ؟”

 

عندما سألته أشار إلى جانب واحد.

 

“أستطيع أن أشعرَ بالطّاقة من هناك.”

 

“…؟”

 

ما هو نوع الشّيء الذي يعطي “الطاقة”…؟

 

شعرت أنجلينا ببعض الاشمئزاز. أليس هذا شيئًا ملعونًا؟

 

نظرًا لأنّه كان عنصرًا في دار المزادات القارب الأحمر، حتى دمية ملعونة لن تكون شيئًا مفاجئًا بالنسبة لها.

 

بعد أن ابتلعت قلقها و توتّرها، تحرّكاْ أنجلينا نحو المكان الذي كان يقودها إليه.

 

لحسنِ الحظ، كان ما عُرض هناك سيفًا عاديًا ذا حدين. حتى أنجلينا، و هي فتاة عادية ، بدا لها السيف الموضوع في علبة زجاجية كبيرة مثيرًا للإعجاب.

 

“هل كان إرثكَ عبارةً عن سيف؟”

 

“نعم.”

 

أومأتْ أنجلينا برأسها ببطء و فحصت السّيف عن كثب.

 

حتى بمجردِّ إلقاء نظرة إلى مظهره ، كان يبدو لها سيفًا متقنًا ممّا يفسر سبب عرضه للبيع في المزاد.

 

‘لقد ظننت أنه كانَ ماهرًا عندما سحب سيفه ضد الأشرار، لكن يبدو أنه كان من عائلة فرسان منذ البداية.’

 

هل يستطيع المبارزون المهرة التعرف على السيوف الجيدة أو شيء من هذا القبيل؟

 

بالنسبة لأنجلينا، التي لم تحمل سيفًا خشبيًا قط في حياتها، كانَ من المستحيل أن تعرف ذلك.

 

“ما هو السعر الابتدائي لهذا؟”

 

“سعرنا التقديري هو أربعة ملايين شلن.”

 

“فهمت.”

 

“آه.”

 

سُمع صوت هارلي المُندهشة من كلام الموظفة. كانَ الأمر مفهومًا، إذ تجاوز راتبها الشّهري بكثير.

 

تجاهلتْ أنجلينا هذا الأمر بلا مبالاة و سألت الموظف مرّةً أخرى.

 

“بما أن هذا هو السّعر الذي وضعه دار المزاد، فأنا أفترض أنّ شخصًا ما قد وضع عرضًا بالفعل؟”

 

إذا أُعجبَ أحد الأشخاص بعنصر ما، فيمكنه تقديم عرضٍ ابتدائي حتى قبل بدء المزاد.

 

ابتسمَ الموظف بشكلٍ محرج وأجاب.

 

“نعم، ولكن لا أستطيع الكشف عن السعر”.

 

“بالتأكيد. إنه نظام مزايدة مجهول الهوية في النهاية.”

 

و بما أنه لم يكن من الممكن أن تبدأ المنافسة قبل المزاد ، فقد تمّ إبقاء الأسعار الأولية المقدّمة سرية.

 

“على أيّ حال، لقد رأيت العنصر، لذلك هذا يكفي.”

 

أومأت أنجلينا بابتسامةٍ خفيفة. كانَ صوتها يحمل حماسًا غريبًا.

 

“حسنًا، هل نشارك في المزاد؟”

 

كانت خطواتها نحو قاعة المزاد خفيفة و سريعة.

 

كان صاحب الإرث يراقب شخصيتها المنسحبة بعيون ضيقة.

 

كانت نظراته معقّدة للغاية. لأن أنجلينا كانت تحمل أكثرَ تعبير متحمس منذ لقائهما.

 

تساءل عما إذا كانت المشاركة في المزاد يمكن أن تكون ممتعة إلى هذا الحد.

 

لكن كان هناكَ شيء واحد لم يكن يعرفه: أن أوّل بند في قائمة أنجلينا هو إنفاق المال ببذخ.

 

لذلك، لم يكن لديه أيّ وسيلة لمعرفة أن أنجلينا كانت متحمّسةً أكثر مما ينبغي لفكرة القيام بأسوأ إنفاق مقابلَ المال و أفضل إسراف ماليّ من الآن فصاعدا.

 

━━━━༻❁༺━━━━

 

استمتعتْ أنجلينا بكلّ لحظة من المزاد.

 

كانَ الأمر أكثر إثارة للاهتمام مما توقعت. بعض الأغراض جعلتها تتساءل: “هل ينفقون كل هذا المال عليها؟”، و أخرى جعلتها تتساءل: “هل هذا كل ما يستحقُّه مثل هذا العنصر؟”

 

استمتعت أنجلينا بإدراك مدى اختلاف معايير القيمة لدى النّاس مع كل عنصر.

 

‘هكذا تعمل الأمور.’

 

أدركتْ أيضًا مدى قلّةِ معرفتها بالمزادات، نظرًا لأن عائلة الماركيز فلوبيرت كانت تدير العشرات من دور المزادات.

 

‘هذا لأنّ أخي لا يَسمح لي بالمساعدةِ في العمل.’

 

حتى عندما حاولت مساعدته، كان يمنعها قائلاً: “لينا لا تحتاج إلى فعل أيّ شيء”.

 

في البداية، شعرتْ بالأذى، معتقدةً أنه كان يدفعها بعيدًا، و لكن بعد ذلكَ أدركت أن هذا كان مجرد اهتمام منه.

 

“التالي هو درع ليفياثان!”

 

وبعد قليل بدأت تظهر العناصر التي شاهدتها لفترة وجيزة قبل المزاد، و أصبحتْ أنجلينا أكثرَ اهتماما.

 

“إنه خفيف و رقيق للغاية، لذا يمكن ارتداؤه تحت أي ملابس!”

 

وقد أوضحَ المزاد العلني مزاياه بصوت عالٍ.

 

الرقم ٣٢، ثمانية ملايين شلن! ثمانية ملايين شلن! تسعمائة وخمسون، أي… آه! الرقم ١٢، تسعمائة وخمسون!

 

بعد فترةٍ وجيزة، بدأ المشاركون برفع السعر. و واصل المزاد الحفاظ على زخمه.

 

تحدثت أنجلينا، التي كانت تشاهد كل هذا و ذقنها مستند على يدها.

 

“لورا، دعينا نشتري ذلك.”

 

ولم يأتِ ردّ الفعل من لورا، بل من هارلي.

 

“ماذا؟! لماذا ؟”

 

وبينما صرختْ هارلي بطريقةٍ أظهرت أنها لا تستطيع أن تفهم على الإطلاق، خدشت أنجلينا جسر أنفها بشكلٍ محرج وقالت،

 

“…فقط لأن؟”

 

“أفضّلُ أن أحصل لكِ على قشور تنين الماء أو جلد المينوتور وأصنع لكِ درعًا جميلًا بنفسي!”

 

وكان ردّ فعل هارلي، الذي يوحي بأنّ الأمر كان مضيعةً للمال، سبباً في جعل أنجلينا أكثر تصميماً على شرائه.

 

أليس من قبيل إهدار المال في نهاية المطاف إنفاق مبالغ زائدة على السلع الكمالية؟

 

“مليون و ستمائة وعشرون ألف! “

 

” مليون وثمانمائة ألف!”

 

عندما رفعت أنجلينا لوحة أرقامها، انفتح فم هارلي.

 

“مليون وثمانمائة من الشرفة رقم ١! “

 

“إذن ، مليون وتسعمائة ألف!”

 

“سيدتي…”

 

تنافستْ أنجلينا مع رجلٍ من الطابق السفلي، متجاهلة وجه هارلي المنزعج، و فازت في النهاية.

 

“تم البيع بمبلغ مليونين و مائتين وخمسين ألف شلن! مبارك للعميل في الشرفة رقم ١!”

 

وأعلنَ المزاد بحماس أن السّعر النهائي كانَ مرتفعا بشكلٍ غير متوقع.

 

بعد لحظة، بينما سلّمت أنجلينا مليونين ومائتين وخمسين ألف شلن للموظفين الذين جاءوا لإتمام الصفقة، ظلّتْ هارلي مكتئبة.

 

ولكن ابتسامة ظهرتْ على شفتيّ أنجلينا.

 

لم يكن الأمر أنها أرادت درع ليفياثان بشكل خاص.

 

على الرّغمِ من أنها أرادت أن تنفق القليل من المال، إلا أن الأهمّ من ذلك هو أن أنجلينا كانت تقدر هذه التجربة.

 

لقد أرادت فقط أن تتعرّفَ على كيفية المشاركة في المزاد قبلَ محاولة الفوز بالعنصر الأكثر أهمية في اليوم.

 

“التالي هو العنصر الأكثر ترقبًا لهذا اليوم! إنه سيف سحري من الطراز الأول، مُصمم للقتال بين شخصين، مُشبّع بسحر البرق!”

 

بعد قليل، ظهر الشيء الذي كانوا ينتظرونه. انحنى جانب من فم أنجلينا قليلاً.

 

‘لقد كانَ سيفًا سحريًا.’

 

وبينما كانتْ أنجلينا تتفاعل بخفة، كانت قبضة الرجل الذي يجلس بجانبها مشدودة بقوة.

 

“ثلاثة ملايين ومائتي ألف!”

 

“ثلاثة ملايين وخمسمائة!”

 

“نعم، ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف من الرقم 22…”

 

“ثلاثة ملايين وسبعمائة.”

 

“ثلاثة ملايين وسبعمائة من الشرفة رقم 5!”

 

ابتلعت أنجلينا دهشتها وهي تشاهد الناس يقفزون واحدًا تلو الآخر.

 

“يجب أن يكون سيفًا جيدًا بالفعل.”

 

كشخصٍ عادي، لم يكن بإمكانها معرفة ذلك، ولكن رؤية العديد من الأشخاص يغوصون، جعل الأمر يستحقّ ذلك.

 

حتى الشرفات الأخرى التي كانت صامتة طوال المزاد رفعت أسعارها فجأةً كما لو كانت تراقب هذا الأمر منذ البداية.

 

“ستة ملايين وتسعمائة ألف من الشرفة رقم 5!”

 

ومن بينهم الرّجل الذي كانَ في الشرفة رقم 5 كان نشطًا بشكلٍ خاص في المزاد.

 

راقبت أنجلينا هذا الإتجاه مع وضع ذقنها على يدها.

 

كانت الشرفة الأبعد عن المكان الذي كانت فيه، لذلك لم تتمكن من الرؤية بوضوح، لكن شغفه بالسيف كان شديدًا للغاية.

 

حتّى من هنا كانَ من الممكن الشعور بنظراته الحارقة.

 

‘همم، أشعر بالأسف قليلاً الآن.’

 

كانَ هناك شخص يريد ذلك بشدة، وبدا أن حلمه على وشكِ أن يتحطم بسبب أموالها.

 

‘لكن هذا الجانب يدعي أنها قطعة أثرية…’

 

وبينما كانت أنجلينا تفكّر في هذا، راقبت بصمت الرّجل الذي ادعى أنه مالك الإرث.

 

فجأةً، خطرت لها فكرة.

 

‘….هل هو حقًّا إرث عائلي؟’