أنجلينا فلوبيرت (6)

“إذن، أين هو إرثكَ العائلي؟” 

عندما سألته، أشار إلى جهـة معيّنة.  

“أشعر بطاقته من هناك.”  

“…..؟”  

ما هذا الشيء الذي يجعله يشعر بـ”طاقة”؟  

شعرت أنجلينا فجأةً بالقشعريرة. 

لن يكون شيئًا ملعونًا، أليس كذلك؟  

إذا كان شيئًا سيُعرض في مزاد القارب الأحمر، فلن يكون مفاجئًا حتى لو كان دمية ملعونة.  

ابتلعت أنجلينا قلقها و توترها واتّبعت خطواته نحو المكان الذي أشار إليه.  

لحسنِ الحظ، كان العنصر المعروض هناك سيفًا ذا حدّين عاديًا. بـدا السيف، الموضوع داخل خزانة زجاجية كبيرة، رائعًا حتى في عينيّ أنجلينا، الهاوية.  

“إذن، إرثـكَ العائلي هو سيف؟”

“نعم.”  

أومأت أنجلينا ببطء و هي تتفحّص السيف عن كثب.  

حتى من مظهره الخارجي، كان من الواضح لماذا عُـرض في المزاد، فهو سيف فخم للغاية.  

‘توقّعت أن يكون ماهرًا منذُ لحظة محاولته سحب سيفه ضد العصابة سابقًا، لكنه ربّما من عائلة فرسان.’  

السيّاف الماهر يعرف السيف الجيد، أليس كذلك؟  

بالنّسبة لأنجلينا، التي لم تمسك سيفًا خشبيًا حتى في حياتها، كان هذا أمرًا لا تستطيع فهمه.  

“ما هو سعر البداية؟”  

“السعر الذي حدّدناه هو أربعة ملايين شلن.”  

“حسنًا.”  

“آه!”  

عند كلام الموظف، سمعت أنجلينا صوت هارلي المتفاجئة بجانبها. كان السعر يفوق راتبها بكثير، فكان من الطبيعي أن تتفاجأ.  

تجاهلت أنجلينا ذلكَ بهدوء وسألت الموظف مجددًا:  

“بما أن المزاد قـدّر هذا السعر، فهل هناك مَـنْ رفع المزايدة؟”  

كان بإمكان المهتمين بالعنصر تقديم عروض أولية قبل بدء المزاد.  

ابتسم الموظف بإحراج وأجاب:  

“نعم، لكن لا يمكنني إخباركِ بالسعر.”  

“بالطبع، لأنها مزايدة مجهولة.”  

كانت المزايدات الأولية تُجرى سرًا لتجنّب المنافسة قبل بدء المزاد.  

“على أي حال، رأيت العنصر، و هذا يكفي.”  

ابتسمت أنجلينا بخفّـة و أومأت برأسها. كان هناك متعة غريبة في صوتها.  

“حسنًا، لماذا لا نشارك في المزاد؟”  

كانت خطواتها نحو قاعة المزاد خفيفة و سريعة.  

نظرَ صاحب السيف إلى ظهرها بعيون متقلّصة.  

كانت نظرته معقّدة. كان وجهها يظهر أكبر قدر من الحماس منذُ لقائهما.  

هل المشاركة في المزاد ممتعة إلى هذا الحدّ؟ 

تساءل في داخله.  

لكنه لم يكـن يعلم شيئًا واحدًا: أن أول بنـد في قائمة رغبات أنجلينا هو الإنفاق ببذخ.  

لذلك، كانت أنجلينا متشوقة أكثر من اللازم لأنها على وشكِ القيام بأسوأ إنفاق من حيث القيمة، وأفضل إنفاق بذخي، دونَ أن يدرك ذلك.

･ ｡ﾟ✧: *. ꕥ .* :✧ﾟ. ･

راقبت أنجلينا كل لحظة في المزاد بعيونٍ متألّقة.  

كان أكثر إثارة مما توقّعت. كانت هناك أشياء جعلتها تفكر “هل ينفقون هذا القدر على شيء هكذا؟”، و أخرى جعلتها تتساءل “هل هذا كل ما يستحقّـه؟”.  

مع كل عنصر، أدركت من جديد أن معايير القيمة تختلف من شخصٍ لآخر، و شعرت بالمتعة.  

‘إذن هكذا تسير الأمور.’  

أدركت أيضًا أنها تعرف القليل جدًا عن المزادات، رغمَ أن عائلة فلوبيرت تدير عشرات قاعات المزاد.  

‘لأن أخي لا يسمح لي بمساعدته في العمل.’  

حتى عندما حاولت مساعدته، كان يقول “لينا لا تحتاج إلى فعل أي شيء” و يمنعها.  

في البداية، شعرت بالاستياء، ظنًّـا أنه يبعدهـا، لكنها أدركت لاحقًا أن ذلكَ كان من قبيل الاهتمام بها.

“التالي هو درع ليفياثان!”  

بدأت العناصر التي رأتها عابرًا قبل المزاد تظهر، مما زاد من اهتمام أنجلينا.  

“خفيف جدًا و رقيق، يمكن ارتداؤه تحت أي ملابس!”  

أعلن المقدّم عن مزايا العنصر بصوت عالٍ.  

“الرقم 32، ثمانية ملايين شلن! ثمانية ملايين شلن! هل هناك تسعة ملايين ونصف؟ آه! الرقم 12، تسعة ملايين و نصف!”  

بدأ المشاركون في رفع المزايدات، و واصل المقدّم الحفاظ على الحماس.  

فتحت أنجلينا فمهـا وهي تراقب المشهد، مستندة بذقنها على يدهـا. 

“لورا، لنشتـرِ هذا.”  

جاء الرد من هارلي بدلاً من لورا.  

“ماذا؟! لماذا تريدين شيئًا هكذا؟”  

صرخت هارلي بعدم تصديق، فخدّشت أنجلينا أنفها بحرج و قالت:  

“…لا أعلم، فقط؟”  

“بدلاً من ذلك، دعيني أحضّـر لكِ قشور تنين الماء أو جلد مينوتور و أصنع لكِ درعًا جميلًا!”  

عند رد هارلي، التي شعرت أن المال سيُهدر، أصبحت أنجلينا أكثر تصميمًا على شرائه.  

أليس الإنفاق البذخي الحقيقي هو إهدار المال على الأشياء الفاخرة أكثر من اللازم؟  

“ستة عشر مليونًا و مئتي ألف شلن! ثمانية عشر مليونًا!”  

عندما رفعت أنجلينا لوحة الرقم، فغرت هارلي فمهـا.  

“من الشرفة رقم 1، ثمانية عشر مليونًا! حسنًا، هل هناك تسعة عشر مليونًا؟”  

“آنستي…”  

على الرّغمِ من وجه هارلي الحزين، دخلت أنجلينا في منافسة مع رجل من الطابق السفلي و فازت أخيرًا.  

“بثلاثة و عشرين مليونًا وخمسمئة ألف شلن! تهانينا للعميلة في الشرفة رقم 1!”  

تفاجأ المقدّم بالمبلغ الكبير و تحدّث بحماس.  

عندما سلّمت أنجلينا ثلاثة و عشرين مليونًا وخمسمئة ألف شلن إلى الموظف الذي جاء لتسليم العنصر، كانت هارلي لا تزال متجهّمـة.  

لكن ابتسامة كانت تعلو وجه أنجلينا.  

“فهمت الآن.”  

لم تكن تريد درع ليفياثان بالأخص.  

كانت فكرة الإنفاق البذخي جزءًا من الأمر، لكن ما أعطته أنجلينا أهمية كبرى كان التجربة.