افترضت أنه ربّما يحتاج إلى سداد إيجار متأخر أو لتغطية نفقات سفر.
لكن إجابته كانت غير متوقعة.
“لم أعرف كم المبلغ بالضبط.”
“همم؟”
كيف يمكن لشخص يطلب المال ألا يعرف كم يريد؟
“هل اقترضت من سمسار قروض؟”
هل يعني أن الفوائد التي يفرضها السمسار غير معروفة؟
“لا، ليس كذلك.”
“إذن؟”
عند سؤالها، أعطاها إجابة غريبة إلى حدّ ما.
“هناك إرث في عائلتي ينتقل من جيل إلى جيل.”
“همم؟”
بدا الأمر وكأنه لا علاقة له بالمال، لكن أنجلينا لم تشِـر إلى ذلك.
كانت دائمًا تحبّ التحف و تستمتع بالاستماع إلى القصص المتعلقة بها، لذا أثارت كلمة “إرث” اهتمامها قليلاً.
أومأت برأسها كما لو أنّها تحثّه على المتابعة، فواصل حديثه.
“لكنه اختفى مؤخرًا بسبب حادث مؤسف.”
“يا للأسف.”
بالتأكيد، هناك لصوص غريبون يسرقون التحف.
بما أن عائلة فلوبيرت عانت عدّة مرات من هؤلاء اللصوص، فهمت أنجلينا إحباطه.
“لكن اكتشفت مؤخرًا أن هذا الإرث ظهر في مزاد.”
“هكذا إذن.”
يا له من موقف محبط.
قدّمت أنجلينا تعاطفًا خفيفًا.
“حاولت التواصل مع دار المزاد لاستعادته، لكنهم قالوا إنهم غير ملزمين بإعادته.”
نظرت عيناه إليها بحدّة أثناء حديثه، كما لو كان يسأل “كيف ستتفاعلين؟”.
بالطبع، لم تلاحظ أنجلينا، التي كانت غارقة في التفكير و ذراعيها متقاطعتين، ذلك.
كانت هارلي و لورا فقط هما من زادتا من حدة هالتهما خلفها
“بالفعل، دار المزاد ليست ملزمة بذلك.”
تحدّثت أنجلينا بهدوء.
بغضّ النظر عن كيفية وصول الغرض إلى دار المزاد ، فليس لديهم التزام بإعادته إذا حصلوا عليه بشكل قانوني.
بما أن أحد أكبر مصادر دخل عائلة فلوبيرت هو مزادات الأعمال الفنية، كانت أنجلينا تعرف، ولو بشكلٍ تقريبي، كيفية عمل هذه الدّور.
فكّرت للحظة ثم تنهّدت برفق.
“الطريقة الوحيدة لاستعادته هي الفوز به في المزاد مباشرة.”
حتى لو ادّعى أنه مسروق، فلن يكون لدى دار المزاد سبب للاستماع إليه.
“لذا تحتاج إلى المال لكنكَ لا تعرف المبلغ بالضبط.”
أدركت أنجلينا الآن لماذا كان هذا الرجل، على الرّغمِ من كونه فارسًا، يطلب المال رغمَ أن ذلك يجرح كبرياءه.
إذا رُفض، سينتهي الأمر، لكن إذا حالفه الحظ، قد يحصل على المساعدة.
يمكن سداد المال المقترض مع الوقت، لكن إذا تـمّ بيع الإرث، فقد يكون من الصعب تتبّعـه.
لم يكن أمامه، في موقفه اليائس هذا، خيارات أخرى.
“همم.”
أصدرت أنجلينا أنينًا متعاطفًا، لكنه فتح فمـه مجدّدًا.
“هناك… طريقة أخرى، أليس كذلك؟”
“غير المشاركة في المزاد؟”
عبست و هي تسأل عما يعنيه، فظهر على وجهه تعبير يوحي بأنه يتساءل لماذا تتظاهر بعدم المعرفة.
“أليس من الممكن إخراج الغرض من المزاد؟”
“همم؟”
أصدرت أنجلينا صوتًا متعجبًا عند إشارته، ثم تنهّدت متأخرة.
“يبدو أن الإرث في أحد مزادات فلوبيرت.”
حسنًا، بما أن تسعين بالمئة من دور المزادات في هذه المنطقة تابعة لفلوبيرت، فهذا منطقي.
شعرت أنجلينا بالحرج من إدراكها المتأخر، لكنها هـزّت رأسها بعد ذلك.
“هذا ليس بالأمر السهل. إذا رفضت دار المزاد إعادته إليك، فمن المحتمل أن الإجراءات قد بدأت بالفعل.”
لو كان الغرض مخزنًا في المستودع، لكانت دار المزاد حاولت التفاوض بدلاً من الرفض المباشر، مثل قول أنّ “السعر المتوقع للمزاد هو هذا، إذا دفعت هذا المبلغ، سنعيـده لك”.
لكن موقف دار المزاد يوحي بأن العرض قد بدأ بالفعل.
“لكن أنـتِ…”
“حتى لو كنتُ أخت سيّـد عائلة فلوبيرت، فهذا يتجاوز الحدود.”
قاطعته أنجلينا قبل أن يكمل جملته، مدركةً ما يعنيه.
يبدو أنه افترض أنها ستستخدم سلطتها لاستعادة الإرث بدلاً من إقراضه المال.
لكن أنجلينا لم تستطع فعل ذلك، ولم تكن تنوي ذلك.
“أفهم أنكَ تشعر بالظلم و الغضب لفقدان إرثـكَ. لكن لدار المزاد واجباتها و قواعدها، وحتى أنا، ‘السّيدة’، ملزمة باحترامها.”
كانت إدارة المزادات من اختصاص أخيها، سيّـد العائلة. لذا، اعتبرت أنجلينا أن هذا سيكون تجاوزًا واضحًا لصلاحياتها، ولم تكـن تنوي القيام بذلك.
“إذا لم نحترم القواعد التي وضعناها، فما المعنى منها؟”
بالطبع، حتى لو تجاوزت الحدود، فإن أخاها اللطيف و الطيب سيبتسم ويقول إن الأمر لا بأس به. لكن أنجلينا لم تكن مرتاحة لذلك.
‘لا يمكنني إضافة المزيد من الضغط على أخي المشغول أصلاً.’
كان الأمر مرتبطًا أيضًا بسمعة دار المزاد. لم تستطع أنجلينا التسبب بأي ضرر لسمعة المزادات، التي تشكل ثاني أكبر مصدر دخل لفلوبيرت بعد التجارة.
‘إذا تسبب هذا في انخفاض الأرباح، سأشعر بالحرج. لا، لا يمكن!’
حتى من أجل عيش حياتها المتبقية براحة، كان هذا أمرًا غير مقبول.
“لقد… كنتُ متسرعًا.”
أظهر موقفًا متراجعًا عند كلامها، ثم حاول إخراج شيء من جيبـه.
“إذا كنتُ قد تجاوزت الحدود، فأنا أعتذر. في الحقيقة…”
“لا، لا بأس.”
عندما رأت رأسه ينخفض قليلاً، لوّحت أنجلينا بيدها. ثم استدارت.
“على أي حال، رأيت مدى يأسكَ. لذا، قُـدْني.”
“…ماذا؟”
توقّف و هو يحاول إخراج شيء من جيبه، و نظرَ إليها بعيون مرتبكة.
“إلى دار المزاد.”
قالت أنجلينا بلامبالاة وهو يبدي ارتباكًا.
“دعني أرى هذا الإرث.”
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
لم تكن أنجلينا تحبّ الاختلاط بالآخرين كثيرًا.
كانت تسعى لحياة فردية، تقدم المساعدة ضمن حدود قدرتها لكنها تتجنب التورط العميق.
لذا، بصراحة، لم تكن ترغب في التورّط بعمق في قصة هذا الرجل.
إعطاؤه بعض المال و المغادرة شيء، والمشاركة في مزاد شيء آخر تمامًا.
لكن في الوقت نفسه، لم تكن قاسية بما يكفي لتتجاهل شخصًا يطلب المساعدة بشكلٍ مباشر.
‘حسنًا، المزادات تُجرى بشكلٍ مجهول، لذا لا بأس بهذا القدر.’
لم تكن هناك قواعد تمنعها من المشاركة في مزاد تابع لفلوبيرت فقط لأنها من العائلة.
“دار مزاد القارب الأحمر.”
تمتمت أنجلينا بهدوء وهي تدخل دار المزاد التي أرشد إليها الرجل.
كانت عائلة فلوبيرت تمتلك العديد من دور المزاد، و لكل منها طابع خاص. بعضها مختص بالتماثيل واللوحات، وأخرى بالتحف التي يزيد عمرها عن 500 عام.
أما القارب الأحمر، فكان موضوعه “الغرابة”.
لم يكن محددًا بنوع معين، بل كان يجمع كل شيء نادر و يبيعـه.
‘سمعت أن كثرة الأغراض المتنوعة تجعل تحديد الأسعار صعبًا.’
تذكّرت أنجلينا تعليقًا عابرًا من آنتـي عن صعوبة إدارة هذا المكان.
“من هنا تبدأ الأغراض المقرر بيعها هذا الأسبوع.”
قادها أحد الموظفين. لم يبدُ أنه يعرف أنها سيّدة عائلة فلوبيرت.
كان ذلكَ متوقعًا. بسببِ طبيعة المزادات، كان يتم الحفاظ على السرية دائمًا، وكان على الزوار ارتداء الأقنعة قبل الدخول. كثيرون استخدموا شعرًا مستعارًا أو أجهزة سحرية لتغيير مظهرهم.
جعلت أنجلينا هارلي ولورا تغيّران ملابسهما أيضًا.
فما الفائدة من ارتداء قناع إذا كانت ملابس لورا تحمل شعار فلوبيرت؟
تركت شعرها الفضي كما هو، لكن بما أن البعض استخدموا شعرًا مستعارًا فضيًا أو سحر الصبغة، لم يبدو شعرها مميزًا.
“قاعة المزاد في الطابق العلوي. كل طابق يعرض الأغراض التي ستُطرح للمزاد قريبًا.”
شرح الموظف بهدوء أن النظام يعتمد على معاينة الأغراض مسبقًا و تقديم عروض الأسعار في قاعة المزاد.
“إذا أعجبكِ شيء، يمكنكِ تقديم عرض سعر مسبق. نحدد سعر بداية المزاد بناءً على العروض المقدمة.”
على الرّغمِ من أن القناع يخفي هويتها بصفتها سيّدة فلوبيرت، كان الموظف ودودًا للغاية، فلم تستطع أنجلينا إلا أن تلقي نظرة على بطاقة اسمه.
تذكّرت اسم “آدم” و قرّرت أن تعطيه مكافأة إذا سنحت الفرصة، ثم نقلت نظرها إلى الأغراض.
“حقًا، هناك كل شيء.”
ناب وحش من حملة تطهير حديثة، ويسكي مصنوع تجريبيًا من وحش ثعبان في برج السحر، وغيرها.
كانت هناك أشياء كثيرة تبدو غريبة.
“و ماذا عن هذا؟”
عندما سألت عن درع ميثريل يبدو عاديًا، جاء الرد غير عادي.
“درع مصنوع من قشور وحش البحر، ليفياثان. صُنع قبل 25 عامًا بواسطة كيميائي لصديقه المقرب.”
حسنًا، من الأفضل أن أفترض أنه لا شيء طبيعي هنا.
أصدرت أنجلينا صوت همهمة و واصلت السير.
“هذه الأغراض هي التي ستُطرح في المزاد اليوم.”
عند وصولها إلى الطابق الأقرب لقاعة المزاد، ألقت نظرة على الرجل الذي رافقها.
‘حتى القناع لا يخفي وسامته.’
هل هذا بسبب خطّ فكّـه الجميل؟
‘ربّما أطلب من أخي أن يجـرّب وضع قناع.’
قد يكون له سحر مختلف.
لكن عندما تخيّلت أخاها يشتري عشرات الأقنعة حالما تذكـر الفكرة، هـزّت أنجلينا رأسها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"