بعد ذلك، انتقلوا إلى شارع الحدادين، حيث اجتاحت أنجلينا جميع المعروضات في إحدى ورش الحدادة الشهيرة.
شعرت أنجلينا بالأسف لأن عدد الخناجر المعروضة كان قليلاً، فاشترت كل شيء آخر أيضًا إلى جانبِ الخناجر.
و نتيجةً لذلك، حصلت لورا على مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلكَ خناجر قصيرة، إبـر للاغتيال، و نجوم رمي محمولة، لم تكن مدرجة في خطّتهـا. حتى لورا لم تستطع إخفاء ابتسامتها السعيدة.
لم تفهم أنجلينا لماذا قد تحتاج إلى هذه الأشياء…
‘إذن، هذا هو الشّعور الذي يدفع الناس لإنفاق المال ببذخ.’
على أي حال، شعرت بالفخر عند رؤية السعادة على وجهيّ الشخصين العزيزين عليها.
“ما الذي يمكننا فعله أيضًا؟”
كانت أنجلينا تكتشف متعـة الإنفاق ببذخ.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
بمجرد أن قرّرت أنجلينا كيفية إنفاق المال، لم تتردّد في ترجمة أفكارها إلى أفعال.
أول ما فعلته هو شراء كل المخبوزات من مخبز و توزيعها في الحي الفقير.
“يا إلهي، كيف تأتي سيدة نبيلة إلى هنا…”
“كلـوا. على النّاس الأكل حتّى يتمكّنوا من العيش. الأطفال و الحوامل أولاً.”
في البداية، ارتبك الفقراء، غير متأكّدين من الأمر، لكنهم سرعان ما قبلوا كرمها و ارتسمت ابتسامات كبيرة على وجوههم.
أومأت أنجلينا برأسها و هي ترى الأطفال يأكلون المخبوزات حتى امتلأت بطونهم و هم يبتسمون بسعادة.
‘بالتأكيد، إنفاق المال بشكلٍ مباشر أكثر إرضاءً ومتعة.’
يبدو أن هذه هي اللحظة التي يُقصد بها تعبير “إنفاق المال يستحق العناء”.
رؤية أنّ المال الذي أنفقتـه يخلق السعادة أمام عينيها مباشرة كان أمرًا لا يضاهيه شيء.
خاصة، أنّ هناك بريقًا خاصًّا في وجوه الناس الغارقين في السعادة، مما جعل المشهد ممتعًا.
بعد ذلك، كان “الإنفاق ببذخ” لأنجلينا هو الذهاب إلى دار للأيتام محملة بالدمى والألعاب.
“الأطفال بحاجةٍ إلى ألعاب.”
رفعت مبيعات الألعاب بنسبة 80%، فكان التجار سعداء، و الأطفال فرحوا بالألعاب الجديدة.
ثم ملأت المكتبات الصغيرة في المدينة بالكتب الجديدة حتى اكتظت بها.
“التعليم مهـمّ.”
كانت المكتبات، التي كانت تعاني من صعوبات مالية لشراء كتب جديدة، ممتنة جدًا لهذا التبرع.
“الزهـور دائمًا تجعل الشّخص المتلقّي لها مبتهجًا.”
و الآن، كانت توزّع الزهور التي اشترتها بكميات كبيرة من محل الزهور على المارة بشكلٍ عشوائي.
في البداية، كان الناس يتوجسون، ظانين أنها نوع من الدعاية، لكن عندما كانت تترك الزهور لديهم و ترحل دونَ تردد، كانوا يتفاجؤون للحظة ثم يواصلون طريقهم و هم يحملون ابتسامات سعيدة.
‘ربما أكتفي بهذا اليوم.’
فكّرت أنجلينا وهي تنظر إلى الشمس التي بدأت تغيب.
قبل توزيع الزهور، تناولت العشاء، لذا كان الوقت قد تجاوز الثامنة مساءً بالتأكيد.
‘حتى الإنفاق ببذخ يكون متعبًا إذا عملت عليه بجـد.’
و مع ذلك، شعرت بالرضا لأنها تمكنت من إنفاق المال على هدايا على الأشخاص المقربين لها ، و على المخبوزات، و الألعاب، و الزهور، و أماكن متنوعة أخرى.
و الأكثر إثارة هو أن المبلغ الذي أنفقته لم يكن سوى جزء ضئيل من المال المتبقي لديها.
‘ أين سأنفق المال غـدًا؟’
بينما كانت تتّجـه نحو المنزل، و هي تفكّر في أفكار سعيدة وهي تهمهم، سمعت صوتًا خشنًا..
“هيه، ما هذا؟ إذا أعطيتني المال، سأترككَ تذهب!”
‘همم؟’
ما هذا الحوار الرخيص الذي يبدو و كأنه من دراما من الدرجة الثالثة؟
توقّفت أنجلينا و ألقـت نظرة داخل الزقاق الذي جاء منه الصوت.
في ذلكَ المكان المظلم الذي لا تصله الإضاءة، كان ثلاثة رجال ضخام محيطين بشخص يرتدي قلنسوة، يحاولون “ابتزازه”.
حتّى لو أخذنا حياتها السابقة بعين الاعتبار ، هذه هي المرّة الأولى التي ترى فيها مثل هذا المشهد ،لذلك توقّفت أنجلينا لتشاهد.
“لا أريد إثارة ضجّـة، لذا أتمنى أن تتنحّوا جانبًا بهدوء.”
‘يا إلهي.’
تحدّث الرجل دونَ أن يتأثر بضخامة الرجال الثلاثة.
راقبت أنجلينا الموقف كما لو كانت تشاهد فيلمًا مثيرًا.
“آه، شاب لا يعرف حقيقة العالم ولا يخاف!”
“لا نريد إثارة ضجّـة أيضًا، لذا أعطنا المال و امـضِ في طريقكَ بهدوء!”
‘هل هم عصابة هذا الحي؟’
نظرت أنجلينا إلى هارلي، التي أدركت على الفور ما كانت تتساءل عنه، فانحنت قليلاً و همست في أذنها:
“من وشوم أكتافهم، يبدون مثل عصابة ‘العقرب الأسود’ الشهيرة في هذه المنطقة.”
“همم.”
‘إذا كانت هارلي تعرفهم، فمن المحتمل أن أخي يعرفهم أيضًا و تركهم و شأنهم دونَ تدخّل…’
كثيرًا ما كان النبلاء يتركون عصابات المنطقة دون استئصال، لأن الظلام موجود في كلّ مكان، وإذا قضوا عليهم، سيظهر آخرون ليملأوا الفراغ.
في بعض الأحيان، كان من الأفضل ترك أولئك الذين يسهل السيطرة عليهم.
‘لكن هذا الرجل يبدو مواطنًا عاديًا.’
لكن ذلكَ ينطبق فقط عندما لا يؤذون المواطنين ويقتصر الأمر على صراعاتهم الداخلية.
إذا تورّط مواطن عادي، يصبحون هدفًا يحب القضاء عليه.
للتأكّد، أرادت مراقبة الموقف أكثر، لكن في تلكَ اللحظة، تنهّد الرجل ذو القلنسوة تنهيدة قصيرة.
“أنتم تقصّرون حياتكم.”
مع همهمته، ظهرَ سيف من تحت عباءته.
“آه.”
عندما رأت أنجلينا يـده تتحرك ببطء نحو مقبض السيف، أصدرت صوتًا خافتًا.
أدركت أنها لا تستطيع البقاء متفرجة بعد الآن.
“انتظر.”
كانت تنوي استدعاء الفرسان إذا تأكّدت من الموقف، لكنها تدخّلت على عجل. كان مشاهدة القتال ممتعًا، لكن إراقة الدماء في إقطاعية الماركيز كانت مشكلة.
توقّف الرجل الذي كان على وشكِ سحب سيفـه عند سماع صوتها الهادئ، و نظر إليها أفراد العصابة، الذين كانوا يتسكّعون حتى مع ظهور السيف.
“ألا يكفي هذا؟”
قالت أنجلينا بهدوء.
“مَـنْ هذه الآنسة…”
كانوا على وشكِ الرد بانزعاج، لكنهم لاحظوا الخادمة و الحارسة خلفها، فخففوا من نبرتهم.
“لا شأن لكِ هنا، فلا تتدخّلي و امضي في طريقكِ.”
أدركوا من وجود الخادمة و الحارسة أنها شخص لا ينبغي استفزازها.
“إذا تركتكم، سيغرق هذا الزقاق بالدماء، فكيف أمضي في طريقي؟”
تنهّدت أنجلينا، كما لو أنها لا تريد التدخل، وقالت:
“اكسبوا المال بأنفسكم. لا تسرقوا من الآخرين.”
لكن عند كلامها، رفعَ أفراد العصابة أصواتهم.
“هذه الآنسة تعتقد أننا لصوص؟ هذا الرجل سرق مالنا أولاً!”
“إنه لصّ، لصّ!”
“و ليس هذا فقط، لقد اصطدم بنا، و أعتقد أن كتفي انخلع الآن!”
كانت كلمات الرجال الثلاثة متسلسلة بشكلٍ طبيعي كما لو كانوا معتادين على فعل هذا عدّة مرّات.
‘ليسوا هواة.’
أومأت أنجلينا في داخلها ونظرت إلى الرجل ذي القلنسوة.
كان وجهه مخفيًا بالقلنسوة، فلم تستطع رؤية رد فعله.
“ألا يوجد لديكَ ما تقولـه بعد سماع كلامهم هذا؟”
سألته لأنها وجدت أنّـه من الغريب أنه يقـف دونَ تبرير رغمَ الاتهامات الموجّهة إليه.
“إذا كنتِ تسألين عن الحقيقة، فهم مَـنْ اصطدموا بي أولاً.”
كان جوابه قصيرًا و واضحًا.
لم تشعر بأي ظلم في صوته الهادئ.
“ه، يحاول تضليلنا مرّةً أخرى؟”
“قلنا إذا أعدت المال المسروق، سنتركك تذهب، لكنه لا يستمع!”
بالطبع، احتجّ البلطجية الثلاثة.
ربّما سئم الرجل ذو القلنسوة من شكواهم، فضرب سيفـه برفق.
خرجَ السيف قليلاً من غمـده، و أظهر شفرته الحادة مقدار ظفر.
لكنه لم يسحب السيف بالكامل، كما لو كان مترددًا بسببِ وجود أنجلينا.
‘إذا استمر الأمر هكذا، سيقطّعهم حقًا.’
لذا، لم تستطع أنجلينا ترك الأمور على حالها. بدأت في تسوية الموقف.
“سأعطيكم المال، فامضوا في طريقكم.”
حتى لو أجلّت فهم الموقف، كان من المهم فصل العصابة عن الرجل ذي القلنسوة.
“ها، هل تعرفين كم خسرنا حتّى؟”
قال أفراد العصابة ذلك، لكنهم كانوا يبدون كما لو أنّهم يتوقعون بفضول كم ستعطيهم.
مـدّت أنجلينا يدهـا إلى هارلي.
“آنستي، لهؤلاء الأوغاد…”
احتجت هارلي، لكن أنجلينا لم تسحب يدها. بدلاً من ذلك، ربّتت على رأس هارلي برفق.
“هاه.”
عبست هارلي بشفتيها و أخرجت كيسًا سحريًا كانت تخفيـه.
أخذت أنجلينا الكيس و نظرت إليهم مجدّدًا.
“أخبروني، كم المبلغ؟”
“حسنًا، لا تعتقدي أنكِ تستطيعين مساعدته بعفوية…”
جلجلة.
تفرّقت حفنة من العملات الذهبية أمامهم. حتى من نظرة واحدة، بـدت قيمتها عشرات الشلنات.
كانت أنجلينا قد استبدلت بعض الشيكات بعملات ذهبية، معتقدة أن النقود “الفعلية” لها متعـة خاصة عند إنفاقها.
“…..!”
“هل يكفي هذا؟”
توقّف أنفاس العصابة للحظة أمام كمية المال التي لا يمكنهم لمسها بسهولة في حياتهم. لكن قائدهم، الذي أعمـاه الطمع، تحـدّث:
“هذا، هذا لا يكفي!”
بصوتٍ مرتجف، ردّ، فأخرجت أنجلينا حفنة أخرى من العملات من الكيس السحري و ألقتها.
كانت هذه أيضًا بقيمة عشرات الشلنات.
“هل يكفي هذا؟”
عندما رأت أولئك الرّجال يبتلعون ريقهم دون رد، أصدرت أنجلينا صوتًا خافتًا
“همم”.
“ألا يزال غير كافيًـا؟”
ثم قلبت الكيس السحري بالكامل.
جلجلة، جلجلة، جلجلة!
تدفّقت العشرات، بل المئات، من العملات الذهبية، مكوّنة جبلًا على الأرض.
مع ازدياد تراكم العملات، اتسعت أفواه البلطجية، وفي النهاية، شحبـت وجوههم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"