مخاطر عالية، عوائد عالية(5)
كان شون ساحرًا، يشعل نارًا فقط، لم يسجل في البرج، لكنه يشعر بالحواجز.
“احتمال لقائنا لسيد البرج منخفض، لكن رغم ذلكَ ، فانه أفضل من الاستمرار على هذا المنوال..”
من الواضح أن استمرارهم هكذا لن يجعلهم يموتون لكنه يجعلهم يفقدون عقولهم.
يعرف بليك ذلكَ، لكنه متردد.
“لماذا تتجنب طريق البرج؟”
نظرَ بليك نحو طاقة الحاجز الضعيفة:
“لا أشعر.”
“ما الذي لا تشعر به؟”
“إن كان طريق البرج صحيحًا أم لا.”
“…..”
“الشعور” قد يبدو غامضًا، لكن لشون مهم.
قرارات بليك الناتجة عن حدسه أنقذت الجميع عدة مرات.
هم يثقون بحدسه.
“ها.”
ضغطَ بليك عينيه.
صداع.
هذه أول مرّة يتردّد فيها هكذا.
إذا قرر عدم الذهاب، قد يجـد المخرج بعد وقت طويل، لكنه سيخسر هدف قدومهم إلى هذا المكان.
لكن ماذا سيحدث إذا ذهـب؟
شعـرَ بأنه سيواجه دوامة هائلة لا يمكنه التحكم فيها، ستغيّـر المستقبل الذي كان فيه جذريًا، و يفتح عالمًا لا يمكن توقعه.
لكن إذا سُئل هل هذا سيء؟
فلا يمكنه الإجابة بنعم بكل تأكيد.
كان يشعر بشعورٍ غامض، لا يعرف إن كان جيدًا أم سيئًا لأنه غير متوقع.
“مخاطر عالية، عوائد عالية.”
“نعم؟”
“هذا هو شعوري بالضبط.”
فهـمَ شون سبب تردّد بليك تقريبًا، فقال:
“إذن، لنذهب.”
“…..؟”
“هل كانت حياتنا سهلة بالأصل من أجل أن نختار الطريق الآمن؟”
ضحك بليك رغمًا عنه.
“صحيح.”
منذُ الولادة، لم يكن أمامه أي خيار سهل، فلماذا عليه أن يأخذ حذره الآن؟
لهذا قرر مقابلة سيد البرج أصلاً.
“سنغيّر وجهتنا.”
لا يعرف سبب إحساسه بهذا الشعور الغامض، لكن هناك شيئًا واحدًا مؤكد.
الذهاب إلى طريق البرج يمنحه فرصة هائلة.
إذا صقلت جيّدًا فستكون ألماسة، و إذا أخطأ ستتحوّل إلى قنبلة.
كل هذا مجرّد حدس منه، لكن عدم الذهاب يعني تفويت فرصة العمر.
إنها مقامرة تستحق المخاطرة فيها.
“سنذهب إلى طريق البرج.”
من الأفضل التحقق من الأمر، بدلاً من الندم لاحقًا.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
نامت أنجلينا بعمق.
كانت ليلة بدون أحلام.
استيقظت عندما بدأ ضوء الفجر الأزرق يتسلّل إلى طريق البرج. كان ذلكَ أبكر من المعتاد.
“غرررر.”
بمجرد أن استعادت وعيها، حتى قبل أن تفتح عينيها، شعر الثعلب السحري الذي كان نائمًا معها بذلك و أطلق صوتًا خافتًا يُشبه الهرير.
كان الصوت أعلى مما توقّعته، مما دفع أنجيلينا للتحرّك قليلًا.
الصوت الذي يجب أن يصدر من بين ذراعيها كان يملأ المنطقة حول رأسها.
“أمم….”
وفوق ذلك، كان ملمس الغطاء الذي يُغطيها غريبًا.
بدلًا من الحرير الناعم، كان طريًا ورقيقًا.
“لماذا هو ناعم إلى هذا الحد…”
فتحت أنجيلينا عينيها و هي تُطلق تنهّدا عميقًا، لكن صوتها انقطع في نهايته.
نظرت بصمت ذهابًا و إيابًا بين ما يُغطيها وما تستلقي عليه.
“……هل أنا لا أزال أحلم؟”
فركت عينيها.
لكن، حتى بعد أن فركتهما و فتحتهما مجددًا، بقي الوضع كما هو.
“لا يبدو أنّه حلم…”
تمتمت أنجيلينا وهي تنظر إلى الكائن السحري الذي أصبح كبيرًا لدرجة أنه مـلأ معها العربة بأكملها.
كان الثعلب السحري قد التـفّ بجسده عليها و كأنه يحاول إخفاءها داخل حضنه، وكان ذيله الكثيف يُغطّيها بدفئه بدلًا من البطّانية.
“كينغ؟”
وعندما بقيت أنجيلينا تحدّق به، أمال الوحش رأسه و كأنه يسأل ما خطبها.
ثم، و كأنه يُحاول التودّد، وضعَ وجهه على صدرها بلطف.
و لعق ذقنها بخفّة، ثم أصدر ذلكَ الصوت المُدلّل مجددًا.
بعد أن حدّقت طويلاً في الوحش الثعلب الذي أصبح حجمُـه مختلفًا تمامًا عمّا كان عليه البارحة، أخيرًا استرخى جسـد أنجيلينا.
“أستطيع الركوب عليه الآن.”
تمتمت لنفسها بهدوء، و أسندت ظهرها على جسده.
كان لطيفًا عندما كان صغيرًا، و الآن حتّى بعد أن أصبح كبيرًا، لا تزال تحبّـه.
دفء الوحش و صوت هريره جعلاها تشعر بالراحة.
“لهذا شعرت بدفء غريب رغمَ أن النافذة كانت مفتوحة البارحة…. آه، لقد أُغلِقت.”
و بينما كانت تتحدث، لاحظت أن النافذة أُغلقت بالفعل.
عندها ردّ الوحش الثعلب على همستها بنفخة أنف خفيفة.
“كروونغ.”
داعبَ هواء أنفاسه شعر أنجيلينا الفضي برقة.
استمتعت بذلك الإحساس، و أغمضت عينيها لتغفو مرّةً أخرى.
ولكن، عندما بدأت تغفـو، جاء طَرق على باب العربة.
“يا آنسة، هل سعلـتِ؟”
و كالعادة، لاحظت هارلي استيقاظها و نادت عليها.
“نعم، الآن فقط.”
“ما رأيكِ بزبادي خفيف على الإفطار؟ أظن أن الذي صنعته قبل أيّام صار مناسبًا للأكل الآن.”
وعندما أجابت أنجيلينا بصوتٍ لا يزال ناعسًا، تحدّثت هارلي بنبرةٍ متحمّسة قليلًا.
“حسنًا.”
نهضت أنجيلينا و فتحت باب العربة.
وفي اللّحظة التي كانت تتمدّد فيها، حدث ذلك.
“آآاه!”
صرخت هارلي فجأة.
فزعت أنجيلينا و التصقت بالوحش، و الوحش بدوره لـفّ جسده و كأنه يحاول حمايتها.
انتفخ جسده الكبير أصلًا أكثر، حتى بدا و كأنه سيحطّم سقف العربة، و اختفت أنجيلينا بين ذيله الكثيف. لم يكن يظهر منها شيء سوى وجهها فقط.
“ما الأمر!”
“ماذا يحدث؟”
تحرّك الفرسان و لورا فورًا.
و سحب بعضهم أسلحتهم.
“هارلي، ما الخطب؟”
أخيرًا سألت أنجيلينا، و هي تعانق الذيل الناعم لتُهدّئ قلبها الخائف.
“يا… يا آنسة! هناك…!”
قالت هارلي وهي تُشكّل دوائر سحرية عند أطراف أصابعها.
و قد كان في صوتها المرتجف شيء من الذهول.
“ماذا؟ ماذا هناك؟”
نظرت أنجيلينا حول العربة، وهي تحتضن الذيل بقوّة أكبر عند كلام هارلي.
“لا، ذلك فقط…!”
تلعثمت هارلي و فقدت قدرتها على الكلام.
أليس من الطبيعي أن يصرخ المرء إن فتح الباب و رأى الآنسة محاصرة في ذراعي وحش عملاق؟
لكن قول ذلك سيدو غريبًا… لأن أنجيلينا كانت مستلقية في حضن الوحش و كأن الأمر طبيعي تمامًا.
“آه، لا شيء.”
“…؟”
“أعني، فقط فكّرتُ أن تنظيف الفراء قد يكون صعبًا على الأخت لورا، لذا…”
تمتمت هارلي وهي تبحث عن عذر.
و لحسنِ الحظ، نجح هذا العذر ، فاسترخَت أنجيلينا.
“لقد أخفتِني. ظننتُ أنّ هناك شبحًا أو شيء من هذا القبيل.”
أطلقت نفسًا و فحصت الفراش.
“همم… لا يبدو أنّه يتساقط كثيرًا. أعتقد أننا لا نحتاج للقلق بشأن تنظيف الأغطية؟”
و بينما كانت تتحقّق من النقطة التي ذكرتها هارلي، و التي لم تخطر ببالها أصلًا، اقتربت لورا من العربة و تحدثت.
“إذن هو مخلوق قادر على تغيير حجمه.”
“هممم؟ آه…”
عند كلمات لورا، ربّتت أنجيلينا على رأسِ الوحش و تردّدت قليلًا.
في الحقيقة، لم تعرف هذا إلا عندما استيقظت للتو، و إذا قالت إنها لم تكًن تعرف، فإن لورا ستبدأ بإلقاء محاضرتها المعتادة.
“يمكنـه الاختفاء أيضًا .”
و بما أنها لم تستطع الكذب مباشرة، قدمت إجابة غامضة.
“الاختفاء و النمو… إنه مخلوق ذو قدرات عديدة.”
التعليقات لهذا الفصل " 20"