ليس من السهل أن تعتقد أن الوجه الذي اعتادت على رؤيته كل يوم وسيم، لكن مظهر آنتـي كان استثنائيًا إلى هذا الحدّ.
“مَـنْ يسمعكَ قد يظنّ أنني لا أزوركَ في العادة.”
شعرت أنجلينا بالحرج من ابتسامته المشرقة لمجرّد زيارتها له، فتحدّثت بنبرةٍ متذمرة.
لكن عندما فكّرت في الأمر، أدركت أنها لا تتذكّر آخر مرّة زارته فيها بنفسها.
لم يكن لديها سبب خاص لزيارته لأنها لم تحتج إلى شيء، و كانا يتناولان العشاء معًا ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًا، و حتّى آنتـي كان يزورها في غرفتها من حينٍ لآخـر.
نتيجة لذلك، كانا يتقابلان كثيرًا، لكنها أدركت أنها لم تبادر بزيارته بنفسها منذُ وقت طويل، فأطلقت سعالاً محرجًا.
ابتسم آنتـي بلطف، كما لو كان يعرف ما تفكر فيه، و واصل الحديث بنبرة لطيفة.
“إذن، لينا، ما الذي أتى بـكِ؟”
أمسك بيدها دونَ سبب واضح.
“آه، لا شيء كبير…”
عندما تذكّرت سبب زيارتها، تبدّد شعورها بالحرج.
رسمـت ابتسامة جميلة.
كانت ابتسامة رأسمالية مشرقة نابعة من الإثارة لفكرة إنفاق المال.
عندما رأى آنتـي ابتسامة شقيقته المشرقة، التي نادرًا ما يراها، اتسعت عيناه بدهشة، ثم تحدّثت أنجلينا بنبرة مفعمة بالحيوية لا تقـلّ عن تعبيرها.
“أعطني بعض المال.”
كان من الصعب تصديق أن هذه الكلمات خرجت من فـم أنجلينا، التي نادرًا ما طلبت شيئًا أثناء نشأتها.
و لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل أضافت بنبرة مرحـة:
“الكثير منـه.”
امتلأت عينا آنتـي، المندهش في البداية، بالفرح و الفخر.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
ربّتـت أنجلينا على صدرها برفق و ابتسمت بارتياح.
كان الشيك الموضوع في حضنها يشعرها بالإطمئنان و الأمان أكثر من وجود مئـة فارس معها.
‘على أي حال، أخي ينفق بسخاء.’
عندما طلبت منه مصروفًا، أخرج دفتر شيكات مفتوحًا و سلّمـه لها دونَ أن يسأل عن السبب.
‘هذا لـكِ يا لينـا، من أجل أن تشعري بمتعة إنفاق المال. أينما ذهبتِ، و مهما اشتريتِ، فقط أرسلي الفاتورة إلى قصر الماركيز.’
أدركت أنجلينا، بصفتها ابنـة الماركيز، أنها ليست بحاجةٍ إلى النقود دائمًا لإنفاق المال.
كانت دائمًا تدعو التجار إلى منزل الماركيز للتسوّق، لذا كانت هذه معلومة جديدة بالنّسبة لها.
‘هكذا إذن هو شعور امتلاك الكثير من المال.’
كانت ابنة عائلة الماركيز الثرية، ومع ذلك لم تفكر يومًا في الاستمتاع بهذا.
يا للأسف.
‘كنت أظن دائمًا أنني سأتمكّن من الاستمتاع بهذا في أي وقت.’
لولا علمها بأنها مصابة بمرض عضال، لربّما كانت لا تزال تعيش أيامًا مملّة مليئة بالأسف.
‘حسنًا، دعني أرى…’
نظرت أنجلينا حولها ببطء.
كانت قد خرجت إلى وسط المدينة لتكون مخلصة للبند الأوّل في قائمة رغباتها.
كانت إقطاعية الماركيز مكانًا نابضًا بالحياة.
لم تكن بحجم العاصمة، لكنها كانت مدينة كبيرة نسبيًا، و كان من الواضح من أول نظرة أن التجارة هي مصدر دخلها الرئيسي، حيث احتلّ رصيف بحري كبير جزءًا من المدينة.
لم تكـن السفن تحمل البضائع التجارية فقط، بل جلبت معها أشخاصًا متنوعين و بمختلف الثّقافات و الفنون.
كثرة البضائع و تنوّعها جعلت المكان مثاليًا لإنفاق المال ببذخ.
“همم.”
لكن بعد تجوّلها لفترة، أدركت أنجلينا نقطة مهمة.
‘كيف أنفق المال ببذخ إذن؟’
كما يقولون، مَـنْ جـرّب الأكل يعرف كيف يأكل جيّدًا.
لم تكن أنجلينا، التي لم تنفق يومًا أكثر مما تحتاج، تعرف كيفية إنفاق المال ببذخ.
هل عليها استبدال الشيك المفتوح بعملات معدنية و نثرها في كل مكان؟
لا، هذا ليس إنفاقًا ببذخ، بل مجرد إهدار.
هل تشتري كل ما يعجبها أثناء تجوّلها؟
لكن لم يكن هناك شيء يعجبها حقًا.
كانت أنجلينا بطبيعتها بعيدة عن “الرغبات”.
لإنفاق المال ببذخ، كان عليها أن تكون لديها رغبات كثيرة، لكنها لم تملك أيًا منها.
في الأساس، كل ما تحتاجه كان متوفرًا في منزل الماركيز.
و بينما تنظر إلى العملات في “نافورة الأمنيات” وسط الساحة، فكّرت أنجلينا لفترة طويلة قبل أن تقرر طلب المساعدة.
“لورا.”
“نعم، آنستي.”
أجابت لورا التي كانت تتبع أنجلينا بصمت دون أن تعرف وجهتها ، بهدوء.
“هل هناك شيء ترغبين في امتلاكه؟”
“لا شيء على وجه الخصوص.”
“…حسنًا.”
نسيت أنجلينا للحظة.
لورا أيضًا كانت امرأة قليلة الرغبات.
بدلاً من لورا، التي لم تكن مفيدة على الإطلاق، سألت أنجلينا الحارسة هارلي التي تقـف بجانبها.
“هارلي، إذا حصلـتِ فجأة على مبلغٍ كبير من المال، ما الذي ترغبين في امتلاكه؟”
اتّسعت عينا هارلي المستديرتان أكثر عند سؤال أنجلينا المفاجئ.
“مبلغ كبير؟ شيء أرغب فيه؟”
كانت هارلي، التي بدأت تخدم أنجلينا منذ بضعة أشهر فقط، غارقة في التفكير.
بما أن هذا كان أول سؤال من الآنسة التي نادرًا ما تطلب شيئًا، أرادت هارلي أن تجيب إجابة صحيحة.
“أظن أنني سأرغب في شراء ملابس و مجوهرات باهظة لم أجربها من قبل.”
أجابت هارلي بصـدق.
“راتبي الحالي يكفي للإيجار و الادخار، لذا أعتقد أنني سأرغب في تجربة الرفاهية!”
رأت أنجلينا أن كـمّ قميص هارلي كان مهترئًا قليلاً.
“فكرة جيّـدة.”
أومأت أنجلينا برأسها و تحرّكت. توجّهت مباشرة إلى متجر ملابس شهيـر.
“هل هذا المكان مناسب؟”
“هذا المكان يحظى بشعبية بين العامة… لكنه قد لا يكون مناسبًا لـكِ، أليس كذلك؟”
بفضل آنتـي، الذي كان يصـرّ دائمًـا على توفير أفضل الأشياء دائمًا ، كانت ملابسها دائمًا تُصمم خصيصًا من قبل مصممين مشهورين.
لذا، اعتقدت هارلي أن متجر الملابس الجاهزة لا يناسب آنستها.
لكن بعد أن أبـدت أنجلينا نظرة و كأن المكان مناسب تمامًا، استدعت أحد العاملين.
“ما هي المنتجات الجديدة هنا؟”
“كل ما هو معلّـق على هذه الشماعات هو من المنتجات الجديدة.”
أدرك صاحب المتجر، بحدسـه، أن العميلة الجديدة تملك المال، فابتسم ابتسامة رأسمالية و قادهـا إلى المنتجات.
“هل هذا كل شيء؟”
“الفساتين هي المنتجات الجديدة لهذا الموسم، و الأحذية معروضة هناك. الحقائب و الأوشحة من نفس الطراز موجودة هنا.”
أحبّـت أنجلينا ابتسامة صاحب المتجر المشرقة، فتحدّثت ببساطة:
“أعطني كل شيء. و إذا كانت هناك إكسسوارات مناسبة، أضفهـا أيضًا.”
“يا إلهي.”
كان يعلم أنها تملك المال، لكن لم يتوقّع أن تكون بهذا السخاء.
“حسنًا، حسناً~ ما هي مقاسات الفساتين و الأحذية؟”
سأل صاحب المتجر و هو يكبح حماسته بالكاد.
نظرت أنجلينا إلى هارلي، التي كانت تقـف بعيون مستديرة، و سألتها:
“هارلي، ما هو مقاسـكِ؟”
“مـاذا؟ أنـا؟”
“نعم، مقاس ملابسكِ و أحذيتكِ.”
“آنستي، أنـتِ لا تقصدين أنكِ تشترين هذه الأشياء لي الآن، أليس كذلك؟”
“بالضبط.”
تحدّثت أنجلينا ببساطة، كما لو كانت تستغرب دهشتها، ثم قالت لصاحب المتجر:
“وفقًا لمقاساتها.”
“حسنًا، فهمت~”
“آنستي؟؟”
تركت أنجلينا هارلي المذهولة وتحدّثت إلى لورا، التي كانت تقف خطوة إلى الوراء.
“لورا، اختاري شيئًا.”
“أنا بخير.”
“لا يمكنني شراء شيء لهارلي فقط.”
“لا أحـبّ بالفساتين.”
“حقًا، لم أرَكِ ترتدين فستانًا من قبل.”
كانت لورا دائمًا ترتدي السراويل. على الرّغمِ من أن المريلة كانت تغطيها، كانت أنجلينا تعلم جيدًا أن لورا تملك ساقين رائعتين.
“إذن اشتري بنطالاً. ألا توجد بناطيل هنا؟”
“بالطبع يوجد~”
“لا بأس، آنستي. لا أحتاج إلى ملابس إضافية.”
نظرت أنجلينا إلى تعبير لورا الممتنعة و أصدرت تنهيدة خفيفة:
“ها.”
“افترضت أنّـكِ سترغبين في الملابس أيضًا.”
كانت فكرة متسرّعة.
“حسنًا، لورا، إذا حصلـتِ على مبلغ كبير، ما الذي ترغبين في اقتنائه؟”
بينما كانت تلوم نفسها على افتراضاتها، سألت أنجلينا، فأصدرت لورا أنينًا خفيفًا ثم سألت:
“إذا لم أخبـركِ، ستشترين شيئًا عشوائيًا، أليس كذلك؟”
“نعم، أنـتِ تعلمين ذلك جيدًا.”
بعد سنوات من خدمة أنجلينا، كانت لورا تعرف طباعها جيدًا.
“لذا، إذا لم تريدي رؤيتـي أنفق المال في أماكن غير ضرورية، أخبريني. ماذا أشتري لـكِ؟”
في الحقيقة، كانت أنجلينا غافلة عن أنّ إنفاق المال في “أماكن غير ضرورية” هو جوهر الإنفاق البذخي.
“الخنجر سيكون جيّدا.”
“خنجر؟ سكين مطبخ؟ سيف؟”
“خنجر قصير.”
أضافت لورا أن الذي تستخدمه أصبح قديمًا جدًا.
أصدرت أنجلينا صوتًا خافتًا “همم” ونظرت إلى لورا.
‘خنجر؟’
كان ذلكَ مفاجئًا، لكنها لم تكن تنوي التعليق على هوايات الآخرين، لذا لم تعـر الأمر اهتمامًا كبيرًا.
“آنستي… هذا كثير جدًا…”
كانت هارلي، التي تلقّـت أغراضًا فاخرة تساوي راتبها السنوي، تضرب الأرض بقدميها بحرج.
لكن أنجلينا تحدّثت بلا مبالاة، كما لو أنها غير مهتمة بحرجها:
“إذا لم تعجبـكِ، شاركيها مع أصدقائكِ.”
“آه…!”
أضاءَ وجه هارلي فجأةً عند كلمات أنجلينا.
” لقد كان هذا مقصدكِ العميق…! نعم!”
لم تفهم أنجلينا أي معنى عميق وجدته هارلي في كلمة “شاركيها”، لكنها لم تسأل.
وجدت أنجلينا أنّـه من الممتع النّظـر إلى تعبير هارلي المبتسم التي تخلّصت من شعورها بالإحراج.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"