مخاطر عالية، عوائد عالية (4)
“آه، آنستي؟ ما هذا…؟”
اتسعت عيون جاك الذي كان ينتظرها في مكان قريب.
كان من الطبيعي أن يتفاجأ عندما عادت الآنسة التي ذهبت للاستحمام مع كائن مجهول.
“لطيف، أليس كذلك؟ هذا الصغير سيكون جزءًا من عائلتنا منذ اليوم.”
“نعم…؟”
كان موقف أنجلينا هادئًا جدًا، فأصبح جاك أكثر دهشة.
تركت جاك المصدوم خلفها و عادت إلى المخيم. بالطبع، انقلب المخيم رأسًا على عقب.
“آنستي؟ ماذا التقطتِ بالضبط؟!”
“لمـاذا؟ هارلي، هل تعرفين ما هذا؟”
“لا! لهذا أنا مفزوعة!”
“همم، إذًا هو كائن سحري لا تعرفه هارلي أيضًا.”
فزعت هارلي، لكن أنجلينا فحصت الثعلب السحري ببساطة.
“…لهذا أردتِ الذهاب لوحدكِ؟”
سألت لورا بعبوس.
“نعم.”
كان السؤال يحمل لومًا، لكن أنجلينا أجابت بمرح.
“كان يختبئ كلما كان هناك أحد قريب. هدأته قليلاً لأحضره.”
أجابت أنجلينا ببساطة، لكن نظرات فرقة الفرسان كانت حادّة.
كان الأمر مذهلاً. إذا كان هذا كائنًا سحريًا حقًا، و مجهول الهوية، فهو مشكلة كبيرة.
لكن لا أحد أظهر ذلك. مهاجمته أو الشك فيه يعني عدم الثقة في قرار الآنسة.
على الأقل، الآنسة التي يعرفونها ليست شخصًا قد يتصرف دونَ تفكير.
كانت لورا، التي رافقتها أطول، أول مَـنْ رتبت أفكارها.
‘كانت تصرفاتها الغريبة مؤخرًا بسببِ هذا الشيء.’
كانت لورا قلقة جدًا من تصرفات أنجلينا الغريبة.
كانت تحدق في الفراغ، تهمس بكلمات غريبة و تضـع قطع لحم بجانبِ الأشجار.
اعتقدت لورا أنها أعراض بسببِ التوتر في غابة الظلام.
لكن إذا كان هذا الكائن السحري السبب، فهذا يُفسر كل شيء.
سعيدة بحل اللغز الآن.
لكن هنام مشكلة أخرى الآن.
‘لم أشعر بأي حضور.’
سواء كان حيوانًا أو بشرا ، تصدر الكائنات الحية أصوات تنفس أو خطوات. و لورا حساسة لهذه الاشياء.
لكنها لم تشعر بشيء.
لا بد لها من الحذر.
مهما بدا لطيفًا و غير ضار الآن، لا يمكن التأكيد على السلامة.
قد يخفي قوته مثل ثعبان يتحول إلى تنين، أو قد يكون مجرد كائن لطيف مثل طائر الإضاءة.
سألت هارلي، التي كانت تراقبه طويلاً، غير مدركة قلق لورا:
“آنستي، هل ستأخذينـه معكِ حقًا؟”
“نعم.”
“هل تعرفين ما هو؟”
قد يبدو كلامها سخرية، لكن أنجلينا تعرف أن هارلي تسأل بصدق.
“كائن سحري، أليس كذلك؟”
“نعم، يبدو كذلك، لكن هل تعرفين نوعه؟ هذه المرة الأولى التي أراه فيها.”
هارلي، الساحرة، تميّـز الوحوش من الكائنات السحرية بطاقتها المختلفة.
لكن هذا نوع جديد لم تـره أبدًا.
“نوع لا أعرفه.”
مع إجابة أنجلينا الصادقة، تنهدت هارلي و أضافت:
“كما تعلمين، ليست كل الكائنات السحرية ودودة مع البشر. إحضار كائن مجهول قد يكون خطرًا.”
كان هذا ما يريده الجميع قوله.
“لذا، هل يمكنني الاحتفاظ به حتى نصـل إلى البرج؟ يمكن التحقق من هويته في كتاب الكائنات السحرية.”
حتى لو لم يكن في الكتاب، هناك إجراءات للتحقق من الذكاء و القوة بين السحرة.
تريد هارلي اجتياز الإجراءات لتركه بأمان بجانب الآنسة.
“بالطبع، مهما كان ذكيًا، أنقى من البشر، لم أسمع عن خيانة…”
في تلكَ اللّحظة ، مع تبدد همس هارلي.
“كيو!”
نهض الكائن في حضن أنجلينا.
“كيو! كيو-!”
وقف على ذراعيها الأماميتين، نفـخ صدره، رفع رأسه، و حدق في هارلي.
كأنه يقول “كيف تجرئين على الشّـك فيّ؟ يا لها من وقاحة!”
كان غاضبًا، لكن مظهره الناعم جعله غير مهـدّد.
“بفت.”
“لطيف…”
ذابـت قلوب هارلي و بعض الفرسان.
ارتجف الكائن من ردّ فعلهم، ضرب ذراع أنجلينا بقدميه الأماميتين و أصدر صوتًا أعلى.
“كيو!!”
كأنه يصرخ ” أنـتِ تسخرين مني!”
رغمَ عدم قدرته على الكلام إلا أنّ الآخرين يستعطيعون فهمه ما يريده.
ربّما لهذا.
“حسنًا… بصراحة، لا داعي للقلق…”
غيرت هارلي، التي كانت حازمة، رأيها.
قالت لورا بدهشة:
“إغراء الناس قدرة مخيفة.”
أومأ الجميع موافقين.
استمر الكائن بغضب في قول : “كيو، كيو”.
ضحكت أنجلينا و عانقته.
“ما الذي يمكن لشيء صغير كهذا فعله.”
بعد أن داعبت رأسه و ظهره، هـدأ و تدحرج في حضنها.
“إذا كنتم تشعرون بالقلق، فسأنام مع الباب مفتوح.”
تفهمت أنجلينا قلق هارلي و الفرسان، فاقترحت ذلك.
“لا، لا حاجة…”
“افتحي النافذة فقط، قد تصابين بنزلة برد.”
هزت هارلي رأسها، لكن لورا قبلت.
زال معظم الشك، لكن لا ضرر من الحذر .
“حسنًا.”
دخلت أنجلينا العربة و فتحت النافذة قليلاً.
سرعان ما خرج تنفس منتظم من العربة.
تحدثت مع آنتـي قبل الاستحمام، فنامت فورًا.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
“سيدي، هذا غير مقبول حقًا!”
مع استمرار المسيرة القاسية أيامًا، انفجر مايسون أخيرًا.
“نحن لسنا حيوانات مدربة، ما هذا؟”
هم معتادون على الظروف القاسية في قتل الوحوش، لكن هذا لا يُطاق.
عادةً، حتى في الظروف القاسية، يجدون مكانًا للراحة.
لكن ليس هنا.
كما قال مايسون، الغابة لا تسمح لهم بالراحة مثل التدريب.
تدفعهم إلى الموت، ثم تتوقف مؤقتًا، ثم تدفع وحوشًا جديدة إليهم قبل أن يتعافوا.
من دون مخيم، و أكثر من أسبوع بدون نوم ساعة كاملة.
ضغط قد يجعل البشر عاديين يفقدون صوابهم .
و بهذا تأكدوا أن البرج وراء كل شيء.
و هذا سبب انفجار مايسون.
“سيد البرج مجنون؟ مهما كان يكره الزوار، هذه معاملة كلاب!”
غضب مايسون، لكن صوته المنهك ضعيف.
“هل يجب علينا حقًّا التعاون معـه؟ لنعـد!”
من الواضح أنه يخدع و يسخر من بليك. و مايسون لا يطيق أن تتمّ معاملة سيّـده هكذا.
“ربما.”
لكن بليك كان هادئًا أكثر من أي وقت، رغمَ وجهه الرمادي المنهك.
“حتى في هذا، تفكر في التعاون مع ذلك القمامة؟”
“مايسون محق يا سيدي. اختبار الناس له حدود.”
فقـدَ الجميع قدرتهم على التحمل، و بدوا و كأنهم على وشكِ الانهيار.
“أنا أفهمكم، لكن العودة ليست سهلة.”
نظر بليك حوله.
كلامه صحيح، ضباب كثيف، أصوات وحوش مجهولة المصدر.
كالغرق في مستنقع، كل حركة منهم تجعلهم يغرقون أكثر من دون وجود لا مخرج.
“ها، إذا رأيت سيد البرج، سأقتله.”
انفجر مايسون بالغضب و الشتائم. شاركه بعض التابعين معـه.
اقترح شون، الأقل عاطفية:
“سيدي، ماذا عن طريق البرج؟”
“…..”
“أشعر بطاقة الحاجز، لذا فإن إيجاد طريق البرج أسهل من البحث عن مخرج.”
التعليقات لهذا الفصل " 19"