مخاطر عالية، عوائد عالية (3)
كان ذيله كثيفًا جدًا لدرجة أنه يشبه حجم جسده.
كان جسده أسود بالكامل، لكن أطراف أذنيه و ذيله بيضاء كأنها غُمست في الحليب، مما يجذب الانتباه بشكلٍ غريب.
‘ألم يذهب في طريقه؟’
-لينا، ما الخطب؟ هل حدثَ شيء ما في الخارج ؟
سأل آنتـي عندما توقفت أنجلينا عن الكلام و حدقت خارج النافذة.
“لا، فقط رأيت شيئًا جميلًا.”
-…في غابة الظلام؟
سأل آنتـي بصوت مليء بالدهشة، فابتسمت أنجلينا بإحراج.
“نعم، أردت أن أريكَ… آه.”
دارت رأسها نحوه للحظة، ثم نظرت خارجًا مرة أخرى، فكان الثعلب الأسود قد اختفى.
لا تعرف إن كان استخدم سحر الشفافية أم غادر فعلاً.
كان كائنًا غريبًا حقًا.
-ما الذي كنتِ تريدين إظهاره؟
“لا شيء. لقد اختفى.”
شعرت أنجلينا ببعض الأسف. لكنها هزت رأسها سريعًا.
“حسنًا، لقد رأيت وجهكَ، عُـد لعملكَ الآن.”
قالت و هي تغلق النافذة.
-الآن؟ لقد بدأنا الاتصال للتو؟
أصبح وجه آنتـي حزينًا.
“سأنام.”
كان آنتـي شخصًا يترك أكوام الوثائق و يتمسك بالحديث معها.
“أنا متعبة.”
بالطبع، لم يكن هذا السبب يؤثر في أخيها، فاستخدمت عذرًا آخر.
-حسنًا. نامي جيدًا.
كان هذا العذر فعالاً مع آنتـي.
-احلمي بأخيـكِ.
“لا أريد ذلك.”
-سأتصل غدًا أيضًا. عليكِ أن تجيبي بكل تأكيد.
“سأفكر في ذلك.”
-لينا… أصبحتِ قاسية بعد البلوغ… كنتِ تتبعينني طوال اليوم و أنـتِ تقولين “أخي، أخي”…
ضحكت أنجلينا و هي ترى وجه أخيها الحزين.
“اذهب لعملكَ و نَـم. سنتحدث غدًا.”
همست بهدوء و أقفلت الاتصال قبل سماع الرد.
فقدت الكرة ضوءها، لكن أنجلينا استمرت في الضحك.
غريب، أمام أخيها تشعر أن الضحك أمر سهل.
‘سأنام جيدًا.’
استلقت أنجلينا .
النوم الذي ظنت أنه لن يأتي بعد نومها الطويل في النهار، عاد بشكلٍ مذهل.
لم تقاوم أنجلينا النعاس أكثر.
لم تكن هناك كوابيس.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
استمرت الرحلة بدون حوادث. باستثناء عدم نومها جيدًا قبل دخول غابة الظلام، كان كل شيء سلميًا.
الإرهاق الذي شعرت به في اليوم الأول اختفى في اليوم التالي، و بفضل السرير المؤقت المريح، زال التعب تمامًا، فاستمرت في الشعور بالانتعاش يوميًا.
و الأهم من ذلكَ، أن عدم مواجهة أي وحش كان التأثير الأكبر.
باستثناء ما تصطاده هارلي للعشاء، لم يظهر وحش واحد.
كانت تتساءل من أين تصطاده، لدرجة أن أنجلينا لم تسمع صوت وحش واحد خلال ثلاثة أيام.
مرة واحدة، شكّـت إن كانت هذه غابة الظلام حقًا، و اقترحت الخروج من طريق البرج للتحقق.
على أي حال، بهذا الشكل، يمكن الوصول إلى البوابة الأولى حسب الخطة قريبًا.
و مع ذلك، خلال هذه الرحلة السلمية، كان هناك شيء يزعج أنجلينا.
‘لقد أتى مرّةً أخرى.’
الثعلب السحري الذي رأتـه في طريق الاستحمام في اليوم الأول.
كان يظهر من مكان ما كلما توقفوا، و يختفي و يظهر دونَ أن يراه أحد غير أنجلينا.
من الواضح أنه يتبعها عمدًا، لكن لا تعرف ماذا يريد.
وضعت له قطع لحم جانبًا، لكنه لم يأكل.
إذًا فهو ليس جائعًا.
حاولت الاقتراب للإمساك، لكنه كان يختفي.
فهمت أنه لا يريد أن يتمّ الإمساك بـه.
في اليوم الثالث مع هذا الرفيق الغامض، فكرت أنجلينا فجأة.
‘هل يتجنب الاقتراب لأن هناك أحدهم بجانبي دائمًا؟’
من اليوم الأول، كانت عينياه تلمعان لها.
الآن، كان يكشف بطنـه و يتصرف بلطف.
لم تستطع لمسه بعد.
من الواضح أنه ودود معها. لكنه يحذر الآخرين.
‘هل يظهر أمامي عندما أكون وحدي؟’
أرادت أنجلينا التجربة.
“اليوم أريد أن أكون وحدي قليلاً.”
قالت للورا التي تحاول مرافقتها للاستحمام كالعادة.
“خطر.”
“سأذهب مع السير جاك.”
“…إلى مكان الاستحمام؟”
“يمكن للسير جاك الوقوف بظهره.”
“…..”
عبست لورا كأنها تتساءل لماذا تفعل أنجلينا هذا.
لكن أنجلينا تعرف أن لورا ليست شخصًا قد يمنعها بشكلٍ متعسّف.
“السير جاك ليس فارسًا قد لا يعرف عن وجود خطر اذا كان على بعد بضعة أمتار.”
فارس عالي المستوى، و إن لم يكن سيّـد سيف.
“و بالإضافة، هارلي وضعت حواجز كثيرة، ما الذي يمكن أن يقترب؟”
أكدت على أمان المنطقة بقوة، فتراجعت لورا كما توقعت.
“سأعـد المنشفة و الملابس.”
“شكرًا.” .
أخذت أنجلينا الأغراض من لورا و توجهت إلى الضفـة.
‘فرقة الفرسان مذهلة. كيف يجدون دائمًا مكانًا بمياه ينابيع حارة للمخيم؟’
ليست كل مياه غابة الظلام ينابيع حارة.
أم ربّما هي كذلك؟
هذا المكان مليء بالألغاز، فكل شيء ممكن.
“سأنتظر هنا.”
“سأعود بعد 10 دقائق.”
توقف قائد الفرسان جاك، و ذهبت أنجلينا عمدًا إلى جانب الشجيرات الكثيفة.
وضعت المنشفة و الملابس الجديدة جانبًا، و دخلت الماء، غمرت جسدها حتى الخصر، و نظرت حولها.
‘كما توقعت.’
من الاتجاه الذي جاءا منه، ظهرَ الثعلب الأسود و هو يركض.
ألغى سحر الإختفاء أثناء المشي، كأنه أتى من فضاء آخر.
جلسَ الثعلب السحري اليوم أيضًا على مسافة مناسبة و أخذ ينظر إلى أنجلينا بهدوء بينما يحرك ذيله فقط بلطف.
“مَـنْ أنـتَ؟”
اقتربت أنجلينا خطوة و سألت. فأصدر الثعلب الأسود صوتًا و أذناه مرفوعتان.
“كيو؟”
هل تتحدثين معي؟ كأنه يسأل عن ذلكَ.
“أنتَ تصدر صوتًا لطيفًا يناسب مظهرك.”
اقتربت أكثر منه بسببِ صوته اللطيف الذي يجعلها تضحك. غمر الماء جسدها حتى وصل إلى صدرها.
“كيو؟”
مال الثعلب رأسه يمينًا و يسارًا و هو يراقب أنجلينا. كأنه يتساءل ماذا تفعل.
نظرت إليه بهدوء، ثم همست فجأة.
“…أنـتَ يمكنكَ أن تكون صديقًا جيدًا لأخي.”
لا تعرف ما هو هذا الكائن السحري بالضبط.
صغير أم بالغ.
هل سيصبح صيادًا كبيرًا شجاعًا مثل الغريفين، أم مجرد لطيف مثل طائر الإضاءة.
لم تكن تعرف شيئًا، لكن أنجلينا لم تهتم، كان تفكيرها يدور حول بآنتي فقط.
و لتكون أكثر دقّـة، كانت تتذكر البنـد 2 في قائمة الرغبات:
[إيجاد أصدقاء لأخي].
‘الصديق لا يجب أن يكون بشريًا، أليس كذلك؟’
إذا كان هناك حيوان أليف يعاني به ، هل يمكن لأخي أن يحصل على راحة نفسية؟
هناك الكثير من الناس الذين يخففون شعورهم بالوحدة بالحيوانات.
‘أقنع سيد البرج ، أحضر حيوانًا أليفًا، أجـد صديقًا بشريًا. يمكنني فعل كل هذه الأمور معا.’
كانت أنجلينا مستعدة لفعل أي شيء لمنع تحوّل أخيها إلى شرّير.
استمرت في الاقتراب من الكائن السحري حتى منعها الماء الذي وصل إلى صدرها.
مـدّت ذراعيها بدلاً من ذلك.
“إذا كنتَ تنوي متابعتي، هل نذهب معًا؟”
“كيو؟ كيو!”
قفز من مكانه فرحًا ، كأنه كات ينتظر هذا الكلمات.
ابتسمت أنجلينا. ثبت ذكاؤه أكثر.
“أنتَ تفهم الكلام حقًا؟”
“كيو! كيو!”
دار في مكانه كأنه يقول نعم بينما عيناه الزرقاوان تلمعان.
“إذا أردت العودة إلى المنزل معي، تعال إلى هنا؟”
“كيو!”
مع كلامها مرّة أخرى، قفزَ الكائن السحري إلى بحيرة الينابيع دونَ تردد.
حرك أرجله القصيرة بقوة، جاء إلى أنجلينا، و غاص في حضنها.
“دافئ.”
“كيو!”
عانقت أنجلينا الكائن السحري المبلل، الذي تبلّل فراؤه. كان دافئًا كزجاجة ماء ساخن بسببِ حرارة جسده الأعلى من البشر.
أقدامه ناعمة ، ربّما كانت بدون مخالب حتّى .
“كان يجب أن أفعل هذا سابقًا.”
“كيو!”
تدحرج الكائن في حضنها بحرية.
تناثر الماء بسببِ حركته، لكن أنجلينا لم تمانع.
“الآن، لا تختفي أمام الآخرين. سيعتقدون أنني أتحدث مع الفراغ.”
“كيو! كيو!”
أجاب كأنه يفهم.
خرجت أنجلينا إلى اليابسة، وضعت الكائن الصغير مؤقتًا، و جففت جسدها بسرعة. ثم لفّـت الكائن الذي هـزّ جسده بالمنشفة.
“الاسم…”
توقفت عن تجفيف الفراء وحدقت فيه. رفعته من الجسم، امتدت أرجله الأمامية، و تدلت الخلفية.
رغمَ ذلك، حرّك ذيله بلطف سعيدًا.
“هممم.”
ربّما بسببِ الغسق في الغابة.
مع الفراء الأسود اللامع و العيون الزرقاء ، تذكرت أنجلينا شخصًا ما فجأة.
‘…يشبه البطل الذكر؟’
بليـك كادنهارت.
في المزاد ، عندما التقت عيناهما، كانت عيناه تتغير بين الأزرق الداكن و الياقوتي مثل هذا الصغير الذي بين يديها.
‘لكن لا يمكن أن أسمّيـه بليـك.’
فكرت أنجلينا قليلاً، وضعت الثعلب السحري، وارتدت ملابسها و قالت:
“سأترك الاسم لأخي. مالككَ سيكون أخي، ليس أنا.”
“كيو…؟”
جلس الكائن بهدوء على المنشفة، أصدر صوتًا حزينًا كأنه يقول ما هذا الهراء.
عانقت أنجلينا الكائن مرّةً أخرى، و همست بصوتٍ منخفض جدًا:
“إذا فهمت كلامي، أرجوكَ فقط نفّـذ هذا الطلب. إذا مِـت، ابـقَ بجانبِ أخي حتى لا يشعر بالوحدة.”
مسحت وجهها في بطنه الناعم المبلل، محاولة نقل الإلحاح.
“عندما أرحل، سيبقى أخي وحيدًا.”
“كيو…؟”
“حتى ذلك الحين، سأعطيكَ كل ما تريد. طعام لذيذ، مكان دافئ للنوم، ألعاب إذا أردت. سأدفع لكَ مقدمًا، لهذا أرجو منكَ تنفيذ الخدمة لاحقًا.”
“…كيو؟”
سواء فهـمَ أم لا، مال الكائن رأسه بدهشة تامة.
تركته أنجلينا يفكر لوحده في حضنها، و توجهت إلى المخيم.
التعليقات لهذا الفصل " 18"