نهضت من مكانها و هي تلهث. استغرق الأمر بعض الوقت لتتذكّر أنّها في النزل.
كان جسدها مغطّى بالعرق، و بـدا أنّها أصيبت بالحمّى أثناء النوم، فكان جسدها متيبّسًا.
“هااه…”
تنهّدت أنجلينا بعمق و مسحت وجهها بيدهـا. كان عرق وجهها يلتصق بيدهـا.
شعرت أنجلينا أنّها بحاجةٍ إلى نسيم بارد، فقامت من مكانها و ذهبت إلى النافذة. عندما فتحت النافذة، استقبلها نسيم الليل.
رأت مدخل غابة الظلام.
كييي—!
بينما كانت تنظر إلى غابة الظلام بعيون متيقّظة، سمعت صوت وحش بعيد.
كانت أصوات الوحوش التي تؤكّد وجودها من مكانٍ ما وراء الحدود لا تتناسب مع صمت الليل الهادئ.
لكن يبدو أنّ سكان القرية اعتادوا على ذلك، فاستمرت ليلتهم دون ردّ فعل. ربّما لأنّ الأصوات تُسمع لكن الوحوش لا تأتِ إلى القرية.
جلست أنجلينا على حافّة النافذة، عانقت إحدى ساقيها. ثمّ، كما اعتادت، بدأت تلعب بخلخال على كاحلها.
كان الخلخال، المصنوع من خيوط بسيطة، ذا تصميم متواضع لا يتناسب مع فلوبيرت ، أغنى عائلة في الإمبراطوريّة.
كان لونه باهتًا من كثرة ارتدائه، لكنّه، بطريقةٍ ما، ظلّ متماسكًا دونَ أن ينقطع.
بينما كانت تلعب به لفترة، تمتمت أنجلينا بهدوء:
“مزعج.”
لماذا تستمر ذكرى تافهة في إزعاجها لفترةٍ طويلة؟
كانت بخير تمامًا، لكن أن يأتيها كابوس في الليلة التي تسبق دخولها لغابة الظلام كان أمرًا سخيفًا.
“… مزعج حقًا.”
إذا حدثَ هذا، سيشعر كلّ من لورا و شقيقها بالقلق.
هي حقًا بخيـر، لكن هذا يجعلها تبدو و كأنّها ليست كذلك.
كان من المزعج أن يسبّب كابوس غبيّ قلقًا للأشخاص الذين تهتمّ بهم.
“تسك.”
نقرت أنجلينا بلسانها بضيق، ثمّ توجّهت إلى الحمّام.
كانت تخطّط للإغتسال سريعًا قبل أن تستيقظ لورا.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
كونغ! كونغ! كونغ! كييييييي—!
اندفع وحش أكبر من رجلين ، و هو يركض على أربع أرجل، بينما تهتزّ الأرض تحته بقوّة.
كان يلوّح بستّة أذرع بشكل عشوائيّ.
ما كان يواجهه هو مجموعة من الرجال.
كان الأبرز بينهم رجل طويل القامة بشعر أسود، تفادى بسهولة عصا بحجم عجلة عربة طارت نحوه، ثمّ لوّح بسيفه.
كرااك.
قُطعت ذراع الوحش بدقّة واحدة.
كييي—! كوادوك.
قبل أن يتمكّن الوحش من إصدار صرخة، قُطعت رقبته أيضًا.
لم يكن هناك وقت للشّعور بالسّعادة من قتله. فقد كانت مجموعة من وجوش الخفافيش تتدفّق نحوهم.
زززززز—!! زززت—!
كانت بحجم النسور ولها منقاران، كانت خفافيش متحوّلة.
بينما كان الرجل ذو الشعر الأسود يتعامل مع وحش الستّة أذرع، كان الرجال الآخرون يواجهون هذه الخفافيش.
“اللعنة، ما الذي صُنعت منه جلود هذه الأشياء؟! إنّها أقوى من الخفافيش العاديّة!”
كان مايسون هو مَـنْ يشتكي.
كانت الوحوش الخفافيش أصغر بكثير من الوحش ذي الستّة أذرع، لكنّها كانت رشيقة.
كما أنّها كانت تتحرّك ببراعة بين أغصان الأشجار، ممّا جعل صيدها صعبًا.
“الأشياء ذات الأجنحة مزعجة للتعامل معها!”
لم يستطع مايسون تحمّل ذلك، فصرخ بغضب. وفي الوقت نفسه، انفجر ضوء أبيض من طرف سيفه.
على الرّغمِ من ضعفه، جعلت القوّة المقدّسة النقيّة الخفافيش تتجمّد للحظة.
“الآن!”
استغلّ بليك و الباقون هذه اللحظة، و لوّحوا بسيوفهم، و قُطعت الوحوش واحدًا تلو الآخر.
كونغ.
عندما سقط آخر خفاش على الأرض، ساد الصمت للحظة.
“كما هو متوقّع، غابة الظلام هي غابة الظلام. مَـنْ كان ليتوقّع هذا العدد من الوحوش، تسك.”
هـزّ مايسون الدم الأرجوانيّ من سيفه و عبس.
“هذه القوّة المقدّسة اللعينة لا تعمل كما أريد اليوم أيضًا.”
كانوا قد دخلوا غابة الظلام منذُ أسبوع.
في البداية، كان كلّ شيء يسير بسلاسة. مع الحراسة الجيّدة، كانوا يخيّمون ليلاً و يتقدّمون نهارًا.
لكن في اليوم الثاني، زاد عدد الوحوش بشكلٍ مفاجئ.
كانت تهاجم ليلاً و نهارًا، و في إحدى المرّات، اضطروا للقتال يومًا كاملاً دون راحة.
“حتّى عندما ذهبنا للقضاء على الوحوش، لم يكن الأمر بهذا السوء.”
حتّى أقرب أتباع بليك، المعتادين على قتال الوحوش، كانوا يواجهون هذا لأوّل مرّة.
“و علاوةً على ذلك، ما هذا؟ هذا ليس أورك ولا قنطور؟”
ركل مايسون الوحش ذو الستّة أذرع المنهار أرضًا بسيفه.
سبب طول المعارك هنا مقارنة بحملات التّطهير الأخرى هو أنّ جميع الوحوش كانت غير مألوفة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 14"