قائمة الأمنيات (3)

يمكنها قبول كلّ شيء آخر، لكن هناك شيء واحد لا تستطيع فهمه على الإطلاق.  

نظريّة أنّ أخاها هو الشرير الخفيّ.  

لقد تقبّلت أنّ هذا العالم هو عالم الرواية، وأنّها ستموت قريبًا.  

لم تفهم لماذا يبدو الشرير الخفيّ أوسم من البطل، لكنّها تقبّلت أيضًا أنّ ذلكَ الرجل هو البطل.  

لكن مهما حاولت التفكير، لم تستطع فهم كيف يكون أخوها هو الشرير الخفيّ.

[آنتـي فلوبيرت]

كتبت أنجلينا اسم أخيها و حدّقت فيه.  

رسمت نجمة بجانبه، و سطّرت تحته بخط متموج، و أضافت ذيلين، لكن لم يخطر ببالها شيء آخر.

‘لم يكن حتّى طرفًـا ثالثًـا في علاقة البطل و البطلة…’  

طوال الرواية، كان آنتـي فلوبيرت يعيق البطل و البطلة. كانت كراهيته لهما تُعبَّر عنها دائمًا بشكل واضح.  

لكن السّبب لم يُذكر أبدًا.  

كان هناك تكهّنات بين القرّاء بأنّه ربّما كان يحبّ البطلة، لكن في النهاية، تبيّن أنّ هذا غير صحيح.  

حاول قتل البطلة لكنه فشل، ثمّ قُتل على يـد سيف البطل.  

“هاه… لا أفهم.”  

لم تستطع أنجلينا تصديق أنّ أخاها الطيّب جدًّا، كما تعرفه، هو زعيم العالم السفليّ كما وُصف في الرواية.  

شقيقها الذي يبدأ بالقلق و يتصرّف بذعر إذا جُرحت يدهـا بورقة، و يصرخ لاستدعاء الكهنة و المعالجين.  

كيف يمكن أن يضايق البطل و البطلة بقسوة، بل و يحاول قتلهما في النهاية؟ هل هذا منطقي؟  

‘لكن بما أنّني تقبّلت أنّ هذا عالم الرواية، لا يمكنني تجاهل تلك المعلومات تمامًا.’  

تجاهل ذلكَ بعيون مغلقة قد يكون خداعًا.  

والأهمّ، أنّ السرد في الرواية كان يؤرّقها كثيرًا بحيث لا تستطيع تجاهله.  

«في ذلك اليوم ، فقـدَ آنتـي فلوبيرت نـوره.  

بالنّسبة إليه، لم يكن “النور” قوّة الكهنة المقدّسة، و لا طاقة السحرة، و لا هالة الفرسان.  

بالنّسبة إليه، كان “النور” هو أختـه فقط.  

كان يملك السّلطة و الثروة، لكن بدون أخته، كانت هذه الأشياء بلا قيمـة.»  

عند التفكير في هذا السرد، شعرت أنجلينا أنّه ربّما لم يكن هناك سبب آخر لتحوّل أخيها إلى الشرير الخفيّ. 

ربّما كانت مجرّد محاولة للتخلّص من شعور الخسارة بعد فقدانها.  

كانت أنجلينا تعرف جيّدًا مدى حبّ أخيها لها.  

شعرت بحرقة في قلبها عند هذه الفكرة. 

أخوها الذي تعرفه يختلف تمامًا عن أخيها في الرواية، لكن ماذا لو كان هذا الاختلاف ناتجًا عن موتها؟  

‘لا يمكنني منع موتي… لذا يجب أن أتأكّد من أنّ أخي سيكون بخير حتّى لو بقيَ وحيدًا.’  

كان عليها أن تملأ حياته بأنوار أخرى غيرها.  

حينها فقط، تمكّنت أنجلينا من كتابة البند الثاني في [قائمة الأمنيات].

2. إيجاد أصدقاء لأخي.

انتشرت ابتسامة على شفتيها.  

كانت ابتسامة مليئة بالحبّ، مختلفة عن تلكَ التي راودتها عندما فكّرت في إنفاق المال ببذخ.

･ ｡ﾟ✧: *. ꕥ .* :✧ﾟ. ･ 

توقّفت يـد آنتـي التي كانت تقطّع شريحة اللحم.  

“إلى أين… ستذهبين؟”  

كانت عيناه تنظران إلى أخته الجالسة أمامه، مليئتين بالحيرة.  

“البرج السحريّ.”  

لكن أختـه، التي كانت منبهرة بنعومة شريحة اللحم، لم تلاحظ ذلكَ و أجابت بنبرةٍ منعشـة.  

شعرَ آنتـي بقطرات عرق باردة تنزلق على ظهره أمام هذا الخطر المفاجئ.  

لكنّه حافظَ على تعبير هادئ و سأل:  

“هل تحتاجين شيئًا؟” 

وضعَ السكين و رفعَ كأس النبيذ بصوتٍ هادئ.  

لكن كلمات أنجلينا التالية جعلت الكأس تتوقّف عند شفتيه. 

“أريد مقابلة سيّـد البرج.”  

لم يتمكّن آنتـي من شرب النبيذ و وضع الكأس مرّةً أخرى، ثمّ تفحّص وجه أخته بعناية و سأل:  

“… لماذا سيّـد البرج؟”  

هو، الذي لم يتوتر حتّى عند مواجهة الإمبراطورة أو عندما اقتحم القتلة غرفته، كان يراقب تعبيرات أخته بحذر.  

“همم… لديّ شيء أريد سؤاله عنه؟”  

لم تستطع أنجلينا قول ‘أريد إيجاد أصدقاء لك’، فأعطت ردًّا غامضًا.  

لكن ذلك زاد من قلق آنتـي.  

نظر إليها بهدوء، بينما يمسح إبهامه بسبّابته باستمرار، وهي عادة تظهر عندما يكون متوترًا أو غارقًا في التفكير.  

“هل هذا بسبب السيف السحريّ الذي اشتريته من المزاد مؤخرًا؟”  

“آه… سمعتَ بذلك؟”  

لم يكن مفاجئًا أن تكون تحرّكاتها قد أُبلغت إلى أخيها، لكنّها شعرت بالحرج كما لو أنّها اكتُشفت، ففركت خدّها بإحراج.  

“بالنّسبة لذلك السيف…”  

إذا كان قد سمع عن السيف السحريّ، فلا بدّ أنّه سمع عن علاقتها بالدوق كادنهارت، ففتحت فمها لتبرير الأمر.  

لكن آنتـي كان أسرع منها بخطوة.  

“هل هو بسببِ الختم الموضوع عليه؟”  

تحدّث و كأنّه غير مهتمّ بحادثة الدوق كادنهارت، مركّزًا على السيف السحريّ و زيارة البرج.  

“إذا كان الأمر كذلك، فلن يعرف سيّـد البرج شيئًا. لأنّه ليس ختمًا يمكن حلّـه بالسحر العاديّ.”  

“… ها؟”  

ختم؟  

شعرت أنجلينا بالذهول للحظة.  

ما هذه القصّـة الجديدة؟  

لم يكن هناك أيّ ذكر في الرواية عن ختم على كنز عائلة كادنهارت. بل إنّ السيف لم يُوصف حتّى كـ”سيف سحريّ” في الأصل.  

ختم؟  

‘رواية غير دقيقة حقًّا.’  

شتمت أنجلينا الرواية في سرّها مرّة أخرى، ثمّ سعلت لتخفي تعبيرها الغبيّ.  

“الأمر ليس كذلك.”  

خافت أن يصاب أخوها بالصدمة إذا قالت إنّها اشترت السيف دونَ معرفتها بوجود ختم، فتظاهرت باللامبالاة.  

“إنّه أمر شخصيّ.”  

“ما…”  

توقّف آنتـي عن السؤال.  

خشي أن يستمرّ في الاستفسار فيغضبها لتدخّله في خصوصيّاتها.  

فكبح نفسه بصعوبة، ثمّ قال أخيرًا:  

“سأسأل مسابقة بين عنكِ.”  

“مـاذا؟”  

“اكتبي ما تريدين في رسالة، و سأنقلها إليه.”

رأت أنجلينا القلق في وجه أخيها و هو يتحدّث.  

“شكرًا، لكن يجب أن أذهب بنفسي.” 

“…..”

امتلأ وجهه بالتساؤل عن السبب.  

لكن عند رؤية مراعاة أخيها بعدم السؤال، ابتسمت أنجلينا بخفّة.  

“أنـتَ قلق بشأن الرحلة، أليس كذلك؟” 

كانت الرحلة من إقطاعيّة فلوبيرت تستغرق أسبوعين على الأقلّ، و يستغرق عبور “غابة الظلام” المحيطة بالبرج السحريّ نصف مدّة الرحلة، لذا كان قلق آنتـي مفهومًا. 

“لا بأس، لا تقلق كثيرًا.”  

لكن كان على أنجلينا الذهاب.  

كان لديها سبب يجعلها مضطرّة لذلك.  

‘يجب أن أتأكّد من نوايا سيّـد البرج.’  

في الرواية، لم يُذكر سيّـد البرج بشكلٍ مباشر.  

لكن الشخص الذي وقف إلى جانب أخيها الشرير الخفيّ أوّلاً كان سيّـد البرج.  

«كان آنتـي فلوبيرت دائمًا يسبق بليك بخطوة. كانت خططه محكمة، و شبكتـه قويّة.  

لكن ما جعلَ الأمور أكثر صعوبة على بليك لم يكن ذلكَ فقط، بل كان البرج السحريّ.  

بالأحرى، موقف سيّد البرج.»  

قبل سنوات، ظهر سيّد البرج فجأة، و أعاد بناء البرج المنهار، و اكتسب ثقـة السحرة و سيطر عليهم.

لكنه لم يتدخّل في السياسة، فاعتقد الناس أنّه مهتمّ بالسحر فقط ولا يبالي بالصراعات السياسيّة.  

حتّى قبل أيّام، كانت أنجلينا تعتقد الشيء نفسه. 

‘لكن عندما تبدأ الرواية، سيتغيّر كلّ شيء.’ 

فجأة، و بلا سبب واضح، قاد سيّد البرج السحريّ البرج إلى قلب العاصفة السياسيّة.  

«جعل العائلة الإمبراطوريّة و الدّوق كادنهارت أعداءً له، و هـدّد الإمبراطوريّة. وسط الفوضى التي أحدثها، تمكّن آنتـي فلوبيرت من التمادي أكثر.»  

تزامن تحوّله مع إعلان خطوبة البطل و البطلة، وهو ما جعله بنفس درجة إزعاج أخيها الشرير للبطلين.  

اعتقد القرّاء أنّه سيكون الشرير الخفيّ الجديد بعد موت آنتـي .  

لكن مع موت آنتـي، اختفت أخبار سيّد البرج، و انتهت الرواية بهدوء بنهاية سعيدة.  

‘لم يُذكر شيء عن شخصيّته أو مظهره سوى أنّه رجل، فكثرت التكهّنات.’  

خاب أمل القرّاء الذين توقّعوا ظهور شخصيّة ثانويّة وسيمة.  

اشتكى القرّاء العاديّون من أنّه مجرّد أداة وضعها الكاتب لدعم الشرير الخفيّ.  

‘لكن لمرّةٍ واحدة فقط.’  

لكن القرّاء الدقيقين عرفوا شيئًا.  

‘لمرّةٍ واحدة فقط، تـمّ الكشف عن رغبتـه.’  

عن ما كان يريده.  

«لو استطاع تدمير طائفة حاكم الشمس، لكان مستعدًّا لفعل أيّ شيء. حتّى لو كان عليه التضحية بروحه.»  

كان هدفـه تدمير طائفة حاكم الشمس.  

لم يُذكر السبب، لكنّه كان يكره المعبد. كان يرتجف من أيّ شيء متعلّق بـه.