“لا، السلاح يعمل بشكل ممتاز! إنه رائع جدًا، شكرًا لك!”
“حسنًا، إذًا ما الأمر؟”
“في الحقيقة…”
أخبرته دفعةً واحدة عن انفلات تصرفات إيغدراسيل.
استمع ميكيل إلى القصة كاملة بوجه جاد، ثم ضغط بإصبعيه على ما بين حاجبيه وتنهد بعمق.
“هاه، صحيح أن تلك المرأة تقيّم البشر بناءً على المواهب والقدرات فقط. عادةً ما يكون ذلك مفيدًا، لكن في مثل هذه الحالات… يُسبب الكثير من المتاعب.”
“نعم… لهذا كنتُ أتمنى أن تحاول إيقافها قليلاً.”
“هممم…”
أغمض ميكيل عينيه بهدوء وأومأ برأسه.
“سأتحدث معها.”
“شكرًا جزيلًا!”
بعدما وافق مشكورًا، أخبرته بموعد زيارة إيغدراسيل للميتم، ثم غادرت.
***
وأخيرًا جاء اليوم المنشود.
كنت متوترة منذ الصباح، أراقب الخارج بقلق من نافذة الغرفة.
أول من وصل كان ميكيل.
أخذته فورًا وقدمته إلى المعلمة، التي قالت لي إنها سمعت الكثير عنه، وبدأت تحيّيه بأريحية.
مرّت لحظات، ثم ظهرت إيغدراسيل عند بوابة الميتم، بخطاها الواثقة المعتادة.
“لقد وصلت!”
ما إن سمعنا صوتها الجهوري حتى ركض كانغ يو بسرعة نحوها، وأنا لم أملك إلا أن أتنهد بعمق.
…يا هذا.
اقتربنا أنا وميكيل من إيغدراسيل.
“هم؟ ميكيل؟”
“أجل، إنه أنا. مضى وقت طويل.”
“وما الذي جاء بك إلى هنا؟”
“تلميذتكِ طلبت مني أن أوقفكِ قليلاً.”
“هممم…”
رمقتني إيغدراسيل بنظرة ضيقة.
تجنّبتُ عينيها، وقدت الجميع إلى غرفة المعلمة، والتي كانت تُدعى رسميًا “غرفة الاستقبال”.
حين جلسنا على الأريكة الغائرة، امتلأت تمامًا بخمسة أشخاص.
جلست إيغدراسيل وقالت للمعلمة بنبرة رسمية:
“أيتها المعلمة، كما أخبرتكِ سابقًا عبر الهاتف، كانغ يو يتمتع بموهبة كبيرة. وأرغب في أن أُنمّي هذه الموهبة في أسرع وقت. بقاؤه في مدرسة عادية لثلاث سنوات أخرى سيكون خسارة له. سأتحمل كل التكاليف والبرامج التدريبية، أرجو السماح له بالتحضير لاختبار الالتحاق بالأكاديمية.”
“هممم…”
“أريد أن أتجاوز الصفوف! معلمتي، أختي! أنتما تعرفان أنني أنهيتُ منهج المرحلة الإعدادية بالفعل! وجسدي صار بصحة جيدة الآن! أريد أن أفعل هذا!”
ظهرت على وجه المعلمة ملامح الحيرة أمام إصرار كلٍ من إيغدراسيل وكانغ يو.
وفي تلك اللحظة، تمنيت لو لم يكن كانغ يو بهذا الذكاء. لو كان الأمر متعلّقًا بالدراسة فقط، لكنتُ تمسّكت بها كحجة.
“لكن كانغ يو لا يزال صغيرًا!”
“هذا هو سبب وجود نظام تجاوز الصفوف، للمواهب الصغيرة المميزة. أما عن ما ينقصه من نضج، فأنا سأتكفّل به تمامًا.”
“يبدو أن كانغ يو عازمٌ على ذلك…”
“نعم!”
“ممم…”
بعد لحظة صمت، عقد ميكيل ذراعيه.
“هذا الاختبار والنظام الخاص بتجاوز الصفوف، هل هو رسمي؟”
“نعم!”
هل سيتكلم أخيرًا؟ أومأت له بحماس.
لكن ميكيل لم يوجه كلامه إلى إيغدراسيل، بل إليّ أنا.
نظر إليّ بهدوء وقال.
“لكن أنتِ تعارضين لأنك تعتقدين أن أخاكِ لا يزال صغيرًا، صحيح؟”
“نعم!”
“وفي أي جانب تحديدًا تقلقين عليه؟”
تلعثمتُ عند سؤاله. أي جانب؟ كيف أشرح ذلك…
“أقصد… التدريبات في الأكاديمية قاسية جدًا، وكانغ يو لا يزال صغيرًا على خوض قتال ضد وحوش.”
“أفهم. إذًا، لماذا تقلقين بشأن تدريبات إيغدراسيل تحديدًا؟”
“أليست… قاسية أكثر من اللازم؟ عنيفة.”
“التدريب في الأكاديمية يشبه الواقع، لذا يمكن تفهُّم قسوته. لكن هل تعتقدين فعلاً أن تدريبات إيغدراسيل غير مناسبة؟ أنتِ تعرفين جيدًا مدى حرصها ودقتها.”
“ذاك…”
“في رأيي، أنتِ تقلقين على كانغ يو كثيرًا، أكثر من اللازم. …مع أنني أتفهمك، بالنظر إلى تصرفات إيغدراسيل مؤخرًا.”
شعرتُ وكأن أحدهم صبّ دلواً من الماء البارد فوق رأسي.
.…صحيح. نسيت كيف كانت إيغدراسيل حريصة ومهتمة حين كانت تُدرّبنا.
كنتُ أيضًا قد فقدت توازني. غمرتني مشاعر الحماية فصرتُ ألتفّ حوله دون تفكير.
“أنا آسفة، كانغ يو.”
“هممم. لا بأس.”
“…لكن رغم ذلك، ما زلت أعتقد أن التدريبات الرسمية في الأكاديمية لا تزال مبكرة بالنسبة له. أرجو أن تُؤخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.”
عندها، نظر ميكيل إلى إيغدراسيل دون أن يقول شيئًا، وكأنّه قال كل ما لديه.
أطلقت إيغدراسيل صوتًا قصيرًا وهمهمت، كما لو كانت في حيرة، ثم بدأت تفكّر بعمق ولم تنبس ببنت شفة.
وفي خضمّ هذا الصمت، فتحت المعلمة فمها أخيرًا، وقد بدا أنها اتخذت قرارًا.
“ما مدى قسوة التدريبات التي تُجريها يا إيغدراسيل؟”
“تختلف حسب رغبة المتدرّب. لكنني أعد، وأقسم باسمي، ألا أضعه في موقف يعرّض جسده لأذى بالغ.”
“وإن التحق كانغ يو بالأكاديمية، هل سيتبع المنهج الدراسي ذاته كغيره من الطلبة؟”
“في المجمل، نعم.”
“حتى حصص صيد الوحوش؟”
“نعم، لكن بالنسبة للتدريب الميداني.…”
شعرتُ بنظرة إيغدراسيل تتجه نحوي.
وحين التقت أعيننا مجددًا، كان شيء من الجنون قد تلاشى من عينيها.
“…ربما يكون دخوله إلى التجارب العملية مباشرة أمرًا مبكرًا جدًا، لذا سأحرص على تطبيق المنهج الذي يُستخدم عادةً مع التلاميذ من أعمار المتوسطة والذين خضعوا للاستيقاظ مؤخرًا.”
“….!”
قالتها بصوت هادئ، وهي تنظر للأسفل.
“…لكن لا تنسوا أنَّ أنجع طريقة لتقوية المهارات… تبقى دومًا هي القتال الحقيقي.”
“هاه. إيغدراسيل، لسنا في عصر الأبراج بعد الآن. لماذا العجلة؟ كنتُ قد سمعتُ أنها أصبحت أكثر هدوءًا مؤخرًا .”
عند تلك الكلمات، رمقتنا إيغدراسيل بطرف عينها، ثم شربت كوب الشاي الأخضر الذي أمامها دفعة واحدة.
طق! وُضع الكوب الفارغ بخشونة على الطاولة.
“لأن الخَتْم بدأ يضعف.”
“…ماذا؟”
“الخَتْم…؟”
“لا، ليس أمرًا مهمًا.”
أجابت إيغدراسيل وهي تهز رأسها ردًا على سؤال المعلمة، ثم تابعت كلامها.
“يبدو أنني أصبحتُ شديدة الحساسية دون أن أدرك، بسبب كثرة الحوادث الطارئة والخطيرة مؤخرًا. أعتذر.”
ظللتُ صامتة وأنا أراقب إيغدراسيل التي بدا صوتها وكأنها قلقة بصدق على الوضع الطارئ.
حتى الآن، أنا ونا يوهان كنّا نعتبر إيغدراسيل شخصية يمكن الوثوق بها، ومع ذلك، لم نخبرها عن “فيضان الكارثة”.
رغم أننا كنا نعلم جيدًا أنها ستكون قوة عظيمة إن وقفت إلى صفنا، إلا أننا لم نُفصح بالحقيقة. مع أنها كانت معلمة جيدة، لم نتمكن من الوثوق بها ثقةً كاملة.
في اللعبة، من تسببت بفيضان الكارثة كانت إيغدراسيل.
جملة باهتة من رواية <قائد من الفئة F في الأكاديمية> خطرت ببالي وجعلتني أشعر بالقشعريرة.
الآن، وقد تحولت الرواية إلى واقع، لا خيار لي سوى أن أوقف “فيضان الكارثة”. أنا في موضع يتطلب مني أن أكون أكثر حذرًا من أي أحد.
ما الذي حصل بالضبط؟
هل هناك شيء لا أعلمه؟
هل من الممكن… أن يكون القلق الظاهر على إيغدراسيل مجرد تمثيل؟ تمامًا كما أفعل أنا؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 99"