شعرت بقطرات العرق البارد تنساب على ظهري. الوضع خطير…
حاولت نكران الواقع وسألته مجددًا.
“المفتاح السابع؟”
“أجل. المفتاح الذي حصلتِ عليه من الثعلبة بعدما أعدتِ لها الجوهرة.”
لقد تم تأكيد الأمر.
نظرت إليه بوجه حائر. ما العمل الآن؟
لكن يبدو أن رؤية تعابير وجهي شجّعته، فتابع حديثه بثبات.
“في هذا العالم، المفاتيح شديدة الأهمية. لذا، ظهور مفتاح جديد يُعدّ متغيرًا كبيرًا قد يؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه. ذاك الكائن قال ألا أُشغل نفسي، لكنني لا أستطيع التوقف عن القلق عليكِ. لذا، إن كان ممكنًا—”
وفي تلك اللحظة، لمحتُ شيئًا ضخمًا وأحمر ينطلق بسرعة من خلفه باتجاهه.
“احذر!”
ألقيت بجسدي عليه وطرحتُه أرضًا.
فووووش—!
مرّ الجسم الضخم فوقنا ملوّحًا بتهديد واضح.
ما هذا؟! رفعت رأسي قليلًا لأنظر إلى الأعلى.
كان جسمًا أحمر مربوطًا بحبال، بدأ يتأرجح ثم شيئًا فشيئًا خفّت حركته حتى توقّف تمامًا.
“…دمية؟”
كانت دمية قطة حمراء عملاقة ذات عينين خضراوين.
قطة؟ لماذا توجد دمية كهذه هنا فجأة؟
نظرت إليها في حيرة، وكانت تبتسم ابتسامة مزعجة.
وفي تلك اللحظة، سمعت صوتًا خافتًا يأتي من تحتي.
“هلّا… ابتعدتِ عني قليلًا؟”
“آه.”
حين خفضت رأسي، رأيت وجه نا يوهان تحتي، وقد احمرّ تمامًا كحبة طماطم. أسرعت بوضع يدي على خديّ مُظهرة الخجل وابتعدت عنه.
“أنا آسفة!”
“لا بأس…”
سادت لحظة من الصمت المحرج، ثم قطعها نا يوهان بسعال خفيف وهو ينظر إلى الدمية.
“يبدو أن أحدهم وضع هذا الفخ عمدًا.”
“فخ؟ لكننا وحدنا هنا، ولم يذكر الفريقان السابقان أي شيء عن فخاخ.…”
“…إذًا الجاني واضح.”
لا يُعقل…
في تلك اللحظة، خطرت ببالي كلمات تشوي سوجونغ السابقة.
‘انتظروا المفاجآت!’
…سينباي—!!!
لا، لحظة. ماذا عن السينباي الأخرى؟ ألم تحاول إيقافها على الأقل؟!
رأى نا يوهان وجهي المصدوم وفهم أنني استوعبت الموقف، فتنهد بعمق.
“أما عن سوجونغ، فمزاحها معروف… لكن، لم أظن أن لي هانا أيضًا تملك حسًّا بالمزاح بهذه الدرجة…”
“يا للصدمة…”
“انظري هناك. مكان بداية الفخ، ستجدين أن الهيكل مصنوع ليسقط الدمية بمجرد أن يذوب الثلج.”
وحين نظرت في الاتجاه الذي أشار إليه، وجدت الأمر كما قال تمامًا.
أحسست بمرارة الخيانة من لي هانا التي كنت أظنها دومًا أختًا كبرى يُعتمد عليها.
وبينما كنت مصدومة، راح نا يوهان يتأمل الممر الذي علينا أن نعبره، وتمتم قائلاً.
“لا خيار لنا سوى مواصلة السير بحذر…”
وهكذا بدأت مسيرتنا الشاقة.
الفخاخ التي نصبتها تشوي سوجونغ ولي هانا لم تكن واحدة أو اثنتين، بل لا تُعد ولا تُحصى. علقت أقدامنا فيها مرارًا.
“آآاه!”
“أوووف!”
سقطت علينا دمى قطط من السقف فجأة.
“لكنها لطيفة رغم كل شيء…”
“أحقًا؟”
“طبعًا!”
“همم؟ من قال ذلك الآن؟”
“هاه؟”
“أنا!”
“…القط؟”
“مهلًا، هناك أكثر من واحد! إنهم يهاجمون!”
فجأة، انطلقت فرقة كاملة من دمى القطط المتحركة من خلفنا وهاجمتنا. من أين أتوا بها!
“ما هذا؟”
“سدت الطريق. مزعجة. وربما كلتاهما.”
دمى قطط ضخمة من الجليد، صلبة، كانت تسدّ كل الممرات الممكنة.
وغيرها من الأنواع العجيبة…
اضطررنا لقتال كل تلك الفخاخ والنجاة منها بشق الأنفس.
وحين خرجنا أخيرًا من المنزل، استقبلتنا تشوي سوجونغ ولي هانا بكل برود مع انفجار موسيقى احتفالية مصطنعة.
نهاية هذه الجولة المريرة.
“أهلًا بعودتكما~”
“تهانينا على نجاتكما.”
“سيناي-!! هذا خيـانة! خيانة بحق!”
قلت ذلك وأنا أضربهما بلطف بقبضتي، فابتسمتا وقدمتا لي دميتين صغيرتين على شكل قطط، كهدية تذكارية.
إحدى الدميتين كانت على شكل أرنب بني بعيون خضراء.
“هذه تشبهكِ تمامًا~!”
“أنا؟”
“نعم. ويوهان هو قطة.”
“…ما هذه الأشياء…”
قال نا يوهان ذلك وقد بدا محرجًا، لكنه مع ذلك تسلّم دمية قطة سوداء بعيون حمراء ووضعها بعناية في مخزونه.
نظرت حولي، فبدا باقي الرفاق أيضًا وكأنهم تلقوا دمية صغيرة.
لي هانا ابتسمت بلطف وقالت.
“في الحقيقة، كنا نريد إعطاءكم هذه كهدايا، لكن لم نجد الوقت المناسب لذلك.”
“إنها لطيفة! شكرًا جزيلاً!”
ابتسمتُ وأنا أملس برفق على دميتي الصغيرة. ملمس القماش الناعم شعرت به في أطراف أصابعي.
كانت هدية غير متوقعة. كأنني تلقيتُ هدية سانتا كلوز التي لم أحظَ بها وأنا طفلة… الآن، فقط.
“إذن، حان دورنا الآن، أليس كذلك؟”
“سنعود سريعًا.”
تقدّمت نا يوري رافعةً دمية قطة صفراء ذات عينين حمراوين بفخر، وبجانبها بارك سي وو وهو يحمل بيده دمية كلب أسود بعيون زرقاء، ودخلا إلى الداخل.
ثم اقتربت مني تشوي سوجونغ وهمست لي وهي تغمز.
“لا أحد في الفريق الرابع يعلم، لكن في الواقع… لا تزال هناك فخاخ متبقية~”
وما إن قالت ذلك، حتى بدأنا نسمع أصوات اصطدام وضجيج من الداخل.
أوه… بالتوفيق يا فريق 4.
مرت لحظات مليئة بالفوضى، وانتهى اختبار الشجاعة بالنسبة لنا حينما شاهدنا نا يوري تسحب خد تشوي سوجونغ بغضب شديد.
وضعتُ دميتي الصغيرة واللطيفة التي حصلتُ عليها في مخزوني، ثم انطلقتُ مع الجميع نحو الشاطئ.
كان الليل قد حلّ، وزاد سواده من تألق النجوم في السماء.
“هيا، كل شخص يأخذ واحدة!”
أما نشاطنا الأخير لهذا اليوم، فكان أن نخلّد لحظة صغيرة من النور وسط تلك النجوم.
بحماس، بدأنا نزرع الألعاب النارية الصغيرة في الرمل بكل دقة، وسط حركة نشيطة من شين باران وهي تحثّنا بمرح.
وبعد أن أنهينا التحضير، تجمعنا جميعًا على الجزء المنخفض من الشاطئ الذي رأيناه في النهار.
بعضنا جلس على الأرض، وبعضنا قرفص، وآخرون وقفوا دون حراك.
“يوري، أطلقيها!”
“حاضرة!”
أشعلت نا يوري الفتيل على الفور، ومع صوت احتكاك خافت ثم انفجار صغير، بدأت الألعاب النارية تزين السماء بألوانها الزاهية.
“جميلة جدًا!”
“تبدو رائعة حقًا—”
“أليست كذلك؟”
استمعتُ بصمت إلى حديث مين جاي يون ونا يوري وشين باران، وأنا أحدّق في السماء المضيئة.
كنت حزينة لأن ضوء هذه الألعاب النارية يختفي سريعًا بعد تألقه.
لو أن هذا اللحظة تدوم للأبد…
وحين خطرت ببالي تلك الفكرة، أدركت فجأة. ‘أنا الآن… سعيدة.’
“نياههاه، جميلة، أليس كذلك؟”
“نعم. فعلًا.”
تلك الألعاب النارية، هذه اللحظة، أنتم جميعًا… حقًا، أنتم رائعون.
أجبتُ على كلام تشوي سوجونغ وأنا أحدّق في الأضواء التي تختفي في الظلام.
“….رائع، أن نعيش شيئًا كهذا.”
لقد كانت نهاية الرحلة.
وبعدها، عدت مع الفتيات إلى الفندق، بينما افترقنا عن الفتيان.
قمنا بملء حوض الاستحمام بجميع كرات الاستحمام التي جلبناها، فتحوّل لون الماء إلى لون غريب، ودخلنا لنستحم وسطه ونحن نشعر بشعور غريب أيضًا. ثم بدأنا نمرح ونتحادث حتى وقت متأخر من الليل.
وحين بدأنا نشعر بالنعاس، خلدت واحدة تلو الأخرى إلى النوم.
كنت حزينة لأن هذا الوقت شارف على الانتهاء، لكن لم أستطع مقاومة النوم الزاحف.
وهكذا، نمت أنا أيضًا في النهاية.
في صباح اليوم التالي، استيقظنا جميعًا ونحن نفرك أعيننا النعسانة، تناولنا الإفطار في الفندق، ثم ركبنا السيارة التي استدعتها شين باران.
كان وقت العودة إلى المنزل قد حان.
بالمناسبة، أصرت شين باران على أن تدفع أجرة السيارة بما أن نا يوري هي من دفعت تكاليف الفندق.
لا أعرف من أين جاء هذا المنطق، لكنني قبلته بامتنان. بفضل ذلك، استطعت النوم مرتاحة حتى وصلت إلى البيت.
وحين اقترب وقت أن يُنزل كلٌّ منا في بيته، وجدت أن لكل فتاة سيارة تنتظرها لتوصلها، وشعرت بالإعجاب الشديد بهذا التنظيم.
وهكذا، ركبتُ الليموزين وعدتُ إلى الملجأ.
“الأخا وصلت بسيارة طويــلة!”
“غنية! أختي غنية!”
“لاااا… آه، شكرًا لكم. يمكنكم الذهاب الآن.”
حين نزلت من السيارة، تجمّع إخوتي الصغار مندهشين، يدورون حولي وحول السيارة. ابتسمت وأنا أحملهم واحدًا تلو الآخر بعيدًا.
حدّقوا في السيارة التي غادرت ببطء وهم يشعرون بالحسرة، لكن لم يكن من الممكن إبقاء السيارة هناك للأبد، أليس كذلك؟
قادني الأطفال المتشبثون بي إلى داخل الميتم. وما إن دخلت، حتى شعرت بالهواء الدافئ والمألوف يحيط بي.
أنا في المنزل.
كانت تلك فكرتي.
“نونا!”
ربما كان خارجًا، لكن كانغ يو ركض ناحيتي بمجرد أن رآني، وارتمى في حضني.
عانقته وقبّلت خدّه بلطف.
“اشتقت إليكَ، كانغ يو!”
“همف، تركتني وذهبتِ في رحلة؟ هذا قاسٍ!”
“آسفة. في المرة القادمة نذهب سويًا، أعدك.”
“وعد؟”
“وعد.”
ثم قبلتُه على خده مرة أخرى، فراح يضحك بسعادة ويداعب خدي بلطف.
كان من الواضح أن حالة كانغ يو الصحية تحسّنت كثيرًا منذ أن غيّرنا دواءه، وشعرت بالاطمئنان لذلك.
والآن، مع استخدام “الإكسير”، الدواء السحري، سيتمكن من تحقيق حلمه.
ابتسمتُ حين فكرت في النقاط التي جمعتها مؤخرًا.
“كانغ يو، هل ما زلت تحلم بأن تصبح صيّادًا؟”
“أكيد! أريد أن أصبح صيادًا، وأحمي عائلتي، وأجني الكثير من المال!”
“وأنا كذلك.”
أدركت حينها أن حلمه لم يتغير.
إذًا، ما يجب أن أفعله لأجله، هو أن أوسّع أمامه الخيارات الممكنة.
“كانغ يو، هلّا تحدثتَ معي ومع المعلمة قليلًا؟”
لذلك، لم يكن هناك أي داعٍ للتردد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 95"