لم يكن هناك توتر يُذكر. فأنا ونا يوهان كنّا نعلم أن شيئًا لن يظهر، وفعليًّا، لم يظهر أي شيء.
في خضم ذلك الصمت الرتيب، فتح نا يوهان فمه فجأة.
“…بخصوص ما قلتِه البارحة، هل تذكرينه؟”
“نعم! لماذا؟”
“إن كنتِ فعلًا متجسدة… فـ، هذا المكان… أمم،”
كان مترددًا، لكنه استمر في الكلام رغم تلعثمه.
“هل تعرفين لعبة اسمها <قصة البرج والبطل>؟”
“ما هذه؟”
تظاهرت بالجهل وسألته مجددًا.
بالطبع أنا أعرف تلك اللعبة. لكن كل معرفتي عنها جاءت من خلال رواية <قائد من الفئة F في الأكاديمية>، وهي معلومات جزئية وغير متماسكة.
فإن زعمت أنني أعرفها حقًا، فسيظهر خلل في التفاصيل.
كما أنني أنوي إخفاء معرفتي بأمور هذا العالم من الأصل.
صمت نا يوهان لحظة بعد سؤالي، ثم تابع.
“إنها لعبة مبنية على هذا العالم. كنت ألعبها قبل أن آتي إلى هنا.”
“واو، حقًا؟ هذا مدهش! لم أكن أعلم بوجود لعبة كهذه!”
“حقًا؟ …على كل حال، لهذا السبب أعرف الكثير عن هذا العالم.”
“أفهم…! هذا رائع! أنتَ مذهل يا يوهان!”
استخدمت مجددًا استراتيجية “واو، أنت مذهل يا فلان!” بعد فترة طويلة.
فما إن أطلقت عليه نظراتي البراقة، حتى أشاح بوجهه عني بخجل واضح.
“.…ليس بالأمر الكبير.”
“بل هو كذلك! لقد تعلمتَ الكثير لأنكَ اجتهدت، أليس كذلك؟”
عندها، احمرّ وجهه قليلًا.
ثم سعل بخفة، واستعاد نبرته الجادة، وأدخل إلى الموضوع الذي أراد الحديث عنه في الأصل.
“هم، على كل حال، ربما يكون هذا صادمًا لكِ بما أنكِ لا تعرفين محتوى اللعبة… لكن هذا العالم، على وشك أن ينهار.”
أنا أعلم هذا.
لكن بالطبع لا يمكنني إظهار ذلك، لذا وسّعت عينيّ متظاهرةً بالصدمة التامة، وكأنني تلقّيت للتو نبأ فاجعًا.
“…ماذا؟”
“.…ربما لن تصدقي، لكنه حقيقي. الشخص الذي صنع اللعبة أحضرني إلى هذا العالم لكي أمنع الكارثة.”
“الانهيار، تقصد؟…”
تظاهرت وكأنني مصدومة وخائفة من الواقع المفاجئ، ناظرة إليه بقلق ظاهر.
كان وجهه يعكس الحزن ذاته، ثم عضّ شفتيه بقوة.
حسنًا، أظن أني أديت دوري كمن ينهار ويضطرب بما يكفي.
الآن حان الوقت لأن أتحوّل إلى بطلة ساطعة تمدّ بطل الرواية بالنور.
ادعيت التفكير للحظة، ثم نظرت إليه بعينين تعكسان الحزم.
“إذا كان علينا منع الانهيار… فماذا يجب أن نفعل؟”
“…ماذا؟”
“أنت جئت إلى هذا العالم لكي تمنع نهايته، أليس كذلك؟ إذًا، إن ساعدتك، ألن نتمكن من منعه؟”
تفاجأ نا يوهان كمن خرج شيء غير متوقع من علبة مفاجآت.
ثم بدا عليه الارتباك، وتشنجت ملامحه قليلًا، قبل أن يرسم ابتسامة هادئة.
“…نعم، يمكننا منعه. لا، بل يجب أن نمنعه.”
“أجل، أنت قادر على فعلها. وسأبذل جهدي لأساعدك!”
ابتسمت له بإشراقة صافية، مؤكدة على كلامه.
كانت في عينيه مشاعر متضاربة كثيرة، لكنه سرعان ما أغلق عينيه للحظة.
وعندما فتحهما مجددًا، ظهرت فيهما عزيمة راسخة.
“أولًا، علينا أن نعرف عن ‘مفاتيح الأعراق الستة’.”
“مفاتيح الأعراق الستة؟”
“نعم، إنها مفاتيح الأبراج التي استُخدمت لإغلاق أبوابها، كلٌ منها يرمز إلى عِرق مختلف. من يملك المفتاح، يمكنه دخول البرج، وإن أجرى طقسًا معينًا، يستطيع فتح الباب المقفل وصبّ الوحوش خارجه.”
“فتح أختام البرج وصبّ الوحوش… هذا مرعب.”
“بالضبط. لهذا لا بد من منع إساءة استخدامها. لذا تم حبسها داخل زنازن محصنة.”
توقف لوهلة، ثم أخرج من مخزونه مفتاح العرق الحيواني.
“لكننا…. كسرنا ختم أحدها بالفعل.”
“هـه؟ نحن؟ من المفترض ألا نكسره أليس كذلك؟”
“لو لم نكسىه ونكمل الزنزانة، لكنا متنا. لم يكن لدينا خيار.”
كاذب. ألم تكن في البداية تتجول فقط لتجمع عناصر اللعبة الخفية مثل أي لاعب متحمس؟
تذكرت كيف كان نا يوهان داخل <قائد من الفئة F في الأكاديمية> يجمع المفاتيح فقط ليستخدمها لاحقًا عندما يقابل أوراكل.
كدت أفقد السيطرة على ملامحي، لكنني محترفة في التمثيل كشخصية مشرقة، فعدّلت تعبير وجهي بسرعة.
راح نا يوهان يدور بالمفتاح حول إصبعه، ثم قال:
“على أية حال، منذ لحظة ظهور تلك البوابة، أصبح الأوان قد فات.”
“لماذا؟”
“فتح الطريق إلى البرج يعني أن ختمه انكسر. لا بد أن أحدهم دخل وكسر الختم وسرق المفتاح.”
“آه… فهمت.”
أعاد المفتاح إلى مخزونه وزفر تنهيدة طويلة.
“المشكلة الأكبر، هي أن انهيار أحد الأختام يؤدي إلى انهيار متسلسل. قريبًا، ستبدأ زنازن مفاتيح أخرى بالظهور.”
“آه…”
“لذا علينا أن نسبق الجميع ونستولي على مفاتيح الأبراج قبل أن يفعلوا.”
“مفهوم!”
قبضت قبضتيّ بحماس وأنا ألوّح بهما مشجعةً نفسي.
رغم أنني لم أقم بهذا منذ زمن طويل، فما زلت أكرهه…
هل انتهى شرحه؟ تنفّست قليلًا لأسترخي.
“…لو كان الأمر كذلك، لانتهى هنا. لكن ظهرت مشكلة أخرى.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات