7. كيفية الاستمتاع بالإجازة (٦)
قلتُ الحقيقة وكأنها لا تعني شيئًا مهمًا، وبهدوءٍ تام.
“لأنه يعود عليّ بالفائدة.”
“هل يساعدكِ في حماية عائلتكِ؟”
لم أفهم مغزى سؤاله، فحدّقت فيه بنظرة حادة، ثم تمتمت من بين أسناني.
“نعم.”
وأخيرًا، فُتح الباب بما يكفي ليسمح بمرور شخصٍ واحد.
تخطّيت النمر أولًا، وركضت نحو أصدقائي، بينما كنت أشعر بنظرته تلاحقني من الخلف.
“ناهيون!”
كان رفاقي ينادونني من الأمام. ولم أتردد في التوجه إليهم.
“يا للعجب، هذا موقف مزعج.”
قال شين هايون بابتسامة محرجة وهو يرى كيف تجمعنا سريعًا.
إلى جواره، كان بارك سي وو يوجه سيفه نحوه، ويبدو أن شين هايون قد خسر في القتال وتمت السيطرة عليه.
على ما يبدو، طالما لا يستطيع استخدام قوة الماء، فإن مستوى قوته القتالية أقل من بارك سي وو.
في اللحظة التي استعدّ فيها الرفاق لمهاجمة تورنيتو، دوّى صوتٌ من أرجاء الكهف.
“أنا فعلاً سأجنّ، أقسم بذلك!”
ظهر باك يولهان فجأة من الهواء.
تجمّعت ظلال سوداء، وانكشف جسده بالكامل، وعباءته ترفرف في الهواء.
“قلتُ لكم لا تتحركوا من دون إذني، ألم أقل ذلك؟”
“آه، تبًا، اكتشفني!”
ردّ شين هايون وهو يبتسم كأن شيئًا لم يحدث.
تورنيتو، حين رأى باك يولهان، توقّف قليلًا، لكن نظراته ظلت مركزة علينا نحن.
“ممنوع القتال! ممنوع القتال! وشين هايون، لا تتظاهر بالهدوء وأنت أصلًا قد خَسرت وتم القبض عليك!”
وبينما كان بارك يولهان يثرثر بهذه الطريقة، رفع ذراعيه مذعورًا عندما رأى شين باران تصوّب عليه سهمًا من خصائص النور.
“آه، سننسحب اليوم، فلا تشغلوا أنفسكم بنا.”
“أتظن أنني سأدعك؟ شين باران، أطلقي السهم!”
“لا حاجة لأن تقول!”
ما إن تذمّر المحتال، حتى أطلقت شين باران السهم فورًا.
لكن بارك يولهان تفادى كل الأسهم بسهولة بفضل سرعته الخارقة.
في هذه الأثناء، بدا أن تورنيتو قرر الهجوم علينا، وبدأ يُشحن جسده بالبرق.
“قلت لا تقاتلوا! لا خيار…”
رفع باك يول هان عصًا تُشبه عصا القادة ولوّح بها في الهواء.
وفجأة، اختفى كل من شين هايون وتورنيتو من المكان.
“إلى اللقاء في وقت لاحق!”
وبعد أن سحب الاثنين، اختفى هو الآخر وسط الظلام.
بقينا واقفين في مكاننا مذهولين.
“… هل فرّوا للتو؟”
سأل بارك سي وو، فردّت مين جاي يون بتردد.
“يبدو كذلك…؟”
“… هل لديهم أداة للانتقال الفوري؟”
“نعم، أعتقد أنهم كانوا يملكون شيئًا كهذا. ولهذا استطاعوا مهاجمتنا بكل جرأة والهرب.”
علّق المحتال موافقًا على كلام لي هانا.
“علينا أن نكون حذرين من هجماتهم في المستقبل.”
“أفهم ذلك~. لكن، لماذا تم نقلنا فجأة إلى هذا الزنزانة؟”
“لأن البقاء في الزنزانة السابقة، المليئة بطاقة الماء، كان أخطر، لذا استخدمت أداة لنقلنا إلى زنزانة أخرى حيث فرصة النجاة أكبر.”
“أنت تعرف أشياء غريبة كثيرة.”
قالت تشوي سوجونغ، وتبعتها شين باران، بينما اكتفى المحتال بابتسامة محرجة.
“على كل حال، بما أننا أنهينا الزنزانة، يفترض أن نحصل على مكافأة. لنصعد إلى المذبح في الأعلى.”
صعدنا إلى المذبح في منتصف هذا المكان، كما قال المحتال.
وكانت هناك عشر قطع ذهبية موضوعة فوقه. ويبدو أن عددها يُطابق عدد من أنهوا الزنزانة.
“سأجمعها أولًا.”
“حسنًا!”
وفقًا لقواعد نادينا، تولى المحتال جمع الذهب. على الأرجح سيقسّمه لاحقًا حسب الحاجة.
وبعد أن جمع جميع القطع الذهبية التي حُفرت عليها علامة الميزان، بدأ المكان بالتشوه، وعدنا إلى زنزانة البحر التي كنا فيها قبل دخول زنزانة الأوهام هذه.
“لقد تعب الجميع اليوم، لذا فلنأخذ قسطًا من الراحة. كما أننا جمعنا ما يكفي من أنفاس حورية البحر.”
اتفق الجميع مع كلام المحتال.
“سنتقاسم الغنائم ونبيعها بعد انتهاء الرحلة.”
“نعم!”
نظرتُ إلى نا يوري من طرف عيني. في العادة، كانت ستعلّق بسخرية، لكنها هذه المرة بدت طبيعية، فقط لم تتحدث مع المحتال.
وحتى المحتال، اكتفى بنظرة خاطفة نحوها ثم صرف بصره.
… هل أنا أتخيّل فقط؟
شعرت بشيءٍ مزعجٍ داخلي، وعدت إلى الفندق.
***
بلغ ذلك الإحساس الغريب ذروته حين اقتربت نا يوري من المحتال وتحدثت إليه قبل أن تصعد إلى غرفتها.
“أنت… لديك ما تقوله لي، أليس كذلك؟”
أومأ المحتال برأسه بصمت.
“تعالي إلى صالة السطح في الساعة الثامنة مساءً.”
“حسنًا.”
كانت نا يوري هادئة على نحو غير طبيعي، وكذلك المحتال.
… هذا يزعجني كثيرًا. ما الذي يحدث بالضبط؟
لكن لا يمكنني ببساطة اللحاق بهما للتجسس، فاضطررت إلى الاكتفاء بمراقبة نا يوري وهي تتجه إلى السطح بعد العشاء.
كنت متعبة بطريقة ما، لذا رفضتُ عرض الآخرين للعب في صالة الألعاب وعدتُ إلى غرفتي.
وفكّرت في مراجعة شظايا القصة التي تم تحديثها مؤخرًا، وفجأة…
[تمت إضافة شظية من القصة.]
… مرة أخرى؟
تحقّقت من سجل الشظايا.
[عدد شظايا القصة التي تم جمعها حاليًا: 7]
القائد العبقري في الأكاديمية: 3
؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ (مقفلة): 4
ضغطت على عنوان القائد العبقري في الأكاديمية.
فانفتح مشهد جديد يحمل شظيتين جديدتين، تحملان وجهي نا يوري والمحتال.
فتحت الشظية الثانية، وبدأ الفيديو بالعرض…
[شظية القصة]
في الزنزانة الجديدة التي وصل إليها باستخدام “الميزان”، التقى نا يوهان بنا يوري، ثم قام بإعطائها موجزًا بسيطًا عن طبيعة هذه الزنزانة.
وبعدها، سارا معًا بصمت.
وجه نا يوهان كان شاحبًا، وكأنه غارق في أفكار لا تنتهي، ونا يوري كانت على نفس الحال.
وفي النهاية، توقفا أمام باب ما.
“الزنزانة الأولى… هي زنزانتكِ.”
قال نا يوهان وهو يقرأ الكلمات المحفورة على الباب بنبرة متعبة، ثم تمدّد أمام الباب قائلاً.
“تصرّفي كما تشائين وعودي بعد إنهائها… سأرتاح قليلًا، لكن لا تنسي أن توقظيني قبل الذهاب للزنزانة التالية.”
تنهدت نا يوري وسألته.
“هل هي تجربة قتالية؟”
سكت نا يوهان للحظة، ثم أجاب.
“… لا، لكنها تجربة لا يحق لي التدخل فيها.”
ثم تابع وهو ينظر إلى السقف.
“افعلي ما تريدين… فقط، لا تخرجي وتحاولي قتلي.”
عبست نا يوري بدهشة من كلامه، لكنها لم ترد.
فتحت الباب بصمت.
وهناك، ظهرت أمامها مشاهد من المدرسة.
“هذا المكان…”
اتسعت عيناها. وارتفعت نظراتها نحو سطح المدرسة.
كانت هناك فتاة تقف على الحافة. توقفت أنفاس نا يوري في اللحظة التي رأتها فيها.
“لا!”
تحركت قدماها من تلقاء نفسها.
وفي اللحظة نفسها، سقطت الفتاة من السطح.
“لااا!”
ألقت نا يوري بجسدها بكل قوتها لتتلقاها.
وقد بدا أنها تحملت كل الصدمة وحدها، لكنها لم تكترث لألمها، بل سارعت تفقد الفتاة.
الفتاة كانت بخير.
“الحمد لله…”
تنفّست نا يوري بارتياح، وانهمرت دموع غزيرة من عينيها.
“نجحت في إنقاذها هذه المرة…”
“هذه المرة؟”
جاءها صوت مألوف. كان نا يوهان، يبدو بعمر تلميذ في المرحلة المتوسطة.
“آه، فشلتُ إذًا.”
قال ذلك وهو ينظر إلى الفتاة، ثم التفت إلى نا يوري وقال.
“أتعلمين، أختي الصغيرة…”
كان يبتسم بسخرية، ما أثار حنقها.
“هلّا كففتِ عن إفساد برهان الحب؟”
تمنّت لو تخرس ذلك الفم الغبي.
ربما لهذا السبب، ابتسمت نا يوري ابتسامة مشرقة، وبدأت تضربه بلا تردد.
“مت أيها الحقير!”
ضربات عنيفة ومتتالية…
وسرعان ما أصبح نا يوهان يتأرجح فاقد الوعي تحت قبضتها.
“توقفي!”
أمسكت الفتاة بذراع نا يوري.
“لو استمررتِ هكذا، سأبدأ بكرهكِ!”
ابتسمت نا يوري من خلال دموعها وقالت.
“كنتِ دومًا هكذا، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
“حين كنت أؤذي نا يوهان، كنتِ تلومينني دائمًا.”
ضحكت وهي على وشك الانهيار بالبكاء.
“ولهذا، لم أرغب في أن تكرهيني، فتركته وشأنه…”
وانهمرت دموعها مجددًا.
“… وانتهى بكِ المطاف إلى الموت.”
أمسكت بكتفي الفتاة المرتجفة.
“ما كان يجب أن أفكر بنفسي فقط… كان يجب أن أفكر فيكِ، وأحميكِ.”
ابتسمت بوجه مشوّه بالبكاء.
“لطالما أردت قول هذا…”
ثم قالت:
“أنا آسفة.”
بدأ المشهد يتلاشى.
كما لو أن دموعها غشّت رؤيتها، بدأت صورة العالم من حولها تتلاشى.
“أنا آسفة…”
وظلّت واقفة هناك حتى اختفت الرؤية بالكامل.
ثم، وبدون أن تنطق بكلمة، مسحت دموعها وعادت من حيث دخلت.
كان نا يوهان لا يزال نائمًا هناك.
نظرت إليه نا يوري، قبضت يدها بقوة… ثم أحنَت رأسها ببطء.
“استيقظ.”
وكانت تلك الطريقة، في النهاية، أكثر لطفًا مما توقّع الجميع.
ركلته بخفة، ففتح نا يوهان عينيه ببطء.
“… انتهى الأمر؟”
“نعم.”
“كنتِ تستطيعين صفعي على الأقل.”
نظرت إليه لوهلة، ثم ردّت.
“أنت؟”
“… نعم.”
“لا شيء. لنذهب.”
واستدارت ومشت أمامه بخطوات ثابتة، بينما تبعها هو بصمت.
وقفا أمام باب جديد.
كان نا يوهان يشدّ قبضته كأنه يستعد لشيء ما.
تحدثت نا يوري وهي واقفة أمام الباب.
“أنا لا أظنك نا يوهان.”
ابتسم نا يوهان بمرارة.
“كنتُ أتوقع ذلك.”
“قالوا إن الذكريات الحقيقية وحدها تتحول إلى تجارب، صحيح؟”
“صحيح.”
“فلنذهب إذًا.”
فتح نا يوهان الباب بصمت.
وظهر خلفه غرفة صغيرة.
“… هذه الغرفة…”
ألعاب متناثرة، وكتب إرشادية ملقاة في كل مكان.
بوضوح، لم تكن هذه غرفة نا يوهان التي تعرفها نا يوري.
“إنها غرفتي.”
قال نا يوهان، ثم فتح باب الغرفة.
“وهذا منزلي.”
ظهر من خلف الباب منزل بارد بلا حيوية.
تكوّمت صناديق الأغراض هنا وهناك، لكن المكان لم يكن متسخًا بما يدل على أن أحدًا ما كان يعتني به.
“طريقة اجتياز التجربة بسيطة.”
قالها وكأنها لا تعني شيئًا.
“فقط… اخرج وأحيّي أي شخص.”
(ندمه أنه ماكان يلمس العشب ولا يكلم بشر يمثلني هههههههه)
وهكذا فعلا.
خرجا بصمت، واجتازا التجربة.
انتهى الفيديو عند هذه النقطة.
لاحظت فجأة أنني كنت أحبس أنفاسي طوال الوقت.
المعنى كان واضحًا جدًا.
نا يوري أصبحت متأكدة الآن من أن المحتال لم يعد هو نا يوهان الذي تعرفه.
التعليقات