لقد كان الدرع السحري الذي استدعاه المحتال على عجل.
لكنه تلقى الهجوم بكامل قوته، فاندفع الدم من فمه دفعة واحدة.
والراية التي أمسك بها تحولت إلى رماد، وقد أدت مهمتها الأخيرة.
ثم استدار بسرعة وعانقني. سألني بصوت متعب وفمه ينزف:
“هل أنتِ بخير؟”
بفضله، نجت المجموعة دون أن يُصاب أحد.
لكني لم أستطع الصراخ فيه: ‘اهتم بنفسك أولاً، أيها الأحمق!’
فقط أجبته بهدوء.
“…أنا بخير.”
ثم حدّقت بغضب نحو النمر الأحمق.
مرة أخرى، كان الضوء يتجمع حول سلاحه الذي يشبه البرق.
أحاطني الجميع أنا والمحتال ليحمونا، وبدأوا بالتصدي للعدو.
نظرتُ إلى نا يوري وقلت.
“يوري، اهتمي بيوهان، أرجوكِ.”
نظرت نحونا للحظة، ثم أومأت.
“…حسناً.”
كون نا يوري تستخدم سحر النار، فبقاؤها بجانب المحتال الآن أفضل.
أطلق الجميع هجماتهم في نفس الوقت.
لكن الحاجز المائي لم يتزحزح، وصدّ كل الهجمات دون أن يتأثر.
“إنه قويّ للغاية!”
“تباً، من أين ظهر هذا؟!”
في تلك اللحظة، اهتزت المياه المحيطة بنا— بل لعلها الفراغ ذاته.
المكان بأكمله بدأ يتجاوب مع إرادة شين هايون، خالقًا تدفّقا هائلًا لا يُقاوم.
الماء الذي يُشكّل هذا الفضاء انصاع لأوامره وبدأ يضغط علينا بقوة ساحقة.
صرخت تشوي سوجونغ.
“هانا! لنصنع فراغاً بلا ماء!”
“كح…!”
بدأت تشوي سوجونغ ولي هانا بسرعة في إنشاء فراغ باستخدام الرياح، ثم بنَتا جداراً من الجليد.
لكن في كل مرة تهتز المياه بعنف، يتشقق ذلك الجدار كأنه هشّ.
لقد بدا الأمر وكأن الطبيعة ذاتها قررت أن تفتك بنا…
استخدمت مين جاي يون قواها السحرية لإطلاق تعاويذ مشحونة باللعنات عبر دروع جليدية صنعتها، لكنها تلاشت تمامًا في عمق الماء.
وبارك سي وو، رغم أنه اندفع نحوهم بسلاحه، لم يتمكن من تجاوز التيار الهائل، فكل ما فعله الماء هو ابتلاع سلاحه.
كنا نتطاير ونجرف بقوة جريان الماء، ومع مرور الوقت، بدأ الحيز الذي نقف فيه يضيق وكأن شيئًا ما يخنق أعناقنا.
لو استمر الأمر على هذا النحو، فإننا سنُقضى علينا حتمًا.
شعرت بخطر هائل يزحف نحوي، فقبضت على يدي بشدة.
“الماء… كح… والكهرباء… في هذا الدنـ… كح… هذا الزنزانة، لا يمكن مجاراتهم.”
قال المحتال وهو يسعل بشدة، ثم أضاف.
“خاصة ذلك الإلف… كح… لا بد أنه… يسحب قوة الماء من هذه الزنزانة نفسها.”
“هل هذا ممكن؟”
سألت نا يوري وهي تسقيه جرعة من الإكسير. وبمجرد أن شربها، بدأ لونه يتحسن وتنفسه يعود إلى طبيعته شيئًا فشيئًا.
“ذلك الرجل… يملك مهارة خاصة تُمكّنه من ذلك. ولهذا السبب، القتال ضده في زنزانة مائية كهذه… كأنك تحاول تجفيف البحر نفسه. تصرف أحمق. لو استمررنا هكذا، سنُباد جميعًا.”
عندها أخرج شيئًا من حقيبة جرده.
كانت ميزانًا، ذلك الذي حصلنا عليه سابقًا من معبد الوحوش.
“لذا، إن أردنا الانتصار، يجب أن ننتقل إلى ساحة قتال خالية من طاقة الماء…! ستكون فرصتنا أفضل ولو قليلاً!”
في تلك اللحظة، اكتمل سلاح البرق الخاص بتورنيتو مرة أخرى. فصرخ المحتال بأعلى صوته.
“أيها الميزان، احكم علينا!”
كان صوته مشحونًا بيأس يقطع الفراغ من شدّته.
وأضاء الميزان بضوءٍ ساطعٍ مبهِر، ثم أحاط بنا جميعًا نورٌ مُشرق، مختلف تمامًا عن الضوء الحادّ للبرق.
***
أنا نعسانة…
شعرت بيدٍ خشنة مغطاة بالجلد السميك تداعب خدي.
وصوت عميق وثقيل يهمس في أذني.
“استيقظي.”
“لا أريد…”
ابتسمتُ ببلاهة وأنا أفرك وجهي بتلك اليد.
تنهد الشخص الذي كان يحاول إيقاظي بيأس، ثم رفعني برفق وبدأ يسير حاملاً إياي.
رأيت ذيله يتمايل ببطء.
فكّرت برأسي المثقل بالنعاس: هل يوجد بين رفاقنا فتى هجين من السُلالات الحيوانية؟
بدأت رؤيتي تتضح تدريجيًا.
ورأيت أمامي ذيلًا بخطوط صفراء وسوداء.
وفي اللحظة التي أدركت فيها ذلك، استفقت دفعة واحدة.
“ما الذي—!”
“أخيرًا استيقظتِ؟”
الوجه الذي ينظر إليّ من الأعلى… لم يكن إلا ذلك النمر الأحمق بعينه.
أردت أن أطلق عليه الرصاص في الحال،
لكن حين مددت يدي، أدركت أن سلاحي لم يكن في مكانه عند خصري.
فقال لي وهو ينزلني.
“أنا من أخذ سلاحكِ.”
يا له من معتوه…
حاولت بسرعة فتح متجر نقاط الميتا لأدفعه بعيدًا، لكن يده الكبيرة أمسكت كلتا معصمَيّ قبلي.
“لا داعي لاستخدام تلك القوة الآن. إن وعدتِ بالتعاون، سأعيد لكِ سلاحك.”
“تعاون؟”
ما هذه التفاهة؟
عقدت حاجبيّ وسألته بحدة، فرد قائلًا.
“لا أدري إن كنت تعلمين، لكن هذه الزنزانة تُعرف باسم ‘الجانب الأيسر من الميزان’.”
عندها تذكرت المشهد الذي رفع فيه المحتال الميزان وصرخ بشيء ما.
هل يمكن أن يكون قد نقلنا كلٌّ إلى زنزانة مختلفة باستخدام تلك القوة؟
“درجة صعوبة هذه الزنزانة تتغير حسب الشخص الذي يدخلها، وقد لا تعرفين من سيكون رفيقك فيها.”
المشكلة أنني لا أملك أي معلومات عن هذه الزنزانة، وأشك أنها جزء من حدث داخل اللعبة.
لذا قررت أن أستمع له مؤقتًا.
“ولِم هذا؟”
“لأن هذه الزنزانة تعيد تشكيل الذكريات البشرية وتحوّلها إلى اختبارات.”
“ذكريات…؟”
يالها من زنزانة مزعجة فعلاً. لم أستطع إخفاء امتعاضي.
“كما أن لكل اختبار طريقة تجاوز مختلفة يجب معرفتها.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات