أخرجتُ البندقية والفلتر من الصندوق، ثم قمتُ بتركيبهما. وبعدها فتحت الباب وانطلقت إلى الخارج.
“ناهيون!”
سمعت صوتًا يناديني من خلفي على عجل، لكنني لم ألتفت. من الأرجح أنهم لن يلحقوا بي. فحتى هم لن يضحوا بحياتهم بهذه السهولة.
بدأت أفكر بالمكان الذي قد يكون كانغ يو قد ذهب إليه.
في لعبة الغميضة، كان دائمًا يختبئ قرب الأماكن التي تحتوي على ماء. وبما أن الداخل لا بد أنه أُخلِي، فمن المستبعد أنه لم يستطع الإخلاء.
لذا توجّهت إلى المسبح الخارجي حيث كان الماء راكدًا بعمق ضحل. ومن بعيد، رأيت المعلمة وهي تحمل كانغ يو على ظهرها.
“كانغ يو!”
كان واضحًا أنه انزلق وأُصيب بكاحله، فقد بدا منتفخًا.
“ناهيون؟ لمَ أنتِ هنا…؟”
“ليس هذا وقته، كانغ يو أولًا! أعطيني إياه!”
دعمتُ كانغ يو بجسدي وسلّمت بندقيتي للمعلمة.
“هل سبق أن استخدمتِ بندقية من هذا النوع؟”
“ربما مرة أو مرتين…”
“لفّي هذا القرص لتضبطي نوع العنصر السحري، ثم أطلقي. إن نفدت الذخيرة، سينطفئ الضوء. عندها بدّلي العنصر باستخدام القرص. فهمتِ؟”
“أجل…!”
زفرت تنهيدة طويلة.
نعم، قررت أن أثق بهذه المعلمة الساذجة التي تحدّق بي بذهول.
لو كانت من نفس طينة المدير، لكانت قد تركتني خلفها وأغلقت باب القبو، أو على الأقل لما غامرت بالخروج بلا سلاح لإنقاذ الأطفال.
كييييييك!
دوّى صراخ الوحش. كان قريبًا جدًا. شددتُ على أسناني.
“هل لديكِ فكرة عن المكان الذي قد يكون فيه الثعلب؟”
“ذاك… لست متأكدة…”
وفي تلك اللحظة، خيّم علينا ظلٌ من الأعلى.
قشعريرة مرعبة سرت في جسدي. المعلمة كانت ترتجف بكل وضوح.
كييييييك!
صرخ الوحش مجددًا.
رفعت رأسي إلى السماء، فشاهدت الثعلب ممزقًا يتدلى من مخالب الوحش.
“الثعلب…!”
“يا، يا أطفال! اختبئوا خلفي!”
وقفت المعلمة أمامنا، وهي ترتعش خوفًا، لكنها رغم ذلك كانت تصوّب فوهة البندقية نحو السماء.
ضممتُ كانغ يو إلى صدري، وراقبت الوحش بعينين متأهبتين. لقد رأيت هذا النوع من قبل في الكتب… إنه…
“هاربي!”
أحد وحوش الرياح من الدرجة الدنيا، من فصيلة الهاربي.
كان يبدو وكأنه انفصل عن سربه، وقد امتلأ جسده بالجروح. أحد جناحيه لم يكن سليمًا، وكان الدم ينزف من إحدى عينيه.
“ضبّطي العنصر على النار!”
لا بأس، بهذا الوضع، لدينا فرصة.
صرختُ.
“صوّبي على عينه!”
طااااخ—!
رصاصة الطاقة السحرية التي أطلقتها المعلمة مرّت بجانب الهاربي.
فغضب الوحش، وكأنه لم يصدق أن بشريًا تجرأ على إصابته. دار في الهواء فوقنا مرة، ثم انقضّ مباشرة باتجاه المعلمة.
“معلمتي! ابتعدي!”
لكن المعلمة جمدت من هول الموقف، ولم تستطع حتى التفكير في تفاديه. مددتُ يدي، لكن المسافة بيننا كانت كبيرة جدًا.
في تلك اللحظة—
“النجدة…!”
فجأة، ظهرت كتلة من الماء في الهواء، فاصطدمت مباشرة بالهاربي، وانفجرت بعنف.
إنها قوة كانغ يو!
أسرعت نحو المعلمة التي لحسن الحظ لم تُصب إصابة خطيرة، لكن يبدو أنها فقدت وعيها من أثر الصدمة.
لا بأس.
التقطت البندقية، وأسندت كانغ يو بجانب المعلمة.
رفع كانغ يو نظره إليّ، بينما كان الهاربي لا يزال يطير فوقنا مراقبًا، وكأنه يتحين الفرصة للانقضاض، لكنّه لم يهاجم بعد، ربما بسبب حاجز الماء الذي يحيط بنا.
نظرتُ إلى الثعلب المعلّق بين مخالب الوحش. الوضع خطير.
“كانغ يو، هل تستطيع مساعدتي؟”
تردد كانغ يو في الإجابة.
“أنا… أنا لا أجيد ذلك…”
“ماذا عن صنع فتحة في الحاجز المائي؟ هل هذا صعب جدًا؟”
“ذاك… أعتقد أنني أستطيع…”
“وماذا عن صنع وسادة ماء لتلقّي شخصٍ ما؟”
“أجل… يمكنني فعلها…”
“جيد، إذن أرجوكَ ساعدني.”
شرحت لكانغ يو خطتي باختصار. كان متوترًا للغاية، لكنه بدا مصممًا.
تقدّمت نحو حافة الحاجز المائي، موجّهة البندقية نحو الهاربي.
“كانغ يو.”
فور ندائي، أحدث كانغ يو فتحة صغيرة بحجم قبضة اليد في الحاجز المائي.
أدرت قرص البندقية. لا بد أن أوفّر ذخيرة عنصر النار. أي رصاصة سحرية تُجدي نفعًا ضد الهاربي ستكون كافية.
صوّبت نحو المناطق المصابة، وأطلقت وابلًا من الرصاص.
كييييييك!
لحسن الحظ، أصابت بعض الرصاصات جراح الهاربي بدقة.
وبدأ يُظهر اهتمامًا أكبر بي. صار يطير في دوائر من حولي، متأهبًا.
حينما انخفض رأسه قليلًا، صرخت.
“الآن!”
وفي تلك اللحظة، اختفى الحاجز المائي الذي كان يحميني، وبات جسدي مكشوفًا بالكامل.
سطع بريق في عيني الهاربي قبل أن يوجه منقاره الحاد نحوي مباشرة. اقترب وجهه مني بسرعة هائلة.
ابتسمت بسخرية. كنت قد أدرت قرص السلاح إلى خاصية النار مسبقًا.
– طاخ!
أطلقت النار. فقد الهاربي عينه الأخيرة كذلك.
– كيييييإآآاااه!
بدأ الهاربي يتلوى من الألم.
لم أُمهله فرصة للهرب وأصبت جناحه كذلك، فاختل توازنه. ثم وجهت الرصاص إلى مخالبه الحادة، ليهوي جسده بلا مقاومة.
وسقط الرهينة معه أيضًا.
صرخت من جديد.
“كانغ يو!”
وكأنه كان ينتظر إشارتي، غلّف كانغ يو الثعلب بالماء ونقله إلى مكان آمن.
أما أنا، فقفزت مبتعدة عن جسد الهاربي الساقط، نحو رفاقي. لحسن الحظ، استقبلتني كرة مائية ومنعتني من الإصابة.
– كوووووونغ!
سُمِع دويُّ انهيار سور الميتم. كان سقوط الهاربي نهائيًّا.
“من هنا!”
عندها فقط، وصل الصيادون.
صحيح أن هذا الحيّ سكنيّ غير قانوني، لكن… أما كان ذلك تأخيرًا مبالغًا فيه؟
كنت أعلم أن مجرد وصول الصيادين يستحق الامتنان، لكنني لم أتمالك نفسي من التذمر.
“لمَ تأخرتم؟”
ومن حقي أن أغضب! لقد كنت على وشك الموت!
ثم أليس هذا ميتمًا رسميًا ضمن مشروع حكومي؟ أما كان عليهم حماية الأطفال التجريبيين؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 81"