“صحيح، أحقق نتائج مناسبة، أجني بعض المال، وأحصل على بطاقة المواطنة كمكافأة من المشروع، ثم أذهب إلى المنطقة الآمنة وأعيش فيها برفاهية. آه، بصراحة، أليس من الواضح أنني عبقري؟”
كان حديث المدير يتنقّل بعشوائية من موضوع إلى آخر، قبل أن يستقر أخيرًا على المعلمة الجديدة التي ستنضم قريبًا.
“هاه؟ معلمة جديدة؟ هل هي أيضًا من مناطق السكن غير القانونية؟ في هذه الحالة سنتفاهم جيدًا. آه، أوكي، أوكي. وداعا~.”
ثم انقطع الاتصال فجأة بصوت “طَق”.
بدا أن المدير يستعد للنوم، فقد بدأ يُصدر أصوات حفيف خفيفة، تلاها صوت جسم ثقيل يُلقى على الفراش.
كنت لا أزال مشدوهة لا أقوى على الحركة من هول الصدمة، قبل أن أدرك أن هذه ليست اللحظة المناسبة للجمود.
“لنذهب.”
همستُ للثعلب، لكنه لم يتحرك قيد أنملة.
وعندما هززته بقوة، التفت إليّ ببطء.
“لنذهب.”
هز الثعلب رأسه موافقًا، كما لو كان مسحورًا أو شارد الذهن.
أسندته وعدنا معًا إلى غرفة النوم. مددته على السرير، وتمددت أنا أيضًا، لكن النوم لم يزرني بسهولة تلك الليلة.
لا أدري كم من الوقت مضى، حين سمعت صوتًا خافتًا يصدر من جهة رأسي.
“…ماذا علينا أن نفعل…؟”
كان صوتًا مختلفًا عن السابق، صوت طفل ضائع لا يعرف طريق العودة.
عندها فقط، أدركت مجددًا أن الثعلب، تمامًا كبقية الأطفال، لا يزال صغيرًا.
أجبت بصوت خفيض.
“فلنبحث عن حل معًا.”
لكن الثعلب لم يُجب.
ومرّت ليلة صامتة.
***
في اليوم التالي، بدأ الثعلب يتجنبني.
كادت يدي تُمسكه لتسأله عن السبب، لكنني عدلت عن ذلك. كنت أظن أنني أعلم السبب.
فأنا، بصفتي إنسانة، سيتم إرسالي إلى المنطقة الوسطى.
“ثم سألت الملكة مرآتها: أيتها المرآة، من الأجمل في هذا العالم؟”
طالما بقيت صامتة، فأنا في مأمن. أما إن حاول فعل أي شيء، فسيُعتبر ذلك تدخّلًا في شؤون المدير.
“فأجابتها المرآة: إنها الأميرة بياض الثلج.”
كما أنني لن أستفيد من طريقة المدير في إدارة الأمور إلا إن بقي في منصبه. ربما يظن الثعلب أنني سأمنعه من عرقلته، حتى أضمن انتقالي السريع.
“فغارت الملكة من بياض الثلج، وقررت نفيها من القصر.”
تفكير منطقي، بل صائب، وواقعي أيضًا. تصرّف يجب علي أن أتبنّاه.
“أما بياض الثلج المنفية، فقد حزنت كثيرًا.”
حتى وأنا أحاول إقناع نفسي بذلك، كان هناك شيء ما في داخلي يوجعني.
***
بعد عدة أيام، وصلت المعلمة الجديدة التي ذكرها المدير في مكالمته.
بدت ودودة وذات طبع لطيف، فاندمجت سريعًا بين الأطفال. حتى مهمة سرد القصص، التي كنت أقوم بها، انتقلت إليها بسلاسة.
“وهكذا، عاشوا جميعًا في سعادة أبدية!”
“وااااه!”
ركض الأطفال خلفها بإعجاب، وهم لا يعلمون شيئًا، أما أنا والثعلب، فحافظنا على مسافة فاصلة بيننا وبينها.
لم نكن نعلم إن كانت على دراية بأسرار هذا الملجأ، لكنها كانت تبذل قصارى جهدها لتتقرب منا.
“ناهيون! هل تودين اللعب بـ(تجمد–حركة)؟ نايوهي هي الطريدة الآن!”
فأجبتها ببرود.
“تجمد.”
“حركة!”
“تجمد.”
“…؟ حركة!”
“تجمد.”
“…حركة!”
“ناهيون…؟”
“تجمد.”
لم يكن لمحاولاتها أي نتيجة تُذكر، لكنها على الأقل بذلت جهدًا واضحًا.
لكن تركيزي كان في مكان آخر تمامًا. فالمدير بدأ يغيب عن الملجأ فترات أطول من المعتاد.
كان في السابق لا يغادر مكتبه أبدًا، أما الآن، فصار يخرج لبضع ساعات ثم يعود. من الواضح أنه يخطط لشيء ما.
لكن هذا التغيّب الدوري كان يشكّل فرصة لي. ماذا لو دخلت مكتبه؟ لمَ لا أجرّب؟
العقبة الوحيدة… تلك المعلمة التي كانت تبتسم لي باستمرار وتقترب وكأنها تراقبني.
لا بأس. سأبادر بنفسي.
“معلمتي.”
“آه! ناهيون! ما الأمر؟”
كانت تمسح فم كانغ هون حين التفتت إليّ بابتسامة عريضة، سعيدةً لأنني بادرت بالكلام.
“لنلعب الغميضة.”
“رائع! ومن سيكون المُطارِد؟”
“أنتِ. لكن يجب أن تنتظري طويلًا. أنا لست جيدة في الاختباء.”
“موافقه! لكن ناهيون، ما رأيك أن نلعب جميعًا؟ الجميع يحبك!”
“حسنًا، كما ترغبين.”
وهكذا بدأت لعبة الغميضة.
بعد الغداء، وقفت المعلمة تحت الشجرة الكبيرة في الخارج وبدأت العدّ وعينيها مغمضتين. وفي تلك الأثناء، انطلقتُ راكضة إلى داخل المبنى.
كان الأطفال منشغلين بالبحث عن أماكن للاختباء، لكن أحدًا لم يقترب من مكتب المدير، وكأن الاقتراب منه محرّم.
وقفت أمام باب المكتب المغلق، ثم سحبت دبوس شعري.
‘ناهيون، كل هذه الأشياء ستفيدك يومًا ما~’
لم أكن أظن يومًا أنني سأشكر تشوي غارام على تعليمها هذه الأمور “غير المفيدة”.
ولحسن الحظ، كل شيء هنا قديم، حتى القفل كان مهترئًا. سمعته ينفتح بصوت “طَق” خافت.
جمعتُ كل تلك الملفات وأرسلتها إلى حساب تشوي غارام.
[كانغ ناهيون بخير. لذا، عالجي ذلك الأمر أولاً، رجاءً.]
طالما أن هناك اتصالاً بالإنترنت، فلا شيء يمنعني من التواصل مع تشوي غارام. وبكل هدوء، أرسلتُ كل ما يتعلق بالأوضاع حتى الآن، من وقائع وأدلة. ثم قدمت بلاغًا للشرطة أيضًا.
رغم أنني لا أعلم إلى أي مدى ستهتم الشرطة بمكان غير قانوني كهذا…
بعد ذلك، طبعت الملفات باستخدام الطابعة، ووضعت الأوراق المطبوعة في جيبي بعد أن طويتها بعناية. فربما أحتاج إليها لاحقًا.
وأخيرًا، بدأت أفتّش المكان لأتأكد ما إن كان المدير قد أخفى شيئًا ما. لم أجد سوى الغبار، إلى أن وجدت شيئًا أسفل السرير. يا له من شخص تقليدي في إخفاء الأشياء!
“أغغغ…”
أخرجت الصندوق ونفخت الغبار عنه. بدا أنه تُرك مهملًا لزمن طويل، فقد كان مغطًى بالغبار الكثيف.
وما إن فتحته حتى انحبس نفسي تلقائيًا.
“…لماذا… هذا الشيء هنا؟”
في داخل ذلك الصندوق العتيق المغبر، كان هناك شيء يشبه الفلتر الذي صنعته أمي، وسلاح يشبه المدفع.
وفي لحظة ارتباك، وبينما كنتُ أضم الصندوق إلى صدري، شعرتُ بيد شخص ما على كتفي.
“ناهـيون؟”
كانت المعلّمة.
تبًا… هذا سيء!
شعرتُ بأن الدم قد تراجع عن وجهي.
“كيف دخلتِ إلى هنا؟ بل قبل ذلك، لا يجوز لكِ الدخول إلى مكتب المدير هكذا.”
لكن ردّ فعلها كان أكثر اعتدالًا مما توقعت. ربما لأنها لم تكتشف بعد أنني جمعتُ الأدلة؟
“ما الذي تخبئينه في جيبك—”
“لا تلمسيه!”
أبعدتُ يد المعلمة بعنف، واحتضنتُ الصندوق بقوة.
وبينما كان التوتر قائمًا بيني وبينها، سُمع فجأة صوت ارتطام عالٍ في الخارج، تلاه صوت صراخ.
“وحش!”
أسرعت المعلمة إلى النافذة.
“وحش طائر…!”
يبدو أن وحشًا قد تجاوز أسوار الحصن واكتشف الحي غير القانوني.
استدارت إليّ المعلمة بسرعة وقالت بلهفة.
“ناهـيون، اذهبي إلى القبو! فهمتِ؟ سأصطحب باقي الأطفال!”
ثم أمسكت بيدي بقوة واقتادتني إلى الداخل.
“يا أطفال! لننزل إلى القبو!”
وبينما كانت المعلمة تنادي، بدأ الأطفال المذعورون بالتحرك نحو القبو وهم يوشكون على البكاء.
قلتُ لها بنفاد صبر.
“اتركي يدي. سأذهب بنفسي.”
“آه، آسفة….”
دخلتُ القبو وتفقدت ما إذا كان جميع الأطفال قد دخلوا. ولكن…
“…معلمة.”
“ماذا؟”
“كانغ يو والثعلب… غير موجودين.”
“ماذا؟!”
عندما أخبرتها أن كانغ يو والثعلب غير موجودين، نظرت المعلمة في وجوه الأطفال ووقفت مشدوهة للحظة.
ثم، وكأنها اتخذت قرارًا، نظرت نحو الباب وقالت لنا.
“سأذهب وأجلب كانغ يو والثعلب بنفسي!”
وهكذا، خرجت بشجاعة من الباب. بقيت أنا وحدي في الداخل، وقد فغرتُ فمي من الدهشة. أهي جادة؟ خرجت بلا أي سلاح؟
نظرت حولي لأطمئن على الأطفال، فوجدت الطباخين يحاولون تهدئتهم رغم ارتباكهم.
“لا تبكوا… لا تبكوا، كل شيء سيكون بخير…”
ورغم الضجيج الصادر من الخارج، بدأ الأطفال يهدؤون تدريجيًا.
وجَّهت نظري إلى الصندوق الذي كنتُ أحتضنه.
كنت أعلم ما هذا الشيء. إنه أحد النماذج الأولية لفلتر ‘كانغ آهـيون’، المعروف باسم فلتر GAH.
ثم…
‘هممم؟ ناهيون، هل تريدين أن تجربي إطلاقه؟ لا بأس حتى إن لم تكن لديك طاقة سحرية!’
‘وماذا عن الارتداد؟’
‘لا تقلقي، هذا إصدار خاص لا يحتوي تقريبًا على أي ارتداد. أحتاج إلى بيانات تجريبية من شخص غير مستخدم للسحر…’
كنت أعلم، على نحو تقريبي، كيف أستخدم هذا النوع من الأدوات.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 80"